أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - لماذا لم يلقِ قائد إدارة هيئة تحرير الشام خطاباً حتى الآن؟














المزيد.....

لماذا لم يلقِ قائد إدارة هيئة تحرير الشام خطاباً حتى الآن؟


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8232 - 2025 / 1 / 24 - 13:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا شك في أن أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، يواجه تحديات كبيرة منذ توليه سلطة تسيير الأعمال في دمشق. بعد سيطرته على مقاليد الأمور، ويبدو أنه في مرحلة اختبار دقيقة، يدرس خلالها الواقع السوري والإقليمي والدولي بعناية فائقة.
هذه المرحلة ليست سهلة، خاصة مع الضغوط الهائلة التي تمارسها الأطراف المختلفة عليه، الجميع يترقب موقفه، وكل طرف يأمل في أن يتخذ قرارات تصب في مصالحه.

أحد أبرز الأسئلة التي يطرحها المراقبون هو: لماذا لم يُلقِ الشرع الخطاب المنتظر بعد؟ هل هو في مرحلة جسّ النبض، أم أن هناك عوامل خفية تعيق اتخاذ قراراته؟ هل سيخاطب الشعب السوري كما يتوقع البعض، أم أن التحديات السياسية والضغوط الخارجية تفرض عليه التأنّي والتروي؟

من المؤكد أن الشرع يفتقر إلى القوة والقدرة على فرض ما يؤمن به ويريده:
فعلى الصعيد الداخلي، توجد قوى سياسية وازنة تخالف توجهاته، بالإضافة إلى المكونات الطائفية، مثل المسيحية والعلوية والدرزية والمرشدية، فضلاً عن قسم كبير من السنّة.
كما يجب أن نأخذ في الاعتبار الفصائل العسكرية المتعددة في الجنوب والشمال السوري، وفي مقدمتها قوات سوريا الديمقراطية.

أما على الصعيد الإقليمي، فلا يوجد توافق بين الدول ذات النفوذ في سوريا؛ فتركيا وقطر تسعيان إلى تمهيد الطريق لتمكين جماعة الإخوان المسلمين من الوصول إلى سدة الحكم، وهو ما يعارضه كل من الإمارات والسعودية ومصر والأردن والعراق، وربما "إسرائيل".

وعلى الصعيد الدولي، تتجلّى الخلافات بين القوى الكبرى؛ مثل الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا وعدد من الدول الأوروبية حول مستقبل سوريا.
ومن هنا، فإن محصلة تحركات تلك القوى مجتمعةً – المحلية والإقليمية والدولية – هي التي، حسب اعتقادي، ستحدد مستقبل سوريا.

ويبقى الحديث عن المستقبل السوري يثير العديد من التساؤلات:
هل سيعمل الشرع على عقد مؤتمر وطني جامع لجميع القوى السياسية والمكونات السورية بلا استثناء، من أجل التفاهم على مستقبل البلاد؟ أم سيبقى يماطل ويفرض رؤيته الخاصة على حساب الآخرين؟
هل سيشكل لجنة لصياغة دستور للبلاد تُنجز أعمالها في غضون ثلاثة أشهر، أم سيسعى إلى إبقاء البلاد بلا دستور لعدة سنوات كما صرّح سابقاً؟
وهل ستنتهي الحكومة المؤقتة كما وعد، في مطلع آذار، أم سيمدد لها بحجج وذرائع شتى؟
ما موقفه من الفصائل العسكرية المسلحة التي ترفض تسليم سلاحها للانضمام إلى الجيش السوري الموحد المزمع تشكيله؟
هل سيعيد رجال الشرطة المدنية إلى وظائفهم في ظل عجز جهاز "الأمن العام" عن ضبط الأمن والنظام بمفرده لقلة عدد عناصره؟
وماذا عن الشريعة الإسلامية التي يسعى رجاله إلى الترويج لها وتطبيقها تدريجياً؟ هل سيجعلها جزءاً أساسياً من النظام السياسي في البلاد؟
وما موقفه من وضع المرأة، هل سيسعى إلى تطبيق ما نُسِب إلى النبي محمد «لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة»؟ أم سيحاول إرضاء الأطراف الدولية عبر التوجّه نحو دولة مدنية علمانية؟
ما موقفه من الاحتلال الإسرائيلي والتركي والأمريكي لأراضٍ سورية، ووجود القواعد العسكرية الروسية والأمريكية في البلاد؟
هل سيبقى صامتاً ومجاملاً في تصريحاته، أم سيعلن موقفه بوضوح حيال هذه الاحتلالات؟

تتعدد الأسئلة وتتراكم، والشعب السوري، الذي عانى الكثير تحت حكم الأسد المخلوع، يراقب من كثب، ويأمل في مرحلة جديدة من الاستقرار والحرية والازدهار.
فهل سيحقق الشرع وعوده، أم سيواجه تحديات أكبر مما كان يتوقع؟ أم أن الظروف الصعبة ستفرض عليه العودة إلى سياسة التردد والتأجيل؟
ومع تزايد هذه التساؤلات، ستجيب الأسابيع القليلة القادمة عن الكثير من هذه القضايا، وقد تغير الإجابات مصير البلاد إلى زمنٍ طويلٍ قادم.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضامن الأممي.. سلاحنا ضد الظلم والتعتيم الإعلامي
- مستقبل غامض لملايين السوريين تحت حكم هيئة تحرير الشام
- وحدة القوى الكردية في سوريا.. مفتاح لضمان حقوق مستدامة
- دعوة لبناء الدولة المدنية والعيش المشترك
- مستقبل الأحزاب الموالية بعد سقوط البعث.. هل يغفر الشعب السور ...
- هيئة تحرير الشام.. مساعي الهيمنة في خضم الفصائل السورية المت ...
- عودة اللاجئين السوريين أم هجرة المقيمين إلى الخارج؟
- ثورة بلا عدالة اقتصادية.. كسرابٍ في صحراء
- أكثرية.. أقلية.. مكونات.. نسف لمفهوم المواطنة أم توصيف طبيعي ...
- حوار وطني أم استعراض رقمي؟ أسئلة حول مستقبل سوريا
- هل يحق لحكومة تسيير الأعمال بقيادة أحمد الشرع ما قامت به حتى ...
- حين يصبح نشر الغسيل تهمة
- هل ستعيد حكومة تصريف الأعمال عجلة الزمن إلى الوراء؟
- مسؤولية بشار الأسد في الكارثة السورية
- عدالة بلا انتقام.. لماذا أرفض الإعدام للفاسدين؟
- صبيحة سقوط الأسد
- «صام صام وفطر على بصلة».. هل هذا قدرنا؟
- تصاعد الـ -ممارسات الفردية- تهدد السلم الأهلي في سوريا
- عندما تمنحك الأجهزة الأمنية صفة المواطنة
- التفاؤل الحذر في مواجهة التحديات السورية


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - لماذا لم يلقِ قائد إدارة هيئة تحرير الشام خطاباً حتى الآن؟