أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - کاوە نادر قادر - خديعة أردوغان الكبرى: سلام زائف على حساب الكرد














المزيد.....


خديعة أردوغان الكبرى: سلام زائف على حساب الكرد


کاوە نادر قادر

الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 18:46
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كاوە نادر قادر
تعاني تركيا من أزمات متشابكة، معظمها ناتج عن النهج العسكري والأمني الذي اعتمدته الحكومة التركية في التعامل مع القضية الكردستانية. وكما صرح أردوغان نفسه ذات مرة: "حل القضية يبدأ من آمد (ديار بكر)." لكنه، في الوقت نفسه، فشل في تقديم أي رؤية سياسية واضحة تؤدي إلى حلول مستدامة.
بالنسبة للعقلية السلطوية التركية، قضية كردستان ليست مجرد أزمة سياسية عابرة، بل تحدٍ عميق متجذر في الهوية والسياسة الوطنية. في مواجهة الضغوط الداخلية والدولية، يلجأ أردوغان إلى الترويج لعملية "سلام" زائفة هدفها الأساسي خداع الكرد والرأي العام، دون تقديم أي تنازلات حقيقية أو حلول عملية.

"السلام الزائف": أداة للمناورة السياسية
تعتمد سياسة أردوغان تجاه الكرد على ازدواجية واضحة: ففي العلن، يروّج لفكرة "المصالحة"، بينما يستمر في تنفيذ عمليات عسكرية وأمنية تقوّض أسس الحل الحقيقي. هذه العملية ليست سوى وسيلة لتحسين صورته أمام الغرب والداخل التركي.
يدرك أردوغان أهمية القضية الكردستانية كأداة ضغط في علاقاته الدولية، خاصة مع الدول الغربية. ورغم أن الغرب لا يضع تركيا في مواجهة مباشرة مع حزب العمال الكردستاني، فإن هذا الحزب يُستخدم أحيانًا كورقة ضغط لتحقيق مصالح استراتيجية.
على الصعيد الداخلي، يُقدّم أردوغان "عملية السلام" كحملة دعائية تستهدف كسب الوقت في مواجهة التحديات المتصاعدة، سواء كانت اقتصادية أو سياسية. ومع ذلك، يفتقر إلى الإرادة الحقيقية لتحقيق المصالحة.
عبد الله أوجلان: رمز ورهان
عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني والمعتقل منذ عام 1999، كان دائمًا محورًا رئيسيًا في السياسات التركية تجاه الكرد. ولكن بدلاً من التعامل مع أوجلان كطرف سياسي مؤثر، يُستخدم وجوده كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية داخلية وخارجية.
في كل مرة تواجه الحكومة التركية أزمة داخلية أو خارجية، تعود قضية إطلاق سراح أوجلان إلى الواجهة. على سبيل المثال، خلال الانتخابات أو في أوقات تزايد الضغوط الغربية، يتم الترويج لفكرة الحوار مع أوجلان أو إطلاق سراحه كمبادرة لإظهار الانفتاح. ولكن هذه المناورات غالبًا ما تخدم أجندة أردوغان الخاصة.
يدرك الكرد أن أوجلان ليس مجرد شخصية قيادية، بل رمز للنضال الكردستاني. لذلك، فإن أي محاولة لاستغلاله لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأمد ستكون مكشوفة. علاوة على ذلك، أوجلان نفسه، وفقًا للمقال، يُدرك نوايا أردوغان وأبعاد خططه.

