|
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية /الجمهورية الصحراوية الديمقراطية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8232 - 2025 / 1 / 24 - 18:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بين العنوانين مسافة من الزمن ، اثرت وعبر الزمن ، على القضية الصحراوية ، من قضية كانت مسرحا لحرب طاحنة بين جيش التحرير الشعبي الصحراوي ، وبين جيش النظام الملكي ، دامت ستة عشر سنة ، واثرت في الوضع الاجتماعي للشعب المغربي كثيرا ، ورغم الحرب الطاحنة لم يحصل جديدا على الأرض . بل ورغم الحرب الدبلوماسية بأروقة الأمم المتحدة ، ودامت لأكثر من ثلاثين سنة ، لم يحصل جديدا لصالح اطراف النزاع ، والوضع لا يزال على حاله ، مسبباً في المزيد من تضارب المصالح ، وتنافس الدول الكبرى بالمنتظم الدولي ، في اللعب بالطرفين كما يحلو لها ، خاصة وان المشكلة الأساس تبدو من خلال قرارات مجلس الامن التي تعودت على الصدور كل سنة ، وكأنها قرارات ناسخ ومنسوخ ، واستمرار نفس الوضع المترهل الى يومنا هذا . فلا يعقل ان يباشر مجلس الامن معالجة القضية الصحراوية منذ سنة 1975 ، ومنذ اكثر من خمسين سنة ، دون توصله الى إيجاد حل ديمقراطي وعادل ، تماشيا مع قراراته المتخذة ، والتي تحتفظ بنفس الوثيرة في المعالجة ، دون احداث القفزة النوعية المنتظرة ، وخاصة ان القرارات التي يتخذها مجلس الامن ، هي ذات طابع مجرد استشاري طبقا للمادة السادسة من الميثاق الاممي ، وتفتقر هذه القرارات الى سلطة الضبط والتنزيل والفرض ، وطبعا الطريق هنا لن يكون غير استعمال المادة السابعة من الميثاق ، التي تفرض السلطة القوية لمجلس الامن عند معالجة القضايا المهددة للسلم الدولي . بل حتى قرارات الجمعية للأمم المتحدة ، التي تتخذها ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاحتلال ، فرغم ان موقفها واضح مقارنة مع مواقف مجلس الامن ، فان انتفاء سلطة الضبط والتنزيل في ممارساتها عند اتخاذ قراراتها ، لا فائدة ترجى منها ، لأنها بدورها مثل قرارات مجلس الامن التي يتخذها ضمن المادة السادسة ، هي ذات طابع استشاري فقط .. فما الفائدة من اتخاذ قرارات استشارية منذ سنة 1960 ، التي عرفت صدور القرار 1514 الذي يركز على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، اذا لم يكن متبوعا بسلطة ضبطية لفرض إرادة الأمم المتحدة المغيبة او المشلولة لمواجهة مشكل الصحراء الغربية ، الذي يعتبر الى الآن كمشكل عصي عن الحل ؟ وبصيغة أخرى ، ما الذي جعل جبهة البوليساريو كحركة تحرير شعبية ، اعترف بها الملك ، ونشر اعترافه بالجريدة الرسمية للدولة عدد : 6539 / يناير 2017 ، بل واعترف في نفس الجريدة بجزائرية الصحراء الشرقية ، وبإسبانية مدينتي سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ، عندما اعترف بالحدود الموروثة عن الاستعمار ، تتراجع في المكاسب الدولية التي حققتها طيلة الحرب ، ويصبح وضعها قاريا من دون تقدم ، اللهم في بعض الإشكاليات البروتوكولية على مستوى القيادة وعلى مستوى الرئاسة . أي ان الجبهة بقدر ما انبهرت بهذه الاشكال البروتوكولية ، معتقدة انها بداية الخلاص باعتراف الدول بها ، فان ما جهلته وتجهله الجبهة ، ان اعتراف الدول الافريقية ، واعتراف دول من أمريكا اللاتينية ، ليس هو سبيل تحقيق الاستقلال ، لان فاقد الشيء لا يعطيه ، بل ان الاعتراف الفاعل بالساحة الدولية ، هو اعتراف الدول الكبرى بمجلس الامن ، وبالأمم المتحدة ، وبالاتحاد الأوربي .. والدليل ان الوضع القانوني للدولة الصحراوية مرتبك ، امام الدول التي تقرر في السياسة الدولية ، لان هذه الدول ، وكدول مدنية لائيكية و ثقافة ، تلتزم عند تحديد أدوارها الدولية والدبلوماسية ، بما هو مسطر في القانون الدولي ، خاصة اذا كانت هناك مشروعية قانونية دولية صادرة عن أجهزة الأمم المتحدة ، سواء مجلس الامن ، وسواء الجمعية العامة .. لذا وعند الرجوع الى المشروعية الدولية ، لا نجد ما ينصص على وجود الدولة الصحراوية حتى يتم اعتراف الدول الكبرى بها ، بل ان ما نجده في هذه المشروعية القانونية الدولية ، هو التنصيص على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، المقيدين بتحقق شرطين معلقين هما ، حق القبول وحق الموافقة .. فحتى حصول هذين الشرطين ، فان أي حل يتجاوزهما ، لا يؤخذ به ، ولا يعتد به ، ومن ثم يصبح كأن لم يكن اطلاقا .. اذن نطرح السؤال من جديد وبوضوح . لماذا بقيت القضية الصحراوية رهينة قرارات مجلس الامن العاجزة عن التطبيق ، ولماذا ولو في ظل الجمعية العامة التي صوتت على القرار 1514 ، ومعالجة القضية ضمن اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، ظل الجمود في الوضع ، هو السمة الطابعة لمشكل الدولة الصحراوية التي لم تدخل الأمم المتحدة ، ولم تدخل الجامعة العربية ، ودخولها الى الاتحاد الافريقي كان قرارا سياسيا جزائريا ، عندما كانت الجزائر تصول وتجول بالقارة الافريقية طيلة السبعينات والثمانينات ، وكانت تجول العالم بخطابها حول الاشتراكية الجزائرية ، التي كانت جزءا من اشتراكية St Simon الإنسانية .. ولم تكن اشتراكية طبقية ، لان الجزائر ليست شيوعية او ماركسية ، خاصة تأثير اتجاه العالم آنذاك ، نحو التحرير من كل اشكال الاستعمار .. فصوت جمال عبدالناصر الذي تأثر به الرئيس الجزائري الهواري بومدين ، وصوت Tomas Sankara ، و Josef Brose Titou يوغوسلافيا ، و Fidel Castro ، و Hochiming ، و Mao Tsé Tong .... الخ ، كان يدوي في جميع بقاع العالم . وكانت الشعوب تجنح وتتفاعل مع هذه الخطابات التي رفعت شعار محاربة الإمبريالية والاستعمار وتحرير الشعوب .. ان العالم قد تغير منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ، وسقوط جدار برلين ، وأنظمة الحكم البرجوازية الصغيرة في اوربة الشرقية ، فاصبح الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، ومن دون التقيد بقرارات الأمم المتحدة ، بالقرارات الخارجية عن الشرعية الدولية التي تنص على حل الاستفتاء وتقرير المصير ، وتحت اشراف الأمم المتحدة ، لكن بعد تحقق الشرطين الواقفين ، شرط القبول وشرط الموافقة . فقرارات مجلس الامن بهذا التوالي ، أصبحت قاعدة قانونية لا يسمح ابدا باختراقها ، لان الذي سيحدد جنسية الصحراء القانونية ، ستكون نتيجة الاستفتاء المرتقب ، اذا تم تنظيمه طبعا ، لان الحال وكما سأشرح ، وهو تحليل متواضع ، يمكن ان يستمر لعشرات السنين دون تبدل ، ودون حصل تغيير في الوضع القانوني لأطراف النزاع ، النظام المخزني السلطاني ، وجبهة البوليساريو المدعومة جزائريا .. ان اكبر خطأ قامت به الجزائر، وبالضبط الرئيس الهواري بومدين ، هو حينما