أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميلو كاسيدي - الحملة التركية ضد الكرد: كيف خانت الإمبريالية روج آفا















المزيد.....


الحملة التركية ضد الكرد: كيف خانت الإمبريالية روج آفا


ميلو كاسيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مدى الأسابيع القليلة الماضية، نجح هجوم هيئة تحرير الشام، المدعوم من تركيا، في الإطاحة بنظام الأسد. وهو الحدث الذي تم الاحتفاء به بشكل واسع في وسائل الإعلام الغربية. لكن هناك شيء لم يتم الإبلاغ عنه، ألا وهو التقدم التركي المتزامن نحو جزء من المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال شرق سوريا، والمعروفة باسم روج آفا.


لقد واصلت تركيا، على مدى الأسابيع الماضية، التوغل في الأراضي الكردية، حيث استولت على تل رفعت الأسبوع الماضي واستولت في الأيام القليلة الماضية على منبج، التي هي آخر مدينة يسيطر عليها الكرد غرب نهر الفرات. قصفت القوات التركية، إلى جانب الجهاديين المتحالفين معها، جسر قره قوزاك، الذي يربط بين جانبي النهر، ومن المرجح أنهم كانوا يهدفون إلى الاستيلاء عليه وعبوره، على الرغم من المقاومة التي واجهتهم. وترد بالفعل تقارير عن عمليات إعدام واغتصاب جماعية. كما تم قتل ثمانية أشخاص من عائلة واحدة في يوم واحد في عين عيسى.

لقد انتهز أردوغان الفرصة لتعزيز الطموحات الإمبريالية التركية من خلال رعايته للهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام. وهو ينوي إخضاع شمال سوريا لسيطرته بحكم الأمر الواقع، واستخدام النظام الذي يديره الجهاديون حديثا في دمشق كدمية له. وفوق كل شيء، يريد القضاء على المنطقة الكردية المتمتعة بالحكم الذاتي، وتطهير الحدود التركية من ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية، المرتبطة بحزب العمال الكردستاني اليساري، والتي شكلت طيلة سنوات شوكة في خاصرته. إنه ينوي سحق التطلعات القومية الكردية، وإطفاء منارة الدولة الكردية المستقلة في روج آفا.

لقد اعتمدت الإمبريالية الغربية، منذ عام 2014،على الكرد باعتبارهم المقاتلين الأكثر كفاءة ضد داعش. ومن الواضح الآن أنها تحضر لخيانتهم. وهذا يؤكد مرة أخرى أن القوميات الصغيرة والمضطهَدة تُعامل كبيادق في صراعات المفترسين الإمبرياليين. وأنه لا يمكنها أن تضع أي ثقة في تلك العصابات.

الطريقة الوحيدة التي يمكن بها للشعب الكردي تحقيق الاستقلال الدائم والحرية الحقيقية هي النضال للإطاحة بجميع الأنظمة الفاسدة في المنطقة من خلال النضال جنبا إلى جنب مع جميع الشعوب المضطهَدة والمستغَلة من أجل فدرالية اشتراكية في الشرق الأوسط.

انتقام أردوغان من الكرد
لقد لعبت جميع القوى الكبرى على مدى السنوات القليلة الماضية دورا في تحويل سوريا إلى أنقاض. لكن أردوغان كان وحشيا بشكل خاص. فقد استثمرت تركيا بكثافة في الجماعات الجهادية، بما في ذلك داعش وهيئة تحرير الشام، ودعمتها كوسيلة لتعزيز مصالحها في المنطقة. بالنسبة لأردوغان، لا يهم مدى وحشية تلك الجماعات، كل ما يهمه هو كيف يمكنه استخدامها. وبما أن الكرد يقاتلون الجهاديين في سوريا منذ عشر سنوات حتى الآن، فإنه يراهم قوة تقوض خططه.


