أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ بجاوي - التعليم في الجزائر : أزمة التطهير وتهديدات المستقبل














المزيد.....

التعليم في الجزائر : أزمة التطهير وتهديدات المستقبل


محفوظ بجاوي

الحوار المتمدن-العدد: 8231 - 2025 / 1 / 23 - 20:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما كانت المدرسة، في أي دولة، القوة المحركة لبناء الأجيال وتهيئتهم للمستقبل. لكن في الجزائر، يبدو أن التعليم قد تحول إلى ساحة لصراع طويل الأمد بين القوى السياسية والأيديولوجية، مع سيطرة متطرفين على هذا القطاع الحيوي. هذه السيطرة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج سياسات متعمدة نفذتها الدولة على مدار عقود.
السيطرة المتعمدة على التعليم
منذ سنوات طويلة، ساهم النظام السياسي القائم في فرض المتطرفين وأيديولوجياتهم على المدارس، بداية من المؤسسات التعليمية الأساسية وصولًا إلى الجامعات. هذا النظام وضع أيديولوجيات مغلوطة في أيدي هؤلاء "الجهلاء معطوبي التفكير" ليشرفوا على تربية الأجيال الجديدة. الهدف كان واضحًا: تكوين جيل مرهق فكريًا، لا يفكر في التغيير، لا يتطلع للمستقبل، ويعيش على أمل الفردوس، حيث تصبح الحياة في نظره مجرد رحلة نحو الموت. هذا الجيل الذي لا يرى قيمة للحياة، يصبح بالتالي أقل قدرة على التفكير النقدي، وأكثر استعدادًا للقبول بكل ما يفرض عليه. في النهاية، النظام يظل مسيطرًا عليه دون معارضة.

الخطورة المتزايدة: من التعليم إلى السلطة
لكن ما يجهله أو يتجاهله النظام هو أن هؤلاء المتطرفين لا يقتصر طموحهم على السيطرة على المدارس وحسب. مع مرور الوقت، تكبر أجنحتهم ويتحولون إلى قوى سياسية تطالب بالسلطة نفسها. وعندما يحدث ذلك، فإن الوضع سيصبح خطيرًا للغاية. النظام الذي كان يظن أنه يتحكم في هذه القوى قد يواجه حقيقة مفاجئة: هؤلاء المتطرفون لن يتوقفوا عند تربية الأجيال، بل سيطالبون بالتحكم في مقاليد الأمور. هذا يشكل تهديدًا حقيقيًا للوطن والمواطن، لأن النظام الذي استخدمهم كأدوات للتخريب والتضليل، قد يجد نفسه في مواجهة مع من صنعهم.
الوطن في خطر: بداية الانهيار أو الصمود
عندما يطلب المتطرفون السلطة، يصبح من المستحيل التراجع عن النتائج المترتبة على ذلك. ستكون الجزائر أمام مرحلة غاية في الخطورة: إمّا أن يسقط الوطن في قبضة هؤلاء المتطرفين، أو أن يواجه حربًا أهلية تقضي على ما تبقى من آمال في استقرار البلاد. النظام الذي رعى هذا الفشل التربوي، قد يدرك في النهاية أنه لا يستطيع كبح جماح الأيديولوجيات التي أطلقها بنفسه.

في هذه اللحظة، قد تتبدد كل أحلام الوطن في العيش بسلام، وقد ينهار المجتمع بأسره، بينما يبقى النظام في ساحة الحكم لسنوات قادمة. وبينما يدمر الوطن والمواطن، يستمر في إنتاج أجيال أخرى مغيبة فكريًا، تنتظر حاكمًا يشبه مصطفى كمال أتاتورك، يضع مصلحة الجزائر والشعب الجزائري قبل أي شيء آخر.
الحل: التطهير الحقيقي والتغيير الجذري
من أجل تجنب هذه المأساة المحتملة، يجب أن يكون الإصلاح في قطاع التعليم جذرًا لا مفر منه. لا يكفي تحسين المناهج أو زيادة الإنفاق، بل يجب أن يتم تطهير القطاع من كل تأثيرات الأيديولوجيات المتطرفة. يجب أن يعود التعليم إلى وظيفته الأصلية: تربية الأجيال على التفكير النقدي، والابتكار، والاحترام المتبادل. إذا ما تحقق هذا الإصلاح، سيكون بمقدور الجزائر أن تبني جيلًا قادرًا على تحمل المسؤولية، ومواجهة التحديات المستقبلية بكل شجاعة ووعي.
لأن التعليم هو المستقبل، والمستقبل لا يمكن أن يكون ملكًا لأيديولوجيات متطرفة تحاول تدمير عقول الشباب وتوجيههم نحو مسارات قاتمة. اليوم، الجزائر بحاجة إلى رجال ونساء ذوي الإرادة والشجاعة لتغيير الواقع، وإلا فإن الوطن قد يواجه ما هو أسوأ. قد يكون الإصلاح صعبًا، لكن إن لم يبدأ اليوم، قد نصل إلى مرحلة لا تنفع فيها أي محاولات للإنقاذ.



#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حب الجد لأحفاده الأعزاء :عاطفة صادقة تعيدني إلى شبابي
- تربية الأطفال بين الخوف من الموت وفهم الحياة: أثر الترهيب وا ...
- الهوية بين الصدق والزيف: أثر الأكاذيب على الأجيال القادمة
- التخطيط السليم للإنجاب: مسؤولية ووعي لمستقبل مشرق
- في شيخوخة الوالدين : قلوب كبيرة تحتاج إلى لمسات حب بسيطة.
- التدين المظهري في الجزائر : كيف أضاع المجتمع بوصلة التقدم؟
- الصراع الداخلي بين الحب والقيود : تأثير الخوف من التعبير عن ...
- الصحة النفسية في ظل التحديات الحديثة
- بحث الإنسان عن غايته: بين الحرية الفردية والوجود الكوني
- الهوية الأمازيغية : جسر الوحدة الوطنية وحصن الانتماء
- الإحتفال بالسنة الأمازيغية 2975 : جذور متأصلة في الأرض والزر ...
- الجزائر وتونس : أخوة تتجاوز الحدود والمصالح
- الفلاسفة العظام: معلمو الحياة ومرشدونا نحو الأخلاق والمعنى
- مفهوم الحرية وحدودها في المجتمعات الحديثة
- أمنيات العام الجديد : سلام، ازدهار، وديمقراطية للجميع
- رسالة محبة وتعايش : لماذا أهنئ إخواني المسيحيين بعيد الميلاد
- الوطن والمواطنة : حب الأرض وصناعة المستقبل
- الحرية الفردية : رحلة الإنسان نحو تحقيق ذاته
- عيد الميلاد المجيد : احتفاء بالسلام والمحبة التي تجمع البشري ...
- شعوب عالقة بين التقاليد والتقدم : كيف يحاصرنا التمسك بالماضي ...


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محفوظ بجاوي - التعليم في الجزائر : أزمة التطهير وتهديدات المستقبل