أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم خليل - الجهاز الأمني السوري الجديد















المزيد.....


الجهاز الأمني السوري الجديد


كرم خليل
كاتب

(Karam Khalil)


الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"يجب حلَ جميع الأفرع الأمنية، وإعادة بناءها على أسس أمنية استخباراتية مهنية منفصلة عن الولاء".

بعد مرور قرابة الأربعين يوماً من سقوط نظام الأسد، قد تدور الكثير من الأسئلة حول مستقبل جهاز الأمن السوري الجديد ومصير الجهاز السابق.
وللإجابة حول تلك التساؤلات، يرى الكاتب والباحث السوري ". كرم خليل" أننا في مرحلة إعادة بناء وليس إصلاح للقطاع الأمني السوري ، الأمر الذي يتطلب الكثير من الشفافية والدقة في اختيار الضباط المسؤولين عن هذا الجهاز المشهود لهم بالنزاهة والمصداقية والخبرة، مع ضرورة استبعاد كل من كان يتبع لهذه الأفرع والأجهزة بعد سقوط النظام باستثناء المنشقين عنه في بداية الثورة.
حيث يعتبر "خليل" وخلال حوارنا معه أن الجهاز الأمني لأي دولة يركز في جوهره على حفظ السلم الأهلي و احترام حقوق الإنسان ومتابعة تطبيق القوانين، انطلاقا من مبدأ كيان سيادي مكلف بالحفاظ على النظام العام وحماية سيادة الدولة وضمان أمن المواطنين، ومتمثلاً بقوة شرعية تستخدم العنف المنظم ضمن إطار القوانين والضوابط الأخلاقية لتحقيق العدالة وحماية المجتمع، مع ضمان توازن دقيق بين الأمن والحرية، كما يقول.

الجهاز الأمني في عهد الأسد
ويفند "خليل" سياسة الرئيس المخلوع " بشار الأسد" في التعامل مع أجهزة الأمن، حيث كانت تقوم على الحكم بقبضة أمنيّة حديدية، وتتدخل في كافة مفاصل الدولة وحياة المواطنين والأجانب المقيمين داخل الأراضي السورية حتى في دول الجوار، لبنان مثلا

ويرجع السبب وفق "خليل" إلى السياسة الأمنية التي قام بها الأسد الأب والابن عبر إعطاء الأجهزة الأمنيّة صلاحيات واسعة مقنونة كقانون الطوارئ، وتحت إشرافه كي لا يشكل تحالف قوى ضده في المستقبل، فقام بكلّ ما يلزم لإضعاف سيادة القانون، واستقلال القضاء، محدثاً المحاكم الاستثنائيّة التعسفيّة، كمحاكم الميدانية والعسكريّة، ومحكمة أمن الدولة، أو محكمة الإرهاب، لتصفية المعارضين لنظامه.
ويضيف لسفير: "لذلك كانت التغييرات في الأجهزة الأمنيّة والمناصب تجري بشكل دائم، وفي نفس الوقت كان بشار الأسد يمنع الاجتماعات الثنائيّة بين قادة هذه الأجهزة ويجعلها تتنافس فيما بينها بهدف إضعافهم وفي سبيل نيل رضاه".
ويلفت " خليل" إلى أن النظام الساقط كان يبطش بحق كلّ من يتجرأ على تحديه أو مشاركته الحكم، على سبيل المثال لا للحصر اللواء رستم غزالة واللواء غازي كنعان وغيرهما.
كما ويشير " خليل" إلى مهام أجهزة الأمن الأسدي البائد، في قوله: "كانت مهمة مكتب الأمن الوطني سابقاً قيادة وتوجيه بقيّة الأجهزة الأمنيّة والتنسيق بينها. فرع الأمن السياسي مثلاً كان يضم عدة أقسام كقسم التحقيق، قسم شؤون الطلبة، قسم المدينة، قسم المراقبة والملاحقة، قسم المهام الخاصة، قسم أمن المعلومات، قسم الأحزاب السياسية، وقسم الأجانب والعرب".
ويوضح " خليل" أن الاستخبارات العسكرية والتي تضم أهم الافرع " كفرع فلسطين" والذي يحمل رقم 235 كان دوره يقوم بمراقبة ومتابعة الفصائل الفلسطينية المتواجدة داخل الأرضي السورية وخارجها بالإضافة إلى مراقبة السوريين والأجانب.
وفي بداية الثورة 2011 يذكر " خليل" أنه تمّ تشكيل "خلية الأزمة" والتي تضمنت وزيري الدفاع والداخليّة، ورئيس الأركان، بالإضافة إلى روؤساء الأجهزة الأمنيّة، واستمرت في عملها حتى تم تفجيرها وقتل قياداتها من قبل النظام نفسه خوفا من الانقلاب عليه، وكان دورها يكمن في التنسيق فيما بينها ورفع تقارير عن الأوضاع الأمنيّة إلى بشار الأسد.

