|
دونالد ترامب رَمْز الغَطْرَسَة الأمريكية المُكَثَّفَة
الطاهر المعز
الحوار المتمدن-العدد: 8231 - 2025 / 1 / 23 - 16:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مهرجان الأثرياء واليمين المتطرف عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وأدّى اليمين الدستورية في "كابيتول هيل" يوم الاثنين 20 كانون الثاني/يناير 2025، ليصبح رسميًا الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، وأعلن في خطاب تنصيبه "إن انحدار أميركا قد انتهى ويبدأ العصر الذهبي لأمريكا الآن... إن 20 كانون الثاني/يناير 2025 هو يوم التحرير... سنستعيد سيادتنا. سيتم استعادة أمننا »، وَوَقَّعَ فور تنصيبه العديد من المراسيم، من بينها الخروج من اتفاق باريس للمناخ وإعلان حالة طوارئ الطاقة، التي من المفترض أن تعزز إنتاج المحروقات في الولايات المتحدة، وأطلق حملة واسعة النطاق ضد المهاجرين وتضمّنت التّراجع عن الحقوق المُكتسبة لأبناء المهاجرين المولودين في الولايات المتحدة، واعتبر بعض اختصاصيِّي القانون إن هذا التّراجع يُعَدُّ خَرْقًا للتعديل الرابع عشر للدستور، كما أعلن حالة الطوارئ على حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، واستئناف بناء الجدار على الحُدُود، كما أكد أنه يعتزم فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على المنتجات القادمة من كندا والمكسيك المجاورتين اعتباراً من الأول من شهر شباط/فبراير 2025، في مخالفة صريحة لعلاقات الشراكة بين الدّول الثّلاث، ورَدّت الرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم على هذا الإستفزاز ب"ضرورة التّعقُّل والحفاظ على الهدوء" في مواجهة قرارات وسياسات دونالد ترامب التي بدأت منذ ولايته الأولي بين سنتَيْ 2017 و 2020 بشأن الهجرة وبشأن العلاقات التّجارية والرُّسُوم الجمركية وما إلى ذلك. مقابل هذا التَّشَدُّد إزاء المهاجرين وأبنائهم وتجاه الفُقراء والدول الأخرى، يبدو دونالد ترامب مُتسامحًا جدًّا مع الأثرياء ومع اليمين المتطرف، وأصدر مرسوماً بالعفو عن أكثر من 1500 من أنصاره المشاركين في اقتحام مبنى مجلس النواب (كابيتول ) يوم السّادس من كانون الثاني/يناير 2021 وبتخفيف الحكم على أربعة عشر من مثيري الشغب الآخرين، المدانين بارتكاب أخطر الجرائم، وتم الإكتفاء بمدة السجن التي قضوها بالفعل، ومن بين أوائل المفرج عنهم: ستيوارت رودس، مؤسس ميليشيا "حراس القسم" اليمينية المتطرفة، الذي أطلق سراحه من السجن مساء الاثنين 20/01/2025، وتم تقليص عقوبة السجن لمدة 18 عامًا التي صدرت بحق مهاجمي الكابيتول - والتي تعد واحدة من أقسى الأحكام التي صدرت بحقهم - من قبل دونالد ترامب. تحَوَّلَ حفل تنصيب دونالد ترامب إلى تَجَمُّعٍ لمليارديرات التكنولوجيا الذين حضروا الحفل، وفي مقدّمتهم إيلون ماسك، رئيس شركات تيسلا وسبيس إكس وإكس، الذي أظْهَر انتماءه لتيار اليمين المتطرف، وزادت خلال الأسابيع الأخيرة تصريحاته الداعمة لحزب البديل من أجل ألمانيا (حزب اليمين المتطرف الألماني)، ورئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية المتطرفة، جيورجيا ميلوني التي كانت حاضرة في حفل تنصيب دونالد ترامب، والحزب البريطاني المناهض للمهاجرين... وأصبح بذلك مستشارًا سياسيًا لدونالد ترامب، واصطفّ كبار زعماء التكنولوجيا الأمريكية خلف دونالد ترامب وإيلون ماسك، وانضَمّ مارك زوكربيرغ مالك مجموعة "ميتا" – الذي كان ينتمي إلى الحزب الدّيمقراطي - إلى الحزب الجمهوري ليُصبِح مُنسجمًا مع تاريخه الطّويل في الدفاع عن القضايا اليمينية، من خصخصة المدارس إلى "تحرير الحكومة"، وتستضيف شركة ميتا، مع تطبيقاتها فيسبوك وإنستغرام وواتساب نحو 3,3 مليار مستخدم نَشِط، وتبلغ قيمتها 1600 مليار دولار في البورصة...
