أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل السهلي - عنا قماش نكفن فيه أولادنا لكن معنا قمش لرفع رايات بيضاء














المزيد.....

عنا قماش نكفن فيه أولادنا لكن معنا قمش لرفع رايات بيضاء


نبيل السهلي
كاتب وباحث فلسطيني

(Nabeel Sahli)


الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبرالمرأة الفلسطينية سر صمود الشعب الفلسطيني وثباته ورمز نصره القادم، فهي أم الأسير والشهيد وكذلك هي الشهيدة والاسيرة وأم مالك بارود إحدهن ؛ وهي فلسطسينية والدة لخمسة شهداء سقطوا خلال العدوان الصهيوني على غزة ،لتكون أيقونة نساء فلسطين بقولها “عنا قماش نكفن فيه اولادنا لكن ماعنا قماش نرفع فيه رايات بيضاء”.
ثبات غزة
صمد أهل غزة (467) يوماً رغم الالام الكبيرة جداً ، حيث سقط اكثر من (150) الفاً بين شهيد وجريح ومغيب قسرياً جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وقد أفشل هذا الصمود الاسطوري أهداف العدوان الصهيوني المعلنة وغير المعلنة ، وفي مقدمتها خطة الترحيل الى سيناء وكذلك فشلت خطة الجنرالات فضلاً عن خطة عدم الانساب من نتساريم ومحمور فيلادلفيا ناهيك عن تلاشي فكرة تحرير المختطقين الاسرائيليين بالقوة دون مفاوضات ، لتبقى غزة العزة شامخة رغم الدمار االمهول الذي طال غالبية المدارس والجامعات ودور العبادة والمتاحف واقتلاع الاشجار وتجريف البنى التحتية لمنع أهالي غزة من النهوض، لكن شارات التحدي من قبل الغزيين وخاصة النساء تؤكد بأن غزة ستنهض من جديد ويعود الصيادون إلى بحرها . ملفات عديدة تواجه أهالي قطاع غزة للنهوض وفي مقدمتها إعادة الاعمار وتأهيل البنى التحتية والاهم مساعدة أهل غزة بشكل متسارع مالياً وغذائياً ،بحيث يشمل كل فرد وأسرة فلسطينية دون أي تمييز ، وتلك مسؤولية فلسطينية في الدرجة الأولى ، أقصد السلطة الفلسطينية والفصائل المختلفة بغض النظر عن نعوتها . اضافة الى هيئات المجتمع المدني بمسمياتها العديدة ، ومطالبة المنظمات الدولية والدول العربية بتسيير مزيد من المساعدات الغذائية والطبية دون عقبات وايصالها إلى كافة مناطق قطاع غزة وأهله المكلومين.
أعتى الاحتلالات
واجه قطاع غزة احتلالات عدة عبر التاريخ؛ بيد أن الاحتلال الإسرائيلي ومجازره ضد أهل غزة خلال (467) يوما ، كان الأشرس والأكثر همجية وفاشية، إذ أمعن الجيش الاسرائيلي في تقتيل الأطفال والشيوخ والنساء، جنباً إلى جنب مع سياسة تدمير ممنهجة للبيوت على رؤوس ساكنيها. لكن يظل الثابت أن قطاع غزة صمد أمام رياح احتلالية عاتية في التاريخ، فبصمود أهله ومقاومتهم رحل المحتلون وبقيت غزة هاشم كما سماها العرب شامخة. وتاريخ مدينة غزة كما كل فلسطين، تاريخ مجيد حفظته ووعته الأجيال المتلاحقة. فعندما احتل الجيش البريطاني فلسطين في عام 1920 بدأت مرحلة احتلال خاصة، فرض فيها البريطانيون قوانين الطوارئ على أهالي المدن والمناطق الفلسطينية المختلفة، ومن بينهم الغزيون، لتبدأ مرحلة استعمارية طويلة مليئة بالقوانين الأشد عنصرية في التاريخ المعاصر.فعلى الرغم من الانسحاب الإسرائيلي وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية من قطاع غزة في عام 2005 بعد احتلال مديد وبفعل مقاومة وكفاح أهلها، فإن الجيش الإسرائيلي جعل منه سجناً كبيراً لأكثر من مليوني وثلاثمائة الف فلسطيني ، والذين تعرضوا لعمليات القتل والاغتيال والتدمير الممنهج وصولاً إلى عمليات الابادة الجماعية. ورغم صغر مساحة قطاع غزة التي لا تتعدى 365 كم مربع وهشاشة بنيته التحتية، بقى صمود الغزيين كابوساً مزعجاً للاحتلال الإسرائيلي، لذلك لم تكد تمر سنوات دون قيام حملة عسكرية شرسة للاحتلال الإسرائيلي على القطاع تودي بأرواح المئات من المدنيين ، وتدمر بنيته التحتية، فضلاً عن تشديد الحصار الاقتصادي الذي يهدف إلى قتل الغزيين ببطىء وبعملية إبادة جماعية مكتملة الأركان.
ملاحقة مجرمي الحرب
لم تكن أمريكا وغالبية النظم الغربية يوما مع حقوق الفلسطينيين رغم عدالتها، بل كانت منحازة إلى تصورات وسياسات إسرائيل، وفي مقدمتها المجازر المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني وتعميم الروايات الصهيونية الزائفة حول احتلال فلسطين وطرد شعبها، وبذلك تعتبر النظم الغربية الداعمة وفي المقدمة منها أمريكا شريكة لإسرائيل بعدوانها ومجازرها المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني، في وقت توضح فيه الانحياز المتدرج للمزاج الشعبي في دول الغرب وكندا واستراليا إلى جانب الحق الفلسطيني، وقد جعلت وسائل التواصل الاجتماعي التي نقلت حقيقة المجازر وعمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني بالصوت والصورة ؛ جعلت من إسرائيل كيان منبوذ عند الكثيرين من شعوب العالم في مناحي القارات الأربعة، وخاصة شريحة طلاب الجامعات الذين سيستحوذون على أعمال ومناصب هامة في بلدانهم. كل ذلك يتطلب عدم التوقف عن ملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين واقتيادهم إلى المحاكم الدولية لينالوا عقابهم.
شارة التحدي
لم يمنع الجرح العميق على رفع الغزيين وخاصة النساء شارة التحدي والنصر والتشبث بالأرض؛ وكان ذلك عاملاً حاسماً للصمود الأسطوري لأهالي قطاع غزة لمدة (467) رغم توحش جيش الاحتلال الإسرائيلي وهمجيته،وهذا ليس بالشيء الجديد، حيث كانت غزة على الدوام أبية مزعجة وعصية على المحتلين منذ الاحتلال البريطاني. إن غزة وشبابها المقاومون مدفوعون بمعاناة شعبهم التي نجمت عن سرقة أراضيهم بالجملة، والتطهير العرقي والإبادة الجماعية المتزايدة؛ لقد حفزتهم عدالة قضية فلسطين والنضال من أجل الحرية والعدالة والتحرير، لذا سيظل أهل غزة باقون مابقي الزعتر والزيتون، ولتتأكد مقولة الفلسطينية الغزاوية أم مالك بارود “عنا قماش نكفن فيه اولادنا لكن ماعنا قماش نرفع فيه رايات بيضاء”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتب فلسطيني مقيم في هولندا



