|
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثّامن بعد المائة، بتاريخ الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير 2025
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 13:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يتضمن العدد الثّامِن بعد المائة، من نشرة "متابعات" الأسبوعية فقرة عن توقّف العدوان – ولو مُؤقّتًا – في غزة، وفقرة عن بعض ملامح "سوريا الجديدة"، وفقرة عن ذكرى اغتيال روزا لكسمبورغ، وفقرة عن التعاون التكنولوجي بين روسيا والصين في مجال الإتصالات و"الذّكاء الإصطناعي"، في مواجهة الحَظْر الأمريكي و "العقُوبات الغربية"، وفقرة عن ارتفاع مُعدّلات الفقر بفرنسا التي تنفق حكومتها المال العام لدعْم نظام أوكرانيا والكيان الصهيوني وفقرة عن إضراب عُمّال أمازون لأول مرة في الولايات المتحدة وفقرة عن هيمنة الولايات المتحدة على التحويلات المالية الدّولية من خلال السيطرة على منظومة "سويفت" وعلى الشبكة الإلكترونية الدّولية
نعي: داوود أحمد مراغة “أبو أحمد فؤاد” – القُدس 1942 – 17 كانون الثاني/يناير 2025 – كان أحد مؤسسي وقادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأحد أبرز القادة العسكريين للمقاومة الفلسطينية في الأردن ولبنان... انتمى إلى حركة القوميين العرب، قبل أن يُشارك في تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ( كانون الأول/ديسمبر 1967)
فلسطين، غزة – تساؤلات مشروعة عَبَّرَ سُكّان غزّة عن فَرَحِهم بوقف العدوان وحرب الإبادة ( ولو مُؤقّتًا)، وما كان العدو ليتفاوض ويُوَقِّعَ أي اتفاق لولا الصّمود البُطولي والإستثنائي للمقاومة طيلة حوالي 16 شهرًا، لكن وجب الحذر، فقد عَوَّدَنا الكيان الصّهيوني بعدم الإلتزام والتّنكُّر للإتفاقيات ( مثل مفاهمات أوسلو منذ 1993 )، وهو ما يحصل في لبنان حيث يواصل العدو القصف والإغتيال والتّدمير بعد أكثر من ستة أسابيع من وقف إطلاق النار، كما عوّدنا العدو بإعادة اعتقال الأسرى الذين يتم إطلاق سراحهم تم تدمير قطاع غزة بشكل شبه كامل، ويُقدّر عدد الشهداء والمُصابين والمفقودين بأكثر من مائتَيْ ألف شخص، أو حوالي 10% من سكان قطاع غزة، قبل توقيع الإتفاق يوم الخامس عشر من كانون الثاني/يناير 2025، ولم يتم نَشْرُ تفاصيل الإتفاق فيما نُشرت بعض "التّسريبات" من الإتفاق المُحرّر باللغة الإنغليزية ولم تتجاوز وقف إطلاق النار وتبادل الأسْرى، دون أي ضمانات لمراقبة التنفيذ، وأعلن رئيس حكومة العدو عدم الإنسحاب من محور فيلادلفيا ( بين غزة وسيناء ) ولن يكون هناك وقف نهائي للحرب، وهو في ذلك مُحِقٌّ فلن يحصل الوقف النّهائي للحرب قبل زوال الكيان الصهيوني أو الإبادة الكاملة للشعب الفلسطيني... لم يتطرق الإعلام القَطَرِي إلى مستقبل قطاع غزة وإعادة الإعمار، وقد يبدأ الكيان الصهيوني الفصل الثاني من العدوان بعد إطلاق سراح الأسرى الصهاينة... من جهة أخرى، قَدّرَ الإعلام الصّهيوني عدد المُجَنَّدِين من قوات الإحتياط بحوالي 220 ألف، وعدد القتلى من