كما أن أردوغان يعتبر الكرد طابورا خامسا داخل الدولة التركية. يشكل الكرد، الذين ينتشرون بين سوريا وإيران والعراق وتركيا، ما بين 15% و20% من السكان في تركيا. ولذلك فإنهم قد يشكلون أحد أكبر التهديدات لحكمه وحلمه بـ”تركيا الكبرى”. تسيطر المنظمات الكردية على العديد من النقابات العمالية في تركيا وحزب الشعوب الديمقراطي، الحزب السياسي اليساري القانوني، الذي بدا، عندما كان في ذروته، مستعدا لجذب أصوات العديد من العمال والشباب الأتراك، مما يكشف عن إمكاناته للخروج من التمركز على قاعدته الكردية في الغالب. يواصل حزب الشعوب الديمقراطي وحلفاؤه الفوز بالأغلبية في الانتخابات في المناطق الكردية. ولهذه الأسباب كلها، يعتزم أردوغان تدمير حزب العمال الكردستاني، المرتبط ارتباطا وثيقا بحزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب (القوات الكردية الرئيسية في سوريا).

ولذلك شرع أردوغان على مدار السنوات الماضية في سحق الكرد، سواء من خلال الترويج غير المباشر لداعش أو شن هجمات عسكرية صريحة عليهم. سنة 2015، قصف أردوغان المناطق الكردية في تركيا، في عملية قال إنها كانت لمهاجمة حزب العمال الكردستاني لكنها في الواقع استهدفت المدنيين إلى حد كبير. وفي سنة 2018، بينما كان الكرد ما يزالون يركزون طاقاتهم على مهاجمة داعش، شن أردوغان هجوما وحشيا على الأراضي الكردية غرب الفرات، وحاصر مدينة عفرين التي كانت تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي. قُتل الآلاف في ذلك الهجوم، الذي أطلق عليه اسم: “عملية غصن الزيتون”، ونزح أكثر من 150 ألف شخص.

على الرغم من أن أردوغان يحب أن يتظاهر بأنه مناهض للإمبريالية -فيما يتعلق بقضية فلسطين، على سبيل المثال- فإن هذا غير صحيح على الاطلاق. فهو، مثله مثل بقية قادة العالم، يمثل طبقة رأسمالية متعفنة ومتحللة، تستمر في جر الشرق الأوسط إلى الجحيم. وإذا لم يتم صد هذا الحصار التركي على الكرد، فسوف يجلب بلا شك المزيد من المآسي.

حلفاء غير موثوق بهم

تركيا دولة قوية بلا شك. لكن من يقف في صف الكرد؟

تأسست روج آفا عام 2013، مع تحول الثورة السورية إلى حرب أهلية رجعية من كلا الجانبين. وحدات حماية الشعب الكردية متأثرة بأفكار حزب العمال الكردستاني، وتُعَد قوة تقدمية يسارية. ولهذا السبب اكتسبت تلك الوحدات صدى هائلا. وكان الدعم الحقيقي لها يأتي دائما، ليس من القوى الكبرى المختلفة، بل من الجماهير الفقيرة والمضطهَدة، وذلك ليس فقط في المناطق الكردية. وكان من الممكن أن تنتشر تلك الثورة على نطاق واسع لو كانت على أساس برنامج شيوعي ثوري ونداء طبقي للفقراء والطبقة العاملة في سوريا وتركيا والعراق وإيران، أي البلدان التي تتقطع عليها أوصال الأمة الكردية.

لكن القيادة الكردية رأت أن النضال له طابع قومي محض، وأن مسألة إيجاد حلفاء عسكريين هي مجرد مسألة تكتيكية بحتة وليست سياسية. وكان الأمريكيون -الذين قدموا دعما ماليا وعسكريا هائلا للمتمردين الجهاديين في سوريا، والذين ساعدوا في خلق وحش فرانكشتاين المتمثل في تنظيم داعش- في حاجة إلى نقطة دعم لدفع داعش إلى الوراء وإعادة تأسيس موطئ قدم لهم في سوريا. فسعوا إلى استخدام وحدات حماية الشعب الكردية لتحقيق تلك الغاية.

عرضوا على القيادة الكردية المال والأسلحة والدعم في مقابل التحالف. لكن ذلك كان له ثمن. فقد كان الأمريكيون يعتزمون استخدام الكرد، لكنهم لم يخططوا قط لمنحهم أي ضمانات حقيقية في المقابل.

