أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ثلاثة قوانين في سلة برلمانية واحدة نصب واحتيال














المزيد.....


ثلاثة قوانين في سلة برلمانية واحدة نصب واحتيال


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8231 - 2025 / 1 / 23 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تعد الكتابة في الشأن العراقي الداخلي ذات معنى أو جدوى بعد أن بلغ تفسخ السلطات الثلاث درجة لا سابقة لها، وبعد أن بلغ الانفصام المرضي بين حكام الفساد والواقع العراقي درجة كارثية. بالأمس عقدت جلسة لمجلس النواب شكك في نصابها نواب عديدون وتحدثت تقارير من داخل المجلس عن أن النواب الذين كانوا في كافيتريا المجلس أكثر ممن كانوا في قاعة الجلسة ومع ذلك تم التصويت على ثلاثة قوانين في سلة واحدة. هذا التصويت بطريقة السلة الواحدة يعكس انعدام ثقة النواب ببعضهم تماما. ولكن التصويت تمَّ رغم الاحتجاجات والصخب الذي أثارته أقلية من النواب الرافضين دخلت القاعة، وحتى بعد التصويت تداعى عشرات النواب إلى جمع أكثر من خمسين توقيعا مطالبين بإقالة رئيس المجلس محمود المشهداني.
لقد حققت رئاسة المجلس وزعماء الكتل النيابية ما أرادت وأقرت مشاريع القوانين الثلاثة وهي: قوانين الأحوال الشخصية الذي يقسم المجتمع العراقي طائفيا ويجعل الأحوال الشخصية للعراقيين حسب طائفة الشخص، وحسب ما تقوله المدونة الفقهية التي سيكتبها الفقهاء لاحقا وتحل محل القانون الجمهوري 188 لسنة 1959.
أي أن هذا القانون التقدمي والمنسجم مع المتفق عليه في الفقه الإسلامي سيتم تهميشه ثم دفنه ليسود بدلا منه فقه الطوائف والمذاهب الدينية الغرائزي. ومعلوم أن هذا التعديل القانون الطائفي الجديد لن يسري على منطقة إقليم كردستان والتي تتصرف حكومتها المحلية كحكومة دولة مستقلة بل هي تعتمد القانون الجمهوري أو نسخة قريبة جدا منه. وهكذا سيتحول الإقليم إلى نقطة جذب وقوة مثال لسائر مناطق العراق يتوجه إليها العراقيون الهاربون من القمع والقوانين الطائفية الرجعية كما تحولت قبرص إلى نقطة جذب للبنانيين الهاربين من الفقه والقوانين الطائفية والباحثين عن محاكم مدنية متحضرة يعقدون فيها عقود زواجهم أو طلاقهم وأحوالهم الشخصية.
القانون الثاني هو قانون العفو العام والذي شمل العفو بموجبه الانتماء للجماعات الإرهابية أو الترويج والتنظير للإرهاب واستثنى الجرائم الإرهابية التي تسببت بالقتل أو العاهة المستديمة أو محاربة القوات العراقية، مع العلم أن جريمة الترويج والتنظير للإرهاب تكون عادة أخطر من جريمة يرتكبها متطرف جاهل خطره محدود بشخصه أما خطر المنظر للإرهاب فهو أوسع وأعمق كما شمل قانون العفو العام الفاسدين ولصوص المال العام من أمثال نور زهير ورائد جوحي وهيثم الجبوري أبطال ما سمي "سرقة القرن" كما أكد النائب المستقل ياسر الحسيني.
أما القانون الثالث فكان بخصوص إعادة العقارات التي استولى عليها النظام السابق وخصوصا في كركوك لأصحابها الأصليين وهذا القرار سيكون على الأرجح كلمة حق يراد بها باطل ومن المرجح أن يذهب ضحية تطبيقه مواطنون آخرون – وخصوصا من العرب -وكان ينبغي أن يصار الى إعادة توزيع الأراضي على أهالي كركوك بغض النظر عن هوياتهم.
بعد هذه الضربة الثلاثية للعراق الموحد بقوانينه التقدمية العريقة يكون الحاكمون الطائفيون الفاسدون ومعهم نخبتهم الإعلامية والثقافية الأجيرة قد تقدموا خطوات على طريق تقسيم العراق مجتمعيا على أسس طائفية ومذهبية وتكريس الظلامية والتخلف ليدخل العراق فترة مظلمة لا يمكن التنبؤ بموعد نهايتها، ولكن انقشاعها سيكون حتميا كما يعلمنا تأريخ العراق القديم والحديث، رغم التضليل والتحشيد الطائفي المذهبي الراهن، ورغم غسيل الأدمغة الجماعي الذي يساهم فيه بعض الكتبة والإعلاميين المجندين لخدمة الأحزاب النافذة اليوم؛ فهو العراق الأكبر من ديوك الطوائف والعرقيات الفاسدين التابعين للأجنبي!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل السلام يهدد بإحراق العالم وعلاجه الوحيد المقاومة
- التطبيع مع الطائفية السياسية كالتطبيع مع الصهيونية
- العدو لم ينتصر والمقاومة لم تُهزم
- الطائفي المقنع أخطر من الطائفي الصريح!
- صعود الهويات الفرعية الطائفية في ظل الهيمنة الغربية
- زنوبيا في المصادر التأريخية القديمة والأدلة الأركيولوجية
- العلم السوري في مراحله التأريخية وتحولاته الثمانية
- يزورون الجولاني بوفد حكومي ثم يعتبرون زيارته وصمة عار!
- الحدث السوري: حين يتحول الباحث الرصين إلى محرض بائس!
- رداً على مزاعم الجولاني في لقائه مع (بي بي سي)
- أبو محمد الجولاني -أحمد الشرع- في سطور: قتال العراقيين زعيما ...
- الحدث السوري في سياقاته التأريخية: فلسطين قدر سوريا!
- الحدث السوري والأمل أقوى
- قائد معارض سوري مسلح: نسعى إلى السلام مع إسرائيل وممتنون لها
- ترامب؛ ملاكُ سلامٍ في أوكرانيا وشيطانُ جحيمٍ في فلسطين!
- البلدوزر الصهيوأميركي قادم على الجميع: إسرائيل تلوح باحتلال ...
- استشهاد نصر الله وقيادات المقاومة والخرق الأمني المعادي
- حول الاعتراض على عبارة -المعارضة السورية المسلحة-
- لماذا حدث ما حدث في شمال سورية؟
- جغرافيا التوراة والجوهر الإبادي التوراتي للحركة الصهيونية


المزيد.....




- بكلمته لدافوس.. أبرز ما قاله ترامب عن حرب أوكرانيا والعلاقات ...
- سياسي فرنسي: كايا كالاس تفتعل ترويع الأوروبيين وتأجيج الكراه ...
- ابن فرحان: مستمرون بمساندة لبنان
- حريق ضخم جديد سريع الانتشار بالقرب من لوس أنجلوس مع تزايد سر ...
- أوروبا: هل من سبيل للتعامل مع تهديدات ترامب؟
- الجيش الإسرائيلي: نرصد تركيزا للأنشطة الإرهابية في منطقة شما ...
- موسكو: مستعدون لحوار متكافئ مع واشنطن
- في كلمته بمنتدى دافوس.. ترامب يوجه سهامه نحو الاتحاد الأوروب ...
- مدفيديف: انتصارات القوات المسلحة الروسية أفضل رد على -إنذارا ...
- ترامب يصنف الحوثيين إرهابيين.. ماذا بعد؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - ثلاثة قوانين في سلة برلمانية واحدة نصب واحتيال