العسكريين بنحو 840 جندياً والجرحى بنحو 14 ألفاً، بمعدل يقل قليلا عن ألْف مُصاب شهريا، كما بدأ الإعلام الصهيوني يكشف التّكلفة المادّية ( الإقتصادية ) للعدو، فقد قَدَّرَ الموقع الإقتصادي الصهيوني "كالكاليست" يوم الأحد 19 كانون الثاني/يناير 2025، كلفة الحرب على فلسطينِيِّي غزة، حتى الخامس عشر من كانون الثاني/يناير 2025، بنحو 150 مليار شيكل (41,8 مليار دولار)، وتتراوح الأرقام الرسمية بين 34,09 مليار دولارًا ( وزارة المالية الصهيونية ) وأكثر من 67,75 مليار دولارا وفق البنك المركزي الصهيوني، ويشمل هذا المبلغ "النفقات العسكرية وتكاليف الأمن وخسائر الإيرادات، والنفقات المدنية الناتجة عن الحرب..." تسببت الحرب في نُزُوح الإستثمارات الأجنبية وتراجع قيمة البورصة وشلل قطاعات السياحة والزراعة والصناعة، وفي ارتفاع العجز المالي إلى 5,2 مليارات دولارا... ولولا الدّعم الإمبريالي ( الأمريكي والألماني والبريطاني خصوصًا ) لكانت هذه الحرب كارثة على اقتصاد العدو...
سوريا 2025 استولت هيئة تحرير الشام ( النُّصرة سابقا، التابعة لتنظيم القاعدة) على السلطة بدعم تركي وأطلسي ونشرت الشرطة بسرعة ولكنها لم تُعِر أي اهتمام للإحتلال الصهيوني، بل أعلنت إن العدو الرئيسي هو إيران وليس الكيان الصهيوني... ينعكس هذا الموقف السياسي في مجال الإقتصاد، حيث أعلنت هيئة تحرير الشام فَتْح أبواب البلاد أمام الإستغلال الإقتصادي للشركات العابرة للقارات، وأبلغت الرأسماليين المحليين والدوليين أنها "تتبنى نموذج السوق الحرة والتّخلِّي عن سيطرة الدولة على الإقتصاد وتعمل على دَمجه في الاقتصاد العالمي"، وقد تزامن دخول المليشيات الإرهابية دمشق مع ارتفاع وتيرة تدمير البنية التحتية والمواقع الاقتصادية والصناعية السورية من قِبَلِ قوات الإحتلال الصهيوني ولم تفعل الحكومة التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام شيئًا لمواجهة هذه الهجمات، رغم أهمّيّة الحفاظ على الأصول الاقتصادية الرئيسية لإعادة بناء البلاد... تُعَدّ هذه التصريحات والأقوال والأفعال مُؤشِّرًا على نوع الدولة التي يخطط الزعماء الإرهابيون لبنائها، فهذه المليشيات ( مثل هيئة تحرير الشام ) متحالفة مع الإمبريالية الأميركية ومع تركيا الأطلسية، وهو نقيض للنهج الإقتصادي السابق الذي سمح للدّولة بالتّدخّل في مجالات الرعاية الصحية والتعليم المجاني وتحديد الأسعار وتوزيع السلع، بهدف تحقيق قدر من الاستقلال السياسي... اعترف جيمس جيفري ( مسؤول سياسات الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأمريكية) لشبكة بي بي إس، إن الولايات المتحدة كانت على اتصال مستمر مع هيئة تحرير الشام التي أعلن زعيمها: "نريد أن نكون أصدقاءكم. نحن لسنا إرهابيين. نحن فقط نقاتل الأسد"، وكانت الولايات المتحدة تساعدها "بشكل غير مباشر" لأنها مُصنّفة ككيان إرهابي من قبل وزارة الخارجية، واستجابت قيادة هيئة تحرير الشام للنصيحة الأمريكية فأصدرت خلال شهر تموز/يوليو 2022 وثائق بشأن "مستقبل سوريا"، وتتضمّن "التّعَهّد بتبني نموذج السوق الحرة، وفتح الأسواق المحلية للاقتصاد العالمي"، وما إلى ذلك من العبارات التي يبدو إنها منقولة من وثائق صندوق النقد الدولي الذي رفضت حكومة سوريا قُرُوضَهُ منذ سنة 1984، ومن المُتَوَقَّع أن تتم ترجمة "إصلاح الإقتصاد" بنقل الثروات والشركات الوطنية إلى الشركات العابرة للقارات، وأن تُصبح سوريا تعتمد على توريد الغذاء والدّواء والطاقة ( حيث تُسيطر الولايات المتحدة على حقول المحروقات وعلى الأراضي الزراعية الخصبة، شرقي نهر الفُرات، فيما يُسيطر الكيان الصهيوني على المياه) وبذلك يُصْبِح الاقتصاد السّوري مجرد سوق للإنتاج الأجنبي، وخاضعًا لسيطرة القوى الإمبريالية، ويقتصر دور الجيش على القمع الدّاخلي، فيما يحتل الكيان الصهيوني المزيد من الأراضي... ( التصريحات وبعض البيانات منقولة عن وكالة رويترز بتاريخ 12/12/2024 )
تونس - الإتحاد العام التونسي للشغل 20 كانون الثاني/يناير 1946 – 2025 تأسس الإتحاد العام التونسي للشغل – أول نقابة عُمالية في إفريقيا والوطن العربي – يوم 20 كانون الثاني/يناير 1946 وشارك قادته في النضال الوطني ضدّ الإستعمار الفرنسي المُباشر ( 1881 – 1956 ) ودفعت قواعده القيادة التي تنتمي إلى الحزب الحاكم ( حزب الدّستور ) إلى إعلان الإضراب العام يوم 26 كانون الثاني/يناير 1978، وإلى القَطْع مع السّلطة يعيش الإتحاد العام التونسي للشغل حاليا أزمةً قد تعصف به، بسبب البيروقراطية والإدارة غير الدّيمقراطية التي أدّت إلى إقصاء عشرات المسؤولين النقابيين المنتخبين، بسبب معارضتهم تضرفات القيادة البيروقراطية التي تشبثت بالمكاسب المادّية وانقلبت على قرارات المؤتمرات، مثل تحديد فترة "المناصب" القيادية، وبسبب الصراعات الدّاخلية، وكذلك بسبب معاداة السلطة السياسية للعمل النقابي وللإتحاد العام التونسي للشغل.
ذكرى روزا لوكسمبورغ - آذار/مارس 1871 بمدينة زاموش – بولندا ( الجزء الذي كانت تحتله روسيا ) واغتيلت يوم 15 كانون الثاني/يناير 1919 واحدة من أهم مُناضلي ومُنَظِّرِي الماركسية في ألمانيا وضمن اليسار الثّوري والأممية الثانية، ومناضلة نسائية وعُمّالية، مناهضة للإمبريالية وداعمة لحق الشعوب في تقرير مصيرها، وكانت ذات ثقافة واسعة ومتنوعة، حيث درست الرياضيات والعلوم، ثم القانون والاقتصاد السياسي، وقدمت أطروحة دكتوراه حول ” تطور بولندا الاقتصادي” (آذار/مارس 1897)، وشاركت بمؤتمر الأممية الثانية بباريس، بصفة منتدبة بولونية، وهي من مؤسسي الحزب الاشتراكي الديمقراطي لبولندا وليتوانيا، واضطرت إلى مغادرة بولندا سرّا إلى سويسرا ثم ألمانيا حيث حصلت على الجنسية الألمانية وساهمت بنشاط في النضال الثوري ببولندا وألمانيا وشاركت في ثورة 1905 في روسيا، وساهمت في النقاشات الفكرية ومناظرات الشيوعيين مع كارل ولويز كاوتسكي واوغست بيبل، وفرانز مهرنغ وكلارا زيتكين وفلاديمير لينين، وكتبت عددًا من الكراسات والكتب ومجموعة من المقالات من بينها مجموعة تحت عنوان ” إصلاح اجتماعي أم ثورة ؟” و “الإضراب الجماهيري، والحزب