أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - في عالم متغير: نحو نظام عالمي جديد بين التحديات والطموحات














المزيد.....


في عالم متغير: نحو نظام عالمي جديد بين التحديات والطموحات


بهجت العبيدي البيبة

الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 20:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد العالم يوم أول أمس تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حدث يثير النقاش حول مستقبل النظام العالمي في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم. إن هذا الحدث، الذي يعكس استمرار الدور المحوري للولايات المتحدة، يعيد تسليط الضوء على هيمنة الغرب ويطرح تساؤلات حول إمكانية ظهور قوى جديدة قادرة على منافسة النظام الحالي.

لعقود طويلة، قادت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون النظام العالمي بفضل تفوقهم الاقتصادي والتكنولوجي وتحالفاتهم العسكرية. لقد كانت المؤسسات الدولية والمبادئ الليبرالية تجسد رؤية الغرب للعالم، بينما بقي الدولار حجر الأساس للنظام المالي. لكن في السنوات الأخيرة، بدأت هذه الهيمنة تواجه تحديات جمة، سواء من داخل الغرب نفسه أو من خارجه. إن الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة، وتصاعد النزعات القومية في أوروبا، والضغوط الاقتصادية المتمثلة في التضخم والديون، كلها عوامل أضعفت النفوذ الغربي التقليدي.

في الوقت ذاته، تسعى قوى أخرى إلى ملء الفراغ. فالصين، على سبيل المثال، تحقق قفزات هائلة في الاقتصاد والتكنولوجيا. من خلال مبادرة الحزام والطريق، باتت تربط نفسها بدول تمتد عبر ثلاث قارات، في محاولة لبناء نظام اقتصادي موازٍ للنظام الذي يقوده الغرب. كما أن تطور قدراتها العسكرية والتكنولوجية يجعلها قوة صاعدة لا يمكن تجاهلها. ومع ذلك، فإن طريق الصين نحو الهيمنة العالمية ليس سهلًا؛ فهي تواجه تحديات داخلية كشيخوخة السكان وتوترات حدودية مع دول الجوار، بالإضافة إلى اعتمادها الكبير على الأسواق الغربية.

أما روسيا، فتظل لاعبًا محوريًا على الساحة الدولية، بقوتها العسكرية الهائلة ونفوذها في مناطق استراتيجية. إلا أن اقتصادها، الذي يعتمد بشكل كبير على الطاقة ويعاني من وطأة العقوبات الغربية، يحد من قدرتها على تحقيق طموحاتها كقطب مستقل. ولذلك تبدو روسيا أكثر ميلًا للتحالف مع الصين لمواجهة الهيمنة الغربية، لكنها لا تزال بعيدة عن استعادة مكانتها كقوة عظمى مستقلة.

وفي جنوب آسيا، تقف الهند كقوة ديمقراطية صاعدة ذات طموح كبير. فسكانها الشباب واقتصادها المتنامي يمنحانها موقعًا مميزًا، بينما تبني سياستها الخارجية على التوازن بين التحالف مع الغرب، والحفاظ على علاقات قوية مع روسيا، والانفتاح الحذر تجاه الصين. لكن تحديات داخلية، مثل الفقر والتفاوت الاقتصادي، بالإضافة إلى النزاعات الحدودية مع الصين وباكستان، تعرقل صعودها السريع.

وسط هذه التحولات، تبرز مصر كلاعب إقليمي ذو تأثير عالمي متزايد. بموقعها الاستراتيجي الذي يربط آسيا بإفريقيا وأوروبا، تظل قناة السويس محورًا حيويًا للتجارة العالمية. كما أن القيادة السياسية في مصر تسعى إلى تعزيز دورها من خلال سياسات إقليمية متوازنة، تجمع بين الحفاظ على علاقات قوية مع القوى الكبرى والانخراط في مبادرات تعزز التعاون العربي والإفريقي.

إن كلا من الشرق الأوسط وإفريقيا بشكل عام يشهدان تحولًا ملحوظًا. فالموارد الطبيعية الهائلة والموقع الاستراتيجي يجعلان من هذه المناطق محط أنظار القوى العالمية، لكن الانقسامات الداخلية وضعف التكامل الإقليمي يحدان من قدرتهما على تشكيل قوة موحدة. ومع ذلك، فإن دولًا مثل السعودية والإمارات تسعى إلى تنويع اقتصاداتها وبناء دور سياسي أكبر على الساحة الدولية.

