أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماك العبوشي - دلالات ومؤشرات تسليم الأسيرات الأسرائيليات !!













المزيد.....

دلالات ومؤشرات تسليم الأسيرات الأسرائيليات !!


سماك العبوشي

الحوار المتمدن-العدد: 8228 - 2025 / 1 / 20 - 03:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لطالما خرج علينا المطبعون والمرجفون والمهزوزون من سقط متاع أمتنا العربية، التوّاقين دوما للانبطاح والهزيمة والعهر، الرافضين للحرية والكرامة والانعتاق، أقول خرج كل هؤلاء الإمعات النكرات عبر الإعلام وهم يقدحون بالمقاومة الفلسطينية وتحديدا حماس، وينالون من بسالتها وصمودها وتصديها للعدوان الإسرائيلي على غزة العزة، وأنها قد كُسِرَت ودُمّرت وانتهت ولن تقوم لها قائمة بعد اليوم، كما وأشاعوا بأنها قد فقدت حاضنتها الجماهيرية، هذا كما وراحوا يناقشون شكل إدارة غزة لما يُسمى (اليوم الآخر)، طارحين جملة من الخيارات تراوحت بين قوات عربية من مصر والامارات والسعودية، أو قوات أممية، أو أن تكون إدارة غزة من مهام قيادة السلطة الفلسطينية!!

وردا على هؤلاء جميعا، ولطمة على وجوههم وأفواههم، أقول ملء الفم واليقين بأن عشم إبليس في الجنة، ولقد خاب فألكم تماما، والدليل على خيبات آمالكم تلك التي طرحتموها وناقشتموها مطولا إبان معركة طوفان الأقصى، يتمثل جليا واضحا بما رأيناه اليوم وبأم أعيننا من على شاشات القنوات الفضائية (الجزيرة، الغد، العربي، TRT العربي) من عمليات تسليم الأسيرات الإسرائيليات الثلاثة من قبل مقاتلي القسام الأبطال إلى الصليب الأحمر الدولي، في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، وذلك لنقلهن فيما بعد الى الكيان اللقيط، مقابل الافراج عن معتقلينا الفلسطينيين (نساء وأطفالا)، وذلك في إطار المرحلة الأولى من تنفيذ اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة اليوم الأحد الموافق 19 / 1 / 2025!!، فما رأيناه اليوم قد أظهر:
1- كذب ادعاءات النتن ياهو وأركان حكومته وجنرالاته بأن المقاومة الفلسطينية في غزة قد اندحرت وهزمت، في وقت رأينا بأم أعيننا الظهور الملفت للنظر والقوي لمقاتلي القسام وهم بكامل قيافتهم وهندامهم وسلاحهم العسكري، وتواجدهم الملفت للنظر في ساحة السرايا وقيامهم بتنظيم عملية تسليم الاسيرات الاسرائيليات الى رجال الصليب الأحمر، ثم انسحابهم بكل هدوء الى مقراتهم، وسط هتافات أبناء غزة !!
2- فشل ودحض ولطمة على أفواه المرجفين والمهزوزين من أبناء جلدتنا من سقط متاع أمتنا الذين روجوا ورددوا بأن حماس وشقيقاتها من حركات المقاومة في غزة قد خسرت حاضنتها وفقدت دعمها وجماهيريتها، في وقت رأينا الاف المواطنين الغزيين بمختلف الأعمار والأجناس (ذكرانا وإناثا، أطفالا وشبابا ورجالا)، وبينهم من تشرف واحتسب لله بسقوط شهيد له، ومنهم من فقد منزله، رأيناهم وهم يتحلقون حول سيارات مقاتلي القسام وقد صدحت حناجرهم بهتافات تشيد بالمقاومة الباسلة وتعلن تأييدها لها أثناء متابعتنا لعملية وصول الاسيرات الاسرائيليات الى ساحة السرايا في قلب غزة !!
3- إفشال الدعوات والمقترحات التي نادت ودعت وروّجت لما يسمى (اليوم الاخر لما بعد الحرب على غزة)، من خلال انتشار كتائب عزالدين القسام ( الجناح العسكري لحركة حماس) في قطاع غزة، وتحديدا في ساحة السرايا، أثناء عملية تسليم الأسيرات الاسرائيليات الثلاثة للصليب الأحمر، حيث ظهروا بكامل عدتهم وأسلحتهم ومركباتهم، معلنين بذلك أنهم موجودون وبقوة، وأنهم أسياد الأرض بلا منازع!!
لقد رأينا جموع أبناء غزة وهم يتجمعون في ساحة السرايا وسط غزة لمتابعة مشاهد تسليم الاسرائيليات الثلاث الاسيرات لدى حركة حماس الى الصليب الأحمر الدولي، وسمعنا هتافاتهم وصرخاتهم التي تشيد بالمقاومة وتؤكد التفافها والتحامها بها رغم المعاناة العظيمة والكبيرة التي عانوها طيلة العدوان الصهيوني على غزة والتي قاربت خمسة عشر شهرا متواصلا من عمليات الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج والتجويع!!

