أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسحق قومي - عشتار الفصول: 11616 سُلُوكِيَّةُ الدَّوْلَةِ















المزيد.....


عشتار الفصول: 11616 سُلُوكِيَّةُ الدَّوْلَةِ


اسحق قومي
شاعرٌ وأديبٌ وباحثٌ سوري يعيش في ألمانيا.

(Ishak Alkomi)


الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 12:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


هَلْ سُلُوكِيَّةُ الدَّوْلَةِ تَشْبَهُ سُلُوكِيَّةَ الأَفْرَادِ، أَمْ تَخْتَلِفُ كُلِّيًّا عَنْ سُلُوكِيَّةِ أَيِّ فَرْدٍ فِيهَا؟
وَالحَقِيقَةُ أَنَّ سُلُوكِيَّةَ الدَّوْلَةِ تَشِيرُ إِلَى مَجْمُوعَةٍ مِنَ التَّصَرُّفَاتِ وَالمُمَارَسَاتِ الَّتِي تَتَبَنَّاهَا الدَّوْلَةُ فِي تَفَاعُلِهَا مَعَ مَوَاطِنِيهَا وَمَعَ الدُّوَلِ الأُخْرَى. وَتَتَمَثَّلُ فِي السِّيَاسَاتِ الدَّاخِلِيَّةِ، تِلكَ الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِكَيْفِيَّةِ إِدَارَةِ الحُكُومَةِ لِشُؤُونِ البِلَادِ، مِثْلَ سِيَاسَاتِ التَّعْلِيمِ، وَالصِّحَّةِ، وَالِاقْتِصَادِ، وَالْعَدَالةِ.
وَكَذَٰلِكَ السِّيَاسَاتِ الخَارِجِيَّةِ، الَّتِي تَشْمَلُ كَيْفِيَّةَ تَعَامُلِ الدَّوْلَةِ مَعَ الدُّوَلِ الأُخْرَى عَبْرَ الدِّبْلُومَاسِيَّةِ.
أَمَّا عَنْ الحُقُوقِ وَالحُرِّيَّاتِ، فَسُلُوكِيَّتُهَا تَتَمَثَّلُ فِي مَدَى احْتِرَامِ الدَّوْلَةِ لِحُقُوقِ الإِنسَانِ وَالحُرِّيَّاتِ الأَسَاسِيَّةِ لِمَوَاطِنِيهَا. فَسُلُوكِيَّةُ الدَّوْلَةِ تَعْكِسُ قِيَمَهَا وَمَبَادِئَهَا، وَتُؤَثِّرُ بِشَكْلٍ مُبَاشِرٍ عَلَى اسْتِقْرَارِهَا وَتَطَوُّرِهَا.
وَلِكَوْنِهَا هِيَ المَسْؤُولَةُ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ عَنْ جَمِيعِ شُعُوبِهَا وَمُجْتَمَعَاتِهَا وَأَفْرَادِهَا وَمُؤَسَّسَاتِهَا، وَالحِفَاظِ عَلَى إِرْثِهَا الثَّقَافِيِّ وَالحَضَارِيِّ وَالثَّرَوَاتِ البَاطِنِيَّةِ وَمَجْمُوعَةِ الاقْتِصَادِ الوَطَنِيِّ وَكُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِمُعْتَقَدَاتٍ رُوحِيَّةٍ وَدِينِيَّةٍ لِمَوَاطِنِيهَا، مِنْ هُنَا فَإِنَّ سُلُوكِيَّةَ الدَّوْلَةِ لَا تَنضَبِطُ بِتَشْرِيعَاتٍ لِجَمَاعَةٍ دُونَ أُخْرَى، بَلْ مِنْ خِلَالِ عَقْدٍ اجْتِمَاعِيٍّ يُبْنَى مِنْ خِلَالِ التَّرَاكُمَاتِ وَالخِبْرَاتِ وَالحَاجَةِ الوَاقِعِيَّةِ وَالمُلِحَّةِ، وَالَّتِي تَتَنَاسَبُ مَعَ اللَّحْظَةِ التَّارِيخِيَّةِ وَحَرَكَةِ المُجْتَمَعَاتِ وَالتَّطَوُّرِ فِي الوَاقِعِ وَالمُحِيطِ وَالعَالَمِ.
