|
تيزفتان تودوروف.. مسار باحث سيميولوجي ديدنه التحرر من الطوق الإيديولوجي
أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8232 - 2025 / 1 / 24 - 04:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الترجمة تيزفتان تودوروف مفكر إنساني كبير، لفظ أنفاسه الأخيرة يوم7 فبراير في مدينة باريس عن عمر يناهز 77سنة، نتيجة مضاعفات انحلال خلوي يصيب الجهاز العصبي. خبر تودوروف السيميولوجي، الناقد الأدبي، المؤرخ الأنثروبولوجي والباحث، زوابع مختلفة وكذا منعطفات فكرية لعهد مابعد الشيوعية. رغم تحفظه، مثّل ذاكرة للقرن العشرين ومرصدا للقرن الواحد والعشرين. ولد سنة 1939بمدينة صوفيا البلغارية، قضى تودوروف طفولته تحت كنف النظام الشيوعي، الأمر الذي طعّمه بلقاح دائم ضد كل ما يحيل على السياسة. زعيم سابق لفرقة"الرواد الصغار" داخل مدرسته، لكنه سيتخلى عن "إيمانه" النضالي في المدرسة الروسية المزدوجة المتواجدة بالعاصمة، سنة 1953مع موت ستالين. عام 1956، لحظة تقديم تقرير خروتشوف وكذا قمع انتفاضة بودابست، ولج تودوروف الجامعة وحصل مثل جميع الشباب البلغاري والسوفياتي، على تكوين مرتكز على المادية الجدلية والمذهب الستاليني. اختار دراسة الأدب البلغاري موضوعا لبحثه. طريقة ماهرة قصد التحول صوب الأسلوبية والتخلص من الطوق الإيديولوجي، متحمسا بالتالي لشعرية الفولكلور والحكايات والأغاني الشعبية، بعيدا عن رقابة الحزب. في إطار حلقة صداقاته مع المثقفين، انتشى معهم بتأملات حول الحياة والموت، الخير والشر، معنى الوجود، تصاحبها جلسات سكر لا تنتهي إلا خلال ساعة متأخرة مز الليل. تولستوي، دوستويفسكي، تشيخوف ثم شعراء روس مثل ماياكوفسكي، أثروا خياله وفكره اليقظ. رغبة في"تسليط الضوء على لغز فن الكتابة مثلما أوضح في كتابه : مقتضيات ومباهج حياة مهرب (حوارات مع كاترين بورتفان،منشورات سوي،2002): "هذه الحاجة للتخلص من الايديولوجيا كانت مصدر اهتمامي بالشكلانيين الروس،حين وصولي إلى فرنسا".لأن تزفيتان تودوروف، تمكن من مغادرة بلغاريا ،سنة 1963، بفضل سخاء عمته. - عصر البنيوية انطلاقا من إعجاب تودوروف بإديت بياف و إيف مونتان أكثر من سارتر وبارت، حيث كان يجهل تقريبا كل شيء عنهما، اهتدى إلى شغفه المهني. بحث في معرفة كيف يصنع الأدب. ليس ما يقوله، لكن كيف يتم ذلك، والشكلانيين الروس مثل كلوفسكي، توماشوفسكي أو بروب، بحيث كرس كتابه الأول نظرية الأدب (منشورات سوي، 1965) فأضحى تودوروف قادرا على فتح مختلف مغالق الروايات الكبرى. التقى جيرار جينيت في السوربون، وصار ملازما له وقدمه إلى جماعة تيل كيل تحت إشراف مارسيلان بلينيت وفيليب سولير، فبدأ يحظى بالشهرة. تأثره بإميل بينفنست و جاكبسون وبارت، دفعه للانكباب على السيميولوجيا. علم يفترض بأن اللغة ليست سوى نظاما من العلامات. اشتغل تودوروف بالأحرى على التقنيات السردية، والتركيب والبناء اللغوي أكثر من الدلالة المعنوية للنصوص الأدبية (الشعرية،1968). إنها الحقبة الكبرى للبنيوية حيث البحث عن المعنى الخفي بين طيات منظومة الرموز والعلامات ثم أنساق القرابة. أطروحته للسلك الثالث التي ناقشها سنة 1966، تناولت بالتحليل مايحمله اختيار choderlos de laclos (جنيرال