أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة















المزيد.....


بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8232 - 2025 / 1 / 24 - 13:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
أعطوني شعب من شعوب العالم،يستطيع ان يعيش في بقعة جغرافية،كمساحة الضفة الغربية، التي تقطعها في الوضع الطبيعي من شمالها الى جنوبها في السيارة خلال 4 ساعات،هذه المسافة في ظل 900 بوابة وحاجز عسكري تحاصر الضفة الغربية،وتقطع اوصالها جغرافياً وديمغرافياً،منها 146 بوابة أقيمت بعد السابع من اكتوبر 2023،و17 منها أقيمت منذ بداية هذا العام، اليوم تحتاج منك الى اسبوع سفر،يكفيك ان تسافرإلى سبع دول اوروبية،بدون ان يُخزن في ذاكرتك،هل من الممكن ان تعود الى بيتك..؟؟ ،أم سيبقى يساورك الشك ، بأن جنود الإحتلال المستنفرين على الحواجز،قد يغلقونه،ويقولون لك عد من حيث أتيت،وأي نقاش مع هؤلاء المتغطرسين والحاقدين،قد يكلفك حياتك ثمناً لذلك .
هذه الحواجز والبوابات،والتي باتت تحتاج الى انشاء صفحات خاصة على المجموعات او مواقع التواصل الإجتماعي،حول وضع تلك البوابات والحواجز،والتي تريد "تطويع" عقلك ووعيك،لكي تضبط وتنظم حياتك على مواعيد فتحها وإغلاقها ،وهي ليس فقط تًمتهن فيها كرامتك وتقتل فيها انسانيتك،وتشعرك بأن للحيوان قيمة أكثر منك،وأنه مطلوب أن تموت حياً كفلسطيني، وأن تتعود على الذل والمهانة دون ان تشكو او تتذمر،فهؤلاء جنود وحراس شعب الله " المختار، يحق لهم أن يفعلوا فيك أي شيء ،وحياتك عندهم لا قيمة لها،واذا اطلقوا عليك النار وقتلوك فالتهمة جاهزة،محاولة طعن او دهس،وسادة البيت الأسود في واشنطن،جاهزين لتبني روايتهم وترويجها والدفاع عنها.
والأنكى من ذلك اذا كنت ستجتاز المعبر أو الحاجز راجلاً ، فأنته مجبر ان تمر من خلال حواجز دوارة، تشبه "معاطات" الدجاج" يتحكم فيها جنود ورجال أمن مشبعين بالحقد والكراهية، بحيث يجري تفتشيك يدوياً و " بالماغنوميتر" الكترونياً،ومرورك رهن بمزاجية الضابط او الجندي،وما اسهل ان يقول لك "تحزور" ،أي ارجع ،وأي جدال أو رفض قد يكلفك حياتك بإطلاق النار عليك، أو تعريض نفسك للإحتجاز أو الإعتقال.
هناك من العمال والموظفين وحتى الطلبة من يخرجون من ساعات الفجر الأولى ،على أمل الوصول الى اعمالهم ووظائفهم ومؤسساتهم التعليمية والصحية،او من أجل العلاج،ولكنهم يفشلون في الوصول اليها في الوقت المحدد،رغم ساعات الإنتظار التي تطول وتطول ،وتمتد لساعات طويلة، أو عند الوصول للحاجز،فجأة يجري اغلاقه،بعد ان تكون القلوب قد بلغت الحناجر،وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من انفجار داخلي، نتاج ضغط نفسي لا يقوى على تحمله البشر .