تجاوز المشروعية الدولية ، وانتقل من دون تحليل الوضع ، الى الاعتراف بالدولة الصحراوية ، بعنوان " الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " ، والرئيس الهواري بومدين بهذا الاعتراف الغير قانوني ، كان يعتقد بنجاحه في وضع العصا في عجلة النظام المغربي ، ومن ثم يحول دون تزكية مغربية الصحراء .. وطبعا ومن دون تفكير ، هرولة الدول الافريقية المحسوبة على الجزائر ، باسم الدفاع عن ( الاشتراكية والثورية ) الى الاعتراف بالدولة الصحراوية ، لكنه اعتراف غير قانوني ، يتعارض مع القانون الدولي ، ومع المشروعية الدولية التي تعتبر قاعدة قانونية لا يسمح بالخروج عنها تحت طائلة أي سبب من الأسباب .. لكن الوضع الدولي بالنسبة للكبار ، لم يعر انشاء الدولة الصحراوية اية اهتمام ، وظل يعتبرها دولة شاذة لم يقرر انشاءها استفتاء ، ولا قرر بشأنها الصحراويون مصيرهم . والى الآن فرغم اعتراف الافارقة بالدولة الصحراوية ، فالاعتراف المتعارض مع القانون الدولي ، ظل حبيس أصحاب الاعتراف الذي كان من اصله تضامنا مع الجزائر " ليبيا مكة الثوار " في مواجهة النظام المغربي الذي يعتبرونه عميلا للإمبريالية وللصهيونية ، وهي شعارات درجنا على سماعها منذ ستينات القرن الماضي ، حتى فقدت بريقها ، عندما اصطف أعداء إسرائيل يطلبون ودها وصداقتها ، وأصبحت إسرائيل هي البوابة للدخول الى الاتحاد الأوربي والى الولايات المتحدة الامريكية .. بل ان الأنظمة العربية كلها طبعت مع تل ابيب ، باستثناء الجزائر التي تواجه إسرائيل بالكلام لا بالأفعال .. فماذا سيصنع انتقاد الجزائر لإسرائيل ، والمجتمع الدولي معها . بل ان مصر منذ كامب دايفد ، وأين سورية والعراق وليبيا واليمين والسودان المهدد بانفصال Darfour ... وماذا عن تونس التي لا تغني ولا تسمن من ( جوع ) إسرائيل . بل ان تونس من نزاع الصحراء الغربية ، ومن إسرائيل .. المواقف ليست مبادئ ، ايمانا بمشروعية الصحراء الغربية ، ومن استمرار إسرائيل وبسبب القوة ، تصول وتجول كما يحلو لها .. بل ان مواقف تونس ، تضامن مع الجزائر كنظام ، مثل تضامن الفلسطينيين ( يمين ويسار ) مع الجزائر كنظام ، وليس ايمانا حقيقيا بقضية نزاع الصحراء ، لان كل هذه المواقف لا قيمة لها ، امام المشروعية الدولية التي تنطق بلغة غير اللغة الخشبية لهؤلاء .. اذن مرة أخرى نطرح السؤال لنصل الى النتيجة الجواب ، حتى نعرف أسباب مكوت الوضع الصحراوي على ما هو عليه .. فما السبب في هذا الستاتيكو الذي عمر لأكثر من خمسة وأربعين سنة ، بتحليل المعطيات سيستمر الوضع على ما هو عليه .. ان اكبر خطأ استراتيجي هنا ، هو حين ذهب الرئيس الهواري بومدين ، عند انشاءه الدولة الصحراوية ، وبمساعدة الرئيس الليبي معمر القدافي ، في الباس الدولة الصحراوية المتنافية مع المشروعية الدولية ، قميص الجزائر غداة استقلالها في سنة 1962 ، والحال ان وضع الصحراء احد اطرافه الرئيسيين ، النظام الملكي المغربي المرتهن في جميع خطواته مع الغرب خاصة فرنسا ، أمريكا وإسرائيل .. فكان جسيما عندما عنون الرئيس الجزائري اسم الدولة الصحراوية ب " الجمهورية العربية الصحراوية " .. ولو كان النظام الجزائري يفكر مليا ، ويحلل المعطيات الحاصلة ، وكان سيحقق نجاحا باهرا ، هو عدم ادراج كلمة " عربي " بعنوان / اسم الدولة العربية الصحراوية .. ان موقف