أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الأسطل - وعاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض














المزيد.....

وعاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض


وليد الأسطل

الحوار المتمدن-العدد: 8234 - 2025 / 1 / 26 - 02:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن رؤية دونالد ترامب يعود إلى البيت الأبيض هي بمثابة أكثر الكوابيس رعبا. تبدو وكأنها نكتة سيئة، واحدة من نزوات القدر التي تجعلك تتساءل عما إذا كان من الأفضل أن تضحك أم تبكي؟ كيف يمكن لشخصية متعجرفة مثل ترامب، وخالية من كل جوهر ذي قيمة، أن تقود مرة أخرى القوة الأولى الرائدة عالميا؟ هو لغز يغرق العقل في هاوية الحيرة!

في البداية، ظننت أنني أحاول تفسير ما لا يمكن تفسيره، ولكن بعد محاولات كثيرة لفهم سبب عودته إلى سدة الحكم انتهى بي الأمر إلى إيجاد السبب الأكثر وضوحا: الغباء الذي لا يمكن تصوره للناخب الترامبي. أعلم أنه ليس من المناسب مهاجمة الملايين من الأفراد بهذه الطريقة، ولكن علينا مواجهة الحقيقة والاعتراف بها وقبولها رغم بشاعتها. إن غباء الناخب هو ما يضفي الشرعية على سلوك ترامب الذي يتعارض مع أدنى قواعد اللياقة الأساسية.

في كثير من الأحيان، حرصا على عدم الإساءة إلى المشاعر، نقلل من دور الغباء في حوادث التاريخ الكبرى. لا نحمل الشعوب مسؤولية أخطائها، وإنما نبرئها منها، كما لو أنها كانت مجرد ضحية للظروف. نعتبر جهلها كفارة لجرائمها: لم تكن تمتلك المعرفة الكافية -هذا ما أسمعه هنا وهناك- ولأنها ساذجة خدعتها الخطب الشعبوية.

ومع ذلك، فإن الغباء في هذه الحالة ليس سوى ترجمة للشر. يسير الاثنان جنبا إلى جنب، ويشكلان ثنائيا لا يقهر، يؤسس لأكبر الأعمال التراجيدية في تاريخ البشرية. إن ما ندعوه -في مثل هذه المواقف- جهلا، ليس سوى فرط شهية لكل ما يهين ويدمر ويحط ويقسم، إنه الصهارة الجهنمية التي تزدهر فيها الشعبوية والقومية في أسوأ تجلياتها ومعانيها.

يجسد ترامب الخواء الفكري لناخبيه، مرآتهم الأكثر إخلاصا، والانعكاس الدقيق لغبائهم المرتبط بأبشع الشرور. إن خطابات ترامب عبارة عن سيل من الإهانات، والأكاذيب، والإيذاء الفاحش، والدعوات إلى الكراهية التي -منطقيا- لا ينبغي إلا أن تثير الرفض والاشمئزاز، أو في أسوأ الأحوال، اللامبالاة.

ومع ذلك، فإن العكس هو ما يحدث! كلما انحدر ترامب إلى العنف اللفظي، كلما تلقى المزيد من التقدير! إن الانبهار بالشر ليس له حدود، فهو يستجيب لحاجة متأصلة في أعماق النفس، لعدم الرضا عن الفشل في تحقيق الذات الذي يجعل الأشخاص المعتدلين ظاهريا يتحمسون للخطابات التي يُعزى سبب فشلهم فيها إلى اعتبارات خارجية، للأعداء الوهميين، مثل الدولة العميقة أو العمال غير القانونيين الفقراء. باختصار، هناك الكثير من الأوهام المريحة القادرة على التحدث إلى الجانب المظلم في الناس.

كما كان الحال في الماضي مع النازية، ولكن بقدر أقل، هذا ما نشهده في أميركا، هذا التدفق الهائل من الكراهية التي تلحم وتلهم جزءا كبيرا من الشعب. لا أقوى من الكراهية! إنها تمجيد للأفكار السوداء الخفية التي تظهر تحت تأثيرها في وضح النهار: الأوهام التآمرية، الانتقام من المهاجرين، الدعوات إلى إراقة الدماء، العنف، كلها وقود يسمح للجميع بالابتهاج والشعور برد الاعتبار.