شرع الأمريكيون، منذ عام 2014 فصاعدا، في تنظيم الكرد في قوات سوريا الديمقراطية. وكان من المفترض أن تكون تلك قوة مشتركة مستقلة عن حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب. لكن في الواقع كان الكرد دائما هم من يوجدون في الخطوط الأمامية. لم تكن لدى الأمريكيين، الذين كانوا جزءا من قوات سوريا الديمقراطية، أي شارات أو ألقاب. كانوا يعملون في سرية تامة تقريبا. ومع ذلك فقد كانوا يطرحون مطالب ضخمة على الكرد، حيث أطلقوهم على جميع الأهداف العسكرية، وأرسلوهم ضد المدن التي تسيطر عليها داعش. وبشكل عام، بين سنتي 2015 و2019، قُتل أكثر من 11000 كردي في القتال ضد داعش، مقارنة بثمانية أمريكيين فقط.


كان الكرد هم المقاتلين الأكثر فعالية في الحرب ضد داعش. كانوا يحاولون الدفاع عن كامل أسلوب حياتهم ضد واحدة من أكثر الجماعات همجية على وجه الأرض. لكن قيادة قوات سوريا الديمقراطية ضحت باستقلالها السياسي في مقابل الدعم العسكري. وهذا ما مهد الطريق للكارثة التي يواجهونها الآن.

لم يقف الأمريكيون حقا في صف الكرد. لقد استخدموهم كأداة لترجيح ميزان القوى في سوريا لصالح الولايات المتحدة بدلا من روسيا وإيران، في حين كانت الولايات المتحدة تتودد في نفس الوقت لتركيا وتنقل الأموال بشكل فاضح إلى الجماعات الإسلامية. وفي الوقت نفسه، كانت هي التي تتخذ القرارات بشأن المدن التي يجب أن تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، مما منع الكرد من محاولة نشر الثورة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، أو إلى تركيا.

والمثير للاستنكار هو أن رد الأمريكيين على الهجوم التركي على عفرين، سنة 2018، كان هو تقديم المشورة لمظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، بأن عفرين ليست هدفا استراتيجيا. وصرح البنتاغون: “نحن لا نعتبرهم جزءا من عملياتنا لهزيمة داعش… نحن لا ندعمهم”.

لقد دفع الكرد ثمنا سياسيا كبيرا مقابل الدعم الأمريكي. كان من الممكن للقوى الكردية اليسارية أن تكون رأس حربة لحركة ثورية في المنطقة. لكنهم من خلال البقاء ضمن حدود حركة قومية، وعجزهم عن القطيعة مع الرأسمالية -والتي هي الشروط الأساسية لتلقي الدعم الأمريكي- بقي دعمهم بالضرورة مقتصرا على السكان الكرد. إن الإمبريالية الأمريكية هي القوة الأكثر رجعية على هذا الكوكب. إنها مكروهة بحق في جميع أنحاء الشرق الأوسط. والهدية المسمومة المتمثلة في الدعم الأمريكي لم تعمل سوى على عزل قضية الكرد عن جماهير المنطقة.

خيانة الإمبريالية
لقد حددت عفرين النغمة لما سيحدث بعد ذلك. فبعد التمكن من صد داعش في عام 2018، بدأ الأمريكيون يسحبون تدريجيا دعمهم للكرد. هذا الوضع أدخل الكرد، لفترة من الوقت، في ميثاق عدم اعتداء بحكم الأمر الواقع مع نظام الأسد ضد تركيا والاسلاميين، لكن ذلك لم يكن ليستمر. فقد انتهى الوقت الذي كان فيه الكرد قادرين على تحقيق التوازن بين تلك القوى ومواجهة بعضها ببعض.

لقد حلت تركيا محل الولايات المتحدة وروسيا باعتبارها الفاعل الرئيسي في سوريا، حيث قامت بتسليح ودعم هيئة تحرير الشام. والثمن الذي ستربحه تركيا مقابل دعمها سيكون غض الطرف عن أنشطتها. أما بالنسبة للإمبريالية الغربية، فإن الحصول على أكبر قدر ممكن من الغنائم و”المكاسب على الأرض” هو كل ما يهم. لذا سوف يعتمدون الآن بشكل متزايد على حلفائهم الأتراك لاقتطاع قطعة من الكعكة لأنفسهم.

ليست الولايات المتحدة وحدها من ترقص الآن على أنغام أردوغان في ما يتعلق بالكرد، بل وكذلك المملكة المتحدة وأوروبا.