العالم ، واخص بالذكر كل العالم الغربي ، اوربة وامريكا ، لهم حساسية مفرطة إزاء كل ما هو عربي ، سيما وان النزاع الفلسطيني الإسرائيلي كان على اشده ، وكان يحظى بالدعم المطلق ، ولا يزال من قبل من قبل دول الغرب الديمقراطية ، المانيا ، فرنسا ، بريطانيا ، أمريكا ، سويسرة ... لاخ .. وبالمقابل اجمع الغرب وخاصة الولايات المتحدة الامريكية ، على وصف المنظمات الفلسطينية ، بل كل منظمة التحرير بالإرهاب .. وقد استغل الغرب تفجير الطائرات بإيطاليا ، وعملية ميونيخ 1972 ، وسرقة الطائرات ( الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين FPLP ) ، والاغتيالات فوق الأراضي الاوربية خاصة باريس ولندن .. وحرب الأردن ( أيلول الأسود ) Septembre noir ، والحرب المدنية بلبنان ( 1975 ) ... في الصاق تهمة الإرهاب بكل منظمة التحرير ، وليس فقط ضد المنظمات اليسارية التي انقرضت اليوم ، وقبل ان تظهر حماس كمنظمة للإخوان المسلمين بيد البوليس الإسرائيلي .. ان تمسك الهواري بومدين ومعمر القدافي ، بإنشاء الدولة الصحراوية ، وفي سنة 1976 ، تزامن مع هذه الموجة العالمية التي شاركت فيها السعودية والأنظمة العربية الملكية .. وكان للموقف السوري البعثي ، والموقف العراقي البعثي ، والتيار الماركسي الحاكم في اليمن الجنوبي ( عبدالفتاح إسماعيل . بوبكر العطاس . سالم ربيع علي الماوي ... ) ، من إسرائيل ، دورا في عزل مبادرة الجزائر بإنشاء الدولة الصحراوية . فأصبحت الأمم المتحدة تتشبت بالمشروعية الدولية ، مقابل خروج الجزائر عن هذه المشروعية بإنشاء دولة لم يستفتي فيها الصحراويون ولا قرروا بشأنها مصيرهم . ومما زاد في التهديد الدولي للدولة الصحراوية ، ومحاولة النظام بالصاق تهمة الإرهاب بالبوليساريو ، ومنه بالدولة ، اتهام الجبهة بالتخابر والتعاون مع حزب الله ، وراعيته التي طلقته بعد مقتل حسن نصر الله ايران . والمشكل هنا ليس فقط في الدولة الصحراوية ، ولا في دراعها العسكري الجبهة ، بل ان المستهدف كان الجزائر التي ترعى الدولة والجبهة . ورغم فشل هذه التهمة ، الصاق الإرهاب ، فقد ظل موقف إسرائيل من حزب الله ، ومن ايران يغطي الممارسات الدولية الغربية ، من جهة لتحييد الجزائر وتركها وحيدة في مربعها ، ومن جهة تمطيط الصراع بالمنطقة الى ان يرث الله الدنيا وما عليها .. ومن جهة سحب البساط من تحت ارجل موسكو التي تبيع أسلحتها المتطورة الى الجزائر ، ومن جهة وهذا هم الأهم ، استمرار العلاقات بين روسيا وبين إسرائيل في حالتها الطبيعية . هكذا يكون تسرع الهواري بومدين عند انشاء الدولة الصحراوية ، كعصى موضوعة في عجلة النظام المغربي ، قد فشل عندما ذهبت الجزائر بعيدا في إلباس الدولة الصحراوية الإرث الجزائري منذ استقلال الجزائر في سنة 1962 . طبيعيا ان شعارات الجزائر ( الثورية ) و ( الاشتراكية ) ، كانت في وقتها مقبولة ، لكن هذه الشعارات ستكون من الأسباب الرئيسية التي تركت الوضع الصحراوي كما هو دون جديد .. فكيف الادعاء والتظاهر بالانتساب الى الامة العربية ، ويحمل العنوان الصحراوي اسم الجمهورية " العربية الصحراوية " ، والعالم المتحكم في السياسة الدولية ، الغرب الأوربي وامريكا ، لهم تحفظ على العرق العربي ، خاصة وان العرق العربي رشح نفسه كوحده المؤهل للقضاء على إسرائيل ، ورميها في البحر .. فإضافة دولة