أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - تاريخ الأعلام السورية: من الاستقلال إلى الوحدة وما بعدها نحو علم يمثل السوريين كلهم














المزيد.....


تاريخ الأعلام السورية: من الاستقلال إلى الوحدة وما بعدها نحو علم يمثل السوريين كلهم


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 04:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رأي ينشر لأول مرة!؟
منذ اللحظة التي خطت فيها سوريا أول خطواتها نحو الاستقلال عن الانتداب الفرنسي، كان العلم الوطني تجسيداً لطموحات الشعب وهوية البلاد المتنوعة. في العام 1932، تبنت سوريا علماً مستوحى من ألوان" الثورة العربية الكبرى". حيث صنع من ثلاثة ألوان هي: الأخضر والأبيض والأسود مع ثلاث نجمات حمراء. مثّل هذا العلم رمزاً للحرية والاستقلال، وخاصة أنه ظهر في وقت كانت فيه البلاد تعيد تعريف هويَتها الوطنية بعيداً عن الهيمنة الاستعمارية.
لقد ظل هذا العلم مستخدماً حتى عام 1958، عندما تحققت الوحدة بين سوريا ومصر بتأسيس الجمهورية العربية المتحدة. و أُدخلت تعديلات على العلم ليشمل اللونين الأبيض والأسود مع نجمتين خضراوين ترمزان إلى الدولتين" الشقيقتين". إلا أن انهيار هذه الوحدة عام 1961 أعاد سوريا إلى علم مشابه للأول، ما يعكس العودة إلى التأكيد على الهوية الوطنية السورية.
ومع وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963، أُدخل علم جديد يحمل دلالات أيديولوجية مستوحاة من" الثورة العربية الكبرى!" وشعارات" الوحدة والحرية والاشتراكية". لتكون هذه المرحلة محاولة لربط الهوية الوطنية بمشروع قومي أوسع.
ولعلنا جميعاً نتذكر أنه مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، تحول العلم إلى رمز للصراع السياسي والانقسام الاجتماعي. إذ رفعت المعارضة علماً يعود إلى فترة ما قبل الوحدة مع مصر، ليصبح رمزاً للثورة والرفض للنظام الحاكم. ونجد أنه-في المقابل- تمسك النظام بعلم البعث، ما أدى إلى انقسام عميق حول هذا" الرمز الوطني".
فقد رفع العلم الأخضر في البداية من قبل من دعوا إلى الثورة في مواجهة النظام، لكن سرعان ما أسيء استغلاله من قبل فصائل تابعة لتركيا وفلول المرتزقة الذين تحولوا إلى" طلائع احتلال" بعض المدن السورية. تحت ظل هذا العلم ذاته، فارتكبت ممارسات دموية، إذ قتل ثوار وأبرياء بأيدي من حملوه دون علاقة حقيقية لهم بمبادئ الثورة، وحتى روح العلم ذاته، بل كانوا مجرد أدوات مأجورة لتنفيذ أجندات خارجية.
من هنا، نجد أنه تم تحول العلم، الذي يفترض أن يكون رمزاً للوحدة الوطنية، إلى أداة سياسية تُستخدم لتأكيد شرعية الأطراف المختلفة. فقد أصبح العلمان تعبيراً عن هويتين متصارعتين، كل واحدة منهما تدعي تمثيل سوريا- زوراً- ما زاد من تعقيد الأزمة الوطنية.
في الحقيقة لا بد من التذكير أن سوريا تضم تنوعاً عرقياً وثقافياً غنياً يعكس تاريخاً طويلاً من التعايش المشترك: العرب والكرد والآشوريون والسريان والشركس والأرمن، وغيرهم من المكونات، الذين ساهموا جميعاً في بناء هذا الوطن عبر التاريخ. ومع ذلك، فإنه لم يتم تمثيل هذه المكونات بشكل عادل في الرموز الوطنية، وعلى رأسها العلم.
إن العلم السوري القادم- في" رأيي" وهو" رأي" فحسب- يجب أن يكون تعبيراً عن هذا التنوع. وأن تصميمه يفترض أن يتجاوز الأيديولوجيات السياسية أو القومية، ليصبح مرآة تعكس التعددية الثقافية والعرقية والدينية للبلاد. وعلى سبيل المثال، فإنه يمكن أن يرمز اللون إلى ثقافات المناطق الجغرافية المختلفة، أو أن يعبر التصميم عن قيم مشتركة كالسلام والحرية والمساواة.
كما ويمكن القول: إن إعادة تصميم العلم ليست مجرد خطوة رمزية، بل هي ضرورة سياسية واجتماعية. إذ إنه في سوريا الجديدة، يجب أن يعبر العلم عن تطلعات جميع الشعوب المتعايشة: ومن بينهم الكرد، كواحد من الشعوب الأصيلة في البلاد حيث يستحقون أن يتم تمثيلهم في هذا الرمز الوطني. الأمر نفسه ينطبق على المكونات الأخرى التي لعبت دوراً حيوياً في تشكيل الهوية السورية/ من دون أي استثناء!
إن العلم الجديد يجب أن يبعث برسالة واضحة مفادها أن سوريا المستقبل هي وطن يتسع للجميع، دون إقصاء أو تهميش. تصميم هذا الرمز الوطني يجب أن يعبر عن الأمل في بناء دولة ديمقراطية تعددية تحترم حقوق جميع مواطنيها.
وهنا، فإنه يمكن أن يكون تصميم العلم الجديد فرصة لتكريم رموز تاريخية وثقافية تجمع السوريين. واستلهام التضاريس الطبيعية لسوريا، أو لرموز تعكس قيم الحرية والمساواة، ليكون ذلك كله أساساً لتصميم يتجاوز الانقسامات الحالية. العلم، في النهاية، ليس مجرد قطعة قماش، بل رسالة قوية تعكس هوية الشعب وأحلامه في مستقبل أفضل.أنه مجرد رأي شخصي، من قبلي، وفي التالي فإني لمذعن لرأي الإجماع السوري، من بينهم أهلي الكرد والعرب على حد سواء.
إن عملية إعادة تصميم العلم السوري- وبتوافق العقلاء الحريصين- هي خطوة أساسية في بناء دولة حديثة وديمقراطية. هذا العلم يجب أن يكون- كما أرى- رمزاً لوحدة السوريين وتنوعهم، لا سبباً للانقسام. في سوريا المستقبل، إذ يجب أن يحمل العلم رسالة الأمل والسلام، ويعبر عن بلد يحتضن جميع السوريين دون استثناء. وإن إعادة صياغة هذا الرمز هي البداية نحو مشروع وطني يعيد للسوريين الثقة في قدرتهم على العيش المشترك وتحقيق العدالة والمساواة لجميعهم على حد سواء!؟



