أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - التطبيع مع الطائفية السياسية كالتطبيع مع الصهيونية














المزيد.....


التطبيع مع الطائفية السياسية كالتطبيع مع الصهيونية


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين نقارن اليوم كيف كان العراقيون وبخاصة المثقفون يحاذرون من مفردات الخطاب الطائفي بل ويشمئزون من الكلام في الأمور الطائفية السياسية في بدايات حكم المحاصصة الطائفية والدستور المكوناتي بما يحدث هذه الأيام من تحليلات وأحكام وأخبار مفعمة بالمضامين الطائفية بل إن البعض أخذ يفاخر بفلان أو علان لأنه "خير من يدافع عن مصالح الطائفة والمذهب" إضافة إلى أن عبارة "الدفاع عن المذهب والطائفة" أصبح يجري بشكل عادي على ألسنة بعض السياسيين والإعلاميين المشتغلين عندهم.
أتذكر أن جلال الطالباني كان أول مسؤول بعد الاحتلال الأميركي يبادر الى التطبيع مع الحكم الطائفي الذي كان هو عرابه الأول حين علق على نتائج الانتخابات التشريعية لسنة 2005 بقوله: هذا هو العراق؛ الشيعة انتخبوا نوابا شيعة، والأكراد انتخبوا نوابا أكراداً، والعرب السنة انتخبوا نوابا عربا سُنة. وهذا كلام تبريري ولا معنى له وينطبق عليه بيت الشعر العربي الجميل:
ألقاهُ في اليمِّ مكتوفاً وقالَ لهُ ............. إياكَ إياكَ أنْ تبتلَ بالماءِ
فالطالباني وأمثاله يقفزون على حقيقة أن الانتخابات نفسها والمنظومة الحاكمة كلها والدستور النافذ نفسه ركبت على أساس طائفي توافقي يرفض أي اندماج مجتمعي على أساس الهوية الوطنية العراقية (الطالباني نفسه رفض الاندماج المجتمعي واعتبره عملية صهر قومي فهو يخلط بين الاندماج المجتمعي مع الاحتفاظ بالخصوصيات لكل فئة اجتماعية عراقية كهوية ثانوية وبين الصهر القومي أي تعريب الأكراد وغيرهم وهذا مجرد احتيال سياسي فظ فالاندماج المجتمعي شيء والصهر القومي شيء آخر) وإعلاء شأن الهويات الفرعية الطائفية والعرقية. ولذلك تم تشكيل مفوضية الانتخابات على أساس المحاصصة الطائفية وتمت صياغة قانون الانتخابات على الأسس المكوناتية نفسها، ورفضوا أن يجعلوا العراق دائرة انتخابية واحدة يحق لكل مواطن أن يترشح في أي محافظة حتى ولو لم يكن ولد فيها. فكيف -والحالة هذه - لا ينتخب الشيعي شيعيا والكردي كرديا والسني سنيا وقد تم ربط يدي الناخب وإلقاؤه في نهر الانتخابات المكوناتية؟
هذا الواقع الذي لا يستطيع أحد إنكاره أوجد ثلاث دويلات طائفية وعرقية على أرض الواقع؛ الأولى كردية في الشمال وكانت قائمة قبل الاحتلال الأميركي وترتبط بعلاقات خاصة مع الولايات المتحدة وحتى مع الكيان الصهيوني الذي وقف معها مؤيدا وحيدا محاولتها الانفصال خلال استفتاء أيلول 2017. والدولية الثانية شيعية في الجنوب وأجزاء من الوسط والثالثة سنية في المنطقة الغربية والشمالية وتشمل الأنبار وصلاح الدين ونينوى. هذه الدويلات هي الثمرة المرة التي أنتجها واقع الحكم التوافقي الطائفي الذي جاء به الاحتلال الأميركي وقد أصبح التطبيع ساريا وعاديا مع هذا الواقع وترويجه والدفاع عنه بحجة: لا نريد حربا أهلية وهي الحجة التي منعت مؤسسات النظام من الاتفاق على الكثير من الأمور ومنها علم الدولة وشعارها وبناء جيش عراقي حقيقي وتسليحه وتحديث الصناعة والزراعة العراقية.
