اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.
(Ishak Alkomi)
الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 12:03
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
هَلْ سُلُوكِيَّةُ الدَّوْلَةِ تَشْبَهُ سُلُوكِيَّةَ الأَفْرَادِ، أَمْ تَخْتَلِفُ كُلِّيًّا عَنْ سُلُوكِيَّةِ أَيِّ فَرْدٍ فِيهَا؟
وَالحَقِيقَةُ أَنَّ سُلُوكِيَّةَ الدَّوْلَةِ تَشِيرُ إِلَى مَجْمُوعَةٍ مِنَ التَّصَرُّفَاتِ وَالمُمَارَسَاتِ الَّتِي تَتَبَنَّاهَا الدَّوْلَةُ فِي تَفَاعُلِهَا مَعَ مَوَاطِنِيهَا وَمَعَ الدُّوَلِ الأُخْرَى. وَتَتَمَثَّلُ فِي السِّيَاسَاتِ الدَّاخِلِيَّةِ، تِلكَ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِكَيْفِيَّةِ إِدَارَةِ الحُكُومَةِ لِشُؤُونِ البِلَادِ، مِثْلَ سِيَاسَاتِ التَّعْلِيمِ، وَالصِّحَّةِ، وَالِاقْتِصَادِ، وَالْعَدَالةِ.
وَكَذَٰلِكَ السِّيَاسَاتِ الخَارِجِيَّةِ، الَّتِي تَشْمَلُ كَيْفِيَّةَ تَعَامُلِ الدَّوْلَةِ مَعَ الدُّوَلِ الأُخْرَى عَبْرَ الدِّبْلُومَاسِيَّةِ.
أَمَّا عَنْ الحُقُوقِ وَالحُرِّيَّاتِ، فَسُلُوكِيَّتُهَا تَتَمَثَّلُ فِي مَدَى احْتِرَامِ الدَّوْلَةِ لِحُقُوقِ الإِنسَانِ وَالحُرِّيَّاتِ الأَسَاسِيَّةِ لِمَوَاطِنِيهَا. فَسُلُوكِيَّةُ الدَّوْلَةِ تَعْكِسُ قِيَمَهَا وَمَبَادِئَهَا، وَتُؤَثِّرُ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ عَلَى اسْتِقْرَارِهَا وَتَطَوُّرِهَا.
وَلِكَوْنِهَا هِيَ المَسْؤُولَةُ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ عَنْ جَمِيعِ شُعُوبِهَا وَمُجْتَمَعَاتِهَا وَأَفْرَادِهَا وَمُؤَسَّسَاتِهَا، وَالحِفَاظِ عَلَى إِرْثِهَا الثَّقَافِيِّ وَالحَضَارِيِّ وَالثَّرَوَاتِ البَاطِنِيَّةِ وَمَجْمُوعَةِ الاقْتِصَادِ الوَطَنِيِّ وَكُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِمُعْتَقَدَاتٍ رُوحِيَّةٍ وَدِينِيَّةٍ لِمَوَاطِنِيهَا، مِنْ هُنَا فَإِنَّ سُلُوكِيَّةَ الدَّوْلَةِ لَا تَنضَبِطُ بِتَشْرِيعَاتٍ لِجَمَاعَةٍ دُونَ أُخْرَى، بَلْ مِنْ خِلَالِ عَقْدٍ اجْتِمَاعِيٍّ يُبْنَى مِنْ خِلَالِ التَّرَاكُمَاتِ وَالخِبْرَاتِ وَالحَاجَةِ الوَاقِعِيَّةِ وَالمُلِحَّةِ، وَالَّتِي تَتَنَاسَبُ مَعَ اللَّحْظَةِ التَّارِيخِيَّةِ وَحَرَكَةِ المُجْتَمَعَاتِ وَالتَّطَوُّرِ فِي الوَاقِعِ وَالمُحِيطِ وَالعَالَمِ.