والنقابة” (1906) والخلاصات التحليلية والإستراتيجية من ثورة 1905، ونادرًا ما كان المناضلون بارعين في مجالات الدّعاية والتّحريض، فيما كانت روزا لكسمبورغ بارعة في المَجَالَيْن حرّض تيّار "الدّيمقراطية الإجتماعية" على اغتيالها لمّا كانت تتحمّل مهام قيادة "رابطة سبارتاكوس الجديدة" منذ 1915، ندّدت بالفريق البرلماني للحزب الإشتراكي الدّيمقراطي الألماني، و بالبيروقراطية النقابية اللّذَيْن تَصَالَحَا عمليا مع الرأسمالية والدّولة الألمانية، خصوصًا بعد تصويت نواب الحزب في البرلمان على اعتمادات الحرب العالمية الأولى، مثل كل فروع الأممية الثانية، بينما ناضلت روزا لوكسمبورغ ضد الحرب، مما أدّى إلى سجنها مرارا بتهمة “التحريض على التمرد” و ” تحريض الجنود على العصيان” و ” إهانة الإمبراطور” وكتبت بالسجن "أزمة الاشتراكية الديمقراطية" وتم نشره باسم مُستعار، وناضلت روزا وليبكنخت وزيتكين ومهرنغ ضد الحرب ومن أجل بناء منظمة أممية جديدة، الأممية الثالثة التي تأسست بعد اغتيالها سنة 1919... تأبعت من السّجن الأخبار القليلة التي كانت تصلها عن الثورة الروسية، وكتبت عنها مجموعة من المقالات وكتاب "الثورة في روسيا" الذي نُشِرَ بعد اغتيالها... بعد خروجها من السّجن بفضل الثورة الألمانية ( تشرين الثاني/نوفمبر 1918) ساهمت مع قادة رابطة سبارتاكوس – وبالأخص كارل ليبنيخت - في نقاش مواضيع هامة مثل المُشاركة في الإنتخابات البرلمانية ودَوْر النقابات قبل أن تُقَرِّرَ الحكومة "الاشتراكية الديمقراطية" اغتيالهما مع مئات المناضلين العماليين، يوم 15 كانون الثاني/يناير 1919.
كتبت روزا لكسمبورغ – ردًّا على المُرتدّ إدوارد برنشتاين – عضو الحزب الإشتراكي الدّيمقراطي الألماني، سنة 1898 ضمن كتاب : " إن الذين يحبذون وسيلة الإصلاح التشريعي بدلا من الثورة الإجتماعية كوسيلة للاستيلاء على السلطة السياسية، لا يختارون طريقا مختلفًة لإنجاز الثورة بل يختارون هدفا مختلفا، بديلا عن هدف بناء مجتمع جديد، فهم يُدافعون عن الإكتفاء بتعديلات سطحية على المجتمع القديم ” (“إصلاح اجتماعي أم ثورة ؟” ومن أهم منشوراتها:” مدخل إلى الاقتصاد السياسي” (1907-1912) و كتاب ” تراكم الرأسمال” (1913)
روسيا والصين- تعاون تكنولوجي تطمح روسيا منذ سنوات أن تصبح قوة في مجال تقنية الإتصالات والتكنولوجية فائقة التّطَوُّر، لكن الولايات المتحدة كانت – ولا تزال - بالمرصاد لعرقلة جهود أي منافس محتمل، حيث تحتل الولايات المتحدة والصّين الصدارة في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي، فضلا عن حرب أوكرانيا التي عرقلت جُهود روسيا، وكانت هذه الحرب ذريعة لتشديد "العقوبات" ضد روسيا، وحَظْر تصدير منتجات التكنولوجيا الفائقة إلى روسيا، كما إلى الصّين، ولذلك قرّرت روسيا - التي غادرها العديد من العُلماء والمُتَخصِّصين في مجالات التكنولوجيا - التّعاون مع الصين في مجال الإبتكار وتطوير "الذّكاء الإصطناعي" للتغلب على العقوبات "الغربية" المفروضة على التقنيات المتطورة، ولكسر هيمنة الولايات