أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - يوم قيامة العراق!














المزيد.....

يوم قيامة العراق!


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8226 - 2025 / 1 / 18 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع اقتراب يوم 20 كانون الثاني , يوم تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الابيض والإدارة الامريكية , تكاثر الحديث من على منصات وسائل التواصل الاجتماعي , بانه جاء دور تغيير النظام في العراق واستبداله بنظام غير خاضع الى الإرادة الإيرانية , وبذلك تكون منطقة الشرق الأوسط تماما تحت الهيمنة الامريكية . معظم المعلقون , وهم معروفون بتوجهاتهم السياسية والطائفية وعداوتهم لنظام بغداد , يأملون من السيد ترامب ان يحارب بغداد حتى اقناعها بحل الحشد الشعبي , وبعكسه يطرحون على السيد ترامب اختيار سياسي من ضمن قائمة طويلة ليكون الرئيس الجديد للعراق ويعم الخير والبركة ,وتعود الديمقراطية المسروقة واحترام حقوق الانسان التي عودتنا عليها جدا حكومات قبل 2003.
انهم يحذرون بقيام القيامة في العراق اذا لم تغير بغداد سياستها تجاه ايران وإلغاء الحشد الشعبي , و يذكرون السيد ترامب بان الحصار الاقتصادي فعالا جدا ضد بغداد اذا لم تنصاع الى أوامره , حيث تحجب الحكومة الامريكية الإيرادات النفطية عن العراق وبذلك يرجع العراق الى عهد الفقر والحرمان ويموت الأطفال من الجوع والامراض وبتقلص الدعم الشعبي للحكومة , وتسهل التغيير . انهم نفس الملة التي كانت تتلذذ بعذاب العراقيون في سجونهم . تصور سخافة المعارضة العراقية تتحدث بالفم المليان بتجويع المواطن العراقي حتى يسهل وصولهم الى السلطة , وكان العراق ضيعة اورثوها من ابائهم !
وهكذا , وبكل سهولة وغباء يطرح أعداء النظام القائم طريقة تغيير النظام لأنه ليس بقدرتهم على تحريك الشارع العراقي ضد النظام القائم واسقاطه , وانما يريدون من السيد ترامب انجاز ما يصبون اليه . حيث يصورون ان ترامب يملك العصى السحرية يقول للملك كش , ويأتي بملك جديد يحكم الأرض والعباد . او ان تحت تصرف السيد ترامب جني مثل جني علاء الدين , يأمره بنقل المنطقة الخضراء الى احد جزر البحر الكاريبي , ويأتي بشخص معارض للنظام يسكن لندن او نيويورك او الأردن في لمح البصر.
هؤلاء الحالمون يتصورن انه لا مشكلة في ذهن الرئيس المنتخب ترامب الا مشكلة واحدة اسمها العراق , ولا تستقيم إدارة أمريكا له الا بعد تغيير النظام في بغداد العاصمة ! هؤلاء لا يفقهون ان امام الرئيس ترامب جبل من القرارات الملحة , اخرها هو التفكير بالعراق. وان ظهورهم المتكرر من على منصات التواصل الاجتماعي جعل منهم سخرية عند أبناء العراق. احد المعلقين العراقيين عندما وصف الذين يحثون على التغيير , وان التغيير قادم مع مجيء السيد ترامب بانهم ابطال " فلم هندي", أي قصة متكررة مع اختلاف وجوه الممثلين.
بالحقيقة , لا تسمع عن رغبة السيد ترامب بتغيير النظام في العراق , الا من أسماء ووجوه معروفة للعراقيين يثرثرون من على منصات التواصل الاجتماعي. لحد كتابة هذه السطور لم يخرج من الاعلام التابع للرئيس بايدن او ترامب أي إشارة تطالب بالتغيير في العراق, ولم اعثر على مقال في صحيفة محترمة تطالب تغيير النظام في العراق.
صحيح ان الإدارة الامريكية لديها بعض المشاكل مع بغداد , الا ان هذه الإدارة ترى ليس من الضروري التحرك نحو تغيير النظام او المطالبة به , خاصة وان الإدارة العراقية ترحب بحل المشاكل عن طريق المحادثات والنقاشات. ثم ان الإدارة الامريكية تعلم جيدا , ان التغيير في العراق غير ممكن بدون تحضيرات . انها تعرف جيدا قبولية المواطن العراقي لهذا النظام , بعد ان وفر لهم الامن والأمان . لقد انتهى ذلك الوقت الذي يجتمع ثلة من العسكريين في احد نوادي بغداد ليقرروا تغيير النظام صباحا. في ذلك الوقت كانت اذاعة واحدة في العراق , إذاعة بغداد في الصالحية في بغداد, هذا اليوم كل محافظة عراقية لديها ثلاث محطات إذاعية .