وَعَلَى هَذَا الْأَسَاسِ، فَالدُّسْتُورُ الحَضَارِيُّ فِي النِّظَامِ الجُمْهُورِيِّ هُوَ الإِطَارُ القَانُونِيُّ الَّذِي يُنَظِّمُ الحَيَاةَ السِّيَاسِيَّةَ وَالاجْتِمَاعِيَّةَ فِي الدَّوْلَةِ. وَيَهْدِفُ إِلَى تَحْقِيقِ التَّوَازُنِ بَيْنَ حُقُوقِ الأَفْرَادِ وَوَاجِبَاتِهِمْ، وَبَيْنَ مَصْلَحَةِ الأُمَّةِ وَحُقُوقِهَا. يُمْكِنُ تَقْسِيمُ أَهْدَافِ الدُّسْتُورِ الحَضَارِيِّ الجُمْهُورِيِّ إِلَى أَهْدَافٍ عَامَّةٍ وَأَهْدَافٍ خَاصَّةٍ:
أَمَّا الأَهْدَافُ العَامَّةُ فَتَتَضَمَّنُ:
تَأْسِيسُ دَوْلَةِ القَانُونِ: وَذَٰلِكَ بِغَرَضِ ضَمَانِ أَنْ جَمِيعَ الأَفْرَادِ، بَمَا فِيهِمْ المَسْؤُولُونَ فِي الدَّوْلَةِ، يَخْضَعُونَ لِلْقَانُونِ وَلَا أَحَدَ فَوْقَهُ.
تَعْزِيزُ سِيَادَةِ الشَّعْبِ: أَيْ التَّأْكِيدُ عَلَى أَنْ السُّلْطَةَ فِي الدَّوْلَةِ مُسْتَمَدَّةٌ مِنْ إِرَادَةِ الشَّعْبِ، الَّتِي تَتِمُّ التَّعْبِيرُ عَنْهَا عَبْرَ الاِنتِخَابَاتِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ، تِلكَ الَّتِي تَتِمُّ بِدُونِ أَيِّ تَزْوِيرٍ أَوْ فَرْضِ وَاقِعٍ اِنتِخَابِيٍّ بِالْقُوَّةِ.
حِمَايَةُ حُقُوقِ الإِنسَانِ: بِمَا فِيهَا تَحْقِيقُ حُرِّيَّاتِ الأَفْرَادِ، مِثْلَ الحَقِّ فِي الحَيَاةِ، وَالحُرِّيَّةِ، وَالمُسَاوَاةِ، وَالعَدَالَةِ.
ضَمَانُ العَدَالةِ الاجْتِمَاعِيَّةِ: مِنْ خِلَالِ العَمَلِ عَلَى تَحْقِيقِ تَوْزِيعٍ عَادِلٍ لِلْمَوَارِدِ وَتَحْقِيقِ المساواةِ بَيْنَ المَوَاطِنِينَ فِي الفُرَصِ.
وَعَلَى أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ استِقْرَارٌ يَضْمَنُ تَنْظِيمَ العَلَاقَاتِ بَيْنَ السُّلَطَاتِ: التَّنْفِيذِيَّةِ، وَالتَّشْرِيعِيَّةِ، وَالقَضَائِيَّةِ.
الحِفَاظُ عَلَى الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ: وَتَعْزِيزُ الانتماء الوَطَنِيِّ وَالوَلَاءِ لِلدَّوْلَةِ، وَلَيْسَ الوَلَاءِ لِدِينٍ أَوْ مَذْهَبٍ أَوْ دَوْلَةٍ أُخْرَى.
وَيَتَضَمَّنُ العَقْدُ الاِجْتِمَاعِيُّ الجُمْهُورِيُّ الحَضَارِيُّ أَهْدَافًا خَاصَّةً أَيْضًا، تَتَمَثَّلُ فِي:
تَحْدِيدُ صَلاَحِيَّاتِ وَاخْتِصَاصَاتِ كُلٍّ مِنَ السُّلَطَاتِ الثَّلَاثِ (التَّنْفِيذِيَّةِ، وَالتَّشْرِيعِيَّةِ، وَالقَضَائِيَّةِ) وَضَمَانِ تَوَازُنِهَا وَتَعَاوُنِهَا.
وَضْعُ آليَّاتٍ وَاضِحَةٍ لِانْتِخَابِ مُمَثِّلِي الشَّعْبِ: بِمَا فِيهَا النَّزَاهَةُ وَحُرِّيَّةُ التَّعْبِيرِ عَنْ الإِرَادَةِ الشَّعْبِيَّةِ.