إن عملية التطبيع مع هذا النظام التوافقي الطائفي ومحاولات تبريره تجري بوتيرة سريعة وغير معلنة منذ عدة سنوات، والخشية كبيرة من أن تتحول الطائفية السياسية إلى واقع حال غير قابل للنقاش أو الاعتراض وتصبح حتى محاولات تشكيل حكومة أغلبية كالتي حاول القيام بها التيار الصدري وانتهت بإخراجه من المشهد السياسي بعد فتوى المرجع الحائري ضده، أصبحت هذه المحاولة شيئاً متطرفاً لا سبيل إلى التفكير به، وربما سيعتبرونه "تهديدا بالحرب الأهلية". لقد أصبح هذا التهديد سوطا بيد حكام الفساد والتخريب وحماتهم الأجانب يساط به حملة الخطاب الوطني التوحيدي المناهضين للفساد والطائفية السياسية والتخريب والتبعية للدول الأجنبية.
إن أسوأ ما يقوم به العراقي، وخصوصا العراقي المتعلم والمثقف والعامل في مجال الإعلام والثقافة هو التطبيع مع حكم المحاصصة الطائفية التوافقي ومع واقع التقسيم الفعلي للعراق إلى دويلات واستمراره في الخلط بين الطائفية التكوينية كواقع موروث من أكثر من ألف عام والطائفية السياسية التي جاء بها الاحتلال الأميركي وتلقفها ضباع الطوائف والعرقيات ليثروا وينهبوا أموال وخيرات العراق!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدو لم ينتصر والمقاومة لم تُهزم
- الطائفي المقنع أخطر من الطائفي الصريح!
- صعود الهويات الفرعية الطائفية في ظل الهيمنة الغربية
- زنوبيا في المصادر التأريخية القديمة والأدلة الأركيولوجية
- العلم السوري في مراحله التأريخية وتحولاته الثمانية
- يزورون الجولاني بوفد حكومي ثم يعتبرون زيارته وصمة عار!
- الحدث السوري: حين يتحول الباحث الرصين إلى محرض بائس!
- رداً على مزاعم الجولاني في لقائه مع (بي بي سي)
- أبو محمد الجولاني -أحمد الشرع- في سطور: قتال العراقيين زعيما ...
- الحدث السوري في سياقاته التأريخية: فلسطين قدر سوريا!
- الحدث السوري والأمل أقوى
- قائد معارض سوري مسلح: نسعى إلى السلام مع إسرائيل وممتنون لها
- ترامب؛ ملاكُ سلامٍ في أوكرانيا وشيطانُ جحيمٍ في فلسطين!
- البلدوزر الصهيوأميركي قادم على الجميع: إسرائيل تلوح باحتلال ...
- استشهاد نصر الله وقيادات المقاومة والخرق الأمني المعادي
- حول الاعتراض على عبارة -المعارضة السورية المسلحة-
- لماذا حدث ما حدث في شمال سورية؟
- جغرافيا التوراة والجوهر الإبادي التوراتي للحركة الصهيونية
- انتصار أم هزيمة، صمود المقاومة وخيبة العدو!
- بين التوراة والعلوم الحديثة: جنوب لبنان جزء من -إسرائيل- أم ...


المزيد.....




- براد بيت -مزيف- يُسقط سيدة في فخ أفقدها مالها وعلاقتها الزوج ...
- مصر تستنفر مع بدء وقف النار في غزة: سيارات الإسعاف وقوافل ال ...
- -حصن معاد للجوء-.. تعهد كيكل اليميني المتطرف المكلّف بتشكيل ...
- كيف ساهمت مصر بصفقة إسرائيل وحماس؟
- الحوثيون: نفذنا عمليتين ضد هدفين حيويين للعدو الإسرائيلي في ...
- نتنياهو: سنستمر في السيطرة على محور فيلادلفيا وعديد قواتنا ه ...
- إعلام عبري: بن غفير ووزراء في حزبه يعتزمون الاستقالة غدا من ...
- الدفاع الروسية تعلن تدمير مسيرتين أوكرانيتين واحدة فوق البحر ...
- السلطات اللبنانية تكشف حقيقة الأنباء المتداولة عن وفاة الرئي ...
- ‌منصة -تأكد- السورية تكشف حقيقة دخول أرتال عسكرية تركية إلى ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - التطبيع مع الطائفية السياسية كالتطبيع مع الصهيونية