الديناميكيات الإقليمية: تركيا وإسرائيل والغرب
تتقاطع سياسات أردوغان الإقليمية مع قضايا دولية حساسة. أحد الأمثلة البارزة هو مشروع "ممر داود" الإسرائيلي، الذي قد يتداخل مع المصالح التركية في المنطقة. إسرائيل، رغم تقاطعاتها مع الكرد، لا ترى في قضية كردستان تهديدًا كبيرًا، بل ربما تنظر إليها كعامل استقرار في الشرق الأوسط بعد انتهاء الصراعات الحالية.
من ناحية أخرى، يحاول أردوغان استخدام قضايا مثل حزب العمال الكردستاني وحماس كأدوات ضغط على الغرب وإسرائيل. لكن هذه المناورات كثيرًا ما تؤدي إلى نتائج عكسية، حيث تضع تركيا في موقف ضعيف أمام التحالفات الدولية.
إستراتيجية أردوغان الجديدة: العودة إلى الماضي العثماني
في المراحل الأخيرة من مسيرته السياسية، يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول استلهام نماذج تاريخية من العهد العثماني، وتحديدًا تلك التي اعتمدت على توظيف الدين والقومية لتحقيق أهداف سياسية.منها تجربة إدريس البتليسي (1514) وهو عالم كردي بارز، دعم العثمانيين ضد الصفويين الإيرانيين في معركة جالديران. هذا التحالف أسهم في انتصار العثمانيين، لكنه كان قائمًا على استغلال العوامل الدينية والإثنية لتحقيق أهداف السلطنة.و تجربة حسن خيري (1923) ، الذي حارب إلى جانب مصطفى كمال خلال تأسيس الجمهورية التركية، كان من أوائل النواب الكرد في البرلمان التركي. لكنه لقي مصيرًا مأساويًا عندما أُعدم في ثلاثينيات القرن الماضي بعد حضوره جلسة البرلمان مرتديًا الزي الكردي التقليدي، في خطوة اعتُبرت آنذاك تحديًا للهوية التركية الموحدة التي فرضها النظام الجديد.
ما يغفله أردوغان في محاولته إحياء هذه النماذج العثمانية هو أن الوضع في كردستان اليوم مختلف تمامًا عن تلك الفترات التاريخية. فقد أصبح للکرد وعي سياسي وإقليمي أكبر، مع قدرة واضحة على فهم الأبعاد الجيوسياسية المعقدة. كما أن التجارب السابقة التي اعتمدت على استغلال الانقسامات القومية والدينية لم تعد مجدية في ظل تغير الظروف المحلية والإقليمية.
الخاتمة: نحو مشروع كردي وطني حقيقي
تُثبت الديناميكيات السياسية الحالية أن السياسات التي يروج لها أردوغان ليست أكثر من خدعة تهدف إلى كسب الوقت وتحقيق مكاسب سياسية مؤقتة.
على الكرد أن يدركوا مخاطر الانخداع بما يسميه أردوغان "المصالحة"، التي لا تعدو كونها مصالحة زائفة تهدف لتحقيق مكاسب سياسية مؤقتة. كما ينبغي لهم ألا يبالغوا في التفاؤل حيال الانفتاح الذي تظهره إسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا تجاه قضية كردستان، إذ أن هذا الاهتمام غالبًا ما يكون مدفوعًا باعتبارات جيوسياسية ومصالح استراتيجية، وليس بالضرورة بدافع مناهضة الظلم أو دعم حقوق الشعب الكردي.
مع ذلك، لا يعني هذا تجنب الانفتاح الدولي أو الخوف من الوقوع في خداع السياسات التركية. على العكس، ينبغي للكرد أن يعملوا على استغلال هذه الفرص بعقلانية ووعي سياسي لتعزيز قضيتهم، ولكن ضمن إطار مشروع وطني كردستاني متكامل يركز علی ترسيخ الوحدة الداخلية و تعزيز التضامن بين القوى الكردية المختلفة والاستفادة من الدعم الدولي بحذر و توظيف الانفتاح الدولي بحكمة دون الاعتماد المفرط عليه.وبناء مشروع وطني مستقل بتحقیق أهداف طويلة الأمد تُعزز من قوة الموقف الكردي إقليميًا ودوليًا.
15 ديسمبر 2025



#کاوە_نادر_قادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا أمام نظام الفيدرالية أو التقسيم: تحديات وآفاق
- منهجية السلطة السورية الجديدة: تحول في المواقف أم إعادة إنتا ...
- صراع المحاور الإقليمية في سوريا: توازن بين الاستقرار والأهدا ...
- الوساطة الأمريكية بين تركيا وقوات سوريا الديمقراطية: تكتيك أ ...
- الحملة الأمنية البريطانية ضد الكردستانيين: هل هي حماية للأمن ...
- التصعيد النووي الروسي: تهديدات فعلية أم مجرد -حرب كلامية-؟
- الرد الإسرائيلي على التهديدات: استهداف للقادة أم ضربات انتقا ...
- التنسيق الأمني بين العراق وإيران وتداعياته على شرق كردستان
- الدبلوماسية السرية بين إيران والولايات المتحدة: فرص التفاوض ...
- . التأثيرات المحتملة للانتخابات الرئاسية الأميركية على كردست ...
- انتخابات إقليم كردستان ام لعبة إقليمية ودولية جديدة
- عملية انتحارية في شركة توساش: انتقام للمذابح في كردستان أم ر ...
- إسرائيل وإيران: كيف تحدد أسواق الطاقة مسار التصعيد العسكري
- تسليح البنتاغون للبيشمركة: بين الجدل السياسي والأمني القومي ...
- في ضوء ثورة 19 يوليو 2012 في غرب كردستان تطویرهيكل الد ...
- قمة أمنية عراقية تركية في أنقرة لاجل التوصل إلى اتفاق يشبه ا ...
- ایران یعمل في اتساع نطاق الحرب بين حماس وإسرائيل
- تصاعد الضربات للطائرات التركية لا تنحني من عزيمة شعب كردستان ...
- رداً على التهديدات التركية على أراضي -روزافا- تكتسب المقاومة ...
- قانون الغابة لا یستطیع كسر إرادة الشعوب


المزيد.....




- قناة السويس: آمال بعودة مرور السفن التجارية بشكل طبيعي
- موافقة نهائية.. مجلس الوزراء الإسرائيلي يقر اتفاق غزة
- إسرائيل.. تفاصيل اجتماع الـ6 ساعات للموافقة على اتفاق غزة
- أول تعليق من بوتين على اتفاق غزة
- سوريا.. عودة ماهر النعيمي (فيديو)
- الجيش اللبناني: توقيف عميل لإسرائيل وإحالته على القضاء المخت ...
- نائب في برلمان غرينلاند: سكان الجزيرة لا يعارضون زيادة الوجو ...
- الدفاعات الجوية الروسية تدمر سبع طائرات مسيرة في سماء إقليم ...
- عودة أحد أوائل الضباط المنشقين عن نظام الأسد إلى دمشق بعد غي ...
- بوشكوف: عقوبات بروكسل ضد روسيا تضعف الدول الأوروبية في المقا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - کاوە نادر قادر - خديعة أردوغان الكبرى: سلام زائف على حساب الكرد