عربية في الساحة الدولية ، متهمة بمناصرتها للقضية الفلسطينية ، وبإشهار عداوتها العلنية لإسرائيل ، هو امر غير مقبول بتاتا .. لكن خطورة المشكل ، ان الدولة الصحراوية لم تقتصر على انتسابها للعروبة وليس للقومية العربية ، بل الطامة انها تشهر انتماءها الى الإسلام في صورته الرجعية ، رغم ان الإسلام كله رجعي ووصاياه مرفوضة في جميع مناحي الحياة .. وان محاولة اتهام الجبهة بالتخابر والتعاون مع حزب الله اللبناني ، وعمامة العراق الشيعية والسنية وهم ملة واحدة ، والعلاقة مع ايران الاثوقراطية ، التي يستولي فيها على الحكم وحده ( المرشد ) ، والتعاون والتخابر مع حركة حماس ومناصرتها ، وهي حركة اخوانية رجعية ، تسببت في انتحار السابع من أكتوبر في استشهاد اكثر من 47 الف فلسطيني ، ورغم هزيمتها المدوية تعلن الانتصار ، وتعلن تحكمها في وقف الحرب ، في حين ان الرئيس الأمريكي Donald Trump هو من أوقف الحرب ... يزيد من استمرار الوضع العام للجبهة ، وليس للدولة المتعارضة مع المشروعية الدولية .. فهل العالم الحرب بقيادة أمريكا ، سيقبل إضافة دولة عربية إسلامية الى الساحة الدولية ، وهما الذين ينافقون أنظمة الخليج لغناها ، لكن لا يترددوا في إهانة الأنظمة العربية الإسلامية الفقيرة ، واهانة شعوبها .. وفي الوقت الذي كان يجب التمسك بالشرعية الدولية ، حتى اذا كانت نتيجة الاستفتاء اذا تم تنظيمه ، خلق دولة تقدمية علمانية ، بعيدة عن العرقية خاصة العربية ، وبعيدة عن الإسلام كدين رجعي ، بل وهمجي في العديد من المجالات ليس هنا طرحها وبحثها . وعندما كانت جبهة البوليساريو تقود كفاحها المسلح ، قبل انشاء وليس تأسيس ، الدولة العربية الإسلامية ، فرضا على الصحراويين الذين وضعوا امام الامر الواقع ، كانت كل شعوب العالم والأمم المتحدة ، تناصر الكفاح البطولي للشعب الصحراوي . وهنا نذكر بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 34/37 ، الذي اعتبر جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي . وطبعا فالقرار كان موقفا رافضا من عملية دخول جيش النظام المغربي الى وادي الذهب ، ووضع الأمم المتحدة امام الامر الواقع ، فصدقت الأمم المتحدة بقرارها هذا هي من وضعت النظام المغربي امام الامر الواقع ، سيما وان موريتانية حين خرجت من وادي الذهب ، اعتبرت تواجد أي قوة من دون قوة الأمم المتحدة بالمحتلة ، وهي تشير الى جيش النظام المغربي بكل الصحراء ، وليس فقط بوادي الذهب . ومما عمق حصلة النظام المخزني ، ان " الگويرة " التي كانت جزءا من وادي الذهب ، ظلت خاضعة للدولة الموريتانية ، وهذا كذب أسطوانة النظام المغربي المشروخة " المغرب من طنجة الى الگويرة " . ولنا ان نتساءل . اذا كانت الصحراء الغربية مغربية ، لماذا تم تقسيمها قسمة الغنيمة بين النظام المخزني وبين موريتانية " .. وأين ثلث المناطق العازلة التي لا تخضع لجيش النظام ، وتصول فيها الجبهة كلما سمحت الظروف بذلك ؟ اذن كان على الجزائر قبل ان تنشئ دولة صحراوية خارج المشروعية الدولية ، لانها لن تحظى ابدا بالاعتراف الاممي من دون مرورها عن طريق الاستفتاء ، الذي نتيجته وحدها ستحدد جنسية الصحراء ، ان تحلل الوضع الدولي ، تلم بالنظريات المسيطرة ، وبالقواعد العامة للقانون الدولي . ولو اخذت الدولة الصحراوية عنوانا غير عنوان " الجمهورية العربية الصحراوية " كعنوان " الجمهورية الصحراوية الديمقراطية " ، لحظيت بتعامل اكثر من قبل الدول الغربية والولايات المتحدة الامريكية ، وإسرائيل .. فكلمة عربي بالإضافة انها كلمة عنصرية ، فانها غير مقبولة بتاتا في حالة الدولة الصحراوية ، لان الأغلبية الصحراوية ليست عربية ، بل هي بربرية وحسانية ، يشكل فيها العروبيون وليس العروب ، اقلية سرقت الحكم للصحراويين الحقيقيين الذين ينتظرون تنزيل المشروعية الدولية ، اذا تحقق الشرطان الواقفان ، شرط القبول وشرط الموافقة .. وحين تمزج الأقلية العروبية التي سرقت حكم الأكثرية الصحراوية من حسانيين وبربريين ، بالإسلام ، وتروج لتدعيم حماس الاخوانية ، ومثيلاتها من الحركات الإسلاموية ، الإسلام السياسي ، يكون الباس جلابة الجزائر في سنة 1962 ، وقبل انتهاء الحرب الأولى ، اكبر ضربة تم توجيهها للقضية الصحراوية ، المفروض فيها ان تخضع للمشروعية الدولية .. ولمزيد من الشرح . في الدول الاوربية حيث يكون عدد طالبي اللجوء كثيرا ومتنوعا . تعمل الدول الاوربية كألمانيا وسويسرا .. عند النظر في طلبات اللجوء ، ان تعتمد معايير عنصرية ، وهي التي تتظاهر بالديمقراطية . ان من هذه المعايير : 1 ) معيار الانتساب الى دولة ، كدولة افريقية مثلا . 2 ) معيار اللون اسود ابيض اسمر اصفر .. 3 ) معيار الدين خاصة الإسلام فبينما تعطي الدول الاوربية اللجوء : أولا للمسيحيين البيض ، ثانيا للمسيحيين السود ، ثالثا للعرب المسيحيين .. ، فان اغلب من ترفض طلباتهم يكونون أولا من السود المسلمين ، وثانيا من الاسويين المسلمين كباكستان ، ورابعا من العرب المسلمين .. فالانتماء الى المسيحية ضمانه للحصول بسهولة على طلب اللجوء . ولمزيد من الشرح كذلك . كيف اجتمعت الدول الغربية برئاسة فرنسا وألمانيا ، في فصل جنوب السودان المسيحي ، عن شمال السودان المسلم ، وكيف يحضرون لفصل Darfour عن الخرطوم . وهنا يرجع الفضل لإسرائيل لتأجيل هذا الانفصال بسبب العلاقة التي أصبحت متينة بين نظام الخرطوم وبين تل ابيب ، عكس ما كان عليه الحال زمن الرئيس عمر البشير ، الذي رغم غدره بالثائر الكلومبي Carlose ، حين سلمه الى فرنسا ، فان هذه تمادت في الحاق الضرر بوحدة السودان .. ولنا مثل تيمور الشرقية Le Timor Oriental المسيحية التي افصلت عن إندونيسيا المسلمة .. ولنا ان نتساءل من جديد ، وفي السؤال قرحة .. ماذا أعطت الدول العربية ، والشعوب العربية للقضية الصحراوية ؟ لا شيء فقط التجاهل والعداوة .. فكيف في وضع هكذا ، الإصرار على الانتساب الى من يكرهك ، وهم العرب ، ولم يرحبوا بك في جامعتهم العربية ؟ . فماذا حققت الجزائر للقضية الصحراوية حين ربطتها بالانتساب العربي المشكوك فيه ، وبالإسلام الرجعي ، واكثرية الحراويين برابرة حسانيين وليسوا عربا ، ويحكمهم نظام عروبي ، يكره كل من لا ينتمي الى ( العروبة ) .. والى ( الإسلام ) .. ان الافارقة الذين رحبوا بالدولة الصحراوية هم مسيحيون وليسوا بمسلمين لا بعرب .. ان التضامن المصطنع لمنظمة ( التحرير ) الفلسطينية ، خاصة اليسار الفلسطيني ، الذي لم يعد له اليوم وجودا ، هو تضامن مع النظام الجزائري ، ضد النظام المغربي ، وليس بسبب الاقتناع المبدئي بالقضية الصحراوية .. وقد ظهر هذا جليا في سنة 1988 عندما ادخل عرفات محمد عبد العزيز كضيف شرف لحضور مؤتمر البرلمان