#نبيل_السهلي (هاشتاغ)       Nabeel_Sahli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطينيو سوريا ودرب الالام الطويل والحقبة الأسدية البائدة
- صرخة ..لماذا تحتل إسرائيل مناطق جديدة من هضبة الجولان السوري ...
- الجيوش العربية لحماية الوطن أم العروش؟
- أربع سنوات عجاف مع ترامب
- قرار الجنائية الدولية وإمكانية عزل إسرائيل
- المخيمات الفلسطينية في سورية..مراجعة نبيل السهلي
- الخارطة الحزبية الإسرائيلية عشية انتخابات الكنيست 22
- في ذكرى النكبة .. مخططات لتهجير سكان عكا وتهويدها
- الشعبوية المتفاقمة في الغرب وآثارها المستقبلية
- تحديات الحكومة الفلسطينية القادمة
- لاتزال الصهيونية شكل من أشكال العنصرية
- الاسرلة في فكر عزمي بشارة
- مسعى إسرائيلي لاعتراف ترامب بالسيادة الإسرائيلية المطلقة على ...
- صفقة ترامب والسلام الاقتصادي..السلام الاقتصادي ركيزة صفقة ال ...
- متى تعتذر بريطانيا من الفلسطينيين؟
- وكالة اونروا على كف عفريت
- إسرائيل واغتيال العقول العربية
- محاولات إسرائيلية لفرض ديموغرافية قسرية في القدس


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نبيل السهلي - عنا قماش نكفن فيه أولادنا لكن معنا قمش لرفع رايات بيضاء