رئيس الأثرياء شكّل حفل تنصيب الرئيس دونالد ترامب، يوم العشرين من كانون الثاني/يناير 2025، فُرصةً للأثرياء للتّقرّب من السّلطة السياسية، من خلال التبرعات التي لا تَعْدُو أن تكون استثمارًا يَدُرُّ عائدات وأرباحًا هامة، وتميز هذا الحفل بانضمام العديد من الأثرياء والرؤساء التّنفيذيين للشركات العابرة للقارات، ومنهم من أنفق الملايين لدعم الحملة الإنتخابية ولتمويل حفل التنصيب الذي أعلنت اللجنة المنظِّمَة إنها أنفقت أكثر من مائتَيْ مليون دولارا جمعتها من "المُتَبَرِّعِين" والشركات وكبار رجال الأعمال الأثرياء ( مقابل 62 مليون دولارا جمعتها لجنة تنصيب جوزيف بايدن سنة 2021 ) اعلنت شركات التكنولوجيا الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت وميتا وأمازون وأوبن إيه آي- التبرع بمبلغ مليون دولار أو أكثر، لكل منها، وتعهدت شركة العملات المشفرة ريبل بمبلغ خمسة ملايين دولارا ونظمت حفل افتتاح خاص بها، كما تبرعت الشركات المُدْرَجَة في بورصة وول ستريت مثل غولدمان ساكس وبنك أوف أميركا وصناديق التّحَوّط بمبالغ لم تُفْصِح عن قيمتها، وكان بعض مُدِيِري هذه الشركات مُعارضًا لدونالد ترامب في السّابق، لكن رأس المال يبحث عن الرّبح حيثما وُجِدَ، وأعرب بعض منتقدي ترامب السابقين مثل مارك زوكربيرغ من شركة ميتا، وجيف بيزوس من أمازون، وسام ألتمان من شركة أوبن إيه آي، عن أمَلِهم في الحصول على عقود حكومية كبرى خلال رئاسة دونالد ترامب، أي شراء الإمتيازات بواسطة التّبرّع للحملة الإنتخابية أو حفل تنصيب الرئيس... بَرَزَ إيلون ماسك بضخامة إنفاقه على الحملة الإنتخابية وبحماسته ووقوفه إلى جانب دونالد ترامب الذي أنشأ وزارة على قياسه، سماها "وزارة كفاءة الحكومة" ويُجسّد إيلون ماسك تَوجُّهات دونالد ترامب واندماج السلطة الإقتصادية والمالية بالسّلطة السياسية، حيث نَصّب نفسه – من خلال دعم دونالد ترامب - مخلصًا للعصر الرقمي، ليمارس نفوذًا كبيرًا في مجالات عديدة، ولكنه لفت الإنتباه من خلال التّهريج الذي يُمارسه باستمرار، والذي أظْهَر دعمه لليمين المتطرف ودفاعه عن ورثة النّازية في ألمانيا، وأظْهَرَ عُنْصُرِيّتَهُ وصهيونيته – بعد أن كان على خلاف مع جوناثان غرينبلات، الرئيس التنفيذي لمجموعة الضغط الصهيونية و"منظمة مكافحة الكراهية" التي أطلقت على نفسها اسم رابطة مكافحة التشهير (ADL) – وكان يدّعي إنه مُؤَيِّدٌ لحريّة التّعبير المُطْلَقَة، ثم أصبح يُمارس الرّقابة على مُعارضي الصهيونية قبل زيارة فلسطين المحتلة لدعم جرائم الإبادة الجماعية والترويج للسرديات الصهيونية، بالتّوازي مع التصريحات المنسجمة تمامًا مع العنصرية الأمريكية البيضاء، وبذلك يُجسِّدُ إيلون ماسك التقاطع بين الرأسمالية والصهيونية – المتمثلة في دعم المشروع الإستعماري الإستيطاني الصهيوني، في ذروة العدوان الصهيوني - والعنصرية البيضاء وتعزيز الفاشية في العالم من خلال تجريم السكان الأصليين والسود والسمر والمهاجرين، وتَبَنِّي ما يسمى "التهديد الديموغرافي" ( "للعِرق الأبيض") الذي يشكله المُهاجرون في أوروبا أو الفلسطينيون في بلادهم. أما الحل فهو الإبادة التّامة إن سمحت الظروف، أو الفصل العنصري، للمحافظة على "أمْن ونقاء الأمة البيضاء الغربية" التي تَضُمُّ اليهود الأوروبيين