أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محفوظ بجاوي - إضراب التلاميذ في الجزائر: صرخة من أجل حقوق مستقبلية وأزمة الأدلجة














المزيد.....


إضراب التلاميذ في الجزائر: صرخة من أجل حقوق مستقبلية وأزمة الأدلجة


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8232 - 2025 / 1 / 24 - 23:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يشهد قطاع التعليم في الجزائر تصاعدًا في الاحتجاجات والإضرابات التي يقودها التلاميذ في المدارس الثانوية، مما يعكس واقعًا مؤلمًا للتعليم في البلاد. الإضراب ليس مجرد تعبير عن سخط أو مطالب بسيطة، بل هو صرخة لحقوق أساسية تمس مستقبل أجيال كاملة.
التعليم في الجزائر: أزمة مستمرة
لطالما كانت المنظومة التعليمية في الجزائر تعاني من العديد من المشاكل التي لم تتم معالجتها بشكل جاد. من ضعف المناهج إلى تدهور البنية التحتية للمؤسسات التعليمية، مرورًا بنقص الموارد البشرية المتخصصة، يبقى التلميذ هو الضحية الأولى لهذه الأزمات. ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الأزمات تُفاقم الوضع بشكل أكبر، ويشعر العديد من التلاميذ أنهم غير قادرين على الحصول على تعليم يتناسب مع طموحاتهم وأحلامهم.

لكن الأزمة في الجزائر تتجاوز القضايا التعليمية المباشرة. فقد شهدت البلاد في السنوات الأخيرة تمددًا كبيرًا للأفكار الأيديولوجية المتشددة، على رأسها فكر الإخوان المسلمين والسلفية والوهابية. هذه الحركات، التي قد تكون مغلفة بمطالب دينية أو اجتماعية، نجحت في إيجاد قاعدة كبيرة لها بين فئات واسعة من الشباب، بما في ذلك في أوساط التلاميذ في المدارس الثانوية. أدى هذا الانتشار الأيديولوجي إلى أدلجة جزء كبير من الجيل الجديد، مما أثر بشكل كبير على تفكيرهم ووعيهم.
الأدلجة والتلاميذ: تأثير فكري يعيق التقدم
إن الأدلجة التي يتعرض لها التلاميذ اليوم ليست مجرد تأثيرات سلبية على معتقداتهم الدينية، بل تمتد لتشمل رؤيتهم للعالم بأسره. فالتلاميذ الذين يتأثرون بالأيديولوجيات المتشددة غالبًا ما يصبحون أكثر انغلاقًا ورفضًا لأي فكر مخالف، مما يعيق قدرتهم على التفكير النقدي والتحليلي الذي يتطلبه التعليم. بدلاً من الانفتاح على تنوع الثقافات والأفكار، يُشجعون على التمسك بفكر جامد يعزلهم عن العالم، ويجعلهم يعتقدون أن الحق الوحيد في أيديهم، مما يعزز حالة من الجمود الفكري في المجتمع.

الإضراب كوسيلة للاحتجاج: بين المطالب التعليمية والأيديولوجية
الإضراب الذي شهدته العديد من المدارس الثانوية الجزائرية هو نتيجة لتراكمات طويلة من الإحباط والغضب، لكنه لم يكن فقط احتجاجًا على الأوضاع التعليمية، بل كان أيضًا تعبيرًا عن رفض الأدلجة الفكرية التي تسيطر على عقول بعض التلاميذ. فبالإضافة إلى المطالب المتعلقة بتأمين حقوقهم التعليمية وتحسين الظروف المعيشية، رفع التلاميذ مطالب بالحرية الفكرية، ورفض التدخلات الأيديولوجية التي تمارسها بعض الحركات المتشددة في الحياة المدرسية.
مطالب مشروعة وأزمة التلاعب بالمستقبل
إضراب التلاميذ ليس مجرد حراك احتجاجي عابر، بل هو رد فعل على تدهور المنظومة التربوية التي تعرضت لعقود من الإهمال والتلاعب. لقد تم استغلال الشباب في فترات سابقة لتحقيق مصالح ضيقة، وتوظيفهم في صراعات سياسية وأيديولوجية، على حساب حقهم في تعلم واكتساب المهارات التي يحتاجها الوطن. وهذا ما جعل التلاميذ اليوم يطالبون بتغيير جذري في السياسة التعليمية، لا فقط في المناهج وطرق التدريس، بل أيضًا في كيفية حماية البيئة المدرسية من التأثيرات الفكرية المتشددة التي تهدد تفكيرهم ووعيهم.