اعتقد بأن ذلك ينسجم مع رؤية وقناعات ومفاهيم ومقولات الكذب والدجل والخداع والتضليل التي يحاول ان يروج لها الأمريكان ودول الغرب الإستعماري،عن الحرية والديمقراطية والعدل وحقوق الإنسان والحق في التنقل والحق في العبادة والحق في الوصول الى المشافي والمراكز الطبية من أجل العلاج،ولكن لكون الفلسطينيين وحسب نظريات العولمة الرأسمالية "المتغولة" و"المتوحشة"، ضمن الشعوب التي يقول عنها منظروا الفكر الرأسمالي المعولم من فوكاياما وكتابه عن "نهاية التاريخ" بأن الراسمالية في طورها الأعلى الإمبريالية ،هي أعلى درجات التحضر و"الإنسانية" والتطور وصاحب نفس النظرية والفكرة والموقف والرواية والسردية صموئيل همنغتون في كتابه عن " صراع الحضارات" والذي يرى فينا وفي شعوب العالمثالثية،شعوب همجية ووحشية غير قابلة للتحضر،ولذلك منحهم الرب وفق الفكر التلمودي التوراتي والمسيحي الأنجليكاني المتصهين،الحق بإبادتنا والتخلص منا،لكي يعم الأمن والإستقرار والسلام في العالم،ونحن كفلسطينيين لسنا كالشعب الأوكراني،ليست عيوننا زرقاء ولا بشرتنا بيضاء ولا شعرنا أشقر،لكي يهبوا في امريكا والغرب الإستعماري، للوقوف الى جانبنا ومنع ابادتنا وقتلنا،بل يرسلون كل انواع اسلحتهم،من اجل الإجهاز علينا، ايماناً بالوعد الرباني، بانه يجب التخلص منا .
أظن ان شعبنا لا يستحق فقط اسم شعب الجبارين،بل هو شعب الجبابرة،من يتحمل كل هذا الظلم والإضطهاد،والطرد والتهجير،والحرمان من أبسط مقومات الحياة الإنسانية،ويبقى صامداً وثابت على أرضه،أظنه وهذه فتوى مني يتقدم على كل الصحابة والصديقين في الجنة،ويكون الى جانب الرسل والأنبياء،فالظلم والأذى الذي تعرض له الرسل، لا يساوي 1% مما تعرض له الشعب الفلسطيني،ولو تعرضوا لمثل هذا الظلم والإضطهاد والتنكيل ،ربما تراجعوا عن دعوتهم ورسالتهم.
تصورا عندما تضيق سبل العيش على الإنسان الفلسطيني،ويحرم من تصريح للعمل، مجبر للحصول عليه من دولة الإحتلال، لكي يصل الى مكان عمله أو وظيفته في القدس او في الداخل الفلسطيني- 48 – ،او مؤسسات اسرائيلية وقطاعات اقتصادية اسرائيلية مختلفة،تجده يقامر ويخاطر بحياته،لكي يوفر الطعام لأفواه جائعة،تنتظر منه الطعام والحليب ،ولذلك يتسلق جدران الفصل العنصري التي يزيد ارتفاعها عن 8 أمتار تحيط بها أسلاك شائكة ،وعليها كاميرات وأبراج مراقبة،ودوريات عسكرية تقوم بجولات مستمرة حول هذا الجدار،ومن تشاهده يتسلق هذا الجدار،او ينجح في اجتيازه،يكون عرضة لإطلاق النار عليه،وفي أحسن الحالات اعتقاله،وتعرضه للضرب المبرح.
هذه البوابات والحواجز المسماة بكمائن الموت زادت وتضاعفت،بقرار من وزير مالية الإحتلال سموتريتش،وموافقة نتنياهو ووزير الحرب السابق غالانت،تحت حجج وذريعة حماية المستوطنين والطرق الإستيطانية،وهذا يعني تعطيل حياة الفلسطينيين،وحشرهم على الحواجز والطرقات لفترات تمتد لساعات طويلة ،وما ينتج عنها من ضغط نفسي،وسعي إحتلالي خبيث،لنقل هذه المعاناة والعذاب، الى اقتتال وخلافات داخلية بين الفلسطينيين انفسهم،حيث طول الإنتظار والمنع،يخرج الإنسان عن طوره ويفقد اعصابه .