وَعَلَى هَذَا الْأَسَاسِ، فَالدُّسْتُورُ الحَضَارِيُّ فِي النِّظَامِ الجُمْهُورِيِّ هُوَ الإِطَارُ القَانُونِيُّ الَّذِي يُنَظِّمُ الحَيَاةَ السِّيَاسِيَّةَ وَالاجْتِمَاعِيَّةَ فِي الدَّوْلَةِ. وَيَهْدِفُ إِلَى تَحْقِيقِ التَّوَازُنِ بَيْنَ حُقُوقِ الأَفْرَادِ وَوَاجِبَاتِهِمْ، وَبَيْنَ مَصْلَحَةِ الأُمَّةِ وَحُقُوقِهَا. يُمْكِنُ تَقْسِيمُ أَهْدَافِ الدُّسْتُورِ الحَضَارِيِّ الجُمْهُورِيِّ إِلَى أَهْدَافٍ عَامَّةٍ وَأَهْدَافٍ خَاصَّةٍ:
أَمَّا الأَهْدَافُ العَامَّةُ فَتَتَضَمَّنُ:
تَأْسِيسُ دَوْلَةِ القَانُونِ: وَذَٰلِكَ بِغَرَضِ ضَمَانِ أَنْ جَمِيعَ الأَفْرَادِ، بَمَا فِيهِمْ المَسْؤُولُونَ فِي الدَّوْلَةِ، يَخْضَعُونَ لِلْقَانُونِ وَلَا أَحَدَ فَوْقَهُ.
تَعْزِيزُ سِيَادَةِ الشَّعْبِ: أَيْ التَّأْكِيدُ عَلَى أَنْ السُّلْطَةَ فِي الدَّوْلَةِ مُسْتَمَدَّةٌ مِنْ إِرَادَةِ الشَّعْبِ، الَّتِي تَتِمُّ التَّعْبِيرُ عَنْهَا عَبْرَ الاِنتِخَابَاتِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ، تِلكَ الَّتِي تَتِمُّ بِدُونِ أَيِّ تَزْوِيرٍ أَوْ فَرْضِ وَاقِعٍ اِنتِخَابِيٍّ بِالْقُوَّةِ.
حِمَايَةُ حُقُوقِ الإِنسَانِ: بِمَا فِيهَا تَحْقِيقُ حُرِّيَّاتِ الأَفْرَادِ، مِثْلَ الحَقِّ فِي الحَيَاةِ، وَالحُرِّيَّةِ، وَالمُسَاوَاةِ، وَالعَدَالَةِ.
ضَمَانُ العَدَالةِ الاجْتِمَاعِيَّةِ: مِنْ خِلَالِ العَمَلِ عَلَى تَحْقِيقِ تَوْزِيعٍ عَادِلٍ لِلْمَوَارِدِ وَتَحْقِيقِ المساواةِ بَيْنَ المَوَاطِنِينَ فِي الفُرَصِ.
وَعَلَى أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ استِقْرَارٌ يَضْمَنُ تَنْظِيمَ العَلَاقَاتِ بَيْنَ السُّلَطَاتِ: التَّنْفِيذِيَّةِ، وَالتَّشْرِيعِيَّةِ، وَالقَضَائِيَّةِ.
الحِفَاظُ عَلَى الوَحْدَةِ الوَطَنِيَّةِ: وَتَعْزِيزُ الانتماء الوَطَنِيِّ وَالوَلَاءِ لِلدَّوْلَةِ، وَلَيْسَ الوَلَاءِ لِدِينٍ أَوْ مَذْهَبٍ أَوْ دَوْلَةٍ أُخْرَى.
وَيَتَضَمَّنُ العَقْدُ الاِجْتِمَاعِيُّ الجُمْهُورِيُّ الحَضَارِيُّ أَهْدَافًا خَاصَّةً أَيْضًا، تَتَمَثَّلُ فِي:
تَحْدِيدُ صَلاَحِيَّاتِ وَاخْتِصَاصَاتِ كُلٍّ مِنَ السُّلَطَاتِ الثَّلَاثِ (التَّنْفِيذِيَّةِ، وَالتَّشْرِيعِيَّةِ، وَالقَضَائِيَّةِ) وَضَمَانِ تَوَازُنِهَا وَتَعَاوُنِهَا.
