في العراق يجب ان لا تكون المياه الجوفية بديلاً للمياه السطحية ويتطلب دراسات استراتيجية مستفيضة.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 08:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بالرغم من ان المياه الجوفية عنصر أساسي من موارد المياه في العراق الا ان الدور الأساسي الذي تلعبه المياه الجوفية في إمدادات المياه في العراق يجب يكون محدوداً لان العراق بلاد الرافدين. وان المناخ شبه الجاف وقلة مواسم الأمطار، لا يعني البتة اللجوء الى استثمار الجوفية ويشكل جائر، والعراق يتمتع بمياه سطحية إن أحسن استخدامها فسوف يكون حفر الابار واستخراج المياه على اضيق الحدود. وان العثور على المياه الجوفية في معظم مناطق البلاد تقريبًا هي موثوقة ونظيفة عادةً، وبالتالي توفر قاعدة موارد المياه الجوفية ضمانة لمستقبل الأجيال القادمة. من الصعب أن نتخيل العراق بدون المياه الجوفية، ومن دور المهندسين الجيولوجيين لتطوير وحماية وإدارة هذا المورد الحيوي بشكل مستدام حتى يتمكن المجتمع العراقي والبيئة من الاستمرار في النمو والازدهار.
في ظل تحكم دولتي المنبع تركيا وإيران بتصاريف نهري دجلة والفرات وروافدهما واشتداد الظواهر المناخية المتطرفة بسبب تغير المناخ، فان الطلب على المياه الجوفية في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في المناطق الريفية أصبح يفوق الاستخدام الأمثل لهذا المورد الحيوي والمخفي عن انظار المستخدمين، وهو مورد لا يمكن تعويضه لإمدادات المياه المنزلية والأساسية، بما في ذلك الماشية والبيئة الطبيعية. يعتمد معظم ريف العراق تقريبًا على المياه الجوفية وبدأ يتوسع استخدامها بسرعة في المناطق الحضرية مع انخفاض الإمدادات البلدية. لا يمكن المبالغة في أهمية المياه الجوفية بالنسبة مستقبل الاجيال القادمة.
موارد المياه الجوفية أصبحت تعاني من انخفاض سعة التخزين في أنظمة طبقات المياه الجوفية المحلية التي تعتمد بشكل كبير على التغذية السنوية المنتظمة عن طريق هطول الأمطار بسبب تغير المناخ وتغير في نمط الهطولات المطرية. توجد أنظمة مياه جوفية رسوبية إقليمية واسعة النطاق في البلاد، ومنها ما توجد في المناطق الطرفية حول حدود البلاد حيث تكون الكثافة السكانية منخفضة والطلب عليها منخفضًا بشكل مماثل.
تهديدات المياه الجوفية: تواجه المياه الجوفية في العراق تهديدات متعددة. وتشمل هذه انخفاضًا كبيرًا في التغذية بسبب تغير المناخ، مما يؤدي بمرور الوقت إلى استنزاف طبقة المياه الجوفية، والطلب الحضري المتزايد بشكل كبير بسبب فشل إمدادات المياه البلدية في مواكبة التحضر وتدهور جودة المياه الجوفية، وخاصة في البيئات الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية.
إعادة تغذية المياه الجوفية: يحدد معدل إعادة تغذية المياه الجوفية معدل السحب المستدام على المدى الطويل. وتتوقع بعض الدراسات أن يكون هناك انخفاض واسع النطاق في هطول الأمطار السنوي مقترنًا بارتفاع درجات الحرارة في جميع أنحاء البلاد، مما يؤدي إلى انخفاض كبير في تقديرات إعادة شحن المياه الجوفية، والتي تتراوح من نسب طفيفة الى طفيفة جداً لحوضي دجلة والفرات داخل العراق.
خطر جفاف المياه الجوفية: إن الجمع بين الطلب المرتفع والمتزايد على المياه الجوفية، والانخفاض المتوقع في معدلات إعادة الشحن وانخفاض سعة تخزين المياه الجوفية للطبقات الجوفية، يجمع بين وضع العراق في فئة مخاطر الجفاف المرتفعة إلى المرتفعة للغاية للمياه الجوفية. وتصنف العراق على أنها الدولة الأكثر عرضة لخطر الجفاف في منطقة الشرق الاوسط، وانخفاض مستويات المياه الجوفية بشكل كبير، يؤدي الى اعمال حفر آبار جوفية أعمق من أي وقت مضى، على الرغم من حقيقة أنه لا توجد مياه جوفية متجددة تقريبًا على هذه الأعماق.