تظهر هذه الحقيقة من خلال حملات القمع التي شنتها المملكة المتحدة ضد الجماعات الكردية على مدى الأسابيع الماضية. تم اتهام ستة أكراد بالانتماء إلى منظمة إرهابية، وهو ما يدل على النفاق الشديد من جانب الحكومات الغربية التي تعمل في نفس الوقت على مناقشة إزالة هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب. وفي الشهر الماضي، أوقفت ألمانيا منع بيع 40 طائرة يوروفايتر تايفون إلى تركيا. هذا درس قاسٍ عن الموقف الحقيقي للبلدان الإمبريالية تجاه “حقوق” الأمم الصغيرة.

من الواضح أن الجنرال عبدي قد توسل للولايات المتحدة للتدخل إلى جانبهم خلال الهجوم التركي الأخير. لكن الولايات المتحدة، وبدلا من ذلك، توسطت في صفقة وقف إطلاق نار صورية أجبرت الكرد على التخلي عن مدينة منبج للميليشيات المدعومة من تركيا. قال بايدن للكرد ذات مرة إن “الجبال ليست أصدقائكم الوحيدين”. قد يكون هذا صحيحا، لكن بايدن بالتأكيد ليس واحدا من هؤلاء الأصدقاء.

ماذا بعد؟
بعد أن حُشروا في الزاوية، صار بعض أقسام القيادة الكردية يفكرون الآن في محاولة التعاون مع النظام الجديد. وقد تم بالفعل اتخاذ خطوات نحو ذلك الاتفاق من جانب الجيش؛ وقد بدأ، على سبيل المثال، رفع العلم السوري الجديد على المباني الحكومية. ومع ذلك، فإن محاولة القيام بذلك ستكون خطأً فادحا.

لقد أظهرت سرعة انهيار نظام الأسد أن الدولة القديمة كانت قد تعفنت من الداخل. من المستحيل أن نقول على وجه اليقين ما الذي سيحدث بعد ذلك. لكن في الوقت الحاضر، تملأ مجموعات مسلحة أخرى الفراغ في الدولة، وتحتل البلد مجموعة من القوى الإمبريالية وأمراء الحرب.

تمتد قوات هيئة تحرير الشام من إدلب إلى دمشق، وهناك قوات عميلة للأتراك في الشمال، وميليشيات درزية في الجنوب، وإسرائيل في مرتفعات الجولان، والروس في الغرب، وجماعات مرتبطة بالولايات المتحدة في الجنوب الشرقي، كما أن تنظيم الدولة الإسلامية بدأ يتقدم مرة أخرى من الصحراء.

وفي معسكر هيئة تحرير الشام، وعلى الرغم من كل محاولاتهم لإعادة تدوير أنفسهم ليظهروا كـ”معتدلين”، هناك عدد غير قليل من الوهابيين المتشددين الذين لا شك أنهم مستاؤون من محاولة الجولاني الحصول على الاحترام.

يجب أن نسمي هذا باسمه الحقيقي: ردة رجعية شاملة، نتاج للإمبريالية والنظام الرأسمالي الذي خرب الشرق الأوسط، حيث لا تخدم أي من تلك الفصائل مصالح أي فئة من الجماهير المضطهَدة في سوريا. إن ما سوف ينشأ لن يكون دولة ديمقراطية يمكن للكرد أن يجدوا مكانا لهم فيها، بل تقسيما طائفيا وحشيا.

عندما كان “حلم روج آفا” في ذروته، تمكن من اجتذاب تعاطف الملايين. سيطر حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب (الذي أصبح لاحقا جزءا من قوات سوريا الديمقراطية) على قدر كبير من الأراضي داخل سوريا، في حين احتفظ حزب العمال الكردستاني وحزب الشعوب الديمقراطي بسلطة الأمر الواقع في سلسلة كاملة من المناطق في الأجزاء الكردية من تركيا، فضلا عن النفوذ الكبير في إيران والعراق. في عام 2015، انتفضت الجماهير في تركيا الكردية، استعدادا لصد هجمات الدولة التركية. لكن حزب العمال الكردستاني الذي خاف من إغضاب حلفائه، وخاصة الأمريكيين، ارتكب خطأً فادحا وقام بالتراجع، عندما كان ينبغي له أن يجمع بين تسليح سكان تلك المناطق وبين أساليب الصراع الطبقي والنداء الثوري للجماهير المستغَلة الكردية وغير الكردية. ومنذ ذلك الحين، واصلت القيادة السير على هذا المسار من التعاون مع القوى الإمبريالية. والآن يستعد الإمبرياليون لتنظيم خيانة رهيبة.


