أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - اي رجل سلام سيكون ترمب؟ وهل سيجعل من غزة نواة الحل؟















المزيد.....


اي رجل سلام سيكون ترمب؟ وهل سيجعل من غزة نواة الحل؟


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8231 - 2025 / 1 / 23 - 18:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اي
ينطوي اعلان ترامب في يوم تنصيبة لرئاسة الولايات المتحدة للمرة الثانية عن رغبته في ان ينهي حياته السياسية كرجل سلام وانه سيعمل على انهاء الحروب في العالم على درجة كبيرة من السخرية والخداع معا، اذ لن نجد ما يقرن هذه الرغبة لديه في تحديد مفهومه للسلام ومعرفة فيما اذا كان مقترنا بالعدل والانصاف ام انه يقوم على الارغام والرضوخ والاذعان لمنطق استعمال القوة او التهديد باستخدامها، وبالتالي لم نعرف بعد رجل اي سلام سيكون؟، لا سيما وان معايير اسناد هذه الصفة لا تتصف بالصرامة والموضوعية او بالدقة حيث وفي لحظة فارقة كان هتلر احد مرشحي نيل هذه الصفة عندما ٌوجد في نفس السنة التي اشعل فيها نيران الحرب العالمية الثانية مرشحا لنيل جائزة نوبل للسلام.
وفي هذا الصدد فان تناولنا للتفصيل في هذه الرغبة سيقتصر فقط على منطقة الشرق الاوسط وتحديدا القضية الفلسطينية التي كانت ولا زالت تشكل محور الصراع فيها، كما كانت سابقا محط اهتمام الرئيس ترمب في ولايته الاولى ورغبته في ايجاد حل لها تمخض عن ما سمي حينها ب"صفقة القرن" او خطة السلام الابراهيمي المثيرة للجدل والتي كان صهره ومستشاره كوشنير قد روج لها على مدار عام كامل قبل ان يكشف عن تفاصيلها في عام 2019 التي اتضح انها تكرس رغبة اليمين الصهيوني المتطرف بجعل القدس عاصمة ابدية لاسرائيل وبتجاوز حل الدولتين الذي كان محور الجهود الدولية طيلة السنوات الماضية، والاهم من كل ذلك ان هذه الصفقة كانت موضع رفض القيادة الفلسطينية التي ُعوقبت بتشديد الحصار عليها واضعافها ومحاولات اسقاطها وايجاد بدائل عنها وعن منظمة التحرير الفلسطينية.
واليوم اذ يعود ترمب لسدة الحكم مسلحا بكل هذا العزم والتصميم على احلال السلام في عالم مجنون كما وصفه دون ان يحدد مفهومه لهذا السلام، فان السؤال والشك الذي يساور اي متابع يدور في افق اي محمل ستكون عليه اطلالته "السلامية" على الشرق الاوسط والقضية الفلسطينية، وهل ستكون محمولة على نفس ما تحيل اليه صفقة القرن سيئة السمعة والصيت ام انها ستكون وفق رؤية اكثر عدلا وانصافا اساسها حل الدولتين، وليس اي دولتين بل وفقا لمفهوم ومنطوق ومبادئ القانون الدولي المعمول بها؟؟.
منطقيا وبالاستناد الى سيل التصريحات والتلميحات التي صدرت عن الرئيس شخصيا او طاقمه للشرق الاوسط، فانه لا يمكن الذهاب للاعتقاد الى ان هناك ما هو خارج عن تصورات صفقة القرن، بل ربما هناك ما هو اسوأ من ذلك، حيث لم يسجل في خطابات ترامب وتصريحاته في يوم تنصيبه اي اشارة للموضوع الفلسطيني الا التهديد بالعودة للحرب في غزة التي قال انها حربهم تاركا لاسرائيل حرية الاختيار في توقيت استئنافها وقال انه غير واثق من استمرار وقف اطلاق النار، وان غزة التي دمرت بشكل مروع هي موقع فريد على البحر... وطقسها رائع وانها يجب ان يعاد بناؤهها بطريقة مختلفة" دون ان يميط اللثام عن ماهية هذا الاختلاف واهدافه، ليؤكد على نفس الغموض الذي كان مايك والتز مستشاره للامن القومي قد تعمده عشية حفل التنصيب هذا في معرض حديثه عن من سيتولى السيطرة على غزة رغم ان الرئاسة الفلسطينية اعلنت استعدادها للقيام بمهام ادارتها حيث اكتفى بالقول ربما تكون قوة امنية مدعومة من العرب، وربما يكون هناك خليط فلسطيني، وانا لا اريد ان استبق تخطيطاتنا ولكن من الواضح ان الخطوط العريضة والاوسع موجودة.
ويبدو ان مثل هذه الخطوط اخذت ملامحها بالاتضاح اكثر حيث يتردد في اروقة وعلى صفحات الاعلام العبري ان العاصمة القطرية الدوحة شهدت في الأيام القليلة الماضية مشاورات حول إمكانية تشكيل جسم موازي للسلطة الفلسطينية، ولكنه لا يستثني حركة فتح والسلطة الفلسطينية ولا الاسلاميين، ورغم ذلك فان ما رشح من أنباء يؤكد رفض الرئيس محمود عباس لكل مثل هذه الافكار، ويشدد على جاهزية السلطة الوطنية للقيام بمهام ادارة قطاع غزة كجزء من اراضي الدولة الفلسطينية، وهذا ايضا ما قد يفسر الظهور الملفت لعناصر حركة حماس العسكرية والشرطية اثناء تسليم المحتجزات الاسرائيليات
