عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)
الحوار المتمدن-العدد: 8230 - 2025 / 1 / 22 - 02:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يجد النظام الإيراني نفسه في مأزق وموقف حرج أو عندما يشعر بخوف وقلق من أوضاع معينة وليس بإمکانه مواجهتها أو تغييرها، فإن الاسلوب الوحيد لدى هذا النظام لمواجهة ذلك هو ممارسة الکذب والخداع.
يصف البعض النظام الإيراني بتمرسه في ممارسة الکذب والخداع، لکن هذا البعض يعلمون جيدا بأن من تمرس في هکذا ممارسة فهو في النتيجة کذاب ومخادع لا يعتد به، ولعل أفضل مثال يمکن أن نورده بهذا السياق هو الشعب الإيراني الذي لا يثق بهذا النظام ويفسر مايأتي في أقواله وتصريحاته بالاسلوب المغاير لها ذلك إنه من الواضح جدا إنه وفي الانظمة الدکتاتورية"والنظام الإيراني على رأس قائمتها"، لا تثق الشعوب بأنظمته وتبحث عن الحقيقة في غير وسائل اعلامه أو على الاقل لا تصدق به.
من جراء الهزائم الاخيرة القاسية التي مني بها النظام ولاسيما فاجعته بسقوط حليفه الدکتاتور بشار الاسد، فإنه وکإنعکاس ورد فعل على ذلك فإن ممارسة الکذب والتمويه والتحايل على الحقيقة في النظام الإيراني قد بلغ ذروته، وهذا ما نجده وبشکل واضح جدا ولا غبار عليه في المقابلة التي أجراها مسعود بزشكيان، رئيس النظام الإيراني، مع قناة NBC الأمريكية، حيث إنه إضافة الى ظهور خوف النظام من التتورات في المنطقة ومن عودة ترامب للمشهد السياسي، فقد قام بزشکيان بتصريحات مناقضة ليس لنظامه وإنما لولي أمره الولي الفقيه خامنئي!
في هذه المقابلة المثيرة والتي يبدو إن بزشکيان حاول تجربة الکذب والخداع والاحتيال من أجل کسب عطف الادارة الامريکية الجديدة والحصول على شهادة حسن سلوك منها عندما نفى بزشکیان بشكل قاطع وجود أي خطة أو نية من قبل النظام الإيراني لاستهداف ترامب، قائلا: "هذه الاتهامات جزء من الحملات الدعائية التي تهدف إلى تغذية الإسلاموفوبيا وإيرانوفوبيا." وعندما سئل عن صحة الادعاءات الأمريكية بشأن وجود مخطط إيراني لاغتيال ترامب، قال: "لم ولن تكون هناك مثل هذه الخطط".
بزشکيان کما يبدو واضحا نسى أو تناسى أو حتى جهل إنه يعيش في الالفية الثالثة بعد الميلاد وإن البحث عن الحقائق لم يعد کالسابق صعبا ومعقدا بل إنه مجرد کبس أزرار لا غير، وهو عندما يطلق المزاعم الواهية التي يدعي ببراءة نظامه مما نسب له من سعي لإغتيال ترامب وبومبيو وآخرون في الادارة التي جرى خلالها إستهداف قاسم سليماني وقتله، إلا إن تصريحاته الواهية تلك تناقض بشكل واضح ما قاله علي خامنئي في 16 ديسمبر 2020، حيث صرح بوضوح: "قاتل سليماني والآمر بقتله يجب أن يدفعا الثمن… في أي وقت نستطيع وبأي طريقة ممكنة." هذه التصريحات أكدت بشكل مباشر عزم النظام الإيراني على تنفيذ أعمال انتقامية ضد ترامب ومسؤولين أمريكيين آخرين. بل وحتى إنه ومن بين التناقضات الأخرى، تصريحات قائد القوة الجوية في حرس النظام، أميرعلي حاجي زاده، في فبراير 2023، حيث قال: "نسعى إن شاء الله لقتل ترامب وبومبيو ومكينزي. هؤلاء الأشخاص يجب أن يقتلوا." هذا التصريح العلني يعكس بوضوح نوايا النظام العدائية تجاه قادة الولايات المتحدة.
#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)
Abl_Majeed_Mohammad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