وأحد كتاب الثورة الفرنسية)، للشكل الرسائلي حين كتابة عمله : العلاقات الخطيرة . افتتن بكتابي رولان بارت حبة الصوت و"الغرفةالمضيئة (غاليمار، 1980)، حينما كتب الأستاذ اللامع في كوليج دو فرانس، مايناهز عشرين صفحة ميزها إحساس نادر حول وفاة والدته. شرع تزفيتان تودوروف يلتقي بارت باستمرار خلال عشاءات بصحبة سولير وديريدا. دراساته النموذجية حول الأجناس وسجلات الكتابة، مثل مدخل إلى الأدب العجائبي (منشورات سوي، 2015) أو معجمه الموسوعي لعلوم اللغة (1972) بالاشتراك مع أوسوالد ديكرو، سرعان ما تحولت إلى مرجعيات. - بعيدا عن الراديكالية السياسية تبلور غليان شهر ماي 1968، في المركز التجريبي بفانسان، لم يكن تودوروف ضمن هيئة التدريس - كان يشتغل لحظتها في المركز الوطني للبحث العلمي،ثم صار مشرفا على البحث - غير أن مقاربته للأدب وجدت هناك مرتكزا للإرساء .تماما كما الحال بالنسبة لمجلة "الشعرية"، التي أسسها مع جيرار جينيت. مقابل إفراط المثقفين، خلال تلك الحقبة، في مباهج الراديكالية السياسية، سنجد أن تزفيتان تودوروف لم ينجذب نحو ذلك، نظرا للمناعة التي تلقاها خلال طفولته ببلده بلغاريا. يعتقد أن الدوكسا الماركسية –اللينينية شكلت عبئا ثقيلا خنق أنفاس الثلاثين سنة المشؤومة (1945-1975)، للفكر الفرنسي، فلم يتردد في وصف الحركة السياسية لشهر ماي 1968 ب الحرس الخلفي . على المستوى الجامعي، وبسبب رغبته في عدم المجازفة بالنصوص جراء الاستعاضة عنها بالميتا-خطاب الذي يترصدها، توخى تودوروف انطلاقا من كتاب : نظرية العلامات (1977)، الابتعاد عن البنيوية وعلمويتها. بالتالي،ليس مفاجئا أن يبرز كتابه الأساسي لمرحلته الإنسانية: "نحن والآخرون (منشورات سوي،1989)، نقدا لنسبوية كلود ليفي شتراوس. انطلاقا من سنوات الثمانينات، اتجه اهتمام تودوروف نحو تجربة الآخرية. لأنه هو نفسه شخص مغترب وغير مقتلع الجذور، يشرح في عمله الذي يحمل نفس العنوان: (الإنسان المغترب، منشورات سوي،1996). إنه قروي من الدانوب ، انغمس في عالم آخر، وأجنبي حصل على الجنسية الفرنسية سنة 1973، يحمل نظرة جديدة وثاقبة حول بلد الاستقبال. مع عمله غزو أمريكا (1982)، الذي أبرز إرنان كورتس المغامر الاسباني كابن روحي لميكيافيليي، وشارحته الأزتيكية التي تدعى لامالينش، سيطرح تزفيتان تودوروف أنثروبولوجيته الفلسفية، بحيث تحيل هنا على التهجين الثقافي. بخصوص كونية آخريته – أو على حد تعبير الفيلسوف إيمانويل ليفيناس: "إنسانية الإنسان الآخر - بلغت أوجها مع دراسته نحن والآخرون ،العمل الذي يناهض في الوقت نفسه النسبوية الثقافية ثم التيار الثقافي الوطني الذي شرع يفرض برنامجه. فضل تودوروف الاعتدال على الراديكالية، والتحفظ على المغالاة، ثم اللامكان على التجذر، حد إمكانية أن تؤاخذ عليه نوعا من التفاهة. لكن ذلك ليس صحيحا. فالذين اقتربوا منه، تلمسوا جميعهم رقته الأسطورية، إلى جانب نزعته الشكية النقدية ثم نظرته النبيهة بل اللاذعة: "اسمحوا لي أن أكون شيئا ما شكيا هي بغير شك صيغة تعبيره المفضلة، تؤكد الروائية والباحثة نانسي هوستون، التي التقاها موسم (1978-1979)، وأثمرت علاقتهما عن طفلين هما ليا و "ساشا ،ثم بوريس" طفل ثالث من زواج ثان. ينزع