إطار إدارة المياه الجوفية في العراق: في هذا السياق، يجب إدارة موارد المياه الجوفية في العراق بحوكمة رشيدة، لذا على الدولة توفير المبادئ التوجيهية وتحديد الأدوات اللازمة لإدارة المياه الجوفية بشكل مستدام. في الوقت الحاضر، يتم إدارة البنية التحتية للمياه الجوفية وصيانتها من قبل المؤسسة العامة للمياه الجوفية، ومن خلال فروعها في المحافظات، وهذا يتطلب تنظيم قاعدة بيانات عبر الإنترنت لجميع الابار والعيون والينابيع. على ان توفر قاعدة البيانات معلومات في الوقت المناسب عن الحالة التشغيلية لهذه الآبار وان تحتوي قاعدة البيانات هذه على حقول بيانات فيها معلومات عن الموارد الهيدروجيولوجية مثل الانتاجية والمنسوب الثابت والمتحرك وعمق البئر ومواصفات عن انابيب التبطين وما إلى ذلك على ان تركز البيانات الموجودة في قاعدة البيانات بشكل كبير على الاحتياطي من المياه الجوفية، بما في ذلك تقديم معلومات عن طواقم الضخ المنصوبة على الابار وكذلك حصر الابار المائية التي يقوم القطاع الخاص بحفرها والابار الأخرى التي يمتلكها ويديرها أفراد او دوائر ومؤسسات اخرى.
وان يتم مراقبة مستويات المياه الجوفية باستمرار من خلال ابار المراقبة، وتسجيل البيانات الهامة الأخرى مثل معدلات السحب ومعلات هطول الأمطار. والتبخر.
نحن في العراق يمكن القول إن مراقبة موارد المياه الجوفية غير موجودة ويستمر استغلال الموارد دون أي مراقبة كبيرة لمعدلات السحب أو مستويات المياه أو جودة المياه. ولا توجد حماية لضمان استدامة الموارد أو جودة المياه الجوفية.
لذلك فان رسم وتطوير خرائط جديدة لمكامن المياه الجوفية لتوضيح توزيع الموارد وقياسها وعرض هذه المعلومات بطريقة جديدة ومرئية. وبيان العلاقة بين استخدامات المياه الجوفية والتنمية، وصيانة البنية الأساسية، والأدوار المؤسسية، وتحديد بعض القضايا والمخاوف الرئيسية من نضوب هذا المورد الحيوي مما يتطلب القيام بالأعمال التالية على سبيل المثال لا الحصر:
• القيام بأجراء دراسات حقلية وجيوفيزيائية وانشاء مجموعة جديدة من خرائط المياه الجوفية الوطنية الصريحة مكانيًا والتي توضح إنتاجية طبقات المياه الجوفية، ومعدلات إعادة شحن المياه الجوفية في ظل المناخ الحالي والمتوقع في المستقبل، وإمكانات تطوير المياه الجوفية (المناخ الحالي والمستقبلي)، وتعرض المياه الجوفية للتلوث، وجودة المياه الجوفية الطبيعية، ومخاطر الجفاف في المياه الجوفية (المناخات الحالية والمستقبلية).
• تحديد موارد المياه الجوفية: إنتاجية طبقة المياه الجوفية (م) وإعادة شحن المياه الجوفية (ملم/سنة).
• رسم خرائط مستجمعات المياه التي توضح إمكانات تطوير المياه الجوفية وتحديد مواقع مراقبة المياه الجوفية المقترحة.
• تحديد طبقات المياه الجوفية ذات الأولوية ذات إمكانات التطوير العالية.
• تحديد التهديدات الرئيسية لموارد المياه الجوفية.
• تحديد موارد المياه الجوفية للأحواض التشاركية مع دول الجوار والعابرة للحدود.
• تقييم آثار تغير المناخ على المياه الجوفية.
• الإطار المؤسسي لإدارة المياه الجوفية.
• مقترحات لتطوير شبكة وطنية لمراقبة المياه الجوفية ليتم مراقبتها على مستويات مستجمعات المياه الرئيسية والفرعية، مع صيانتها وتحليلها على المستوى الوطني.
• إرشادات لجمع بيانات المياه الجوفية وتخزينها واستخدامها.
• القضايا الرئيسية المتعلقة بضخ المياه الجوفية.
• القضايا الرئيسية والمقترحات المتعلقة بتنمية القدرات لقطاع حفر الآبار وصيانتها.
• استراتيجية التنمية المستدامة وإدارة موارد المياه الجوفية.

#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات