أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - التضامن الأممي.. سلاحنا ضد الظلم والتعتيم الإعلامي














المزيد.....


التضامن الأممي.. سلاحنا ضد الظلم والتعتيم الإعلامي


ضيا اسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن التقليل من أهمية التضامن الأممي في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية العادلة التي تتعرض للتعتيم الإعلامي المتعمّد في عالمنا المعاصر.
فهناك قوى تسعى بكل جهد، لتجاهل الانتهاكات الحقوقية والأزمات الإنسانية، لا سيما في مناطق النزاع. ومن أبرز هذه القضايا؛ ما يتعرض له شمال وشرق سوريا من عدوان مستمر من قبل تركيا ومرتزقتها منذ أكثر من خمسين يوماً، في مشهد يتجدد منذ سقوط النظام السوري.

العدوان التركي على هذه المناطق ليس مجرد هجوم عسكري عابر، بل هو احتلال لأراضٍ وتدمير للإنسان والمكان.
فقد استهدفت تركيا مع مرتزقتها مما يسمى بـ "الجيش الوطني السوري"، مدينتي تل رفعت ومنبج واحتلتهما، ما جعل منطقة سد تشرين جنوب كوباني مهددة بالخطر.
سد تشرين الذي يعدّ مصدراً حيوياً للحياة، ويغذي مناطق واسعة بالكهرباء والمياه، بات مهدداً بالانهيار، ما ينذر بكارثة إنسانية تلوح في الأفق بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

في مواجهة هذا العدوان، أظهرت الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا عزماً كبيراً باتخاذ قرار النفير العام، الذي دفع الآلاف من أبناء الإقليم من مختلف المكونات العرقية والدينية (العرب، والكرد، السريان، والآشور، والأرمن، والشركس، والتركمان) للانخراط في معركة الدفاع عن السد وحماية حياة الآلاف من المدنيين.
ويتوجّه يومياً، المئات من المواطنين المدنيين، إلى السد في مناوبات مستمرة على مدار الساعة لحمايته، ومنع حدوث أي ضرر قد يلحق بجسم السد، ودعم أبنائهم في قوات سوريا الديمقراطية، في صورة تعكس الشجاعة المذهلة والتضامن الإنساني العميق في مواجهة الاحتلال، وتؤكد وقوفهم الثابت إلى جانب مقاتليهم المدافعين عن المنطقة.
في المقابل، يستمر جيش الاحتلال التركي ومرتزقته في استهدافهم باستخدام الطائرات المسيّرة والأسلحة الثقيلة، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا بين شهداء ومصابين، ما زال بعضهم يعانون من إصابات بليغة، في انتهاك صريح لجميع القوانين والمواثيق الدولية.

وفي الوقت الذي تواكب فيه وسائل الإعلام المحلية في إقليم شمال وشرق سوريا، الحدث وترصده بالصوت والصورة، نجد أن العديد من وسائل الإعلام الدولية، التي من المفترض أن تلتزم بمعايير المهنية والحياد، تتجاهل أو تحاول التعتيم على هذه الانتهاكات.
وهنا يبرز دور الإعلام في تشكيل الرأي العام وتوجيهه، وتسليط الضوء على معاناة الشعوب وتعرية جرائم المعتدين، في ضرورة لا غنى عنها.

اللوم هنا، ليس فقط على الإعلام الذي يختار الصمت أو التجاهل، بل أيضاً على الأصدقاء الذين ناضلوا معنا في السابق في سبيل حقوق الإنسان، والذين لم يرفعوا أصواتهم في مواجهة هذا العدوان السافر.
ينبغي على المنظمات والقوى السياسية العالمية التي تتغنى بحقوق الإنسان أن تتحّمل مسؤولياتها الأخلاقية في نشر الحقيقة والدفاع عن المظلومين.

ومع ذلك، لا يكفي الإعلام بمفرده، على الرغم من أهميته، فالتضامن الفعلي يجب أن يتجسّد في الشوارع والميادين، حيث يمكن أن تكون المظاهرات والاعتصامات في مختلف أنحاء العالم أداة قوية للضغط على الأنظمة التي تتبنّى سياسة التعتيم أو الحياد المريب.
إنَّ التضامن الحقيقي مع قضايا الشعوب يتطلب تحويل الكلمات إلى أفعال ملموسة، ليصل صوت الحق إلى كل زاوية من العالم، ويحدث التغيير المنشود.