الذي أسّسُوا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين ليكون الكيان الصهيوني وكيلاً لرأس المال – في مرحلة الإمبريالية – لاستغلال الموارد والموقع الإستراتيجي وتحقيق أقصى قدر من الأرباح... يهمّنا كعرب وتقدّميين تتبّع مسار الرأسمالي إيلون ماسك الدّاعم للفاشية وللصهيونية، واندماجه تدريجيا في "مشروع أستير" وهو عبارة عن حملة للتشهير بكل من يُعادي النظريات العنصرية ومن يُعادي الصهيونية، ويتضمّن التّشهير بالفلسطينيين ومن يدعمهم، في إطار التّشْهِير بالسكان الأصليين والسود والسُمر والمهاجرين، والمثليين وجميع المجموعات المهمشة، والتّشهير بوجهات النظر المناهضة للاستعمار في كافة المجالات الإقتصادية والسياسية والعلوم والثقافة، وتحظى المجموعات الصهيونية الأمريكية (والأوروبية) بمكانة بارزة واختصّت في ملاحقة وقمع ومحاكمة كافة مظاهر المقاومة المناهضة للاستعمار... استلهم إيلون ماسك من مشروع أستير وأطلق مشروع (DOGE ) وادّعى إنه "فرصة للشراكة بين القطاعين العام والخاص " بهدف تفكيك ما تَبقّى من برامج الرعاية في الولايات المتحدة، ويتضمن صيانة "القِيَم الأميركية" ضد شبح "النفوذ الأجنبي" الذي يُرَوِّجُ "مُعاداة الرأسمالية" والصهيونية، وقمع كل من يدعو إلى العدالة والمُساواة... دبلوماسية العصا الغليظة هناك ثوابت تُميّز سياسات الإمبريالية الأمريكية، بغض النّظر عن إسم الرئيس وعن لون الأغلبية النيابية في الكونغرس، وتمثلت حاليا في الدّعم المُطلق للكيان الصّهيوني وتعزيز حلف شمال الأطلسي وضخ الأسلحة والأموال في حروب الكيان الصهيوني وأوكرانيا ( نيابة عن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي) وتمثلت هذه الثّوابت كذلك في حِصار كوبا وفنزويلا وكوريا الشمالية وإيران وغيرها وفي تشديد الحصار واستفزاز روسيا والصّين اشتهر دونالد ترامب باستفزازاته العديدة وباستهتاره بِقِيَم الأدب والإحترام واللّياقة، ومنذ اليوم الأول لرئاسته وَقَّعَ مرسوما يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، متهما الوكالة التابعة للأمم المتحدة بـ ”الاحتيال” على البلاد، وسبق للولايات المتحدة تجميد عضويتها في منظمات الأمم المتحدة (يونسكو ومنظمة الصحة العالمية...)، وكانت الولايات المتحدة قد انْضَمَّتْ إلى منظمة الصحة العالمية سنة 1948 على أساس قرار مشترك من الكونغرس، ولن يجد الرئيس صعوبة في تنفيذ قراره بحكم سيطرة الحزب الجمهوري على كلا المجلسين، ومن شأن هذا الإنسحاب أن يترك فجوة كبيرة في الموارد المالية لمنظمة الصحة العالمية، لأن أمريكا تساهم بحوالي 20% من إجمالي ميزانية المنظمة، بنحو 110 مليون دولار من المساهمات الإلزامية السنوية و1,066 مليار دولار من المساهمات الطوعية لميزانية سنة 2022-2023. هدَّدَ دونالد ترامب بالإستيلاء على قناة بنما وعلى جزيرة غرينلاند ( مُرتبطة بالدّنمارك وتتمتع بالإستقلال الذّاتي إثر استفتاء شعبي) فيما صرّح رئيس وزراء غرينلاند : "لا نريد أن نكون أميركيين "، كما هدّدَ أوروبا والصّين برفع التعريفات الجمركية على السلع الدّاخلة إلى الولايات المتحدة، ولذلك كثرت التصريحات في دافوس ( المنتدى الإقتصادي العالمي الذي صادف افتتاحه تنصيب دونالد ترامب) بشأن "الحرب التجارية" و "الدفاع عن التجارة