ورُبّ سائل يتساءل :
ولماذا اختارت حماس "ساحة السرايا" لتسليم الأسيرات الثلاث؟
والجواب على ذلك أقتبسه مما ورد على لسان تامر المسحال (مراسل قناة الجزيرة الفضائية)، ولعل مصداقية ما قاله المسحال تأتي كونه أحد أبناء غزة، حيث قال بأن لاختيار هذه الساحة تحديدا إنما له دلالات استراتيجية وسياسية، وأجملها بالآتي:
1- إن سر اختيار قيادة حماس لساحة السرايا تحديدا لم يكن عشوائيا، فهذه الساحة تعد من أهم الميادين المركزية في مدينة غزة، كونها تربط شارعيّ الجلاء وعمر المختار الرئيسيين، كما أن هذه المنطقة كانت قد تعرضت لتدمير واسع خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية!!
2- أن لها دلالة واضحة على فشل ذريع لمخططات العدو الإسرائيلي الهادفة لإقامة ثكنة عسكرية مركزية بساحة السرايا، وبالتالي فمشهد التسليم في ساحة السرايا جاء تأكيدا من حماس أنها هي من تسيطر على المنطقة التي دكها العدو الإسرائيلي وزرع فيها قواته لعدة أشهر بعد أن دمر منازلها على ساكنيها، وهجّر الكثير من أهاليها!!.
3- إن مشهد التسليم في قلب مدينة غزة بوجود ملحوظ ومكثف لمقاتلي القسام وبكامل قيافتهم وهندامهم العسكري وسيطرتهم وتنظيمهم لعمليات التسليم، وفي أول يوم من أيام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، يمثل ردا عمليا على الادعاءات الإسرائيلية القائلة بتدمير قدرات حماس وعموم المقاومة الفلسطينية في غزة!!

لقد أرغمت المقاومة الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي على وقف العدوان ضد الشعب الفلسطيني، كما وأجبرته على الانصياع والرضوخ لبنود الاتفاق المتضمن انسحابا تدريجيا ومبرمجا متفقا عليه رغم محاولات نتنياهو إطالة أمد الحرب وارتكاب مزيد من المجازر، كما أن معركة "طوفان الأقصى" جسّدت أروع صور التلاحم العظيم للشعب الفلسطيني مع مقاومته وحطمت غطرسة العدو، كما وأجبرته على التفاوض من أجل استرداد أسراه ووفق الطريقة التي أرادتها المقاومة.

ختاما ...
استشهد بما قاله تعالى في محكم آياته من سورة البقرة بحق المرابطين الصابرين:
"ولَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ (154)وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)".
ما جاء في محكم آياته من سورة الرعد، الآية 24: "سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ".

وأقول للمطبعين والمرجفين والمهزوزين، ما جاء بقول الحق تعالى بشأنهم في سورة النحل، الآية 56: "تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ".

وإنه لجهاد ... نصر أو استشهاد.!!
بغداد في 19/1/2025



#سماك_العبوشي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم، انتصرت غزة وهذه هي أدلتي!!
- رسالة مفتوحة لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الأنظمة الع ...
- السلطة الفلسطينية وحماية (منجزاتها) المزعومة
- عذرا ... فلسنا جيل الانعتاق والتحرير!!
- حماية (وطن) أم (مستوطن) يا ترى!!
- بشار الأسد: لمن المُلك اليوم!!؟
- وعادت غزة مجددا تقاتل لوحدها!!
- -قانون غزو لاهاي- بلطجة أمريكية بامتياز!!
- يا ولاة أمرنا أما آن لكم أن تستيقظوا!!
- إسرائيل الكبرى!!
- دلالات أحداث أمستردام!!
- كم كنتُ غبيا فاقدا للبصيرة !!
- عذرا أم كلثوم، فلقد خيبنا ظنك بنا!!
- غزة، فلبنان ... فما الوجهة القادمة!!؟
- ردا على كل المرجفين والمشككين: لم يكن السنوار مخطئا بقرار طو ...
- الطائرات أمريكية ... والصواريخ والقنابل أمريكية ... والقرار ...
- ايران ... جعجعة ولا طحين!!
- غزة والكذب والتدليس الأمريكي!!


المزيد.....




- بالأرقام.. العجز التجاري الأمريكي أمام الصين وكم من الوقت يح ...
- قبيل زيارة بن غفير.. شاهد كيف احتج متظاهرون بجامعة ييل وهتاف ...
- كييف تتعرض لأحد أعنف الهجمات الصاروخية وتصادم بين ترامب زيلي ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: فشل السياسة الأمريكية حول العالم
- الملك سلمان يكرم 102 سعودي ومقيم تبرعوا بالدم 50 مرة
- المغرب.. استقالات جماعية في شركة -ميرسك- بسبب إسرائيل
- مدفيديف: كان على -الجنائية الدولية- حلّ نفسها بعد قضية نتنيا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مجمع قيادة لـ-حماس- و-الجهاد ا ...
- باشينيان يدين حرق أعلام تركيا وأذربيجان في يريفان
- ترامب يحيي مرور أول 100 يوم من ولايته بتجمع جماهيري في ميشيغ ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سماك العبوشي - دلالات ومؤشرات تسليم الأسيرات الأسرائيليات !!