کاوە نادر قادر
الحوار المتمدن-العدد: 8233 - 2025 / 1 / 25 - 09:00
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
إن كل ما يطرحه النظام الجديد في سوريا يتماشى مع أجندة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظامه ذي التوجه الإخواني. وصول أبو محمد الجولاني و"هيئة تحرير الشام" إلى الساحة السورية كقوة مؤثرة تم برعاية أنقرة، وفق خطة تهدف إلى تحقيق مصالح العثمانية الجديدة التي يسعى أردوغان لتكريسها في المنطقة.
غطاء الديمقراطية والمصالح التركية
تصريحات الجولاني حول مستقبل سوريا، بما في ذلك الحديث عن الديمقراطية والانتخابات والنظام الدستوري وحقوق القوميات المتعايشة، ليست سوى سيناريوهات تتماشى مع المصالح التركية، وليست تعبيرًا عن إرادة حقيقية للشعب السوري. خلف هذه التصريحات تختبئ نوايا تتوافق مع خلفيته الحزبية (القاعدة وداعش)، حيث يستخدم الغطاء الديمقراطي كوسيلة لتحقيق الهيمنة التركية على سوريا.
التحدي أمام الأجندة التركية
القوة الوحيدة التي تقف حاليًا في وجه تنفيذ هذه الخطة هي "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، التي تمثل المطالب الحقيقية للشعب السوري بشكل عام. تصريحات الجولاني ووزير دفاعه في الآونة الأخيرة تعكس نواياهم الحقيقية تجاه الشعب السوري والكردستاني، حيث يسعون لإسكات أصوات ثوار قسد واسترضاء تركيا، باعتبار أن إسقاط النظام السوري السابق كان هدفهم الأساسي الذي دفعهم للتعاون مع أنقرة.
قراءة خاطئة للمعادلات الإقليمية والدولية
يبدو أن الجولاني وأنصاره يفتقرون إلى الفهم العميق للمعادلات الإقليمية والدولية التي تؤثر بشكل مباشر على الوضع في سوريا. إنهم ينظرون إلى الأزمة السورية من منظور محلي ضيق، دون أخذ الاعتبار للصراعات والتوازنات في الشرق الأوسط بشكل عام. هذا القصور في الرؤية يجعل خططهم محكومة بالفشل، خاصة في ظل التغيرات الإقليمية والدولية التي لا تصب في مصلحة المشروع التركي في سوريا.
#کاوە_نادر_قادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