أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الظاهر - الكاريزما وترمب والانتخابات الاميركية















المزيد.....

الكاريزما وترمب والانتخابات الاميركية


علاء الدين الظاهر
استاذ رياضيات

(Alaaddin Al-dhahir)


الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البعض يتصور ان عاملا واحدا مثل الكارزيما اي الجاذبية الشخصية تحدد انتخاب الرئيس الاميركي. هذا عامل لكنه لا يكفي لوحده لإنتخاب الرئيس. المال مهم ايضا لكنه ايضا لا يكفي لإنتخاب الرئيس. المحاكاة التالية قد توضح السبب الرئيسي في نجاح مرشح ما في الانتخابات الاميركية. اذا كنت تاجرا لا تملك (بضاعة) لن يشتري منك احد شيئا مهما ملكت من جاذبية او انفقت من اموال الدعاية. بمعنىً آخر، المرشح لن يفز إذا لم يمتلك رسالة يشتريها الناخب.
أنا ابغض ترمب بشدة ولا اطيق سماع اسمه لكنه حقق نجاحا باهرا. اسباب ذلك سيدرسها المحللون المختصون ويدرسون احصائيات الانتخابات الدوائر الانتخابية وستنشر في الحوليات الاكاديمية فضلا عن تحليلات الحزب الديمقراطي للكارثة الانتخابية التي حلّت به.
دونالد ترمب لم يخض بل رفض المشاركة في المناظرات للانتخابات الاولية داخل حزبه. سلَمَ بهذا من هجوم اعضاء حزبه عليه وتعريض شخصيته السيئة للتشريح. المناظرة الوحيدة التي دخلها كانت مع (المخرّف) جو بايدن الذي كان تائها وضائعا في ردوده اثنائها.
محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترمب بحد ذاتها اعطته رصيدا كبيرا لكن الرصيد الاكبر كان من رد فعله بعدها والذي اظهر به انه يتمتع بشخصية قوية صلبة وهو أمر يشترط الاميركيون ان يمتلكه رئيسهم. بعد ان رأيت الحادث إتصلت بإخي وقلت له ان ترمب سيفوز بسبب ذلك العرض للقوة وأيدني اخي في ذلك.
بعد ان انسحب بايدن متأخرا من خوض الانتخابات، دخلت كامِلا هاريس الانتخابات متأخرةً دون ان تمر بمراحل الانتخابات الاولية في الولايات الاميركية المختلفة امام مرشحين آخرين. لو مرّت بتلك المرحلة لكانت فرصها في التعامل مع الناخب وقضاياه افضل وتمكنت من تقديم بضاعة افضل وقدّمت اسقاطا افضل لشخصيتها وصقلا لقدارتها. ركّزت كامِلا هاريس حملتها على امور مثل الاجهاض وحرية المرأة في جسدها بينما كان قلق الناخب الاميركي هو الهجرة اللاشرعية والتضخم. كانت كامِلا هاريس تأمل بهذا في جذب عددا اكبر من النساء للتصويت لها خصوصا في ما يعرف بالولايات المتأرجحة والتي تحدد الفائز في الانتخابات. نجح ترمب بغوغائيته المعهودة في بيع بضاعته (الهجرة اللاشرعية والتضخم) الى الناخب الاميركي. كامِلا هاريس كانت (في رأيي) ضعيفة الشخصية ولم تعكس مزايا قيادية اثناء حملتها. كانت تضحك طول الوقت ولم تُظهر صلابة جدّية او قدرات رئاسية. منصب نائب الرئيس في اميركا، على العموم، منصب ثانوي. يصف الاميركيون وظيفة من يشغل هذا المنصب بأنها لحضور مراسم دفن القادة الاجانب بدلا عن الرئيس.
هناك امثلة عديدة عن نجاح مرشحين دون إمتلاكهم لأي جاذبية. في الواقع كان ريتشارد نيكسون سيفوز في انتخابات 1960 ضد جون كندي لولا ان جوزف كندي، والد جون كنيدي، رشى المافيا كي يقوم اعضاء النقابات التي كانت تحت سيطرة المافيا (مثل نقابة سائقي الشاحنات) بالتصويت لإبنه. كان الفارق في الانتخابات 200 الف صوت ما كان سيحصل عليها جون كندي لولا دعم المافيا له.
فاز ليندن جونسن في انتخابات 1964 على باري غولدووتر الاكثر جاذبية (جنرال سابق في سلاح الجو) والسبب ان الاخير كان يُعتبر حينها من اليمين المتطرف للحزب الجمهوري (واليوم ربما من يساره). اما الفرق بين الاصوات التي حصل جيرالد فورد مع الفائز جيمي كارتر في انتخابات 1976 فكان ضئيلا وسبب ذلك يعود لفضيحة ووترغيت وعفو جيرالد فورد الرئاسي عن نيكسون فضلا عن مخلّفات الحرب الفيتنامية.
فاز رونالد ريغان الاكبر سنا على جيمي كارتر الذي امتلك جاذبيةَ اكثر. خسر كارتر بسبب صراحته عن الوضع الاقتصادي وتقديره للضمور المُقبل للصناعات الثقيلة (مثل الحديد)، كأمرٍ محتوم. بينما قدم ريغان نظريات اقتصادية سخيفة فشلت لاحقا لكنه نجح في بيعها للناخب الاميركي، فضلا عن قضية الرهائن في السفارة الاميركية في طهران وفشل عملية تحريرهم. كل هذا أضر بجيمي كارتر في الانتخابات الرئاسية. الجاذبية الشخصية لا تكفي. كارتر كان مصيبا حيث نما الاقتصاد بعدها في البرمجيات والتجارة المالية وإضمحلت الصناعات الثقيلة.
فاز آل غور على جورج بوش الابن بعدد الاصوات الاجمالي لكن جورج بوش فاز في اصوات الولايات وهذا ما يقرر من يفوز بالرئاسة. كان آل غور ذا شخصية وصفت بإنها خشبية وكأنه دميّة لا تتحرك. بينما لم يمتلك جورج بوش اي جاذبية تذكر سوى أنه بسيطا تستطيع ان تتحدث معه في البار وتشرب البيرة معه.
كذلك فازت هيلاري كيلنتن اجماليا بأكثر من ثلاثة ملايين صوت على دونالد ترمب في انتخابات 2016 لكن عدد اصوات الانتخابات في الولايات هو الذي رجّح ترمب عليها. ترمب نفسه قال انه لم يكن يتوقع الفوز وكان قد اعد خطاب الهزيمة. ما ادى الى فوزه هو تقرير لمدير دائرة التحقيقات الاتحادية (جمهوري الولاء) عن تسريبات امنية لهيلاري كلنتن اثناء وظيفتها كوزيرة الخارجية من خلال زوج احد موظفاتها التي عملت ايضا ضمن حملتها الانتخابية، تقرير ثبت لاحقا انه غير دقيق لكن نشره قبل اسبوع من الانتخابات إنعكس سلبيا على هيلاري كلنتون، خصوصا وأن ترمب اثار هذا الموضوع مرارا ولإستخدامها حسابا شخصيا في مراسلاتها الالكترونية اثناء توزّرها في الخارجية الاميركية وفقدان عشرات الآلاف من رسائلها الالكترونية.
لم يمتلك ولا يمتلك جو بايدن جاذبية تذكر عندما فاز على ترمب في انتخابات 2020. جوهر نجاحه كَمَنَ في فشل ترمب في ادارة ملف جائحة كورونا وتردي الوضع الاقتصادي.
في الانتخابات الاولية للحزب الجمهوري لعام 2024 كان هناك الكثير من المرشحين ممن يمتلكون جاذبية اكثر من دونالد ترمب واصغر منه سنّا. نجاح او فشل اي رئيس اميركي في الانتخابات لا تعتمد على عامل واحد.
العالم امام كارثة بيئية وسياسية واقتصادية بفوز ترمب واختياره لطراطير كوزراء ومستشارين يقولون له ما يريد ان يسمع وليس ما يجب ان يسمع بالاضافة الى كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون ومحكمة عليا ستة من اعضائها جمهوريين (من اصل تسعة) والعدد مرشّح للازدياد خلال فترة ترمب الرئاسية الثانية.
العالم وعلى وجه الخصوص الجزيرة العربية وايران والعراق سيواجهون عواصف رملية قاسية اذا استمر ارتفاع معدل درجة الحرارة بسبب رفض ترمب التصديق بهذا الارتفاع المتزايد ناهيك عن الاضرار الناجمة عنه. الاسوأ ما سيجلب ذلك من كوارث على الزراعة والثروة الحيوانية والبيئة عموما. أذا فرحت بإنتخاب ترمب فعليك مواجهة هذه الكوارث القادمة لا محالة.
رَفضَ ترمب حل الدولتين اثناء رئاسته الاولى. في رئاسته الثانية سيعترف ترمب على الاغلب بضم الضفة الغربية الى الكيان الصهيوني ويقضي بذلك على كل امل بقيام دولة فلسطينية. سفيره الجديد الى اسرائيل مسيحي - صهيوني متطرف يرفض حل الدولتين ويدعو الى ضم الضفة الغربية الى الكيان الصهيوني. سفيرترمب الجديد في الامم المتحدة اسوأ من سفيره في الكيان الصهيوني وأنا انقل عنهما من مصادر بريطانية. بعد الكوارث التي حلّت بحماس وغزة وحزب الله وسوريا وبجيشها، لن تكن هناك قوة حتى وإن كانت رمزية (مقارنة بقوة اميركا العسكرية) تحول دون رعونة ترمب. كان دعاة التطبيع والاعتدال وحل الدولتين يتهمون ايران و"أذرعها" بأنها تحولان دون حل الدولتين. بعد اضمحلال دور ايران و"أذرعها"، اين سيذهب دعاة التطبيع والاعتدال وحل الدولتين اذا أعترف ترمب بضم الضفة الغربية الى الكيان الصهيوني؟ ليس امامهم سوى حائط المبكى.