المتحدة على القطاع التكنولوجي، وطلب فلاديمير بوتين، خلال شهر آذار/مارس 2024، من حكومته تطوير مجلات التكنولوجيا، وإنشاء وحدات تحكم ألعاب فيديو وخدمات ألعاب سحابية وأنظمة تشغيل خاصة بها بهدف تسريع استقلال روسيا عن الدول الغربية ومنع العقوبات من شل صناعة التكنولوجيا الروسية، كما أعلن الرئيس الرّوسي خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024، عند تقديم مشروع استرتيجية تطوير تكنولوجيات الذّكاء الإصطناعي: " لا ينبغي السماح للغرب باحتكار مجال الذكاء الاصطناعي، وسوف يتم قريبًا إقرار استراتيجية لتطوير هذه التكنولوجيا"، ثم دعا الحكومة ومصرف "سبيربنك"، أكبر مصرف روسي ومبتكر التكنولوجيات الجديدة، إلى الشراكة مع الصين لتطوير الذكاء الاصطناعي، ثم انعقد مؤتمر دولي حول الذكاء الاصطناعي في موسكو في الفترة من 11 إلى 13 كانون الأول/ديسمبر 2024، حيث أكد بوتين على ضرورة تطوير الذكاء الاصطناعي، وأعرب عن رغبته في تطوير التّدريب ودَمْج الذكاء الاصطناعي في الأنظمة الحكومية لتطوير التعليم والتأهيل، وتنظيم مؤتمرات دولية حول هذا الموضوع، ونشر المجلات الدولية حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي و إنشاء منصة في موسكو لعرض الإنجازات في هذا المجال، إلى جانب تعزيز التعاون مع الصين في مجالات التمويل والتصنيع والنقل والحوسبة الكمومية وتعزيز الابتكار والتّكامل بين البحث التكنولوجي والابتكار، والتطبيقات وبمكن لموارد البيانات والقاعدة التكنولوجية في الصين أن توفر سيناريوهات تطبيقية عملية للبحوث النظرية في روسيا التي تميّزت جامعاتها ومراكز البحث بها بتطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي والنظريات الأساسية، فيما تميّزت مراكز البحث الصينية بتطوير استخدام البيانات وتحسين الخوارزميات، بهدف تعزيز التطبيقات الصناعية وتسويق تقنيات الذكاء الاصطناعي الروسية، في مجالات مثل الطاقة والفضاء والصناعة والأسلحة...
فرنسا – ارتفاع معدلات الفقر ينشر مرصد عدم المساواة تقريرا عن الفقر في فرنسا كل عامين، ويشير تقريره الرابع الذي نشر نهاية العام 2024 - والمبني على أرقام رسمية - إلى أن الفقر يتزايد بين الفئات الشعبية منذ عقدين من الزمن، وتقدم الوثيقة نظرة عامة شاملة ومنظورًا نقديًا للبيانات المتعلقة بالفقر في فرنسا. قُدِّرَتْ عتبة الفقر المالي بدخْل يُعادل 1014 يورو شهريًا للشخص الواحد و1500 يورو للزوجين، و2500 يورو لأُسْرة مُكونَة من زوجين مع طِفْلَيْن يزيد عمرهما عن 14 عامًا، ويتراوح معدل الفقر في فرنسا سنة 2022 بين 8,1% و14,4%، من العدد الإجمالي للسّكّان، أي ما بين 5,1 ملايين و9,1 ملايين فقير، بحسب اختلاف المصادر التي تُجْمِعُ على عدم تَحَسُّنِ مستوى معيشة أفقر 10% من السكان طيلة عشرين عاماً، بل على العكس من ذلك، فقد ظل الدّخل راكداً حول ألف يورو شهرياً للشخص الواحد بين عامَيْ 2002 و2022، وفقاً للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية ( Insee ) الذي يشير إلى أن المستوى الحقيقي