وَضْعُ آليَّاتٍ وَاضِحَةٍ لِانْتِخَابِ مُمَثِّلِي الشَّعْبِ: بِمَا فِيهَا النَّزَاهَةُ وَحُرِّيَّةُ التَّعْبِيرِ عَنْ الإِرَادَةِ الشَّعْبِيَّةِ.
مِنَ الأَهْدَافِ الخَاصَّةِ مَا يُسَمَّى التَّنْمِيَةُ المُسْتَدَامَةُ: تِلكَ الَّتِي تَقُومُ عَلَى تَحْدِيدِ الأُطُرِ القَانُونِيَّةِ الَّتِي تَشَجِّعُ عَلَى التَّنْمِيَةِ الاِقْتِصَادِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ المُسْتَدَامَةِ.
وَحِمَايَةُ البِيئَةِ: وذلك بِوَضْعِ قَوَانِينَ وَتَشْرِيعَاتٍ تَحْفَظُ عَلَى البِيئَةِ وَتَوَازُنِهَا، وَتَمْنَعُ التَّلَوُّثَ وَالِاسْتِغْلَالِ المُفْرِطِ لِلْمَوَارِدِ الطَّبِيعِيَّةِ.
وَمِنْ مُتَضَمَّنَاتِ الأَهْدَافِ الخَاصَّةِ لِأَيِّ دُسْتُورٍ جُمْهُورِيٍّ هُوَ النِّظَامُ الأَمْنِيُّ: وَيَتِمُّ مِنْ خِلَالِ إِنْشَاءِ قَوَاعِدَ لِتَنْظِيمِ القُوَّاتِ المُسَلَّحَةِ وَالْشُّرْطَةِ وَضَمَانِ حِمَايَةِ المَوَاطِنِينَ مِنَ التَّهْدِيدَاتِ الدَّاخِلِيَّةِ وَالخَارِجِيَّةِ.
وَمِنْ مَرَاتِبِ الدُّسْتُورِ الجُمْهُورِيِّ ضَمَانُ حَقِّ المَوَاطِنِينَ فِي التَّعْلِيمِ وَالصِّحَّةِ الجَيِّدَةِ مِنْ خِلَالِ تَنْظِيمِ سِيَاسَاتِ الدَّوْلَةِ فِي هَذِهِ المَجَالاتِ.
وأخيرًا، يَشْمَلُ الدُّسْتُورُ تَوْزِيعَ السُّلْطَةِ بَيْنَ الحُكُومَةِ المَرْكَزِيَّةِ وَالحُكُومَاتِ المَحَلِّيَّةِ لِتَلْبِيَةِ احْتِيَاجَاتِ المَنَاطِقِ المُخْتَلِفَةِ. وَبِشَكْلٍ عَامٍّ، يَهدِفُ الدُّسْتُورُ الحَضَارِيُّ الجُمْهُورِيُّ إِلَى تَنْظِيمِ الحَيَاةِ العَامَّةِ بِطَرِيقَةٍ تُحَقِّقُ العَدَالَةَ وَالمُسَاوَاةَ، مَعَ احْتِرَامِ القِيمِ الإِنْسَانِيَّةِ وَالدِّيمُقْرَاطِيَّةِ.
عَلَى أَنْ يَتَنَاسَبَ وَيَتَنَاسَقَ أَيُّ دُسْتُورٍ وَطَنِيٍّ مَعَ وَحْدَةِ الهَدَفِ لِمَفْهُومِ المَوَاطَنَةِ الكَامِلَةِ وَغَيْرِ المَنْقُوصَةِ لِأَيِّ اعتِبَارٍ كَانَ، سَوَاءً مِنْ خِلَالِ العِرْقِ أَوِ اللُّغَةِ أَوِ الدِّينِ أَوِ المَذْهَبِ. فَالمَوَاطَنَةُ الكَامِلَةُ لَا قِيَاسَ بَعْدَهَا فِي تَحْقِيقِ العَدَالَةِ وَالمُسَاوَاةِ وَالحُرِّيَّةِ المُنَضَّبِطَةِ لِجَمِيعِ مُكَوِّنَاتِ الدَّوْلَةِ، سَوَاءً أَكَّانَتْ مَنْهَا القَوْمِيَّةُ أَوِ الدِّينِيَّةُ أَوِ الثَّقَافِيَّةُ أَوِ المَذْهَبِيَّةُ أَوِ تِلْكَ السُّلُوكِيَّةُ الخَاصَّةُ بِتَحْقِيقِ النُّمُوِّ الوَجْدَانِيِّ وَالثَّقَافِيِّ لِشُعُوبِ هَذِهِ الدَّوْلَةِ أَوِ تِلْكَ.