لقد تمت إضاعة العديد من الفرص. ونظرا لمدى فساد نظام الأسد، فلو كان الكرد هم الذين تقدموا للجماهير في سوريا بموقف طبقي تقدمي، لكانوا هم من أسقطوا النظام بدلا من هيئة تحرير الشام، وهو الشيء الذي كان ليضعهم في موقف أقوى بكثير. كان نظام الأسد مجرد حلقة ضعيفة في سلسلة الرأسمالية في الشرق الأوسط، والعديد من الأنظمة الأخرى فاسدة بنفس القدر. وكان من شأن التحول الثوري في سوريا، بقيادة الكرد، ليكون منارة للجماهير في جميع أنحاء المنطقة.

الكرد الآن في موقف دفاعي. والطريقة الوحيدة الممكنة للخروج من هذا المأزق هي الاعتراف بأن النضال من أجل الوطن لا يمكن حله من خلال النضال القومي العسكري المحض. لا يمكن تحقيق التحرر للكرد إلا من خلال النضال الثوري للإطاحة بأردوغان والإسلاميين في سوريا. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال النضال الثوري الموحد للجماهير الكردية وغير الكردية.

إن المطلوب هو فصل الطبقة العاملة والشباب الأتراك عن الطبقة السائدة التركية والدولة التركية. ومع ارتفاع معدلات التضخم والبطالة بين الشباب في تركيا، فإن الأرض مهيأة لذلك. وفي الوقت نفسه، صحيح أن الجماهير في سوريا تكره الأسد، لكنها لن تحب النظام الإسلامي الجديد أيضا.

إن الشيوعيين يدافعون بشكل مطلق عن حق الكرد في تقرير المصير. إن نضال الكرد ضد الدول القمعية التي ارتكبت العديد من الفظائع ضدهم هو نضال تقدمي ثوري في جوهره. ويمكن أن يتردد صداه ويجد تعاطفا بين ملايين العمال والشباب الذين يكافحون ضد التقشف والدكتاتورية والإمبريالية في جميع أنحاء العالم.

لكن ورغم كل ما حدث حتى الآن، فإنه من خلال النضال من أجل بناء حزب ثوري يضم الكرد وغير الكرد على حد سواء، واستخدام نداء قائم على أساس طبقي، وربط جميع نضالات شعوب المنطقة بشعار الفيدرالية الاشتراكية للشرق الأوسط، سيمكن تحقيق النجاح. هذه هي الطريقة الصحيحة للدفاع عن روج آفا ونشر الثورة. لكن هذا يتطلب تحقيق قطيعة كاملة مع الإمبريالية وسياسة التعاون الطبقي والرأسمالية.

ميلو كاسيدي

16 ديسمبر/كانون الأول 2024



#ميلو_كاسيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحملة التركية ضد الكرد: كيف خانت الإمبريالية روج آفا


المزيد.....




- براد بيت -مزيف- يُسقط سيدة في فخ أفقدها مالها وعلاقتها الزوج ...
- مصر تستنفر مع بدء وقف النار في غزة: سيارات الإسعاف وقوافل ال ...
- -حصن معاد للجوء-.. تعهد كيكل اليميني المتطرف المكلّف بتشكيل ...
- كيف ساهمت مصر بصفقة إسرائيل وحماس؟
- الحوثيون: نفذنا عمليتين ضد هدفين حيويين للعدو الإسرائيلي في ...
- نتنياهو: سنستمر في السيطرة على محور فيلادلفيا وعديد قواتنا ه ...
- إعلام عبري: بن غفير ووزراء في حزبه يعتزمون الاستقالة غدا من ...
- الدفاع الروسية تعلن تدمير مسيرتين أوكرانيتين واحدة فوق البحر ...
- السلطات اللبنانية تكشف حقيقة الأنباء المتداولة عن وفاة الرئي ...
- ‌منصة -تأكد- السورية تكشف حقيقة دخول أرتال عسكرية تركية إلى ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميلو كاسيدي - الحملة التركية ضد الكرد: كيف خانت الإمبريالية روج آفا