للدخل لأفقر 10% انخفض بنسبة 9%، بين سَنَتَيْ 2008 و2021. تتعرض بعض الفئات الاجتماعية بشكل خاص للفقر، وخصوصً العمال والموظفون والأُسر ذات العائل الوحيد والمعوقون والمهاجرون، ويرتفع معدل الفقر بشكل خاص بين الشباب، حيث يبلغ 11,4% بين من تقل أعمارهم عن 18 عاما، و10% بين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما، مقارنة بـ 8,1% بين جميع السكان. ترتفع نسبة الفقر بشكل مُخيف لدى العاملين بعقود هشة أو بدوام جزئي، لكن أكثر من نصف الفقراء الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا "غير نشطين" ( لا يعملون ولا يحصلون على منحة عَطالة ) وتشمل هذه الفئة العاطلين عن العملوالمتقاعدين والبالغين الذين تخلّوا عن البحث عن عمل والأمهات ربات البيوت والطلاب الذين يعيشون مع والديهم، وما إلى ذلك. أما النصف الآخر من السكان الفقراء فهم من الموظفين والعاملين لحسابهم الخاص والمُعَطّلِين عن العمل، ويبلغ معدل الفقر بين المُعَطَّلِين عن العمل نسبة مرتفعة تصل إلى 24,5%، ويُؤثر ارتفاع معدّل الفقر على معنويات المواطنين، حيث تُظهر الإستطلاعات إن 80% من الفرنسيين يشعرون بالقلق إزاء الفقر الذي تزايد منذ سنة 2018، بحسب مرصد عدم المساواة الذي يوصي بزيادة الأجور وتعزيز الخدمات العامة لمحاربة الفقر.
الولايات المتحدة – إضراب تاريخي لعمال "أمازون" أطلق عمال الشركة العابرة للقارات "أمازون" للتجارة الإلكترونية، وهي ثاني أكبر شركة عالمية وتبلغ قيمته في البورصة تريلْيُونَيْ دولارا، إضرابًا تاريخيًا على مستوى الولايات المتحدة، مباشرةً قبل الأعياد المسيحية للأسبوع الأخير من سنة 2024، وحَظِيَ الإضراب بمساندة غير مسبوقة، فيما كانت التحضيرات النقابية ضعيفة، وكان حَضُور الشرطة مُكثّفا واعتقل عناصر الشرطة ( الفرْقة التي تخصّصت في قَمْع التظاهرات المُندّدة بالكيان الصّهيوني ) عددًا غير مُحَدَّد من المضربين، لأنهم يحتجون ضدّ الإستغلال الفاحش والرواتب الضعيفة وانعدام أمان الوظيفة والتّأمين... بدأ الإضراب في سبعة مراكز لتوزيع السّلع، من بينها مركز كوينز في نيويورك، في خضم موسم الاستهلاك الشتوي، حيث يضطر عمال أمازون إلى العمل لساعات إضافية إجْبارِيّة للإستجابة لزيادة الطّلب، على أن تلتحق المواقع الأخرى ( نيويورك وأتلانتا وولاية إلينوي وسان فرانسيسكو وجنوب كاليفورنيا وداكس...) تدريجيا وفق جدول زمني مُحَدَّد، وبدأ الإضراب لما رفض مئات السائقين تفريغ طرودهم، مُتعلّلين بالرواتب الضعيفة رغم ارتفاع وتيرة العمل وعدد الساعات وغياب الرّعاية الصّحّية والتّأمين، فيما يُكدّس رئيس الشركة ( جيف بيزوس، ثاني أغنى رجل في العالم ) مليارات الدّولارات من الأرباح، وبعد وقت قصير ألقت فِرَق الشرطة - المُختصّة في قمع المظاهرات - القبض على سائق ونقابي سابق وعضو من الإتحاد الدّولي لسائقي الشّاحنات (IBT) ويُمثل الفرع النقابي بشركة أمازون حوالي عشرة آلاف عامل، وترفض الشركة الإعتراف بنقابة العُمّال، وأخرجت الشرطة أحد السّائقين بالقُوّة من الشاحنة