الفلسطيني بالجزائر .. ونختصر . هل اذا اليوم ، قامت قيادة الجبهة بالتشطيب على الانتماء ( العربي ) الذي لا فائدة منه ، والتركيز على الدولة العلمانية كمطلب استراتيجي ، وترك المتديين في علاقاتهم مع الله ، من شأنه ان يخلخل الوضع الذي ظل جامدا لوضع الجبهة ، بسبب هذا اللقب بالانتماء الى العالم العربي الذي يساند إسرائيل ، والجبهة تعلن عداءها لها ، وهو عداء من دون نتيجة .. وبالإبقاء على الانتماء العربي واكثرية الصحراويين حسانيين وبرابرة ، مع التشبث بالإسلام الرجعي في صميمه . من شأنه ان يغير في الواقع ، وتسير الجبهة وليس الدولة على طريقة جنوب السودان ، و Le Timor Oriental ، وجند الرب في اوغندا Ouganda ، وجماعة ابي سياف بالفلبين المسيحية ... الخ .. نزاع الصحراء الغربية ، وفي ظل هذا الوضع المعقد الموروث عن الهواري بومدين ، ومعمر القدافي ، واليمن الجنوبي سابقا ، ومنظمة ( التحرير ) الفلسطينية .. لن يعرف له تغييرا جذريا ، لان قرار الفصل في النزاع تم حسمه منذ زمان ، وما يجري اليوم ، لا يعكس الحقيقة التي قد تفاجئ الجميع ، النظام المغربي ، جبهة البوليساريو ، والنظام الجزائري . ففرق بين الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، لان الإسلام ليس بديمقراطي ولا بعربي عنصري ، وبين الجمهورية الديمقراطية الصحراوية العلمانية الحسانية البربرية ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل هناك فعلا مشروع حضاري عربي إسلامي .؟
-
فرنسا مهد المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان
-
ارض الميعاد اليهودية من الفرات الى النيل
-
موقف المملكة الاسبانية من نزاع الصحراء الغربية
-
السلفية الجهادية تعلن استعدادها لنقل الحرب الى الداخل الجزائ
...
-
أي نظام للحكم نريد ؟
-
هل حقا ان النظام المخزني المزاجي العلوي يهدد اسبانية بالحرب
...
-
انتصار الحضارة اليهودية المسيحية
-
عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان
-
محور المقاومة . العقل العربي الغبي
-
حزب الله (اللبناني) الإيراني
-
سورية
-
الدولة المارقة
-
هشام بن عبدالله العلوي / الملكية ( الديمقراطية ) ( التعاقدية
...
-
في البطريركية (الابوية) السياسية
-
الملك محمد السادس حسم في الوضع القانوني للصحراء الغربية ، وا
...
-
جمهورية الريف الوطنية والديمقراطية
-
أصل الحكم في الإسلام
-
خمس منطلقات في المسألة الديمقراطية والانتخابات .
-
حرب الصحراء الغربية بين النظامين المخزني المزاجي والنظام الج
...
المزيد.....
-
-أمريكا ليست وجهتنا-..أوروبيون يقومون بإلغاء رحلاتهم إلى الو
...
-
شاهد حجم الدمار الذي خلفته غارة إسرائيلية على مستشفى الأهلي
...
-
إيران: قد يتغير مكان المفاوضات النووية.. وعلى أمريكا حل -الت
...
-
تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى الق
...
-
الاتحاد الأوروبي يعلن عن مساعدات لفلسطين بـ1.6 مليار يورو
-
باريس تقول إن الجزائر طلبت من 12 موظفاً بالسفارة الفرنسية مغ
...
-
لماذا تحتاج واشنطن إلى أوروبا لإنجاح الجولة الثانية من المفا
...
-
بوادر أزمة جديدة.. الجزائر تطلب مغادرة 12 موظفا بسفارة فرنسا
...
-
آثار زلزال طاجيكستان (فيديوهات)
-
محمد رمضان يرتدي -بدلة رقص- مثيرة للجدل
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|