#علاء_الدين_الظاهر (هاشتاغ)       Alaaddin_Al-dhahir#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يخلق الاساطير الدينية؟
- الدين والتخويف من العقاب
- تشريع قانوني لنكاح الاطفال
- العراق : ما اضيق العيش لولا فسحة الامل
- نقد قراءة د.غسان العطية لاسباب عدم حل القضية الفلسطينية
- آلة الكذب الصهيونية والحرب على غزة
- الخرافة وصورة مع رونالد ريغان
- العواصف والزلازل والامطار بين المعرفة والعقل الديني
- من اوهام العقل العربي: وهم الحرب الاهلية الاميركية القادمة
- الهوس الديني
- امثلة من الحضارات والمعتقدات، ايضا بين الدين والعلم
- العودة الى التزمت الديني والمتعلمين من المتدينين
- وفي الليلة الظلماء يُفتقد ريمون شكّوري
- حاسوب الكم، عرب وين طنبورة وين
- اللصوصية الادبية
- غياب القدرة على التفكير عند القطيع
- كيف يضحك الدعاة المسلمون على عقولكم؟
- اضافة الى مقالتي عن برنامج (خطى) مع سليم شاكر الامامي: من ال ...
- عن برنامج (خطى) مع سليم شاكر الامامي: من الذي دمّر الجيش الع ...
- من هو اغبى ترامب ام من يصوت له؟


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين الظاهر - الكاريزما وترمب والانتخابات الاميركية