المُحَمَّلَة بالطُّرُود التي كان يسُوقها واعتقلته، بهدف ترهيبه لأنه كان يُحرّض زُملاءه على الصّمُود، من أجل الإعتراف بنقابتهم، وإعادة التفاوض على عقودهم، وإجراء تغييرات حقيقية، وإنهاء العمل الإضافي الإلزامي، وزيادة الحد الأدنى للأجورليصل إلى 30 دولارًا في الساعة. يُعَدّ نضال عمال أمازون حلقة من نضالات الحركة العمالية الأمريكية من أجْل ظروف عمل أفضل وأُجُور أعْلَى سواء في شركة بوينغ أو في صناعة السيارات، ويُدِير شركة أمازون مُؤسّسها جيف بيزوس الذي تَبَرّع مؤخرًا بمليون دولار لصناديق تنصيب دونالد ترامب، وتقدم شركة أمازون خدماتها لدولة الكيان الصّهيوني التي تمارس الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وتتعاون الشّركة مع الشرطة ووكالة الهجرة والجمارك الأمريكية لِتَرْهِيبِ عمال أمازون والمهاجرين. انتهى إضراب سائقي شاحنات نقل وتوزيع الطُّرُود - الذي استمر خمسة أيام - بشركة أمازون دون التوصل إلى حل، بسبب الأساليب البيروقراطية للنقابة التي أدّت إلى ضُعْف المُشاركة العُمالية في الإضراب، واعلنت نقابة العاملين إنها سوف تُنَظِّمُ اعتصامات وإضرابات أخرى، خصوصًا بعد أن سلّطت العديد من وسائل الإعلام الضّوءَ على ظروف العمل السيئة والخطيرة برواتب هزيلة...
سويفت، أداة هيمنة مالية أمريكية على العالم أسّست بعض المصارف الدّولية ومعظمها أوروبية، قبل أكثر من خمسة عُقُود، شبكة "سويفت" ( SWIFT ) لتنظيم المعاملات المالية الدّولية من خلال نظام الرسائل بين المصارف، وتم اختيار بروكسل (عاصمة بلجيكا) مقرًّا لنظام "سويفت" الذي تَوَسَّعَ ليُصبح أداة المراسلة الرئيسية للنظام المصرفي الدولي وللتحويلات المالية والمعاملات التّجارية العابرة للحدود، ولم تنضم الولايات المتحدة إلى الشبكة سوى سنة 1977، لكنها سرعان ما سيطرت عليها وسرقت الإستخبارات الأمريكية البيانات المصرفية، خصوصًا بعد "تطبيع" وتعميم المعاملات الإلكترونية، بداية من سنة 1998، لأن الولايات المتحدة تُهيْمن على الشبكة الإلكترونية التي تمر عبرها المعاملات المصرفية الدولية، واستغلت الولايات المتحدة فرصة تفجيرات أيلول 2001 لتُحَوّل التجسّس المصرفي إلى عمل قانوني باسم محاربة الإرهاب ومكافحة تمويل المنظمات الإرهابية، وأنشأت الولايات المتحدة، سنة 2004، مكتب مكافحة الإرهاب والاستخبارات المالية ضمن وزارة الخزانة، وأقَرّ الكونغرس قوانين استثنائية لـ"مكافحة الإرهاب"، وأصبحت الحكومة الأمريكية تُراقب كافة العمليات والتّحويلات المالية لشبكة "سويفت"، داخل أو خارج الولايات المتحدة، بذريعة منع "تمويل الإرهاب"، وبعد سنتَيْن، امتدّت الرقابة (سنة 2006) إلى حسابات الدول الحليفة وأعضاء حلف شمال الأطلسي، ولم تعترض دُول ومصارف أوروبا التي كانت من مُؤسّسِي هذه المنظومة المالية، ليُصبح التجسس المالي أمْرًا واقعًا قبل الموافقة الرسْمية للإتحاد الأوروبي، وبذلك تمكّنت الولايات المتحدة من الإطّلاع على معاملات الصين وروسيا وإيران، والسّطو على الأموال التي أودعتها بعض الدّول