تودوروف نحو السرد مقابل النظريات، مازجا البورتريهات بالدراسات. الجانب الأدبي،يشبه التغير بالنسبة للكثيرين تغيرا في الاتجاه. ليس الأدب خطابا بل هو فكر ينقل قيما، يؤكد تزفيتان تودوروف. هكذا يصرخ، وهو العضو في المجلس الوطني لوضع البرامج، حينما كان يشرف عليه الفيلسوف لوك فيري: "إذا تعلمت ابنتي فقط أن تميز الفارق بين المجاز والكناية، فربما اشمأزت كليا من الشعر". لكن دون استسلامه قط ل ديماغوجية الجمهوريين المحافظين الذين أرادوا قبل كل شيء إنقاذ الآداب أكثر من اهتمامهم بالبشر. تودوروف الأول ضد تودوروف الثاني، كما لو يسخر من نفسه، عندما أعلن:"ليس فظيعا أن يغادر التلميذ السلك الثانوي دون إدراكه للفرق بين التبئير الداخلي والخارجي، لكن سيكون الأمر خطيرا، إذا لم يعرف مجموعة شعرية اسمها أزهار الشر ". - كتابه الإمضاء البشري وداعا السيميولوجيا، وحده تقريبا صديقه الايطالي أومبرتو إيكو، ظل مهتما إلى أبعد مدى، على نحو رائع وهو مبتهج، بعلامات وأساطير حداثتنا،مثل "السمارتفون" والأبطال الخارقين. جوهريا، توجد استمرارية في عمل ومسار تودوروف، ينبغي بلا شك الوقوف عليها في رغبته كي يفهم الإمضاء البشري "، على مستوى الكتابة المحلية وكذا الأدب الكوني، من خلال تأملاته حول الفن التشكيلي الفلمندي وكذا نشأة الفرد لكن أيضا حول مسارات الحياة. هذا ماقاده كي يرصد مسارات شخصيات مثالية مثل: جيرمان تيليون ،إيتي إيليزوم، نيلسون مانديلا، بل وإدوارد سنودن،ىأسماء كانت قادرة على التمرد وعرفت كيف تقول لا . إجمالا،انتقل تودوروف من الاستتيقا إلى الإتيقا، فارتبط ب المعنى الأخلاقي للتاريخ كتابات وحيوات. تمثل المقاومة الفرنسية بشكل أفضل لديه هذه الطريقة لاعتبار أن: "الحياة الإنسانية ليس لها عَلَم" مثلما أورد في كتابه معركة الحرب والسلام (منشورات سوي، 2007 ). هذا المغزى الذي تجلى أحيانا في المعسكرات النازية والشيوعية، لم يتوقف عن إثارة انتباهه، ليس فقط نتيجة لماضيه، لكن كذلك بغاية التفكير في الحاضر (مواجهة التطرف،1991) لايمكن التشكيك، في المنحى الانتقادي لإنسانيته،ىوخاتمة كتابه آخر إصداراته: انتصار الفنانين، الثورة والفنانون الروس (فلاماريون،2017 )، لاتترك بهذا الخصوص أي مجال للريبة. كما لو تعلق الأمر باستحضار لغرامياته الأولى، فقد عاد تودوروف ثانية إلى كتاب أمثال: باسترناك، ماليفيتش، ماياكوفسكي، مانديلستام، والذين مستهم دوامة الانطلاقة السوفياتية وكذا الأضرار الستالينية. تودوروف، القوي بتجاربه ونقده للأنظمة الشمولية، سيكشف عن التباينات القائمة، لكن خاصة الاستمرارية بين التوتاليتارية والليبرالية المتوحشة. لأنه عبر السعي إلى جعل المجتمعات الغربية، متماثلة وممتثلة، تقوم دوائر سلطوية مختصة، دون نسيان هذه المسيحية السياسية التي تمثل شاهدا على أن مقياس التدخل الغربي، وضع جزءا من العالم على النار والدم. هذا النقد الشمولي للنظام الديمقراطي، كان أصلا حاضرا في عمله: ذاكرة الشر، إغواء الخير (روبير لافون،2000):"إن الرغبة في استئصال الظلم من سطح الأرض أو فقط ما تعلق باغتصاب حقوق الإنسان، وتأسيس نظام عالمي جديد يتصدى للحروب، والعداوات، مشروع يصل بين الطوباويات في سعيها كي تجعل الإنسان يحظى