الحرة"، وقدر المستشار الألماني أن الأوروبيين - الذين يريدون "تجارة عالمية حرة وعادلة" - سوف يدافعون "مع شركاء آخرين" عن هذا المبدأ ضد مبدأ "العزلة التجارية التي تضر بالرخاء"، وأعلن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني دينغ شيويكسيانغ "إن نزعة الحماية لن تؤدي إلى أي شيء، وليس هناك فائزون في الحروب التجارية ". أما رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، فتعتقد أن اتفاق باريس للمناخ "يظل أفضل أمل للإنسانية، وبالتالي فإن أوروبا ستواصل المسار وستواصل التعاون مع جميع الدول التي لديها الرغبة في حماية الطبيعة ووقف ظاهرة الاحتباس الحراري". رُدُود الفعل أثارت التصريحات والمراسيم التي أَقَرّها جونالد ترامب رُدُود فعل مختلفة خارج الولايات المتحدة، فقد توجّهت حكومة بنما إلى الأمم المتحدة وعبّرت عن قلقها (يوم الثلاثاء 21 كانون الثاني/نوفمبر 2025 ) بشأن "نية دونالد ترامب المعلنة للاستيلاء على قناة بنما"، وتذرّع دونالد ترامب ب"عدم وفاء بنما بالوعد الذي قطعته لأن السفن الأمريكية تُسدّد مبالغ كبيرة من رسُوم العُبُور"، فيما أعلن رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو، منذ يوم الإثنين 20/01/2025: "القناة لنا وستظل كذلك... لقد أدارت بنما هذا الممر البحري الحيوي من واقع الإحساس بالمسؤولية تجاه العالم والتجارة بما في ذلك تجارة الولايات المتحدة، وستظَلُّ بنما تدير القناة بحيادية دائمة" عَبَّرَ دونالد عن نواياه العُدوانية بشأن بنما والصين وأوروبا والمكسيك وغيرها قبل فترة من تنصيبه، ومن بين هذه النّوايا السيطرة على قناة بنما – ولو باستخدام القُوّة العسكرية"، بذريعة ضمان الأمن الاقتصادي للولايات المتحدة الذي يتعارض (بحسب زَعْمِهِ) مع "خضوع هذا الممر البحري للنفوذ الصيني"، ونفى رئيس بنما أن تكون القناة خاضعة لتأثير الصين أو أي دولة أخرى، وأكد أن سيادة بلده واستقلاله أمر غير قابل للتفاوض، وإن “كل متر مربع من قناة بنما والمناطق المتاخمة لها هو ملك لبنما وسيظل تابعا لها." (وكالة الصحافة الفرنسية أ. ف. ب. 21/01/2025) بخصوص أوروبا، يعتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الدنمارك سوف تستسلم في نهاية المطاف بشأن قضية غرينلاند، الإقليم الدنماركي المستقل الذي تريد الولايات المتحدة السيطرة عليه، وقال إن "غرينلاند مكان رائع، ونحن بحاجة إليه من أجل الأمن الدولي، وأنا على يقين من أن الدنمارك ستتقبل فكرة منحها للولايات المتحدة"، لكن وزير الخارجية الدنماركي لارس لوك راسموسن، أعْلَنَ يوم الثلاثاء 21/01/2025: " لا يمكن أن يكون لدينا نظام عالمي تستطيع فيه الدول الكبيرة فعل ما يحلو لها". تتمتع غرينلاند، التي تسعى للاستقلال عن الدنمارك، باحتياطيات هائلة من المعادن والنفط غير مستغلة، بالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي، وسبق أن أعرب دونالد ترامب، سنة 2019 خلال فترة ولايته الأولى، عن نيته شراء الجزيرة ورفضت غرينلاند والدنمارك هذا العَرْض الحرب التجارية تُقَدّر قيمة صادرات الإتحاد الأوروبي السنوية إلى الولايات المتحدة بنحو 500 مليار يورو، وقيمة واردات الإتحاد الأوروبي من البضائع الأمريكية بنحو 350 مليار يورو، ويريد دونالد ترامب ملء العجز التّجاري