وتشير اوساط الاعلام الاسرائيلي الى ان البيت الابيض وفي اطار جهوده لاستكشاف رسم ملامح المرحلة المقبلة فان طاقمه وبناء على رغبة الرئيس ترمب يجري حاليا مشاورات وصفت بالنادرة والعميقة تشمل نحو 400 شخصية عسكرية إسرائيلية بارزة جدا من بيها الجنرالين المتقاعدين بيني غانتس وغالانت الى جانب شخصيات حزبية وسياسية أخرى كبيرة تتصف بقدرتها الكبيرة على التأثير في اوساط مؤسسات الجيش الإسرائيلي، ونقل الاعلام الاسرائيلي عن جهات امريكية ان ترمب أمر بإجراء هذه المشاورات من خلف الستار وفي الكواليس وانها تأتي ضمن مشروعه الخاص بمعادلة فرض السلام بالقوّة على الشرق الأوسط، الذي سيتمخض عن وضع تصور إستراتيجي قابل للتنفيذ والتعاطي مع تداعيات مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.
وما يعزز الاعتقاد اكثر بان ترمب سيكون رجل للسلام القائم على القوة والارغام ليس فقط ما تمت الاشارة اليه من بعض المعطيات، بل فلسفته الشاملة في بناء امريكا اولا والقائمة على العزل لكل القوى الاخرى العدوة والحليفة على حد سواء، كما قالت بلومبرغ في معرض حديثها عن التحديات التي يواجهها حلفاء الولايات المتحدة، وخصوصاً في أوروبا، في ظل سياسات "أميركا أولاً" التي يتبناها ترمب، وتأثيرها في العلاقات الاقتصادية والسياسية بالدول الأوروبية وروسيا، وهذا لا يحتم على اطراف معادلة المشروع الوطني الفلسطيني التخلي عن اي رهان على الادارة الامريكية، بل يدعو لتوحيد الصفوف والتعالي على المصالح الضيقة ذات الطابع التحزبي وحماية مكتسبات الشعب التمثيلية المعمدة بالدماء. كما انه يدعو الى اعادة تشخيص اهداف اسرائيل الحقيقية بنقل ثقل المواجهة من غزة الى الضفة الغربية المهددة جديا هذه المرة في عهد ترمب بالضم والتهويد، خاصة اذا ما صدقت صحة بعض التسريبات التي تشير الى نقل تهديدات امريكية صارمة لكل من الاردن ومصر لاستقبال مهجري غزة وغيرهم، تمهيدا لترتيب حل ما تكون نواته بعض من اجزاء قطاع غزة امتدادا الى غيره.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيكون الشرق الاوسط الجديد تركيا ام اسرائيليا ام للسعودية ...
- هل سيكون الاسلام التركي بديلا امريكيا عن الاسلام الشيعي؟
- سقط الاسد عندما اسقط شرط الاستمرار في مواجهة اسرائيل
- هل اقتربت امريكا من اتخاذ قرار الهجوم على ايران ؟
- ما يحدث في سوريا قد يكون خطيرا وجدير بالمتابعة
- هل سيكون الاستثمار التركي في لجظة سوريا الراهنة مجديا ؟؟.
- بعد التردد في المواجهة: سيكون سقوط النظام السوري خطوة ما قبل ...
- لحماية حزب الله فاننا نختلف مع نعيم قاسم
- احتمالات انتهاء الحرب وولادة اسرائيل الثالثة
- لماذا تعمد الشيخ نعيم قاسم عدم الربط الصريح بين لبنان وفلسطي ...
- لن يكون ترمب فلسطينيا او عربيا او ايرانيا.
- ترامب-الجديد-: استراتيجية بيع القوة وتغيراسس التحالفات الدول ...
- التسريبات الامنية: بناء اسرائيل الجديدة والسيطرة على الاقليم ...
- السياقات الترجيحية لرد اسرائيلي حاسم
- المواجهة الايرانية مع اسرلئيل والولايات المتحدة بين خطابين
- اسرائيل في الاستراتيجية الامريكية: من قيادة تحالف امني اقليم ...
- هل ما زالت امام ايران فرصة ؟؟؟
- دول الاعتدال العربي ووهم الاهمية: التوقيع على فصل الجبهة الش ...
- الصاروخ اليمني واعادة طرح الاسئلة
- الرد الايراني بعد البيان الامريكي القطري المصري


المزيد.....




- بكلمته لدافوس.. أبرز ما قاله ترامب عن حرب أوكرانيا والعلاقات ...
- سياسي فرنسي: كايا كالاس تفتعل ترويع الأوروبيين وتأجيج الكراه ...
- ابن فرحان: مستمرون بمساندة لبنان
- حريق ضخم جديد سريع الانتشار بالقرب من لوس أنجلوس مع تزايد سر ...
- أوروبا: هل من سبيل للتعامل مع تهديدات ترامب؟
- الجيش الإسرائيلي: نرصد تركيزا للأنشطة الإرهابية في منطقة شما ...
- موسكو: مستعدون لحوار متكافئ مع واشنطن
- في كلمته بمنتدى دافوس.. ترامب يوجه سهامه نحو الاتحاد الأوروب ...
- مدفيديف: انتصارات القوات المسلحة الروسية أفضل رد على -إنذارا ...
- ترامب يصنف الحوثيين إرهابيين.. ماذا بعد؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - اي رجل سلام سيكون ترمب؟ وهل سيجعل من غزة نواة الحل؟