من المؤكد أن كامالا هاريس لا تخلو من العيوب، لكن لا شيء منها يمكن أن يبرر التصويت لصالح خصمها الجمهوري. إن الانحدار إلى التصويت لصالح ترامب يعني الاستسلام لأحط دوافع المرء، التي يخفيها وراء اعتبارات كثيرة، من أهمها أسبقية الاقتصاد على كل شيء. الاقتصاد، هذه هي الكلمة السحرية! عندما لا يجدون ما يقولون، وعندما يحاولون تفسير سبب تصويتهم لترامب بلا تردد، فإنهم يتخذون من الاقتصاد ذريعة، السبب الأكبر لكل إحباطاتهم.

إن الاقتصاد هو دائما السبب المستخدم لإضفاء الشرعية على التصويت الشعبوي. إنه ذلك المفهوم الشامل حيث يمكن للجميع إبراز أنفسهم والحلم بمستقبل أفضل مع إخفاء أوجه القصور لديهم.

باسم الاقتصاد يمكنهم أن يغفروا لترامب كل شيء: قناعاته القانونية، تصريحاته التحريضية، غرابة أطواره، عنفه، كرهه للنساء، عنصريته، جنون العظمة، سلوكه الإجرامي، نباحه، وكل شيء، كل شيء.

إن لم تعنِ إعادة انتخاب ترامب قرب موت الحضارة الأميركية، فهي على الأقل دليل فشلها الواضح.

الاستنتاج الذي يمكننا الوصول إليه من انتصار شخص تافه مثل دونالد ترامب، هو أن المجتمع الأميركي سمح للكراهية الخارجة عن السيطرة بالازدهار في وسطه. كراهية أصبحت جوهر الكابوس الأميركي.



#وليد_الأسطل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستصبح كندا الولاية الأمريكية 51؟
- مستقبل الولايات المتحدة الأمريكية كما أراه
- رواية قبل أن تختفي.. ليزا جاردنر
- عن رواية قصة خرافية.. ستيفن كينغ
- ستيفن كينغ والأدب الخفيف
- عن رواية حجر القمر.. ويلكي كولنز
- خواطر
- فرانك.. من مجموعتي القصصية شيء مختلف
- قصة بعنوان توم. من مجموعتي القصصية (شيء مختلف)
- الناقد عمار بلخضرة يكتب عن شيء مختلف
- صباح مقاطعة شامبانيا (فرنسا)
- من سجل تجاربي ٣
- مشيناها خطى كتبت علينا
- الناقد الأستاذ عمار بلخضرة يكتب عن رواية -سقوط-
- من سجل تجاربي ٢
- حوار أجرته معي الكاتبة ياقوت شريط
- سقوط؟
- عن روايتي -سقوط- بقلم الكاتب الطيب صالح طهوري
- لا تغرنكم الألقاب
- من سجل تجاربي


المزيد.....




- حزمة استثمارات قطرية في مصر بقيمة 7.5 مليار دولار
- زيلينسكي يدعو ترامب لزيارة أوكرانيا: ستشهد بنفسك التهديد الذ ...
- بي بي سي ترصد آثار الحرب على البنية التحتية في السودان
- الصليب الأحمر: إسرائيل تحتجز مسعفاً فلسطينياً مفقوداً في هجو ...
- إصابة مجندة إسرائيلية في عملية دهس بالخليل وفرار المنفذ
- في لحظة دولية فارقة... لوكمسبورغ تحتضن أول اجتماع أوروبي رفي ...
- في قلب بيروت.. التياترو الكبير شاهد على ويلات الحرب الأهلية ...
- وفاة الكاتب ماريو فارغاس يوسا الحائز على جائزة نوبل للآداب ع ...
- شاهد ما حدث في غابات اسكتلندا بسبب حرائق هائلة
- بنغلاديش تعيد حظر السفر إلى إسرائيل


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الأسطل - وعاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض