أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - بركاتك يا شيخ ابن خلدون!














المزيد.....


بركاتك يا شيخ ابن خلدون!


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 14:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نعم أقولها و بلا فخر كأنني كنت سبب ترقيته عندما سمع بن علي رأي ابن خلدون لإيجاد حل لمثل تلك الانتفاضة على لسان زوجي!!
منذ مدة صرت أعرف مواقف زوجي من مكالماته مع صديقه جلال و هو أستاذ جامعي في اللغة الفرنسية كان محمود قد أقنعه بالانخراط معه في حزب التجمع حتى يكوّنا و من معهما من الشباب خاصة مجموعة ضغط وازنة في مواجهة جناح الشيوخ و الأضراس المُسَوّسة كما يسميها زوجي.
عندما بدأت أحداث الحوض المنجمي تتصاعد و الإعلام الأجنبي يخوض فيها بهِمّة محاولا إشعال الفتيل أكثر، سمعت محمود يصف المحتجين بأقذر النعوت و يقول لجلال على الهاتف: ماذا يريدون أكثر مما أعطيناهم؟!
على الرئيس أن يُنزل الجيش و يمحقهم على بكرة أبيهم...!
سيكون ذلك درس لهم و لجميع المعارضين و خاصة أصحابنا ʺاللي تعرفهم... هذوكم متاع ربيʺ.
كان يقصد طبعا اخوانجية المهجر الذين ما انفكوا يطلون من فضائيات مختلفة و يؤرقون بال النظام.
بعد أن أنهى المكالمة تدخلت على غير عادتي فقلت له إن ما قلته ليس كلاما سياسيا لسياسي واعد مثلك، الجيش لا يعمل ضدّ الشعب و إلا فإنها تكون الكارثة و هذا ليس كلامي بل كلام المفكر العظيم الذي أنجبته تونس و استشهد به أكبر مفكري الغرب و كثيرا من الرؤساء في العالم و منهم الرئيس الأمريكي رونالد ريغن عند لقائه بالحبيب بورقيبة في واشنطن.
كنت وقتها أراجع مع سارة المواد الأدبية و أعد لها تلاخيص لأنها لا تحب هذه المواد و تركز دائما على المواد العلمية فمخها علمي كما تقول و ليس أدبي مثلي.
و بالصدفة كانت بيدي الأوراق التي فيها موقف ابن خلدون من حامية المُلك فأريتها لمحمود فأخذها و تمعّن فيها ثم ألقى بها على الطاولة و خرج إلى مقر الحزب في اجتماع عاجل.
من الغد دعاه الرئيس إلى القصر و كلفه بالتوجه إلى المنطقة المضطربة للتحدّث مع الأهالي الغاضبين.
عندما عاد للبيت كان في قمة الانتشاء...
طلب مني أن أجهز له حقيبة سفر صغيرة فيها بدلة و أدوات الحلاقة لأنه ربما سيبيت في صفاقس.
و أنا أجهز الأغراض سمعته يتصل بجلال و يقول له:ʺ لقد استمع الرئيس لما قلته البارحة في دار التجمع فاستحسن كلّ ما قلته و دعاني للتوجه فورا إلى هناك...و ضحك قائلا: بركاتك يا شيخ ابن خلدون!!ʺ
ثم واصل:ʺلم أكن أظن أحدا ممن يكرهوننا سينقل للرئيس ما قلته بأمانة و لكن يبدو أنه تم تسجيل الجلسة و إسماعها من بعد للرئيس.
علينا أن نكون حذرين من هنا فصاعدا...
أريدك أن تنتبه جيدا لكل ما قد تقوله اليوم إن طلبوا منك الحديث في اجتماع هذا المساء و أريدك أن تنتبه خاصة لما سيقول ذلك الكلبʺ.....ʺ أنا لم أعد أطمئن له... لقد صار مؤخرا من جماعة بلحسن( يقصد أخو ليلى الطرابلسي)...ربي يستر...
اسمعني أنا مستعجل الآن...فقط أريدك أن تحضر لي كتاب ابن خلدون لأني على ما يبدو سأحتاجه مستقبلا...إلى اللقاءʺ.
التفتَ فوجدني خلفه أمدّه بالحقيبة.
قلت له: أيّ كتاب تريده لابن خلدون؟ عندي كتابين أحتفظ بهما منذ أن درست في السنة الأولى تاريخ.
قال متأففا: تاريخ و ابن خلدون...هل هذا وقته: البلاد ʺواقفة على رجلʺ و أنت تخرّفين.
و أخذ الحقيبة في عصبية بعد أن اكتشف أني قد سمعت ما لم يكن يُحب أن أسمع.
لطالما أعطيته رأي في مواضيع كثيرة فيسمع مني و لا يناقشني طويلا و أحيانا يستهزأ بما أقول و يقول: من أين تأتين بهذه الأفكار ... يبدو أنك تقرئين الكتب بالمقلوب...الحمد لله أنك لا تتحدّثين مع الناس هكذا و إلا سيقولون حتما إنك مجنونة.
أبتلع الإهانة و أصمت و لكني الآن صرت أشفق عليه بعد أن سمعته في أكثر من مناسبة يردّد نفس كلامي و بحذافيره ثم ينسبه بكل ثقة لنفسه! كذلك هم المزيفون في عالم السياسة و في غيرها.
يغيرون آرائهم في لمح البصر حسب مصلحتهم الآنية أو المؤجلة و هاهو يدعو للتهدئة و الحوار و تطمين الأهالي بعد أن كان لا يرى سبيلا لفض الاحتجاج الشعبي إلاّ القوة الغاشمة!!
لكن هل اعترف بفضلي حين قرّبه بن علي و أسند إليه منصبا رفيعا بعد أن صدّقه مثلما صدّقته يوم عرفته؟؟؟
مسكينة كنت... و مسكين أكثر ʺبن عليʺ الذي أعجب به أيّما إعجاب و هو لا يدري شيئا عن قناعات سي محمود التي ارتدت يومها على عَجل قناع ابن خلدون فتأقلمت و أقنعت و ترقّت في العمل!!

*مقتطف من قصة ʺكنت سأكون زوجة للدكتاتورʺ تونس 2011



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احذروا أن تصيب اللعنة أمل طبرقة و الشمال الغربي!
- صاغر أمامهنّ...متكبّر فقط عليّ!!
- المهم أن ترضى عنه الرئيسة!!
- يَدُ الحكم الحانية!
- كيف يهرب و يتركنا!!
- و أخفيتُ الإحساس الوحيد الذي سَنَدَنِي!
- عن رجل الأعمال الذي أراد أن يُصاهر الرّئيس!
- ماذا فعلتَ بنور الله يا بشار؟!
- كلمة قالتها سوزان نجم الدين...
- و كأنّي به يخشى الدخول لسجن النساء!!
- زُرتُها بعد سنين و استشعرتُ خيبة المُرْتَشِين!
- حبر الأُم... و مشيئة القلم!!
- كنت سأكون...*و انتظرتُ يوم يعزله الرئيس*!!
- كنت سأكون...*لعنة المطبخ أم لعنة المنصب الجديد*!!
- كنت سأكون... *عندما قال: لسن إلاّ ʺكمشة عاهراتʺ*(ح ...
- كنتُ سأكون...*محمود لا يخون*(ح3)
- كنت سأكون زوجة للدكتاتور(ح2)
- كنتُ سأكون زوجةً للدّكتاتور(ح1)
- عن الحكيم الذي رفض رئاسة دولتهم!!
- إلى أبهى الثوّار... إلى يحي السنوار:


المزيد.....




- إشادة بوعد الرئيس الأميركي ترامب الخاص بالرياضات النسائية
- الكاردينال ساكو ينتقد تمرير قانون الاحوال الشخصية: تعديله يف ...
- غضب في المغرب.. قاصرة من ذوات الإعاقة أنجبت بعد اغتصاب جماعي ...
- دراسة: الرجال زادوا طولا بمقدار الضعف عن النساء منذ عام 1900 ...
- “نكبة تشريعية” في العراق.. قلق بعد تمرير تعديل قانون الأحوال ...
- ترامب يقيل أول امرأة تقود جهازا عسكريا أميركيا
- بالصور.. زواج مئات مثليي الجنس مع دخول القانون بتايلاند حيز ...
- -سنموت هنا مثل من سبقنا-: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال ف ...
- -ذكر وأنثى فقط-.. كيف سيؤثر قرار ترامب على تعريف الجنس في ال ...
- البرلمان العراقي يصادق على تعديل قانون الأحوال الشخصية وسط م ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - بركاتك يا شيخ ابن خلدون!