صفاء علي حميد
الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 13:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للمرحوم علي الوردي نص رائع يقول فيه ما نصه ( إِنَّ البدوي يطلب المال حقاً. ولكنه لا يطلب المال من أجل المال. فالمال عنده من علامات الرجولة والغلبة.
وهو لا يُبالي أن يسخو بالمال حالما يصل إلى يده. ومن هنا جاء وصف البدوي بأنه «نهاب وهاب».
إنَّه نهاب عندما يكون النهب رمزاً للقوة، وهو وهاب عندما يكون الوهب رمزاً لها كذلك .
ولذلك تجده من أحرص الناس على الفلس الواحد حين يؤخذ الفلس منه اغتصاباً وعنوة بينما هو من أسخى الناس حين يُستغاث به أو يؤتى إلى مضيفه أو يطلب منه العون.
وهو قد يبذل في سبيل ذلك حياته علاوة على مال ) الاخلاق / ص 18 ...
وهذا الكلام كما ترى لا ينطبق على البدوي فقط بل يدخل فيه كل من تتوفر فيه الصفات التي ذكرها المرحوم الوردي في كلامه ...!
ومن ينظر اليوم الى الساحة العراقية يجد الكثير ممن ينطبق عليه كلامه رحمة الله فالذين يسيطرون على مقاليد الحكم هم بدو يتصفون بنفس الصفات المذكورة وكذلك الفقهاء والمراجع الذين زجوا انفسهم بالسياسة وتركوا مهنتهم الاولى والرئيسية وهي تثقيف الناس عن الدين وجعلهم محاربين للسلطة والحكم ...!
واكثر ما يتصف بهذه الصفات هم قادة المليشيات الشيعية والسنية فهم فعلاً قد نهبوا كل شيء ولم يهبوا للناس الا الشيء البسيط حتى يكونوا امامهم اكثر ورع وتقوى وزهد ...!
نهاب وكذا وهاب هي ابرز صفة يتصف به الذين صعدوا على رقاب الناس البسطاء واصبحوا قادة ولهم امتيازات لا يستحقون واحداً منها ...!
اللهم خلصنا منهم وارسلهم جميعاً الى محاكم لا ترحمهم ابداً انك ارحم الراحمين وعلى كل شيء قدير !
#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