فَسُلُوكِيَّةُ الدَّوْلَةِ الدِّيمُقْرَاطِيَّةِ لَا تَقُومُ عَلَى مَفْهُومِ الأَكْثَرِيَّةِ (دِينِيَّةٍ كَانَتْ أَمْ عِرْقِيَّةٍ) وَلَا عَلَى أَقَلِّيَّةٍ، لِأَنَّ هُنَاكَ قَانُونًا وَاحِدًا هُوَ الَّذِي يُحَدِّدُ الصِّيغَةَ الوَاضِحَةَ لِمَدَى تَحْقِيقِ العَدَالَةِ وَالمُسَاوَاةِ، عَلَى أَنْ يَكُونَ ذَٰلِكَ القَانُونُ، بِجَمِيعِ حَيْثِيَّاتِ مَوَادِّهِ العَامَّةِ أَوِ الخَاصَّةِ، يَتَنَاسَبُ مَعَ رُوحِ العَصْرِ وَلَا يَكُونُ قَانُونًا أَوْ دُسْتُورًا مُتَخَلِّفًا يَقُومُ عَلَى أُسَاسٍ دِينِيٍّ أَوْ مَذْهَبِيٍّ.
مِنْ هُنَا، فَإِنَّ فَرْضَ أَيِّ قَانُونٍ أَوْ تَشْرِيعٍ أَوْ رُؤْيَةٍ أَحَادِيَّةٍ مِنْ قِبَلِ الدَّوْلَةِ أَوْ دَوْلَةِ الأَمْرِ الوَاقِعِ عَلَى جَمِيعِ شُعُوبِهَا بِالقُوَّةِ، وَعَلَى أُسَاسِ تَبَرِيرَاتٍ لِمَا جَرَى لِهَذَا المَكْوِنِ أَوْ ذَاكَ مِنَ الغُبْنِ وَالقَتْلِ وَالإرْهَابِ وَالتَّعْذِيبِ مِنْ قِبَلِ الحُكُومَاتِ وَالْأَنْظِمَةِ السَّابِقَةِ، فَكُلُّ هَذَا لَا يُبَرِّرُ لِدَوْلَةِ الأَمْرِ الوَاقِعِ أَوِ المُؤَقَّتَةِ هَذَا السُّلُوكَ فِي حِسَابِ السِّيَاسَاتِ الخَارِجِيَّةِ وَلَا الوَجْدَانِيَّةِ.
إِنَّ أَيَّ تَطْبِيقٍ يُخَالِفُ الدُّسْتُورَ المُؤَقَّتَ أَوْ الدَّائِمَ مِنْ قِبَلِ السُّلُطَاتِ يَجْعَلُ مِنْ تِلْكَ المَرْحَلَةِ حَالَةً جحيميه لِعَدَدٍ مِنَ المَكْوِنَاتِ فِي الدَّوْلَةِ، بِمَا قَدْ يُنْهِي وُجُودَهَا لِسُوءِ تَصَرُّفٍ مِنْ قِبَلِ حُكُومَةِ الأَمْرِ الوَاقِعِ أَوِ الحُكُومَةِ المُؤَقَّتَةِ.
لِذَا، لَا مُبَرِّرَ لِأَيِّ سُلْطَةٍ أَنْ تَتَصَرَّفَ بِحَسَبِ مَا تَرَاهُ، بَلْ عَلَيْهَا أَنْ تَأْخُذَ بِعَيْنِ الاِعْتِبَارِ الوَاقِعَ المِيدَانِيَّ وَالتَّارِيخِيَّ لِشُعُوبِ الدَّوْلَةِ الَّتِي تُرِيدُ قِيَادَتَهَا، سَوَاءً بِالقُوَّةِ الَّتِي تَجِيءُ دُومًا مَعَ جَحَافِلِ الغُرَبَاءِ أَوْ بِالقُوَّةِ الذَّاتِيَّةِ لِمُكَوِّنٍ مَا.
الحُكُومَةُ الحَضَارِيَّةُ وَالإِنسَانِيَّةُ الَّتِي تَدَّعِي أَنَّهَا جَاءَتْ بَعْدَ فَتْرَةٍ لِنِظَامٍ دِيكْتَاتُورِيٍّ وَطَائِفِيٍّ وَقَمْعِيٍّ وَانْتِهَازِيٍّ يَجِبُ أَنْ تَعْتَمِدَ مَنْهَجِيَّةَ الدُّوَلِ الحَضَارِيَّةِ، وَأَنْ تَسْتَعِينَ بِخِبْرَاتِ مَوَاطِنِهَا الأَكْفَاءَ. وَمُنْذُ بَدْءِ التَّارِيخِ، فَلَا تَقُومُ ثَوْرَةٌ عَلَى القَضَاءِ عَلَى كُلِّ خِبْرَاتِ أَبْنَائِهَا بِدَعْوَى أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ النِّظَامِ السَّابِقِ. وَلَوْ قَرَأْنَا فِي هَذَا الصَّدَدِ، سَنَجِدُ عَبْرَ التَّارِيخِ القَدِيمِ وَالْحَدِيثِ مَا يُشَفِّعُ لَنَا بِدَعْوَانَا هَذِهِ، وَلَنَا أَنْ نَسْتَشْهِدَ بِالثَّوْرَةِ البُلْشَفِيَّةِ الَّتِي قَامَتْ فِي رُوسِيَا القِيصَرِيَّةِ عَامَ 1917م. فَالثَّوْرَةُ أَبْقَتْ كُلَّ الخِبْرَاتِ وذلك لِضَمَانِ اسْتِمْرَارِيَّةِ التَّنْمِيَةِ الاِقْتِصَادِيَّةِ وَالثَّقَافِيَّةِ وَالبَشَرِيَّةِ وَالصِّحِّيَّةِ وَغَيْرِهَا.
لَقَدْ أَطَلْنَا، لَكِنَّنَا نَخْتِتِمُ هَذِهِ المَقَالَةَ القَصِيرَةَ قَائِلِينَ:
لَا يُوجَدُ فِي العَالَمِ دَوْلَةٌ وَيَنْتَفِي فِيهَا الظُّلْمُ وَالاضْطِهَادُ وَيَتَسَاوَى فِيهَا العِبَادُ، وَلَكِنْ أَتْعَسُ الدُّوَلِ وَدَسَاتِيرِهَا تِلكَ الَّتِي تَقُومُ عَلَى مَفَاهِيمِ وَمُعْتَقَدَاتٍ دِينِيَّةٍ وَمَذْهَبِيَّةٍ، رَغْمَ أَنَّهَا صَانِعَةُ التَّارِيخِ البَشَرِيِّ.
وَسُورِيَّتُنَا لَا تَسْتَحِقُّ مِنَّا أَنْ نُعِيدَهَا لِعَصْرِ الغَزْوِ وَمَظَاهِرِ التَّخَلُّفِ وَالقَمْعِ وَالاضْطِهَادِ وَإِكْرَاهِ النَّاسِ عَلَى دُخُولِ الإِسْلَامِ، مَهْمَا كَانَتْ رَدُّودُ أَفْعَالِنَا تَجَاهَ نِظَامٍ قَمْعِيٍّ بِحَسَبِ رأي أَغْلَبِيَّةِ مُكَوِّنَاتِ الشُّعُوبِ السُّورِيَّةِ الَّذِي دَامَ لِمُدَّةٍ تَزِيدُ عَنْ الخَمْسِينَ عَامًا.
كُلُّ الَّذِي نَنتَظِرُهُ أَنْ تَسْتَوِيَ الأُمُورُ فِي سُورِيَا وَيَجْمَعَ السُّورِيُّونَ عَلَى دُسْتُورٍ سُورِيٍّ حَضَارِيٍّ يَقُومُ عَلَى الْمَوَاطَنَةِ لَا غَيْرِ وَيُحَقِّقُ لِجَمِيعِ الْمُكَوِّنَاتِ السُّورِيَّةِ إِنْسَانِيَّتَهَا وَحَقَّهَا الْمَشْرُوعَ وَالشَّرْعِيَّ دُونَ أَيِّ نُقْصَانٍ أَوْ اِنْتِقَاصٍ وَذَٰلِكَ لِلْعَيْشِ وَاسْتِمْرَارِهَا فِي أَرْضِ أَجْدَادِهَا.
وَأَخْتِمُ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ الَّذِي قَالَ:(لَا تَنْتَهِ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِي مِثْلَهُ --عَارٌ عَلَيْكَ إِذَا فَعَلْتَ عَظِيم)
إِسْحَق قومِي
18/1/2025م



#اسحق_قومي (هاشتاغ)       Ishak_Alkomi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا المستقبلُ لا يَستقيمُ فيها إلا النظامُ اللامركزيُّ، أي ...
- كَيفَ يُنجِزُ العَرَبُ مَشروعَ وُجودِهِم، وَعَالميّتِهِم؟
- المسيحيُّون السُّوريُّون نسبتُهم وعددُهم وقوميَّاتهم وطوائفُ ...
- عشتارُ الفصول: 11570 رسالةٌ للسّيّدِ أحمدِ حسينَ الشّرعِ لم ...
- عشتار الفصول: 11954 التغيراتُ المعاصرةُ بالشرقِ الأوسطِ
- عشْتَارُ الفُصُول: 11565 الصِّرَاعُ الدَّمَوِيُّ فِي الشَّرْ ...
- عشتار الفصول:11555صراعِ الهويةِ والتأقلمِ بين الماضي والحاضر ...
- قصيدة بعنوان:مئة عام مرت على بناء مدينة الحسكة
- صِفاتُ المُبْدِعِ الوَطَنِيِّ، الإِنْسانِيِّ، الواقِعِيِّ، و ...
- عشتار الفصول:11545 لَنْ أُوقِفَ التَّاريخَ، ولا أُعاقِبُه.
- عشْتَار الفُصُول: 11513 . لُبْنَانُ لَمْ يَعُدْ يَتَحَمَّلُ ...
- عشتار الفصول:11510 للتنوير إعادة تأهيل الديانات كافة وليس لإ ...
- عشْتَار الفُصُول: 11490 دَعْوَةٌ غَيْرُ مُلْزِمَةٍ تَأْسِيسِ ...
- عشتار الفصول:11478 أسئلة حول نظرية كانط في نقد العقل الخالص
- الأَكرَادُ وَالعَشَائِرُ الكُردِيَّةُ فِي الجَزِيرَةِ السُّو ...
- عشْتَارُ الفُصُولِ: 11473 النَّفْسُ مَا بَيْنَ أَفْلَاطُونَ ...
- عشتار الفصول:11472 النَّفْسُ الإِنسَانِيَّةُ فِي قِرَاءَاتٍ ...
- عشْتَارِ الفُصُولِ: 11588 رَأْيٌ غَيْرُ مُلْزِمٍ الْمُنْجَزُ ...
- عشتار الفصول:11468 العقلُ البشريُّ أكبرُ الشموسِ والساحرُ ال ...
- عشْتَارِ الفُصُولِ: 14164 القَرْنُ الحَالِيُّ هُوَ خَلْطُ ال ...


المزيد.....




- براد بيت -مزيف- يُسقط سيدة في فخ أفقدها مالها وعلاقتها الزوج ...
- مصر تستنفر مع بدء وقف النار في غزة: سيارات الإسعاف وقوافل ال ...
- -حصن معاد للجوء-.. تعهد كيكل اليميني المتطرف المكلّف بتشكيل ...
- كيف ساهمت مصر بصفقة إسرائيل وحماس؟
- الحوثيون: نفذنا عمليتين ضد هدفين حيويين للعدو الإسرائيلي في ...
- نتنياهو: سنستمر في السيطرة على محور فيلادلفيا وعديد قواتنا ه ...
- إعلام عبري: بن غفير ووزراء في حزبه يعتزمون الاستقالة غدا من ...
- الدفاع الروسية تعلن تدمير مسيرتين أوكرانيتين واحدة فوق البحر ...
- السلطات اللبنانية تكشف حقيقة الأنباء المتداولة عن وفاة الرئي ...
- ‌منصة -تأكد- السورية تكشف حقيقة دخول أرتال عسكرية تركية إلى ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - اسحق قومي - عشتار الفصول: 11616 سُلُوكِيَّةُ الدَّوْلَةِ