اعطوني شعب قادر على ان يتحمل كل هذه المعانيات التي يعيشها الشعب الفلسطيني،في ظل حواجز وبوابات الموت ،وفي ظل "توحش" و"تغول" استيطاني وقطعان مستوطنين منفلتين من عقالهم،يمارسون كل اشكال القمع والتنكيل بحق الشعب الفلسطيني،على طول وعرض الضفة الغربية، قتل وجرح مواطنين واغلاق طرقات وحرق منازل وممتلكات وحتى دور عبادة وقطع اشجار وسرقة محاصيل،والإستيلاء على أراضي وإقامة بؤر استيطانية .
وليت الرئيس الأمريكي ترمب واركان قيادته والقيادات الأوروبية الغربية الإستعمارية،يأتون لكي يعيشوا مأسي ومعانيات الشعب الفلسطيني ليوم واحد فقط،متحررين من نزعة الفوقية والتفوق العرقي وتصهينهم المتفوق على قادة الصهيونية انفسهم .
فلسطين – القدس المحتلة
23/1/2025
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تسقط الهدن المؤقتة على جبهتي جنوب لبنان وقطاع غزة..؟؟
- الحل بالسياسة وليس بالحروب والحلول العسكرية والأمنية
- هذه الحرب التي تقترب من نهايتها ،ماذا قالت وماذا كشفت ..؟؟
- ترمب وسموتريتش تلاقي وتقاطع ايدولوجي مسيحي أنجليكاني ويهودي ...
- سوريا بين الأطماع الإستعمارية ومخاطر التقسيم
- هل تنفجر الأوضاع على الجبهة الشمالية..؟؟
- 2024 عام الزلازل وعام 2025 عام الهزات الإرتدادية
- نتنياهو ذاهب الى حرب مفتوحة مع اليمن
- نحن في حالة ضياع وتيه
- في ارض الميلاد للسنة الثانية تغيب عنها احتفالات الميلاد
- سوريا يعاد صياغتها بالحديد والنار ودخلت مرحلة التقسيم
- بسقوط سوريا المنطقة ستدخل العصر الأمريكي- الإسرائيلي
- اما -كرت- احمر في وجه التركي،وإلا فالخسارة كبيرة وشاملة
- أنقرة تنوب عن تل ابيب في الحرب على سوريا
- ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الإحتلال.. ...
- ما الذي سيتغير بعد الإنتخابات الأمريكية ...؟؟
- لا وقف إطلاق نار قريب على الجبهتين اللبنانية وجبهة قطاع غزة
- زيارات هوكشتين وبلينكن لزوم ما لا يلزم
- هل تمارس الإدارات الأمريكية الصدق لمرة واحدة..؟؟
- اللبنانيون يتوحدون تحت شعار الأولوية لوقف إطلاق النار


المزيد.....




- شاهد كيف انتهت مطاردة عشرات القرود الهاربة في ولاية كارولينا ...
- السعودية.. فيديو لمقيم سوداني ألقى نفسه من فوق أحد المباني و ...
- ناريشكين يتحدث عن محاولات لتزوير تاريخ الحرب العالمية الثاني ...
- سيناتور أمريكي ينتقد قرارات العفو التي أصدرها ترامب وبايدن
- -أرض قاحلة مليئة بالأنقاض-.. مسؤولون أمريكيون يوضحون مبادرة ...
- هل تؤسّس زيارة عراقجي لطالبان مرحلة جديدة من العلاقات بين ال ...
- تحديات تطبيق العدالة الانتقالية في سوريا
- أفغانستان تفرج عن معتقل كندي بعد وساطة قطرية
- اقترح نقل سكان غزة إلى مصر والأردن.. هل خالف ترامب رؤية أمري ...
- الجيش الإسرائيلي ينسحب تدريجيا من محور نتساريم والسكان يتحرك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - بوابات وحواجز قهر وإذلال وإمتهان كرامة