سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1791 - 2007 / 1 / 10 - 11:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قال ألبير مخيبر في زمن ليس بعيد، بعد أن سئل عن سبب عدم توقيعه على الاتفاق الأمريكي -السعودي، وما عُرف وقتها باسم اتفاق الطائف: أنتم لا تعرفون إلى أين يأخذوكم، لن أبيع الهي بثلاثين من الريالات، ولن أبيع أرزتي بثلاثين من الدولارات.
وقال كريم بقرادوني في كتابه لعنة وطن: قاتل سمير جعجع بإجرام من أجل أن يحكم كانتون مسيحي.
وقال هوميروس، أبو التاريخ: اسألوني عن اسم العائلة التي اشترتها المخابرات البريطانية، بعد أن فشلت في شراء المسيحيين والمسلمين، إن كان بسبب الاختلاف الديني أو الاختلاف المذهبي. العائلة التي كانت، ولا زالت سبب الفتن اللبنانية: 1906- 1920- 1960- 1975- 2007. ولا زال حتى اليوم صغيرها وطويلها يتلقى التعليمات من عريف في جهاز الm6 واللبيب من الاشارة يفهم.
وقال العاهل الأردني عبدا لله بن الحسين: حاذروا من الهلال الشيعي.
وضحك العاهل السعودي عبدا لله بن عبد العزيز، فقد كان يعرف أكثر.
لن يستطع الهلال الشيعي، بشكله الهندسي، وبمعتقدات مكوناته، حماية الدولة اليهودية، والحفاظ على استمرارها وديمومتها. بينما ما يُحقق هذا الأمان والاستقرار للدولة اليهودية الخالصة، حلقة ودائرة سنية، تُحيط بالدولة اليهودية وتحميها، وتحفظ وجودها، تؤام لدولة إسلامية سنية خالصة، فكلا الدولتين تقومان على أساس ديني الهي مقدس، ترعى شؤونه الالهية وتُطورها ادارة جمهورية أمريكية.
ما يحدث في لبنان حقيقة، ليس من أجل شخص رئيس الجمهورية، إنما من أجل منصب ودور هذا المركز، في الحلقة المقترحة القادمة. فر اسموا هذه الحلقة، لن يستطيعوا بوجود الطائف (السعودي الأمريكي) أن يجعلوه لطائفة أخرى، ولكنهم يريدون شخصاً، حامل أختام، لا أكثر ولا أقل.لا يستطيع أن يوقع إلا بإذن وإرادة المهندسين وفي حال تعذر ذلك، فليكن سنياً.
أمرين قلبا الموازين، وأحالا الملائكة المهندسين الديمقراطيين إلى شياطين مذعورة ومسعورة:
أولهم دخول حزب الله النظيف غير الملوث بقضايا فساد الطائف، إلى معترك العمل السياسي.
والثاني هو مطالبة عون بوزارة العدل والمالية. وهذين الأمرين هأسهما.ا نصرا لله وعون لكشف قضايا السرقات والفساد ومصير أل 40 مليار دولار، والتي وضعت لبنان كله، في بورصة الأسعار العالمية، وما أدراك من هو الشاري؟ فالبورصة تُطلق أسهما. ومن معه المال يشتري ويبيع في أرض لبنان. ولا فرق قد يكون من آل عبد العزيز، أو من آل روكفلر.
فلبنان قد أصبح سلعة ، بعد أن كان وطناُ.
الطائف وبادارة أمريكية سعودية، حول لبنان إلى سلعة ذات ثمن، سلعة في البورصة، يُريدون أسننة لبنان سياسياً وليس اجتماعياً.
عراب الطائف. عراب التوافق. عراب تقاسم السلطة. وزير خارجية سوريا. الناطق باسم المقاومة والمدافع عنها دوليا. نعم لقد نجح الحريري الأب في كل هذه المهام، نجح ووصل إلى منتهاه! رجل بكل هذه المواصفات لن يستطيع أن يكون صاحب الدور الجديد المطلوب تنفيذه في لبنان فكانت نهايته.
اليوم، من يستطيع الوقوف بوجه المال السعودي الحريري، وضغط الديون الدولية الثقيلة، والمخطط الأمريكي الإسرائيلي في استكمال حلقة الشيطان والتي رسمها منذ عشرات السنين روجرز وليس كيسنجر ( عبدالناصر في أحداث 1958).
صحيح أن التيار الليبرالي السوري، يتوافق مع الفكر الليبرالي الأمريكي الحر والغربي أيضاً. وفق أسس إنسانية وأخلاقية وحضارية، ركيزتها احترام الآخر، وعدم انتهاك حقوقه واغتصاب أرضه وزعزعة استقرار الشعوب في منبتها الأصلي.
أما ما يحدث على أرض الواقع اليوم، من انتهاك لحقوق الإنسان المسيحي والإنسان المنتمي للأقليات المذهبية الأخرى في لبنان والعراق وفلسطين المحتلة بدعم من الإدارة الأمريكية القائمة، ينسف كل توافق واحترام وتقبل أي فكرة أو قرار يصدر عن هذه الإدارة والتي تستطيع اليوم بما تملكه من قوة، من تهديد كياننا والذي حافظنا عليه منذ آلاف السنين رغم كل ما مر علينا من مصائب ونوازل، واستطعنا أن نبقى =كثورنا المجنح= راسخين مزروعين، ثابتين.