ولذلك أعلن الحرب التّجارية على أوروبا ( بعد الصين وكندا والمكسيك وغيرها) أي الحرب على عدّة جبهات، وأكد الرئيس الأميركي غداة تنصيبه في البيت الأبيض "إن هناك عجزاً تجارياً على حساب واشنطن، وإن الاتحاد الأوروبي سيء للغاية بالنسبة لنا... إنهم يعاملوننا بشكل سيء للغاية، فلا تشتري دُوَلُهُ الكثير من سياراتنا أو منتجاتنا الزراعية أو نَفْطنا وغازِنا، ولذلك لن يتمكن الإتحاد الأوروبي من التهرب من الرسوم الجمركية"، وأعلن يوم تنصيبه فرض ضرائب إضافية على المنتجات الأوروبية التي تدخل الأراضي الأميركية ( السيارات الألمانية أو النبيذ الفرنسي )، واعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ( التي تبالغ في الولاء للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وفي دعم الكيان الصّهيوني): "إن الإتحاد الأوروبي مستعد للتباحث مع الحكومة الأمريكية حول الرسوم الجمركية التي يعتزم دونالد ترامب فرضها على الاتحاد الأوروبي، لكننا نتواصل أيضا مع الصين، وسنواصل الدعوة إلى التعاون، ليس فقط مع أصدقائنا القدامى (...) ولكن أيضا مع كل البلدان التي لدينا معها مصالح مشتركة. » يسعى الإتحاد الأوروبي منذ سنوات إلى تنويع الشركاء التّجاريين، ولكن لا يوجد إجماع داخل الاتحاد الأوروبي، لمواجهة التهديد الأمريكي، وكان الإتحاد الأوروبي قد أطْلَقَ مناقشات حول اتفاقية التجارة الحرة مع ماليزيا، ومحادثات لتمديد الاتفاقيات التجارية مع المكسيك وكندا، وهما دولتان أخريان مُهدّدتان من قِبَل الولايات المتحدة بضرائب جمركية بنسبة 25% بداية من الأول من شهر شباط/فبراير 2025، رغم اتفاقية الشركاة التجارية بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك... رُدُود فعل الصّين عبّرت مُذَكِّرَة صادرة عن وزارة الخارجية الصّينية عن القلق من انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ ومن منظمة الصحة العالمية، لأن "تغير المناخ يمثل تحديًا مشتركًا يواجه البشرية جمعاء، ولا يمكن لأي دولة أن تظل غير مبالية أو تحل المشكلة بمفردها، ولذا وجب تعزيز دور منظمة الصحة العالمية وليس إضعافه... إن الصين ستدعم منظمة الصحة العالمية في إنجاز مهامها، لتعزيز صحة الإنسانية"، كما حَذَّرَ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني الذي يُشارك في مُنْتَدَى دافوس من " الحروب التجارية التي ليس لها فائزون"، تعليقًا على إعلان الرئيس الأمريكي رفع الرسوم الجمركية بنسبة 60% أو أكثر، في وقت لاحق، "بعد الحديث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ"، وأعلن المتحدّث باسم وزارة الخارجية الصينية: "إن الصين مستعدة لتعزيز الحوار والتواصل مع الولايات المتحدة ولإدارة الخلافات بشكل صحيح (... ) ونأمل أن تعمل الولايات المتحدة مع الصين لتعزيز التنمية المستقرة (...) للعلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية"، وتجدر الإشارة إن الحرب التجارية ضد الصين لم تهدأ خلال فترة رئاسة جوزيف بايدن، حيث اتّخذ الرئيس والكونغرس عدّة قرارات تُعزّز الحرب التجارية وخصوصًا الحرب التكنولوجية ومنع تصدير أشباه المواصلات ومكونات الشّرائح بهدف عرقلة صناعة السيارات الكهربائية الصينية والهواتف "الذّكية" والحواسيب وأجهزة الإتصالات الحديثة...
