أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - التجربة الصومالية














المزيد.....

التجربة الصومالية


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8232 - 2025 / 1 / 24 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ترأّس الرفيق محمد سياد برى المجلس العسكري الذي جاء إلى السلطة فى الصومال عن طريق انقلاب عسكرى عام 1969م، واعتمد فى حكمه على تطبيق الفلسفة الاشتراكية إلتزاما بالخط السياسى للجهة الخارجية التى ساندته ودعمت وصوله للسلطة،فاستنسخ التجربة الصينية في القطاع الزراعي والبِنى التحتية، وقام بتأميم جميع المصارف والمصانع الأجنبية التي كانت تعمل في البلاد آن ذاك،
كما اعتمد طريقة جديدة لكتابة اللغة الصومالية باستخدام الأحرف اللاتينية بدلا من العربية إبعادا للصومال عن هويته وإنتمائه العربى الإسلامى ،،،
ورغم إدعاءه التقدمية والعلمانية اعتمد نظام سياد برى على النفوذ العشائرى والقبلى فى حكم البلاد معتمدا فى ذلك على بعض الأقليات العرقية ذات التطلعات الإنتهازية ، كما استخدم التناقضات والكراهية الشعبية لتلك الأقليات كإسلوب لتأجيج الصراعات الداخلية لنشر التفرقة وسهولة السيطرة ،،،
في يوليو 1977، قاد الرئيس الصومالى حربا كبرى فى منطقة أوجادين، لضم ذلك الإقليم الذى كانت تسيطر عليه أثيوبيا، سعيا منه لإعادة تكوين الصومال الكبرى،
حيث قام الجيش الوطني الصومالي بغزو أراضى الإقليم واستولى على معظمها ،
لكن الاتحاد السوفييتي الداعم الرئيسى لنظام سياد برى قرر إيقاف دعمه لنظام الجنرال، وتحول إلى دعم النظام الإثيوبى أنذاك ، كما انحازت دول المنظومة الإشتراكية لجانب إثيوبيا، و أرسلت كوبا حوالى خمسة عشر ألفا من الجنود لدعم أثيوبيا فى مواجهة النظام الصومالى !
وبحلول عام 1978، كانت القوات الصومالية قد خسرت جميع المناطق التى إحتلتها ،،
ونتيجة لخسارة الحرب وبعد مواقف المنظومة الاشتراكية المناوئة للصومال، حدثت تحولات دراماتيكية على طبيعة نظام الحكم هناك ، إذ قرر سياد برى التحول من النظام الشيوعى
( أو الإشتراكى) التابع والخاضع للإتحاد السوفيتى، إلى نظام جديد يخضع تماما للولايات المتحدة وأوروبا وينتهج الرأسمالية طريقا للحكم !!
كما شن نظام بري حملة واسعة للقبض على بعض أعضاء الحكومة والمسؤولين العسكريين للاشتباه في مشاركتهم بإنقلاب فاشل عام 1978، حيث واجه معظم المشاركين فى الانقلاب عقوبة الإعدام دون محاكمة، و مع ذلك تمكن العديدون من الفرار إلى الخارج، وتشكيل أول المجموعات المنشقة بهدف إنهاء نظام بري بالقوة.
وبحلول منتصف عقد 1980، انتشرت حركات المقاومة المسلحة التي تدعمها أثيوبيا والإتحاد السوفيتى بكافة أنحاء البلاد. ورد بري باتخاذ تدابير عقابية ضد من كان يدعم تلك الحركات محليا، وخاصة ضد الحركة الوطنية الصومالية (SNM) في المناطق الشمالية، وشملت الحملة العقابية قصف المركز الإداري للمنطقة الشمالية الغربية هرجيسا معقل الحركة الوطنية الصومالية عام 1988. وقاد القصف الجنرال محمد سعيد حرسي مورجان صهر الرئيس سياد بري، والذي لقب بعد ذلك بـ (جزار هرجيسا)، وأسفر القصف عن مقتل حوالى خمسين ألف شخص.
وقد أدت كل تلك الممارسات فى نهاية المطاف إلى الإطاحة بنظام سياد برى عام 1990 بهدف التخلص من الديكتاتورية والإستبداد والتبعية للغرب ،
لكن التدخلات والصراعات الخارجية أدت إلى اندلاع حرب أهلية عام 1991 نتج عنها تفكيك الجيش الصومالي، وإنتشارعدم الإستقرار فى البلاد، الأمر الذى أدى إلى تقسيم الصومال وشرذمته وقيام مايسمى بجمهورية أرض الصومال ( الإنفصالية) التى باعت حق استغلال ميناء بربرة الإستراتيجى على البحر الأحمر لدولة الإمارات، والتى قامت بدورها بإهدائه لأثيوبيا العدو التاريخى لجمهورية الصومال ،



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذبح مواطن بالأقصر ،،
- الفنون والرياضة المستغلة،
- جماعات العنف المسلح ( الإسلاموى )
- مذبحة عيد القديس بارثليميو !
- وفاة مستر إكس !!
- لروحه السلام ،،
- التحولات الفكرية لهيئة تحرير الشام
- الوجه الآخر للمبادئ !؟
- قرية الباغوز !!
- الفارق بين المرشد والمخبر فى الدراما المصرية!
- لننتظر ونرى !!
- بإسهاب !
- القومجى، والوطنجى !!
- شهادة للثورة السورية !!
- نحو حوار سورى مصيرى
- أربعة شعراء من مصر!؟
- المستورث !؟
- المعارك مستمرة ،حتى لو انتهت،
- تحيا مصر!؟
- أفريقيا وغزة !


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - التجربة الصومالية