كنا وما زلنا: سنديانة وأرزة وزيتونة.
أين نجد اليوم ليبراليتنا وعلمانيتنا ؟
هل نجدها في أمريكا، والتي تدعم بلا حدود أمراء الوهابية، في سعيهم الحثيث لأسننة لبنان أولاُ ومن ثم زعزعة استقرار سوريا، تمهيداُ لإقفال الحلقة السنية حول إسرائيل. سوريا، البلد العلماني الباقي والرافع لراية الحرب علناً ضد الإرهاب الأصولي التكفيري.
أم نجدها عند صديقنا شيراك الذي باعنا من أجل حصة تافهة من نفط السعودية، مثلما سبق وباع شرفه وكرامته، من أجل حصة في نفط الدكتاتور الطاغية صدام، والذي لا يزال يتباكى على أطلاله وحسناته وهباته. ويبدو أنه في سعيه وراء رائحة النفط، قد نسي كل شعارات ثورته، واستبدلها بمنافع ثروته.
أم نجدها عند من بزغت عندهم البذرة الأولى، وماتت اليوم عندهم مع صفقة اليمامة ! وجعلتهم يلهثون وراء الإدارة الأمريكية جالبين لعنة التاريخ للتاج البريطاني.
هذا التكالب الوقح على بلادي سوريا ، يجعلنا جميعا معارضة وموالاة ، نقف في صف الوطن مع شرفاء الوطن وحماته وخياراتهم في الذود والدفاع عن مقوماته وثوابته ومثله وتعايشه وتعدديته.
أنخاف اليوم نحن المسيحيين في بلاد الشام؟
نعم نخاف، ونحن نرى ما حل بأخوتنا وأبناءنا السريان والكلدان والآشوريين واليزيديين والصابئة المندائيين. كيف تم ابادتهم وذبحهم وتهجيرهم تحت سمع وبصر الليبراليين الكونيين، بريطانيا سابقاً وأمريكا الآن.
وبكل شفافية وصدق نقول: لقد أحببنا أمريكا سابقاً ودافعنا عنها دائماً، ولكن عندما أصبح اليوم وجودنا وعيشنا ومستقبل أولادنا في خطر الابادة والتهجير والانحلال. نقول لا لكل من يُريد أن يُدمر ما بنيناه طويلاً.
أننتظر سبي نساءنا ؟ وترحيلنا من منابتنا؟؟. وهذا ما لم يفعله لا كسرى ولا هولاكو.... ، ويستعد لفعله بوش اليوم، وقادة إسرائيل، عبر العمل على إكمال الحلقة السنية حول إسرائيل.
يُقال في بلادي (مجنون يحكي وعاقل يسمع).
هل من المعقول أن نستبدل أمننا واستقرارنا وتعايشنا السلمي مع أخوتنا من الطوائف الأخرى، يذبحنا وابادتنا وطردنا، كما يحدث اليوم وبشكل مباشر لأخوتنا في العراق وفلسطين، وبشكل غير مباشر لأخوتنا في لبنان.
نناشد كل الوطنيين السوريين.
نناشد كل المعارضة السورية العلمانية والليبرالية في الداخل والخارج أن تقف اليوم مع سوريا، ومع شرفاء لبنان: البطل المقاوم حسن نصر الله، والجنرال النظيف الوطني ميشال عون. ومع كل وطني لبناني شريف، يرفض الاستقواء بالسفارات الغربية، ويعمل من أجل أن تبقى أرزة لبنان أرزة خضراء مسيحية إسلامية مورقة مثمرة.ومع كل من يقف معنا في وجه، حلقة الشيطان، المخطط أل تدميري لكينونتنا.
ومناشدتنا هذه لا تمنعنا من الاستمرار بالمطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي الذي وعد به الرئيس السوري أكثر من مرة.، ومحاربة الفساد والبيروقراطية المستشرية في صفوف السلطة، والاستمرار بالمطالبة بالإفراج عن معتقلي الرأي غير التكفيريين.
نناشد جميع الشرفاء، لأنه لم يعد لنا خيار آخر، سوى مقاومة هذه الحلقة والمخطط، وحماية مستقبل أولادنا، ولو اقتضى الأمر استشهادنا، كما استشهد المسيحيون الأوائل، وغيرهم من أبناء سوريا، سابقاً، من أجل أن يحيا أطفالهم.
ومن أجل أن تبقى أجراس الكنائس تُقرع، وكلمة الله واكبر تصدح، و يُشكلان معاً لحناً وأغنيةُ أبدية، يُرفرف لأجلها علم سوريا.
إن ما نطرحه اليوم هو واقع نعيشه، ونخافه، ونستعد له.
أين ليبراليو لبنان، من كل ما يحدث ؟
دمشق
9-1-007
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