سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8227 - 2025 / 1 / 19 - 13:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عند الحديث عن نظام الملالي والاوضاع التي يواجهها والمستقبل والمصير الذي في إنتظاره، فإن معظم الذين يتابعون ما يتعلق بهذا النظام، يعلمون جيدا بأن الخط والمسار العام لهذا النظام وبعد 45 عاما من الحکم، ليس سلبيا وإنما سلبي جدا، إذ لم يعد النظام يعاني من ناحية أو بعض النواحي أو حتى لنقل 50% من أوضاعه وأموره بل إن غالبيتها بالغة السلبية حتى يکاد أن يشبه جندي مثخن بالجراح محاط بالاعداء والخصوم المتربصين به من کل جانب.
المشکلة الاساسية والعويصة لنظام الملالي والتي يسعى جاهدا من أجل الإيحاء بها للشعب الايراني وشعوب العالمين العربي والاسلامي، تتجسد في إعتقاده بأنه يجسد الاعتبارات الدينية وإنه لا يمکن هزيمة هذه الاعتبارات إطلاقا، وهذه في حد ذاتها محاولة ومسعى تمويهي ومخادع من أجل أن يزرع ثمة إعتقادا بأن إسقاطه أمر مستحيل، وهذا بحد ذاته کذبة کبرى، لأن من يجعل نفسه ممثلا للسماء ويريد أن يفرض ذلك على العالم، لکن الذي لا يريد النظام التفکر أو البحث فيه هو إن العالم أجمع عموما والشعب الايراني وشعوب المنطقة خصوصا صاروا على علم وإطلاع کامل بما إرتکبه هذا النظام من جرائم ومجازر وإنتهاکات فظيعة بحق الشعب الايراني ذاته بالدرجة الاولى وبحق شعوب المنطقة بالدرجة الثانية، بالاضافة الى دوره المکشوف في إثارته للحروب والازمات وسفك الارواح من أجل تحقيق مصالحه الخاصة والتي تترکز کلها وفي خطها العام من أجل ضمان بقائه.
بعد الکارثة التي حلت بأهالي غزة وما حدث لشعب لبنان، وبعد سقوط نظام الدکتاتور الاسد، فإن التفاصيل المروعة تنشر تباعا وجميعها تکشف وتفضح الدور الاجرامي المشبوه لهذا النظام وسعيه من أجل أن يستخدم کل الوسائل حتى ولو کانت مغرقة في الاجرام والدموية من أجل تحقيق غاياته.
ما إرتکبه ويرتکبه هذا النظام القاتل بإسم الدين من جرائم وفظائع، قد تعدت الحدود وهو لازال يرفع عقيرته ويزعم بأنه يفعل کل ذلك من أجل إعلاء کلمة الدين والدفاع عن المسلمين في الوقت الذي صار أسهل ما يکون للتعرف عليه کأکبر عدو للمسلمين ولاسيما بعد الذي إرتکبه بحق الشعب الايراني أولا وشعوب العراق وسوريا ولبنان واليمن ثانيا، وحتى إن إثارة موضوع مطالبة سوريا بتعويضات من هذا النظام لما قد إرتکبه من جرائم وفظائع ضد الشعب السوري، هو دليل عملي آخر من الواقع على مدى عدوانية ووحشية هذا النظام الذي لايمکن أبدا التعايش معه.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