|
عمارة تقي الدين يصدر موسوعة الصراع العربي الصهيوني
محمد عمارة تقي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 8232 - 2025 / 1 / 24 - 16:15
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
صدرت بالقاهرة هذا الأسبوع موسوعة (الصراع العربي الصهيوني، نحو خريطة إدراكية جديدة) للدكتور محمد عمارة تقي الدين، الكاتب والأكاديمي المصري المتخصص في الاجتماع السياسي والصراع العربي الصهيوني، والموسوعة من إصدار دار روافد للنشر والتوزيع، حيث تشارك بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية.
والموسوعة تنقسم إلى جزئين وتنقسم بدورها إلى ستة أقسام هي: القسم الأول: الإطار الفلسفي للموسوعة، القسم الثاني: قضايا الداخل الصهيوني، القسم الثالث: قضايا العلاقة بين اليهودية والصهيونية، القسم الرابع: قضايا فلسطين والأمة العربية، القسم الخامس: القضايا ذات البعد العالمي، القسم السادس: التطور التاريخي للصراع العربي الصهيوني.
والموسوعة، وكما يذهب الدكتور عمارة تقي الدين، هي محاولة لرسم ملامح خريطة إدراكية جديدة لهذا الصراع، إذ يقول في مقدمة الموسوعة :" عبر هذه الموسوعة ستجري المحاولة لأجل بلورة ملامح وأُطُر الإدراك العالمي لهذا الصراع العربي الصهيوني من ناحية( أي كيف يرى العالم هذا الصراع)، والإدراك الصهيوني للعالم من ناحية أخرى( أي كيف يرى الصهاينة هذا العالم)، كذلك الإدراك العربي الراهن لهذا الصراع، وهو باعتقادي إدراك زائف ساهمت في خلقه عوامل عدة، من هنا حاجتنا لخريطة إدراكية جديدة أكثر تعبيراً عن الواقع بكل تعقيداته وإكراهاته" .
وفي موضع آخر يقول :" يفرض علينا هذا الإدراك الذي نتغياه أن ننظر لهذا الصراع باعتباره أحد منتجات الحضارة الغربية، فهو ليس صراعًا دينيًا كما يزعم البعض، ولكنه صراع براجماتي نفعي يضرب بجذوره عميقًا في قلب الحضارة الغربية(تلك الحضارة التي بلا قلب)، غير أنه صراع متدثر بعباءة الدين ببراعة فائقة، بشكل أعمى كثيرين عن قراءته بشكل حقيقي".
ولنترككم مع بعض المقتطفات من مقدمة الموسوعة: " الصراع العربي الصهيوني، هو في التحليل الأكثر عمقاً، أحد تمظهرات الواقع البائس الذي تعيشه البشرية، ذلك الواقع الذي قادها إليه فقدانها لعمق أخلاقي قيمي إنساني عام، وبحثها الدائب عن المصلحة والمنفعة الآنية، فهي حالة من قِصر النظر المزمن التي أصابت الحضارة الحديثة، وقد أوشكت أن تصبح عمى أخلاقي تام، من هنا فأي محاولة لعلاج الوضع المتردي للبشرية يجب أن تبدأ من هذا الصراع، تغوص في أعماقه، وتُبحِر في شرايينه".
" يُجسِّد هذا الصراع كل إخفاقات الحضارة الغربية في طورها ما بعد الحداثي، فهو هَمُّ الإنسانية جميعها، هو عورتها التي تبحث عمن يسترها، هو مكبوتاتها الحيوانية وقد تفجَّرت في أبشع صورها، ونحن نعتقد أن هذا الصراع هو في عمقه تجسيد لمأساة البشرية وإخفاقاتها في تغليب الروح على المادة، والقيمية على النفعية، والحق على القوة، وإن لم يتكاتف الجميع لإنهائه بشكل عادل وإنساني في آن فالأمر منذر بعواقب وخيمة"
"ها هو المشروع الصهيوني وقد تم تعميده بالدماء، دماء الفلسطينيين وإخوانهم من العرب، مع حاجته المستمرة لمزيد من الدماء ليواصل نموه وتمدده الشيطاني ككائن دراكولي نهِم، وهكذا عمّدت الحضارة الغربية كل مشروعاتها التوسعية الاستيطانية، وهكذا ستفعل مستقبلًا عبر إنتاج مشروعات استيطانية جديدة إن ظلت تسير بذات الاتجاه وتتبنى نفس القناعات، لذا فالتصدي للمشروع الصهيوني بنزعته الاستعمارية الاستيطانية هو معركة يخوضها الفلسطينيون نيابة عن البشرية كلها ودفاعاً عن إنسانيتها المُهدرة، فهو في عمقه دفاع عن القيم الإنسانية الخالدة كي لا يلتهمها تنين ما بعد الحداثة غربي المنشأ صهيوني التجليات".