الحلول الممكنة

من أجل الخروج من هذه الأزمة، يجب على الدولة أن تعترف بمسؤوليتها في إصلاح قطاع التعليم بشكل شامل. يتطلب الأمر تعزيز الكفاءة المهنية للمسؤولين في القطاع، مع البحث عن حلول منطقية تضع مصلحة التلاميذ في المقام الأول. إن توفير بيئة تعليمية مناسبة، من خلال تحديث المناهج الدراسية، وتحسين ظروف التعليم، وتوفير الدعم المادي والمعنوي للتلاميذ، سيسهم في تعزيز الثقة بين التلاميذ والسلطات.

كما يجب على الدولة أن تضمن الحماية الفكرية في المدارس، من خلال منع تأثير أي أيديولوجيات متطرفة تسعى إلى فرض نفسها على التلاميذ. يجب أن تكون المدارس مكانًا للتنوع الفكري والنقاش الحر، وليس ساحة لخدمة أجندات سياسية أو دينية ضيقة.
إذاً، إضراب التلاميذ في الجزائر هو نداء من جيل يطمح إلى تعليم ذو جودة عالية، وحياة أكاديمية حرة، بعيدًا عن التأثيرات الأيديولوجية الضارة. إن الاستجابة لمطالبهم ليست خيارًا بل ضرورة من أجل بناء وطن قوي يعتمد على تعليم حديث ومتطور، وحماية الأجيال من الأدلجة التي تهدد عقولهم ومستقبلهم. تهميش هذه المطالب سيظل يهدد مستقبل البلاد، ويعزز دائرة الإحباط واليأس في صفوف الشباب.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم في الجزائر : أزمة التطهير وتهديدات المستقبل
- حب الجد لأحفاده الأعزاء :عاطفة صادقة تعيدني إلى شبابي
- تربية الأطفال بين الخوف من الموت وفهم الحياة: أثر الترهيب وا ...
- الهوية بين الصدق والزيف: أثر الأكاذيب على الأجيال القادمة
- التخطيط السليم للإنجاب: مسؤولية ووعي لمستقبل مشرق
- في شيخوخة الوالدين : قلوب كبيرة تحتاج إلى لمسات حب بسيطة.
- التدين المظهري في الجزائر : كيف أضاع المجتمع بوصلة التقدم؟
- الصراع الداخلي بين الحب والقيود : تأثير الخوف من التعبير عن ...
- الصحة النفسية في ظل التحديات الحديثة
- بحث الإنسان عن غايته: بين الحرية الفردية والوجود الكوني
- الهوية الأمازيغية : جسر الوحدة الوطنية وحصن الانتماء
- الإحتفال بالسنة الأمازيغية 2975 : جذور متأصلة في الأرض والزر ...
- الجزائر وتونس : أخوة تتجاوز الحدود والمصالح
- الفلاسفة العظام: معلمو الحياة ومرشدونا نحو الأخلاق والمعنى
- مفهوم الحرية وحدودها في المجتمعات الحديثة
- أمنيات العام الجديد : سلام، ازدهار، وديمقراطية للجميع
- رسالة محبة وتعايش : لماذا أهنئ إخواني المسيحيين بعيد الميلاد
- الوطن والمواطنة : حب الأرض وصناعة المستقبل
- الحرية الفردية : رحلة الإنسان نحو تحقيق ذاته
- عيد الميلاد المجيد : احتفاء بالسلام والمحبة التي تجمع البشري ...


المزيد.....




- شکست ب? ه?موارکردن?و?ي ک?ن?پ?رستان?ي ياساي باري ک?ساي?تي 188 ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني يدين السعي الأمريكي لت ...
- الجبهة الشعبية: مخططات التهجير الجديدة التي يخطط لها ترامب ل ...
- بيان المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمالي بتارودانت
- اشتباكات قرب الحدود العراقية بين الجيش التركي ومقاتلي حزب ال ...
- التقدم والاشتراكية ينظم حفلًا تكريميًا مميزًا للرفيق النقيب ...
- آلاف المتظاهرين في كل أنحاء ألمانيا ضد اليمين المتطرف
- ألمانيا: أكثر من 15 ألف متظاهر في كولونيا ضد صعود اليمين الم ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع ترد على إحدى “ال ...
- بيان مشترك للأحزاب والمنظمات اليسارية والتقدمية العربية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محفوظ بجاوي - إضراب التلاميذ في الجزائر: صرخة من أجل حقوق مستقبلية وأزمة الأدلجة