ويتابع " خليل" في عرض المهام بقوله: " كانت المخابرات العامة والفروع التابعة له "كفرع المعلومات 255" يختص بمراقبة من ينشطون في الأحزاب والشؤون الدينيّة والإعلاميّة، وفرع التحقيق (285): يقوم بالتحقيق في التقارير المحالة من بقيّة فروع الادارة من كلّ المحافظات، أما فرع مكافحة الإرهاب (295): مهمته الرئيسيّة هي عمليات المداهمة والاغتيالات ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى تدريب المتطوعين لصالح فروع الإدارة، وفرع مكافحة التجسس (300): مهمته متابعة الأجانب والمواطنين والمؤسسات الحكوميّة والخاصة والسياسيين التي تتواصل مع جهات خارجيّة، والفرع الخارجي (279): يُشرف على عمل عناصر المخابرات في السفارات وخارج البلاد وزرع الجواسيس، ومراقبة المغتربين، والفرع الفني (280): مهمته في عمليات التنصت والتشويش ومراقبة البريد والإنترنت، والفرع الداخلي (251): مهمته إجراء دراسات عن المسؤولين الحكوميين والنقابات والتجار والصناعيين والجامعات".

ويشير إلى أنه تجري حاليًا في المحكمة الإقليميّة في مدينة "كوبلنز" الألمانيّة محاكمة رئيس قسم التحقيق في الفرع الداخلي، بعد أن أُصدر الحكم على أحد عناصر صف الضباط في العام الفائت.

يعتبر " خليل" أن الجهاز الأمني السوري السابق في عهد بشار الأسد عانى من أزمة هوية عميقة، حيث انفصل عن دوره الطبيعي كحامٍ لسيادة الدولة والمواطنين وتوجه إلى حماية الرئيس وتثبيت حكم الأسد ككيان يخدم مصالح السلطة المستبدة، مما أدى إلى انعدام فعاليته في حماية الحقوق الأساسية والأمن العام، وازدياد حالات الفوضى وعدم الاستقرار.
متطلبات المرحلة الأمنية لسوريا الجديدة
".
يجد " خليل" أنّ دور المخابرات يمتد ليشمل مواجهة التهديدات الخارجية والداخلية على حد سواء، ما يجعله محوريًا في حفظ الاستقرار وتعزيز السلام.
ويرى أن متطلبات المرحلة الراهنة لعملية بناء جهاز أمني جديد، عميقة ومعقدة، وتتجاوز إعادة الهيكلة التقليدية لتشمل إعادة تصور دور هذه المؤسسة في المجتمع.
فيقول: " يجب أن نبدأ بتأسيس مفهوم جديد للأمن مبني على احترام كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، حيث يصبح الأمن وسيلة لتحقيق الاستقرار والسلام المجتمعي بدلاً من كونه أداة للقمع والسيطرة و الإجرام".
ويشدد على أن تكون عملية البناء الأمنية قائمة على مبدأي الشفافية والمسائلة اللتان تضمنا خضوع الأنشطة الأمنية للرقابة القانونية العامة، لتعزيز الثقة بين المواطنين والأجهزة الأمنية.
ويؤكد "خليل" على ضرورة وجود هيئات مستقلة تقوم بمتابعة أداء الأجهزة الأمنية وتقييمها بشكل دوري لضمان التزامها بالمعايير المهنية والأخلاقية.
مع ضرورة بناء ثقافة أمنية جديدة تقوم على الولاء للوطن والمواطنين وليس للحاكم وسلطته، بشكل يُشجع الأفراد على التفكير النقدي والمساهمة في تحسين النظام الأمني باستمرار، مما يضمن تكوين بيئة عمل تتصف بالإبداع والابتكار، وفق قوله.
ويضيف في المتطلبات: " يجب أن يكون هناك تركيز على التعليم والتدريب، ليس فقط من الناحية التقنية و من الناحية الإنسانية والأخلاقية أيضا. حيث يجب أن تشمل برامج التدريب مواد عن حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وتدريبات على كيفية التعامل مع المواطنين بإنسانية واحترام، الأمر الذي يعزز الاحترافية الأمنية لصالح الخدمة العامة".