بما هو أفضل وإقامة الجنة على الأرض"، هكذا كتب تودوروف، قبل أن يخلص في جهة أخرى إلى أنه :"من الممكن البقاء عند الشر لكن دون التخلي عن السعي وراء الخير". هكذا وبعد مرور خمسين سنة، عن إصداره الأول، الذي اهتم بالشكلانيين الروس،زاستعاد تودوروف حديثا مع آخر عناوينه أي انتصار الفنان: الثورة والفنانون الروس (2017)، هؤلاء الكتاب والفنانين الذين قرأهم كثيرا واستمع إليهم أو تابعهم. كي نستشف تأملا رائعا حول التاريخ وعبرة أصيلة إيتيقيا وسياسيا،من خلال صور ذاتية :"إذا أردنا الدفاع عن الكائن البشري ضد القوى الاجتماعية التي تحطمه فلا ينبغي فقط تخيله باعتباره حصيلة مبادئ مجردة، بل استساغة رؤيته ماضيا بآثار مصيره". المرجع: journal "le monde": jeudi 9 février 2017
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الرباط: المحكمة الابتدائية تصدر حكما بعدم الاختصاص في شأن عو
...
-
سوريا: إعادة النظر في المناهج الدراسية من قبل النظام الجديد
...
-
وزير الفلاحة يعرض تفاصيل عن ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء بالأ
...
-
تأملات على شكل شذرات لا تجود بها القريحة مرتين
-
ديفيد لينش.. أسطورة السينما وعالم الفن توفته المنية عن عمر 7
...
-
جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء
...
-
جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء
...
-
الدار البيضاء: وفاة ثلاث نساء حوامل في مصحة خاصة مع تحليل ال
...
-
ائتلاف حقوقي مغربي يدعو مكوناته وعموم المواطنين إلى المشاركة
...
-
حرائق الغابات في لوس أنجلوس: عاش رجال الإطفاء لحظات حرجة بسب
...
-
جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء
...
-
الحرب بين إسرائيل وحماس: هل هناك اتفاق وشيك على وقف إطلاق ال
...
-
جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء
...
-
جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء
...
-
جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء
...
-
التدابير الجبائية الجديدة في قانون المالية 2025 (الجزء الثان
...
-
التدابير الجبائية الجديدة في قانون المالية 2025 (الجزء الأول
...
-
زلزال التبت: رجال الإنقاذ يبحثون عن ناجين بعد زلزال قوي أسفر
...
-
الحزب الاشتراكي الموحد ينظم ندوة حول -ديناميات المجتمع لتحقي
...
-
وزير العدل عبد اللطيف وهبي يرفع دعوى قضائية ضد الصحفي هشام ا
...
المزيد.....
-
ترامب: زيلينسكي يريد التوصل لاتفاق الآن.. ويدعو لمحادثات -فو
...
-
سيارة فارهة و2 مليون جنيه.. خلافات أسرية تكبد شقيق عمرو دياب
...
-
من يتجسس على السوريين؟.. دمشق تتحقق من شرائح الهواتف
-
أوكرانيا على حافة قرار مصيري.. تجنيد الشباب لمواجهة التحديات
...
-
تحاكي تأثير -أوزمبيك-.. وسيلة طبيعية لكبح الشهية!
-
ترامب: زيلينسكي مستعد للتفاوض وما كان يجب أن يسمح ببدء الصرا
...
-
حالات مرضية تمنع إجراء عمليات تجميل الأنف
-
اكتشاف هياكل خفية تحت الأرض تتجاوز إيفرست بارتفاعات غير مسبو
...
-
العثور على بقايا ديناصور مجنح عملاق في كندا
-
علماء: تناول اللحوم الحمراء يؤدي إلى شيخوخة الدماغ
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|