ان الحالمون بإرجاع الحكم لهم يرفضه العربي والكردي , الشيعي والسني . هؤلاء الحالمون هم أبناء وأصدقاء من سلم العراق خربة وشعب مقهور . الديوان خارجية تجاوزت 120 مليار دولار, تضخم مالي جاوز حد المعقول , 24,000% , ونسبة بطالة تجاوزن 70%. كان الأطفال وكبار السن يموتون اما من قلة الدواء او من سوء التغذية . لا احد من العراقيين يحب ان ترجع تلك الأيام السود مرة اخرى. وفوق كل الفقر والعازة التي عاشها العراقيون , كان القتل مستمرا بهم بشتى الاتهامات , حتى اذا سقط النظام ظهرت على السطح ما يقارب 300 مقبرة جماعية , البعض من الضحايا دفنوا وهم احياء. هؤلاء حكموا العراق 70 عاما ولكن سلموه وهو افقر دولة في العالم , لقد وصل دخل المواطن فيه اقل من دخل سنوي لاحد فلاحي الهند.
لقد تحرر النمر من قفصه , والعراقي سوف لن يقبل بنظام ديكتاتوري بغيض يتحكم بالعباد والبلاد . العراقيون ذاقوا طعم الحرية , وليس من المعقول اختيار غيرها , وهذا لا يطيقونه أعداء النظام الحالي في العراق. انهم تعودوا على الديكتاتورية ويعرفون جيدا انهم لا يستطيعون البقاء بدونها . وخير دليل على ذلك هو توسلاتهم بالأجنبي لتغيير النظام لهم . ولو لديهم الحس الوطني لاختاروا الانتخابات الحرة للوصول الى دفة الحكم لا التوسل بالأجنبي.
في العراق نظام ديمقراطي تعددي وان هناك انتخابات عامة يتنافس فيها عدد من الأحزاب السنية والشيعية والكردية , كل جهة تأخذ استحقاقها عن هذا الطريق . النظام في العراق لا يشبه نظام بشار الأسد . بسبب الحصار الاقتصادي على بشار اضطر بشار بالاعتماد على دول تساعده على محنته , وهي روسيا وايران . لا يوجد حصار على العراق , ولا العراق يحتاج الى مساعدات مالية, و علاقة العراق بإيران علاقة تاريخية ودينية لا تنتهي بقرار , وبذلك لا توجد ضرورة بان ينادي المنادي " جاء الدور على بغداد". أقول لهم احفظوا طاقتكم واظهروها يوم الانتخابات العامة .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرائق لوس انجلوس لم تكن دعوة مستجابة من الشيخ زيطه
- هل يستطيع دونالد ترامب وقف حرب أوكرانيا يوم 20 كانون الثاني ...
- لماذا تخل أصدقاء بشار الأسد عنه ؟
- هل ان غاز قطر قادر على طرد غاز روسيا من اوروبا ؟
- الطيور المهاجرة تأتي من شمال العالم لتصبح ثريدا في العراق!
- عندما يكون الاعلام عدوا لوحدة بلده
- سر تراكض العرب نحو سوريا
- ما بين احتلال العراق وسوريا
- كم ربحت تركيا وامريكا من التغيير في سوريا ؟
- انهم لا يحاربون الهلال الشيعي فحسب , وانما يحاربون القمر الس ...
- لماذا يكرهون شجرة عيد الميلاد ؟
- رسالة حزينة الى الشيخ احمد الوائلي في قبره
- النظام في بغداد باقي , وسقوطه مجرد حكي مقاهي
- اسف , لا اعرف ما سيحل بمحور المقاومة , ولكن اعرف كيف تقطعت ا ...
- تراخي جيش سوريا من اسقط الأسد , وهذا هو البرهان
- هل قراءة خبر - واشنطن بوست - الامريكية حول سقوط الرئيس بشار ...
- حتى لا تضيع سوريا بعد التغيير
- لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟
- ما هو - مرض الجلوس الطويل -, ولماذا يجب محاربته ؟
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الخامس


المزيد.....




- حماس ترفض الاقتراح الإسرائيلي وتقول إن تسليم سلاح المقاومة - ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تُعرقل إصدار بيان لمجموعة السبع يُدين الهج ...
- ما الذي يحدث في دماغك عند تعلم لغات متعددة؟
- الأردن يعلن إحباط مخططات -تهدف للمساس بالأمن الوطني- على صلة ...
- أبو عبيدة: فقدنا الاتصال مع المجموعة الآسرة للجندي عيدان ألك ...
- في سابقة علمية.. جامعة مصرية تناقش رسالة دكتوراة لباحثة متوف ...
- الإمارات تدين بأشد العبارات -فظائع- القوات المسلحة السودانية ...
- ديبلوماسي بريطاني يوجه نصيحة قيمة لستارمر بخصوص روسيا
- الحكومة الأردنية تكشف تفاصيل مخططات كانت تهدف لإثارة الفوضى ...
- -الحل في يد مصر-.. تحذيرات عسكرية إسرائيلية رفيعة من صعوبة ا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - يوم قيامة العراق!