كما تلعب منظومة العدالة الانتقالية دورًا محوريًا في هذا السياق أيضًا، حيث يجب محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات والجرائم السابقة وتقديم العدالة للضحايا، كخطوة ضرورية لتحقيق المصالحة الوطنية وضمان عدم تكرار أية انتهاكات وجرائم بحق المدنيين.
يخلص الباحث "كرم خليل"في هذا الحوار إلى أنه وبإعادة بناء الجهاز الأمني على هذه الأسس الفلسفية، نضمن تكوين مؤسسة أمنية تسعى لحماية حقوق الإنسان وتعزيز الاستقرار والسلام المجتمعي، مما يعكس تحولاً جوهريًا في فهمنا للأمن والامان في سوريا الجديدة



#كرم_خليل (هاشتاغ)       Karam_Khalil#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش السوري: أزمة هوية واستجابة للثورة
- تحديات النصر السوري ومستقبله
- مواقع التواصل الاجتماعي حديث في الإيجابيات والسلبيات
- المرأة ثورة روحية لا تخمد ولغز لا ينتهي
- كساندرا التي فرضت حظر التجول في سورية لسبعة أشهر
- زلزال أنطاكيا جرح غائر في صفحات التاريخ الإنساني
- التطرف الديني بين الخرافة والبدعة
- سرد حكاية شالوم في رواية قمر أورشليم
- شيزوفرينيا الديموقراطية في ربوع مزرعة الأسد
- تأرجح العلاقات التركية تدفع ثمنه ادلب السورية وسط تنازلات تر ...
- صراع القرن وحرب فرض النفوذ
- أكذوبة -نظرية المؤامرة- غيّبت الشعوب العربية عن الصراع العال ...
- الحرية بين الإعتقاد والحقيقة
- أسباب النكوص في المسار الثوري
- المجتمع المدني كجوهر ثقافي في حياة الشعوب
- دور المجتمع المدني في بناء المجتمعات
- الأمل إكسير الحياة ودفقها المتجدد في الروح
- في ظل اضمحلال التنوير وسطوة التعصب: كيف يتعامل الإسلاميون مع ...
- الحرب في مواجهة الهوية: سوريا نموذجاً
- سرطان البيروقراطية.. النمسا نموذجاً


المزيد.....




- هل يختار الاتحاد الأوروبي المواجهة أم المهادنة إزاء إدارة دو ...
- قصف أميركي على الحديدة.. والحوثيون يستهدفون -هاري ترومان-
- جحيم لوس أنجلوس مستمر.. تحذير من 4 أيام -مخيفة-
- ترامب يكرر -اللفظ المخيف- قبيل تنفيذ اتفاق غزة.. ماذا قال؟
- الرئيس الإيفواري يتوج بجائزة إفريقيا لتعزيز السلم 2025
- بن غفير وسموتريتش..ما مصير الوزيرين المتطرفين بعد اتفاق غزة؟ ...
- قبل ساعات من بدءه.. -وفود اتفاق غزة- تصل القاهرة
- إعلام فلسطيني: قوات إسرائيلية تنسحب من رفح إلى فيلادلفيا
- مبعوث ترامب يدرس زيارة غزة ويخطط لـ-وجود دائم- في المنطقة
- مصادر لـCNN: ترامب عبّر عن اهتمامه بزيارة الصين بعد توليه ال ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم خليل - الجهاز الأمني السوري الجديد