مِنَ الأَهْدَافِ الخَاصَّةِ مَا يُسَمَّى التَّنْمِيَةُ المُسْتَدَامَةُ: تِلكَ الَّتِي تَقُومُ عَلَى تَحْدِيدِ الأُطُرِ القَانُونِيَّةِ الَّتِي تَشَجِّعُ عَلَى التَّنْمِيَةِ الاِقْتِصَادِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ المُسْتَدَامَةِ.
وَحِمَايَةُ البِيئَةِ: وذلك بِوَضْعِ قَوَانِينَ وَتَشْرِيعَاتٍ تَحْفَظُ عَلَى البِيئَةِ وَتَوَازُنِهَا، وَتَمْنَعُ التَّلَوُّثَ وَالِاسْتِغْلَالِ المُفْرِطِ لِلْمَوَارِدِ الطَّبِيعِيَّةِ.
وَمِنْ مُتَضَمَّنَاتِ الأَهْدَافِ الخَاصَّةِ لِأَيِّ دُسْتُورٍ جُمْهُورِيٍّ هُوَ النِّظَامُ الأَمْنِيُّ: وَيَتِمُّ مِنْ خِلَالِ إِنْشَاءِ قَوَاعِدَ لِتَنْظِيمِ القُوَّاتِ المُسَلَّحَةِ وَالْشُّرْطَةِ وَضَمَانِ حِمَايَةِ المَوَاطِنِينَ مِنَ التَّهْدِيدَاتِ الدَّاخِلِيَّةِ وَالخَارِجِيَّةِ.
وَمِنْ مَرَاتِبِ الدُّسْتُورِ الجُمْهُورِيِّ ضَمَانُ حَقِّ المَوَاطِنِينَ فِي التَّعْلِيمِ وَالصِّحَّةِ الجَيِّدَةِ مِنْ خِلَالِ تَنْظِيمِ سِيَاسَاتِ الدَّوْلَةِ فِي هَذِهِ المَجَالاتِ.
وأخيرًا، يَشْمَلُ الدُّسْتُورُ تَوْزِيعَ السُّلْطَةِ بَيْنَ الحُكُومَةِ المَرْكَزِيَّةِ وَالحُكُومَاتِ المَحَلِّيَّةِ لِتَلْبِيَةِ احْتِيَاجَاتِ المَنَاطِقِ المُخْتَلِفَةِ. وَبِشَكْلٍ عَامٍّ، يَهدِفُ الدُّسْتُورُ الحَضَارِيُّ الجُمْهُورِيُّ إِلَى تَنْظِيمِ الحَيَاةِ العَامَّةِ بِطَرِيقَةٍ تُحَقِّقُ العَدَالَةَ وَالمُسَاوَاةَ، مَعَ احْتِرَامِ القِيمِ الإِنْسَانِيَّةِ وَالدِّيمُقْرَاطِيَّةِ.
عَلَى أَنْ يَتَنَاسَبَ وَيَتَنَاسَقَ أَيُّ دُسْتُورٍ وَطَنِيٍّ مَعَ وَحْدَةِ الهَدَفِ لِمَفْهُومِ المَوَاطَنَةِ الكَامِلَةِ وَغَيْرِ المَنْقُوصَةِ لِأَيِّ اعتِبَارٍ كَانَ، سَوَاءً مِنْ خِلَالِ العِرْقِ أَوِ اللُّغَةِ أَوِ الدِّينِ أَوِ المَذْهَبِ. فَالمَوَاطَنَةُ الكَامِلَةُ لَا قِيَاسَ بَعْدَهَا فِي تَحْقِيقِ العَدَالَةِ وَالمُسَاوَاةِ وَالحُرِّيَّةِ المُنَضَّبِطَةِ لِجَمِيعِ مُكَوِّنَاتِ الدَّوْلَةِ، سَوَاءً أَكَّانَتْ مَنْهَا القَوْمِيَّةُ أَوِ الدِّينِيَّةُ أَوِ الثَّقَافِيَّةُ أَوِ المَذْهَبِيَّةُ أَوِ تِلْكَ السُّلُوكِيَّةُ الخَاصَّةُ بِتَحْقِيقِ النُّمُوِّ الوَجْدَانِيِّ وَالثَّقَافِيِّ لِشُعُوبِ هَذِهِ الدَّوْلَةِ أَوِ تِلْكَ.
