مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8232 - 2025 / 1 / 24 - 18:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(الاحتلال لا يؤسس اعمدة لدولة قوية، بل يؤسس ركائز يريد لها ان تكون مستدامة؛ لدولة ضعيفة، لزمن يريد له ان يكون طويلا)
من المستحيل؛ ان تبني اي قوة احتلال، البلد المحتل من قبلها.. ان اي دولة عظمى تقوم وتجيش جيوشها في احتلال دولة ما، هي اقل منها بما لا يقاس من حيث القوة والقدرة العسكرية، بفروقات فلكية؛ لابد ان تكون هناك اهداف وغايات لها، تريد ان تحققها من خلال، او بواسطة القوة العسكرية، لأحكام قبضتها وسيطرتها العسكرية. ومن ثم تاليا؛ السياسية والاقتصادية؛ لتحقيق اهدافها وغاياتها من الغزو والاحتلال؛ في تمكينها من نهب الثروات وفتح الاسواق، وربط اقتصاد البلد المحتل باقتصاد ومال وتجارة وعملة بلد الغزو والاحتلال، قبل خروج المحتل مجبرا، بضربات مقاومة الشعب لاحتلاله. انها عملية معقدة جدا، عملية يكتنفها الغموض تماما. الغاية الاحتلالية، من إبقاء البلد ضعيف في الاقتصاد والسياسة وفي غيرهما؛ كي يظل منطقة نفوذ حيوي والجيوستراتيجي لدولة الاحتلال للأمد البعيد.. لذا، فأن دولة الاحتلال لا يمكن ان تساهم او تبني بلد قوي من جميع الجوانب الاقتصادية والعسكرية والتنموية، ما اقصده بالتنمية هي التنمية العميقة والاستراتيجية والواسعة والشاملة و ليس احداث تنمية استهلاكية، محدودة الافاق والسعة والشمول.. هناك إنموذجان من هذا النوع من الاحتلال، ابتلا بهما الشعب العراقي، هما؛ الاحتلال البريطاني للعراق في مطلع القرن العشرين، والاحتلال الامريكي للعراق في عام 2003. الاول تم تبديل الاحتلال العثماني بالاحتلال البريطاني. الثاني بواسطة الغزو والاحتلال الامريكي؛ لم يتم تغير نظاما دكتاتوريا، حكم الشعب بقبضة من حديد ونار، بل اسقط النظام ودمر الدولة بقصدية، وبتخطيط مسبق..
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