بالخارج لتسوية معاملاتها التجارية ونهبت الولايات المتحدة احتياطي العملات الأجنبية لروسيا وأفغانستان وإيران وفنزويلا وغيرها، فضلاً عن إقرار نظام الحَظْر و"العُقُوبات"، واستبعاد المنافسين والخُصُوم من التّجارة الدّولية ومن النظام المصرفي الدّولي، من خلال السيطرة على "سويفت"، وتعرّضت العديد من المصارف ل"عقوبات" وغرامات أمريكية بذريعة "انتهاك العقوبات"... لهذه الأسباب أنشأت روسيا والصين أنظمة بديلة لـSWIFT، ولكنهما لم تتمكنا من الإفلات من مراقبة وزارة الخزانة الأميركية، بسبب الشبكة الإلكترونية، لأن كلًّا من سويفت والإنترنت هما آليتان تضمنان هيمنة الولايات المتحدة على بقية العالم، وهو أمر ليس في متناول أي دولة أخرى حاليا، وتناقشُ مجموعة "بريكس" مسألة إنشاء منظومة مالية خاصة بها.
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجزائر ، باسم -البراغماتية-
-
دونالد ترامب رَمْز الغَطْرَسَة الأمريكية المُكَثَّفَة
-
غزّة - تدمير المَوْرُوث الحضاري والثّقافي
-
فلسطين – نهاية جولة، في انتظار القادمة
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّابع بعد المائة، بتاريخ الث
...
-
عَسْكَرَة الدّبلوماسية الأمريكية
-
الذّكرى السنوية العاشرة لوفاة الكاتب الإشتراكي مايك ماركوسي
-
التمويل الأمريكي بَوّابة الإنقلابات -الخشنة- أو -النّاعمة-
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّادس بعد المائة، بتاريخ الح
...
-
نماذج من الخلاف بين تَقَدُّمِيِّي -المركز- و -المُحيط-
-
بَعْضُ تداعيات انهيار النظام في سوريا
-
صناعة الرّقائق والحرب التكنولوجية والإيديولوجية
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الخامس بعد المائة، بتاريخ الرا
...
-
اليمن في مُخطّط -الشّرق الأوسط الكبير-
-
أوروبا- زيادة الإنفاق العسكري وتمويل احتلال فلسطين
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الرَّابَع بعد المائة، بتاريخ ا
...
-
سوريا في خِضَمّ الصّراعات الدّولية *
-
قناة بَنَما نموذج من -الإستعمار الجديد-
-
ألمانيا مِرْآة لوضع الإتحاد الأوروبي
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثالث بعد المائة، بتاريخ الوا
...
المزيد.....
-
نوع حليب يؤخر سن اليأس عند المرأة
-
أمريكا تفتقر إلى أدوات الضغط على روسيا
-
لماذا تحايل ترامب على القانون لإنقاذ تيك توك؟
-
ملك البحرين يبحث مع ترامب هاتفيا أهمية العمل لضمان الأمن بال
...
-
الولايات المتحدة تعلن تمديد وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائ
...
-
البرهان يزور مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم بعد استعادت
...
-
اليمن: مطار الريان يطلق أول رحلة مباشرة إلى القاهرة بعد توقف
...
-
وزير الدفاع الأميركي: ملتزمون بحصول إسرائيل على القدرات العس
...
-
حماس تسلم الوسطاء قائمة -رهائن المرحلة الأولى-
-
من داخل التحقيقات.. معلومات وتفاصيل جديدة عن هجوم 7 أكتوبر
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|