فَسُلُوكِيَّةُ الدَّوْلَةِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ لَا تَقُومُ عَلَى مَفْهُومِ الأَكْثَرِيَّةِ (دِينِيَّةٍ كَانَتْ أَمْ عِرْقِيَّةٍ) وَلَا عَلَى أَقَلِّيَّةٍ، لِأَنَّ هُنَاكَ قَانُونًا وَاحِدًا هُوَ الَّذِي يُحَدِّدُ الصِّيغَةَ الوَاضِحَةَ لِمَدَى تَحْقِيقِ العَدَالَةِ وَالمُسَاوَاةِ، عَلَى أَنْ يَكُونَ ذَٰلِكَ القَانُونُ، بِجَمِيعِ حَيْثِيَّاتِ مَوَادِّهِ العَامَّةِ أَوِ الخَاصَّةِ، يَتَنَاسَبُ مَعَ رُوحِ العَصْرِ وَلَا يَكُونُ قَانُونًا أَوْ دُسْتُورًا مُتَخَلِّفًا يَقُومُ عَلَى أُسَاسٍ دِينِيٍّ أَوْ مَذْهَبِيٍّ.
مِنْ هُنَا، فَإِنَّ فَرْضَ أَيِّ قَانُونٍ أَوْ تَشْرِيعٍ أَوْ رُؤْيَةٍ أَحَادِيَّةٍ مِنْ قِبَلِ الدَّوْلَةِ أَوْ دَوْلَةِ الأَمْرِ الوَاقِعِ عَلَى جَمِيعِ شُعُوبِهَا بِالقُوَّةِ، وَعَلَى أُسَاسِ تَبَرِيرَاتٍ لِمَا جَرَى لِهَذَا المَكْوِنِ أَوْ ذَاكَ مِنَ الغُبْنِ وَالقَتْلِ وَالإرْهَابِ وَالتَّعْذِيبِ مِنْ قِبَلِ الحُكُومَاتِ وَالْأَنْظِمَةِ السَّابِقَةِ، فَكُلُّ هَذَا لَا يُبَرِّرُ لِدَوْلَةِ الأَمْرِ الوَاقِعِ أَوِ المُؤَقَّتَةِ هَذَا السُّلُوكَ فِي حِسَابِ السِّيَاسَاتِ الخَارِجِيَّةِ وَلَا الوَجْدَانِيَّةِ.
إِنَّ أَيَّ تَطْبِيقٍ يُخَالِفُ الدُّسْتُورَ المُؤَقَّتَ أَوْ الدَّائِمَ مِنْ قِبَلِ السُّلُطَاتِ يَجْعَلُ مِنْ تِلْكَ المَرْحَلَةِ حَالَةً جحيميه لِعَدَدٍ مِنَ المَكْوِنَاتِ فِي الدَّوْلَةِ، بِمَا قَدْ يُنْهِي وُجُودَهَا لِسُوءِ تَصَرُّفٍ مِنْ قِبَلِ حُكُومَةِ الأَمْرِ الوَاقِعِ أَوِ الحُكُومَةِ المُؤَقَّتَةِ.
لِذَا، لَا مُبَرِّرَ لِأَيِّ سُلْطَةٍ أَنْ تَتَصَرَّفَ بِحَسَبِ مَا تَرَاهُ، بَلْ عَلَيْهَا أَنْ تَأْخُذَ بِعَيْنِ الاِعْتِبَارِ الوَاقِعَ المِيدَانِيَّ وَالتَّارِيخِيَّ لِشُعُوبِ الدَّوْلَةِ الَّتِي تُرِيدُ قِيَادَتَهَا، سَوَاءً بِالقُوَّةِ الَّتِي تَجِيءُ دُومًا مَعَ جَحَافِلِ الغُرَبَاءِ أَوْ بِالقُوَّةِ الذَّاتِيَّةِ لِمُكَوِّنٍ مَا.