"إن تأثير الصهيونية المدمر لا يقتصر على الديانة اليهودية واليهود فحسب، بل يزحف فكرها العنصري والمدنس على العالم في موجات ارتدادية هائلة، لتصيبه لعنة الشيفونية والعداء المُزمِن للآخر، ومن ثم سنعمد إلى تعرية استراتيجيات قومنة الأديان وأدلجتها، تمامًا كما فعلت الصهيونية باليهودية، وهكذا تفعل الأيديولوجيات العنصرية بكافة الأديان، إنها تقتات على المُقدَّس، تتسربل به وتتغذى من دمه وروحه".
"نحن أمام شعب فلسطيني يزيده الوقت قوة وصلابة وتمسكاً بحقوقه التاريخية، وتضخُّم الإحساس لديه بقيمة فعل المقاومة، بل وأضحى كثيرون في هذا العالم يثنون على كفاح هذا الشعب وينظرون إليه بإعجاب باعتباره واقفاً على تخوم الكرامة الإنسانية". "لقد أضحى الكيان الصهيوني، بفعل الأطروحات الصهيونية التي تلاعبت بالديانة اليهودية، بمثابة العجل الذهبي الذي عبده اليهود من دون الله، بل وأضحوا على استعداد تام لقتل العالم من أجله" . "في مقابل (حق القوة) والذي تُمثِّله إسرائيل، ومن خلفها الصهيونية العالمية، نُريد التأسيس لـ (قوة الحق)، والذي يُمثِّله الفلسطينيون وكل دُعاة الإنسانية" .
مما يجدر ذكره أن الدكتور محمد عمارة تقي الدين قد حصل على ميدالية دولة فلسطين و تكريم الرئيس الفلسطيني لجهوده العلمية الأكاديمية في الدفاع عن قضايا الأمة العربية وفي القلب منها القضية الفلسطينية.
وللدكتور عمارة عدد من الكتب المؤلفات المنشورة لعل أبرزها: الأحزاب الدينية الإسرائيلية ودورها في صنع القرار السياسي، الحركات الدينية الرافضة للصهيونية داخل إسرائيل، المؤسسات الدينية في إسرائيل جدل الدين والسياسة، الإعلام ومعركة الوعي تفكيك آليات الخداع الجماهيري، المسيحية الصهيونية ونهاية الإنسان قراءة في التوظيف السياسي للدين، الإعلام الإسلامي والتحديات المستقبلية، قارب الانقاذ الأخير نحو صياغة مستقبل أفضل للبشرية، موسوعة الصراع العربي الصهيوني ، نحو خريطة إدراكية جديدة (في جزئين).
هذا بالإضافة مجموعة من المقالات والأبحاث العلمية المنشورة في الصحف والمجلات المصرية والعربية.
#محمد_عمارة_تقي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إدوارد سعيد عرَّاب الحق الفلسطيني
-
أطفالنا ومخاطر وسائل الإعلام ... ما العمل؟
-
مركز ماسبيرو للدراسات الفكرية والإعلامية
-
التربية الإعلامية وعصر ما بعد الحداثة
-
فلسطين أرضٌ وشعب : قصيدة شعرية
-
عائلة روتشيلد وتمويل المشروع الصهيوني
-
الأديان وذئب الأيديولوجيا
-
الإعلام وسلوك القطيع.. فن قيادة الخِراف إلى المذبح
-
الدين والعنف .. علاقة جدلية
-
إذا كان هرتزل هو ماركس الصهيونية فإن هتلر هو لينينها
-
مقدمة في علم اجتماع الاستبداد
-
الأديان والتراحم الإنساني
-
فلسطين والحرية : قصيدة شعرية
-
فلسطين وأراكان... ما كل هذا التطابق؟
-
نورمان فينكلشتاين وتقويض المشروع الصهيوني
-
الصهيونية المسيحية والدعم الأمريكي المطلق للكيان الصهيوني
-
الإرهاب الصهيوني وجذوره الدينية والعلمانية
-
حوار مع القدس : قصيدة شعرية
-
في ذكرى مجاهد عبد المنعم مجاهد
-
الإعلام الديني والمشروع الحضاري
المزيد.....
-
شاهد كيف انتهت مطاردة عشرات القرود الهاربة في ولاية كارولينا
...
-
السعودية.. فيديو لمقيم سوداني ألقى نفسه من فوق أحد المباني و
...
-
ناريشكين يتحدث عن محاولات لتزوير تاريخ الحرب العالمية الثاني
...
-
سيناتور أمريكي ينتقد قرارات العفو التي أصدرها ترامب وبايدن
-
-أرض قاحلة مليئة بالأنقاض-.. مسؤولون أمريكيون يوضحون مبادرة
...
-
هل تؤسّس زيارة عراقجي لطالبان مرحلة جديدة من العلاقات بين ال
...
-
تحديات تطبيق العدالة الانتقالية في سوريا
-
أفغانستان تفرج عن معتقل كندي بعد وساطة قطرية
-
اقترح نقل سكان غزة إلى مصر والأردن.. هل خالف ترامب رؤية أمري
...
-
الجيش الإسرائيلي ينسحب تدريجيا من محور نتساريم والسكان يتحرك
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|