ما يشهده إقليم شمال وشرق سوريا في الوقت الراهن يُظهر بجلاء أن الهدف من العدوان التركي هو القضاء على تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية التي يراها خطراً عليه، بالإضافة إلى تحقيق الطموحات الأردوغانية في احتلال شمال سوريا، كما ينص عليه ميثاق الملّي. وهذا الوضع يستدعي تحركاً عاجلاً من جميع الأطراف المدافعة عن حقوق الإنسان والأوطان. إنها دعوة للمجتمع الدولي للتصدي لهذا التحدي الجسيم، ومنع ترك مصير شعب المنطقة رهينة للظروف الصعبة.
فالتضامن الأممي الفعلي لا يُقاس بالكلمات فقط، بل بالأفعال التي تُظهر الوقوف الحازم إلى جانب المظلومين، وكل صوت يُرفع ضد العدوان والتعتيم الإعلامي هو خطوة نحو إحداث التغيير المرجو.
لنتحد جميعاً في نضالنا من أجل الحرية والعدالة، ولنعمل على تحويل الصمت إلى حراك مؤثر يكشف الجرائم ويعرض الحقائق للعالم بأسره.



#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستقبل غامض لملايين السوريين تحت حكم هيئة تحرير الشام
- وحدة القوى الكردية في سوريا.. مفتاح لضمان حقوق مستدامة
- دعوة لبناء الدولة المدنية والعيش المشترك
- مستقبل الأحزاب الموالية بعد سقوط البعث.. هل يغفر الشعب السور ...
- هيئة تحرير الشام.. مساعي الهيمنة في خضم الفصائل السورية المت ...
- عودة اللاجئين السوريين أم هجرة المقيمين إلى الخارج؟
- ثورة بلا عدالة اقتصادية.. كسرابٍ في صحراء
- أكثرية.. أقلية.. مكونات.. نسف لمفهوم المواطنة أم توصيف طبيعي ...
- حوار وطني أم استعراض رقمي؟ أسئلة حول مستقبل سوريا
- هل يحق لحكومة تسيير الأعمال بقيادة أحمد الشرع ما قامت به حتى ...
- حين يصبح نشر الغسيل تهمة
- هل ستعيد حكومة تصريف الأعمال عجلة الزمن إلى الوراء؟
- مسؤولية بشار الأسد في الكارثة السورية
- عدالة بلا انتقام.. لماذا أرفض الإعدام للفاسدين؟
- صبيحة سقوط الأسد
- «صام صام وفطر على بصلة».. هل هذا قدرنا؟
- تصاعد الـ -ممارسات الفردية- تهدد السلم الأهلي في سوريا
- عندما تمنحك الأجهزة الأمنية صفة المواطنة
- التفاؤل الحذر في مواجهة التحديات السورية
- مقابلة حصرية خصّني بها الرئيس السابق بشار الأسد


المزيد.....




- ترامب يوضح موقفه بشأن إمكانية فرض عقوبات على روسيا
- إسرائيل: من هو المغربي الذي قام بعملية طعن في تل أبيب؟
- الضفة الغربية... تطورات عملية -الجدار الحديدي- في جنين لليوم ...
- وجه -رجل التنين-.. إعادة بناء مذهلة لوجه أحد أسلاف البشر
- استطلاع: الأمريكيون يرصدون انقسام المجتمع في حكم بايدن
- ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي والصين
- شاب يعلن العثور على -جعبة السنوار- في موقع مقتله (فيديو)
- طفل صيني يلقى حتفه بحادث مأساوي بعد رميه مفرقعة في مجاري الص ...
- روسيا وأوزبكستان توقعان برنامج تعاون وشراكة استراتيجية في ال ...
- وفاة صاحب -الوردة- المصرية ونعوته تحتل 5 صفحات لجريدة كبرى


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضيا اسكندر - التضامن الأممي.. سلاحنا ضد الظلم والتعتيم الإعلامي