الحُكُومَةُ الحَضَارِيَّةُ وَالإِنسَانِيَّةُ الَّتِي تَدَّعِي أَنَّهَا جَاءَتْ بَعْدَ فَتْرَةٍ لِنِظَامٍ دِيكْتَاتُورِيٍّ وَطَائِفِيٍّ وَقَمْعِيٍّ وَانْتِهَازِيٍّ يَجِبُ أَنْ تَعْتَمِدَ مَنْهَجِيَّةَ الدُّوَلِ الحَضَارِيَّةِ، وَأَنْ تَسْتَعِينَ بِخِبْرَاتِ مَوَاطِنِهَا الأَكْفَاءَ. وَمُنْذُ بَدْءِ التَّارِيخِ، فَلَا تَقُومُ ثَوْرَةٌ عَلَى القَضَاءِ عَلَى كُلِّ خِبْرَاتِ أَبْنَائِهَا بِدَعْوَى أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النِّظَامِ السَّابِقِ. وَلَوْ قَرَأْنَا فِي هَذَا الصَّدَدِ، سَنَجِدُ عَبْرَ التَّارِيخِ القَدِيمِ وَالْحَدِيثِ مَا يُشَفِّعُ لَنَا بِدَعْوَانَا هَذِهِ، وَلَنَا أَنْ نَسْتَشْهِدَ بِالثَّوْرَةِ البُلْشَفِيَّةِ الَّتِي قَامَتْ فِي رُوسِيَا القِيصَرِيَّةِ عَامَ 1917م. فَالثَّوْرَةُ أَبْقَتْ كُلَّ الخِبْرَاتِ وذلك لِضَمَانِ اسْتِمْرَارِيَّةِ التَّنْمِيَةِ الاِقْتِصَادِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ وَالبَشَرِيَّةِ وَالصِّحِّيَّةِ وَغَيْرِهَا.
لَقَدْ أَطَلْنَا، لَكِنَّنَا نَخْتِتِمُ هَذِهِ المَقَالَةَ القَصِيرَةَ قَائِلِينَ:
لَا يُوجَدُ فِي العَالَمِ دَوْلَةٌ وَيَنْتَفِي فِيهَا الظُّلْمُ وَالاضْطِهَادُ وَيَتَسَاوَى فِيهَا العِبَادُ، وَلَكِنْ أَتْعَسُ الدُّوَلِ وَدَسَاتِيرِهَا تِلكَ الَّتِي تَقُومُ عَلَى مَفَاهِيمِ وَمُعْتَقَدَاتٍ دِينِيَّةٍ وَمَذْهَبِيَّةٍ، رَغْمَ أَنَّهَا صَانِعَةُ التَّارِيخِ البَشَرِيِّ.
وَسُورِيَّتُنَا لَا تَسْتَحِقُّ مِنَّا أَنْ نُعِيدَهَا لِعَصْرِ الغَزْوِ وَمَظَاهِرِ التَّخَلُّفِ وَالقَمْعِ وَالاضْطِهَادِ وَإِكْرَاهِ النَّاسِ عَلَى دُخُولِ الإِسْلَامِ، مَهْمَا كَانَتْ رَدُّودُ أَفْعَالِنَا تَجَاهَ نِظَامٍ قَمْعِيٍّ بِحَسَبِ رأي أَغْلَبِيَّةِ مُكَوِّنَاتِ الشُّعُوبِ السُّورِيَّةِ الَّذِي دَامَ لِمُدَّةٍ تَزِيدُ عَنْ الخَمْسِينَ عَامًا.
كُلُّ الَّذِي نَنتَظِرُهُ أَنْ تَسْتَوِيَ الأُمُورُ فِي سُورِيَا وَيَجْمَعَ السُّورِيُّونَ عَلَى دُسْتُورٍ سُورِيٍّ حَضَارِيٍّ يَقُومُ عَلَى الْمَوَاطَنَةِ لَا غَيْرِ وَيُحَقِّقُ لِجَمِيعِ الْمُكَوِّنَاتِ السُّورِيَّةِ إِنْسَانِيَّتَهَا وَحَقَّهَا الْمَشْرُوعَ وَالشَّرْعِيَّ دُونَ أَيِّ نُقْصَانٍ أَوْ اِنْتِقَاصٍ وَذَٰلِكَ لِلْعَيْشِ وَاسْتِمْرَارِهَا فِي أَرْضِ أَجْدَادِهَا.
وَأَخْتِمُ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ الَّذِي قَالَ:(لَا تَنْتَهِ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِي مِثْلَهُ --عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيم)
إِسْحَق قومِي
18/1/2025م
#اسحق_قومي (هاشتاغ)
Ishak_Alkomi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