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين فرحة الكرد وأصدقائهم: الرئيس مسعود بارزاني وتدشين مرحلة ...
- أخوة الكرد والعرب في سوريا: تاريخ مشترك ومسؤولية مصيرية
- حزب الملايين: كيف اختفى خلال ساعات؟ الأسدان الكبير والصغير أ ...
- اختلال المعايير: استتفاه الكبائر واستعظام الصغائر
- ما بعد سقوط الأسد: إعادة قراءة المشهد السوري
- بشار الأسد من بيت الأب إلى كرسي السلطة ومزارع المنفى
- في توصيف القيادة المطلوبة: رؤية في ضوء التاريخ والواقع
- التكاتف ضرورة في مواجهة التناقضات: دعوة إلى الكتابة بمسؤولية ...
- الكرد السوريون وخياراتهم: واقع معقد وآفاق مفتوحة
- ثقافة العنف بين إرث السلطة ودوامة الحرب2/2
- تشكيل الحكومة المؤقتة: خيارات خاطئة وتحديات المصالحة والبناء ...
- مفاهيم تُعيد إنتاج الاستبداد: قراءة نقدية في رؤى المرحلة
- التطرف بأشكاله: حرب مفتوحة على الكُرد وبيان من 170 كاتباً-1
- رسالة الأدباء والكتاب الكرد إلى السيد أحمد الشرع
- رسالة الأدباء والكتاب الكرد إلى الشرع
- الإرث الدموي في سوريا: كيف نعيد بناء المجتمع؟1/2
- سوريا بين الماضي والحاضر: أي مستقبل نريد؟ في إطاراستعادة وطن ...
- سوريا المتناثرة بين ثورتين: هل تحتاج كتابة الدستور ثلاث سنوا ...
- صمت المثقف السوري: محاولة قراءة في موقف النخبة من التحولات ا ...
- إنها مقومات حرب أهلية: مقدمات بغددة دمشق


المزيد.....




- علامات نقص هرمون التستوستيرون لدى الرجال
- فرنسا تشكو من -سلوك روسيا المرعب-
- قرارات ووعود ترامب تثير ردود فعل دولية واسعة
- مقتل ضابط دورية أمريكي بالقرب من الحدود الكندية
- ترامب: أعتزم الاجتماع مع بوتين لكن لا أعلم متى وزيلينسكي مست ...
- ترامب يباشر مهامه من البيت الأبيض ويعد بإلغاء 80 قرارا تنفيذ ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين ماركو روبيو وزيرا للخارجية
- نتنياهو يخطط لزيارة ترامب ومناقشة قضايا هامة
- أول تغريدة لترامب من حسابه الرئاسي.. ماذا قال؟
- الشرع مهنئا ترامب: سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - تاريخ الأعلام السورية: من الاستقلال إلى الوحدة وما بعدها نحو علم يمثل السوريين كلهم