أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - فوضى مواقع التواصل الاجتماعي في العراق : فساد وانحدار القيم الأخلاقية














المزيد.....


فوضى مواقع التواصل الاجتماعي في العراق : فساد وانحدار القيم الأخلاقية


صادق جبار حسين

الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد العراق في السنوات الأخيرة انتشارًا واسعًا لظاهرة "الموديلات" و"الفاشينيستات" و"البلوكرات"، حيث استغل كثيرون منهم مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لأنماط حياة بعيدة عن قيم المجتمع العراقي المحافظة. ما كان يُفترض أن يكون وسيلة للتعبير عن الذات والإبداع ، تحول إلى أداة لنشر الفساد والانحطاط الأخلاقي ، مما أثر سلبًا على النسيج الاجتماعي، وأدى إلى تفشي ظواهر اجتماعية مرضية دخيلة وغريبة عليه .
أحد أبرز تداعيات هذه الظاهرة هو ضياع الهوية الثقافية والاجتماعية للشباب العراقي . فقد أصبح المحتوى الذي يقدمه هؤلاء المؤثرون محاكاة لأساليب غربية تتعارض مع القيم الاجتماعية المحلية. هذا المحتوى أوجد انقسامًا واضحًا في الهوية الثقافية للشباب ، بين القيم التي يحاول الأهل غرسها فيهم وما يُروج له على منصات التواصل.
كثير من هؤلاء المؤثرين باتوا رموزًا للانحطاط الأخلاقي والثقافي، حيث يقدمون محتوى يتسم بالجرأة ويفتقر إلى الذوق العام . يتضمن هذا المحتوى صورًا ومقاطع فيديو غير لائقة ، حوارات مبتذلة ، وتحديات مثيرة للجدل . علاوة على ذلك ، تُستغل هذه المنصات لترويج منتجات ودعايات بأساليب مثيرة وغير مهنية بعيدة عن الذوق ، مما يعزز ثقافة الانحلال الأخلاقي.
بالرغم من وجود عدد قليل من البلوكرات الذين يقدمون محتوى مفيدًا يتعلق بالتعليم أو ريادة الأعمال ، فإن الأغلبية تركز على الجوانب السطحية والمادية التي تهدف الى تحقيق الربح السريع ، حتى لو كان ذلك عبر طرق غير شرعية وغير شريفة ، مثل استغلال العلاقات غير المشروعة أو الانخراط في أنشطة مريبة.
يستخدم هؤلاء المؤثرون منصات مثل "إنستغرام" و"تيك توك" للترويج لأنماط حياة سطحية ورفاهية مبالغ فيها . حيث يظهرون بأفخر السيارات والملابس والإكسسوارات ، مما يغري المراهقين والشباب الذين يعانون من الفقر والبطالة بالسعي لتحقيق نفس المستوى من الثراء والسلطة الذي يملكونه ، بغض النظر عن الوسائل . هذا الوضع أدى إلى زيادة الضغوط الاجتماعية والخلافات الأسرية ، حيث تسعى بعض الفتيات لتقليد هؤلاء المؤثرات ، مما يخلق صدامًا بين الأجيال وأدى إلى انتشار الفوضى الاجتماعية والمشاكل الاسرية .
يرجع انتشار هذه الظاهرة إلى غياب قوانين واضحة لمحاسبة المؤثرين الذين يروجون لمحتوى ضارًا بالمجتمع . ضعف الرقابة الإلكترونية جعل من هذه المنصات مرتعًا للفوضى ، فيما لم ينجح قانون محاربة المحتوى الهابط في الحد من تفشي هذه الظاهرة.
الحلول المطلوبة
1. التوعية المجتمعية : إطلاق حملات تثقيفية لتوعية الشباب بمخاطر التقليد الأعمى للمحتوى غير الهادف.
2. تفعيل القوانين : وضع تشريعات صارمة لمراقبة المحتوى المنشور على مواقع التواصل ومحاسبة المخالفين .
3. تشجيع المحتوى الإيجابي : دعم المؤثرين الذين يقدمون محتوى تعليمي وتوعوي يعزز القيم المجتمعية.
إن انتشار ظاهرة "الموديلات" و"الفاشينيستات" يعكس فوضى القيم الناتجة عن غياب التنظيم والرقابة. ولتجنب المزيد من الانحدار الأخلاقي ، ينبغي تضافر جهود الحكومة ، المؤسسات الدينية ، والمجتمع المدني لمحاربة هذه الظواهر السلبية التي تهدد أركان المجتمع العراقي .



#صادق_جبار_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارهابي الذي أصبح بطل
- جند السماء الفرصة التي ضاعت
- بين صدام والأسد : دكتاتورية صدام حسين وعائلة الأسد : مقارنة ...
- ماذا لو خرج المهدي المنتظر ؟
- ثمن سقوط الأسد
- رجال الدين وشيوخ العشائر السرطان الذي يجب أستئصاله قبل أي تغ ...
- حكومة العتاكة و بنات اليل
- يقاطعون الكنتاكي ويركبون التاهو: ازدواجية المقاطعة في العراق
- العمامة رمز الجهل والتخلف والظلم
- أقتحام البرلمان : مسرحية جديدة من تأليف وإخراج مقتدى الصدر
- ملابس منى زكي الداخلية أهم من معانات العرب
- الجيش العراقي ماضيًا عظيم و مستقبل مجهول
- العدالة العرجاء في العراق
- إنتهت مسرحية محرم في العراق
- هل الحشد حامي الأعراض ام مصالح ايران
- تمثال المنصور سبب خراب العراق
- يطالبون بتحرير فلسطين ويجردون الفلسطينيين من حقوقهم
- يتألم للأغراب ولا يتألم لأبناء البلد الذي آواه
- مقتدى الصدر سيد التناقضات
- هل أتى اليوم الذي يتمنى فيه العراقيون عودة البعث


المزيد.....




- خوفا من -انتقام- ترامب.. بايدن يصدر أوامر عفو بحق ميلي وفاوت ...
- شاهد.. المليارديران إيلون ماسك وجيف بيزوس يتبادلان أطراف الح ...
- -بفضل جهوده-.. تيك توك تشيد بترامب بعد عودة المنصة لمستخدميه ...
- أولا بأول.. مراسم تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة ...
- المغرب يرفع ميزانية الدفاع إلى 13 مليار يورو بما يعادل 10 با ...
- ما تداعيات موافقة مجلس النواب المصري على مراقبة الاتصالات؟
- ليلة دون قصف ولاخوف.. الفلسطينيون يتنفسون الصعداء مع بدء سير ...
- الرفيق رشيد حموني يطالب بالتحقق من معطيات تتعلق بتدبير شراكة ...
- جنود الحظ العاثر
- ما أهم ما يميز تنصيب دونالد ترامب؟


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق جبار حسين - فوضى مواقع التواصل الاجتماعي في العراق : فساد وانحدار القيم الأخلاقية