قحطان الفرج الله
الحوار المتمدن-العدد: 8231 - 2025 / 1 / 23 - 12:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما الذي يمكن أن يجنيه ما يُسمى سياسيًا بـ”المكوّن الشيعي” من إقرار تعديل قانون الأحوال الشخصية بصبغة دينية؟! هل هذا سوى مزيد من الانتهاك لكرامة المرأة وتقليل من قيمتها تحت غطاء الدين؟ الحديث عن زواج القاصرات أو تفخيذ الرضع ليس سوى عودة إلى الوراء وانحدار أخلاقي لا مبرر له!
وهل يستحق الأمر بالمقابل إطلاق سراح القتلة والمفسدين وسُرّاق المال العام؟ هل يستحق الأمر التضحية بأرض الوطن وموارده ومقدّراته المالية لأجل مثل هذه المكاسب الوهمية؟
التجارة بالعاطفة الدينية وتعبئة الجمهور تبقى السلاح الأكثر استخدامًا لاستمالة هذا “المكوّن” ووضعه دائمًا في خانة المظلومية، بالرغم من أنه هو الحاكم لهذا البلد. ففي مشروع العطل الرسمية مثلاً، جُرّ الجمهور إلى شفا حرب طائفية جديدة بحجة إدراج عطلة عيد الغدير، رغم أن صاحب هذا العيد، الإنسان العربي الحقيقي الذي عرفناه (الإمام علي عليه السلام)، لم يطالب بهذا يومًا. ما الذي تحقق من إدراج هذه المناسبة سوى مكسب يزيد من ترهل العمل وتأخير التقدم؟! أصبحت العطل تُدرج بالجملة (استثناءً من هذا القانون )!!!!، حيث صارت كل وفاة أو ولادة دينية عطلة رسمية، في تحشيد طائفي لا داعي له ولا مبرر.
ماذا سيجني جمهور “المكوّن الشيعي” عندما يشاهد قريبًا طارق الهاشمي، الذي لم يتوانَ عن تحقير هذا المكوّن وسياسييه، يتبوأ منصب رئيس البرلمان؟ كيف يمكن للموظف أن يتوقع تسلّم راتبه من وزير مالية مثل نور زهير؟ وما الذي يمكن أن يرتجيه من نعيم عبعوب إذا أصبح رئيس الهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات؟
كيف يُعقل أن نرى هيثم الجبوري يعود لمحاربة الفساد على شاشات الفضائيات، بينما هو نفسه جزء من منظومة الفساد؟!
إنها خيانة صريحة لكل التضحيات التي قدمها أبناء الجنوب وشباب الحشد الشعبي على مذبح الوطن. أن تُباع تلك الدماء بهذا الرخص أمر مؤلم ومحزن للغاية.
ولسان حالهم يقول: …
طارن بالسما وميزهن الطگار
عرف شاهينه وميز صگير الفار
ولفويلح صگر جاب الخزي والعار
توصفه عالطيور شلون ولو جنحان اله ومنكار
(شلون الحر يتميز، وخله البوم تطير وياه)
#قحطان_الفرج_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