مَوْقِعُنا بخصوص قضايانا العربية، فإننا أدْرَكْنا منذ عُقود حجم ونوعية الدّعم الأمريكي (والأوروبي) المُطْلق للعدو الصهيوني، سواء كان الحُكْم بيد الحزب الجمهوري أو الدّيمقراطي، ويتميّز دونالد ترامب بالفجاجة وبالتّطَرُّف في مجالات السياسات الدّاخلية والخارجية، ولذلك نَوّهَ أشدّ القادة الصّهاينة تَطَرُّفًا "بسياساته الحكيمة" وبدعمه الثابت لدولة المُستوطِنِين، خصوصًا بعد قراره رفع العقوبات الأميركية عن المستوطنين المُسلحين المجرمين الأربعة المُتَّهَمين بارتكاب أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة و "بالمشاركة في التهجير القسري للأشخاص والقرى وتدمير الممتلكات"، واتهمت السلطة الفلسطينية – التي تُشارك قواتها الأمنية في قتل وإصابة واعتقال المقاومين الفلسطينيين - دونالد ترامب "بتشجيع المستوطنين المتطرفين على مواصلة جرائمهم في الضفة الغربية"، ونددت برفع العقوبات الأميركية عنهم. في سوريا، فقد هنأت السلطة الجديدة - التي يترأسها زعيم العصابات الإرهابية - الرئيس الأميركي بعد تنصيبه يوم الاثنين 20 كانون الثاني/يناير 2025، والإدّعاء "إنه الزعيم الذي سيحقق السلام في الشرق الأوسط"، وأعلن أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني ): "نحن مقتنعون بأنه سيكون الزعيم الذي سيحقق السلام في الشرق الأوسط ويعيد الاستقرار إلى المنطقة (...) نحن نتطلع إلى تحسين العلاقات بين بلدينا على أساس الحوار والتفاهم ( في إطار ) شراكة تعكس تطلعات البلدين "، لكن دونالد ترامب لم يستمع إلى توسّلاته من أجل رفع العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على البلاد وشعبها. من الضّرُوري دراسة وفهم ما يحدث في العالم، وخصوصًا ما ينتظرنا، غير إن الحل يكمن في درجة مقاومتنا وصمودنا، ثم في درجة دعم الأصدقاء لنا، والدّعم لا يعني القتال مكاننا بل دعم برامجنا ومخططاتنا...
#الطاهر_المعز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غزّة - تدمير المَوْرُوث الحضاري والثّقافي
-
فلسطين – نهاية جولة، في انتظار القادمة
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّابع بعد المائة، بتاريخ الث
...
-
عَسْكَرَة الدّبلوماسية الأمريكية
-
الذّكرى السنوية العاشرة لوفاة الكاتب الإشتراكي مايك ماركوسي
-
التمويل الأمريكي بَوّابة الإنقلابات -الخشنة- أو -النّاعمة-
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّادس بعد المائة، بتاريخ الح
...
-
نماذج من الخلاف بين تَقَدُّمِيِّي -المركز- و -المُحيط-
-
بَعْضُ تداعيات انهيار النظام في سوريا
-
صناعة الرّقائق والحرب التكنولوجية والإيديولوجية
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الخامس بعد المائة، بتاريخ الرا
...
-
اليمن في مُخطّط -الشّرق الأوسط الكبير-
-
أوروبا- زيادة الإنفاق العسكري وتمويل احتلال فلسطين
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الرَّابَع بعد المائة، بتاريخ ا
...
-
سوريا في خِضَمّ الصّراعات الدّولية *
-
قناة بَنَما نموذج من -الإستعمار الجديد-
-
ألمانيا مِرْآة لوضع الإتحاد الأوروبي
-
متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثالث بعد المائة، بتاريخ الوا
...
-
سوريا ضمن مًخَطّط -الفَوْضى الخَلاَّقَة- أو -الشرق الأوسط ال
...
-
تونس 17 كانون الأول/ديسمبر 2010 – 2024
المزيد.....
-
رغم الاعتراضات.. مجلس النواب العراقي يقر قانون الأحوال الشخص
...
-
أعضاء حلف الناتو مطالبون بزيادة الإنفاق الدفاعي
-
الحرب في أوكرانيا: ما هي خطة ترامب لإنهاء النزاع؟
-
وزير الخارجية السعودي في بيروت.. أول زيارة لمسؤول سعودي رفيع
...
-
أسرار المتعاونين مع النازيين في هولندا.. حقائق صادمة تتكشف ب
...
-
سقوط النظام ينعش آمال لاجئي الزعتري بالعودة إلى سوريا
-
لافروف وفيدان يبحثان هاتفيا العلاقات الثنائية والأزمة الأوكر
...
-
الخارجية الروسية: بعض تصرفات إدارة بايدن ليست أخطاء بل جرائم
...
-
زاخاروفا تصف تصريحات زيلينسكي في دافوس بأنها -هوس المخدرات-
...
-
ميزات جديدة في-واتس آب-
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|