لقد جاء تنصيب ترامب ليعكس استمرار دور الولايات المتحدة كقوة مهيمنة، لكنه في الوقت نفسه يثير أسئلة عميقة حول طبيعة هذه الهيمنة في ظل سياسات جديدة تميل إلى الانعزالية أحيانًا وإعادة ترتيب الأولويات على أسس المصالح القومية. إن هذا التحول يفتح الباب أمام قوى صاعدة مثل الصين وروسيا والهند ومصر كذلك للعب أدوار أكبر.

لكن الحديث عن نظام عالمي جديد يواجه تحديات كبيرة. فالقوى الصاعدة نفسها تعاني من انقسامات داخلية وخارجية تعرقل تحقيق طموحاتها. فعلى سبيل المثال، التنافس بين الصين والهند يعقِّد إمكانية تشكيل تحالف آسيوي قوي. وفي المقابل، تظل الولايات المتحدة محتفظة بتفوقها في مجالات حيوية مثل التكنولوجيا والتمويل والدفاع، مما يجعلها عصية على الكسر في المستقبل القريب.

ربما لن يكون المستقبل متعلقًا بقطب جديد قادر على إزاحة الغرب بالكامل، بل بعالم متعدد الأقطاب يعكس تنوع المصالح والقوى. إن مصر، بقدراتها الإقليمية وتأثيرها الدولي، يمكن أن تكون جزءًا من هذه التعددية، إلى جانب الصين وروسيا والهند. إن النظام العالمي يبدو في حالة مخاض جديد، حيث تتشابك المصالح والتحديات في لحظة تحول تاريخية قد ترسم ملامح المستقبل لسنوات قادمة.



#بهجت_العبيدي_البيبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل العربي بين قيود الماضي وأحلام المستقبل
- الحضارة الغربية بين القيم والانتقادات: رؤية متوازنة
- من هزيمة المغول إلى كسر أوهام الشرق الأوسط الجديد: مصر مقبرة ...
- المستقبل في ظل الاعتماد على الروبوتات: العالم بين الابتكار و ...
- لماذا ينتظر العقل الجمعي العربي والإسلامي انهيار الحضارة الغ ...
- العقل الديني واستغلال الكوارث: بين الادعاء والحقيقة
- مجدي يعقوب: أيقونة الإنسانية والعلم في مسار نحو نوبل وجامعة ...
- الأسرى في ظلال الكهف: رحلة العقل من القيود إلى النور
- العقل المسلم بين تأكيد القناعات الذاتية والوقوع في فخ الأخبا ...
- العقل العربي بين الشماتة والكوارث: قراءة في الانهزام الحضاري
- أصداء الرعب: كيف تتحطم الأمم تحت وطأة الديكتاتورية
- العرب والمسلمون بين أسطورة الماضي وسراب الحاضر
- الإنسان المغترب: قراءة في فكر إريك فروم وأبعاد الاغتراب في ا ...
- انتظار الحلول الغيبية: هروب من الواقع أم أمل زائف؟
- ما الذي يدفع العقول المتعلمة إلى رفض العلم لصالح الوهم؟
- احترام الأديان والتعايش السلمي: رؤية نقدية لسلوكيات تسيء للإ ...
- سوريا على مفترق طرق: تساؤلات حول انهيار الجيش وتحديات المرحل ...
- فرحة بمرض نتنياهو أم هروب من مواجهة الواقع؟
- الثورة الإدراكية: قفزة الإنسان العاقل نحو السيادة على الأرض
- حوار حول مستقبل سوريا: بين التفاؤل والتشاؤم


المزيد.....




- غزة وسد النهضة.. سياسيون مصريون يحددون ملفات التعاون بين ترا ...
- زيلينسكي: القوات الأوروبية لن تخاطر بدخول أوكرانيا دون مشارك ...
- مرشح ترامب لمنصب إداري رفيع يؤيد زيادة الميزانية العسكرية ال ...
- الجيش الأمريكي ينشر آلاف الجنود لحماية الحدود مع المكسيك
- مراسلتنا: الجيش اللبناني يعيد تموضعه في عدة نقاط بمنطقة القط ...
- الرئيس الإماراتي يستقبل مساعِدة الرئيس الإيراني ويبحثان سبل ...
- غروسي: إيران تمتلك 200 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة ن ...
- جريمة مروعة تهز الأقصر بمصر.. شاب يقتل جاره ويتجول برأسه
- أبو قصرة: نفاوض القوات الكردية لكننا جاهزون للجوء -للقوة-
- -البديل- الشعبوي سعيد بعودته.. ترامب يربك الساسة الألمان


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بهجت العبيدي البيبة - في عالم متغير: نحو نظام عالمي جديد بين التحديات والطموحات