أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - بين فرحة الكرد وأصدقائهم: الرئيس مسعود بارزاني وتدشين مرحلة جديدة للكرد في سوريا















المزيد.....


بين فرحة الكرد وأصدقائهم: الرئيس مسعود بارزاني وتدشين مرحلة جديدة للكرد في سوريا


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8225 - 2025 / 1 / 17 - 18:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لقد مرّ قرن من الظلم الذي استهدف الشعب الكردي، أي منذ هيمنة العقل العنصري في سوريا، وإن بدرجات، وعلى مستويات، وأشكال تصاعدية متفاوتة، نتيجة تقسيم كردستان في اتفاقية سايكس بيكو" 1916" وما تبعها من سياسات إنكار وتهميش. إذ تعمقت هذه المعاناة خلال عهدي الوحدة والبعث، حيث مورست ضد الكرد سياسات ممنهجة لاستهداف هويتهم ووجودهم. ومع اندلاع الثورة السورية2011، برزت تحديات جديدة أعادت تشكيل المشهد الكردي، بين الاحتلال التركي للمناطق الكردية والخلافات الداخلية. في خضم هذه الأزمات، يبرز مرة أخرى دور الرئيس مسعود بارزاني كقائد يوحد الصف الكردي ويعيد الأمل لمستقبل أفضل.
خلافات كردية وسط أزمات وجودية

شهدت الساحة الكردية في سوريا خلافات بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، نتيجة الدور التسلطي لحزب العمال الكردستاني الذي حاول تقديم نفسه باسم هذا الأخير وسلبه القرار، بل سلب كرد سوريا قرار مصيرهم، ما أضعف موقف الكرد في مواجهة التحديات. هذه الخلافات استغلتها أطراف إقليمية ودولية لتعميق الانقسام. في الوقت ذاته، أسهمت الثورة السورية في كشف مدى هشاشة العلاقة بين المكونات السورية، خاصة مع ظهور شخصيات عنصرية استغلت الفوضى لضرب الكرد وتهميشهم.
النظام السوري، المدعوم من روسيا وإيران، استمر في سياساته القمعية، بينما وجدت تركيا وقطر في الوضع فرصة لفرض مخططات تغيير ديموغرافي في المناطق الكردية. ومع ذلك، تبقى القضية الكردية أكبر من كل هذه التفاصيل، إذ ترتبط بوجود شعب يواجه تحديات وجودية تتطلب وحدة الصف والقرار.

إن احتلال تركيا لمناطق عفرين وسري كانيي" رأس العين"2018-2019 عبر أدواتها المتمثلة في "الجيش الوطني السوري" جسد أحد أشدّ المآسي التي عانى منها الكرد. في عفرين، التي كانت كردية، كاملة، تم تهجير السكان الأصليين واستبدالهم بسكان من مناطق سورية أخرى- بل وبغير سوريين- في محاولة لتغيير هوية المنطقة. هذه السياسات شملت نهب الممتلكات، تدمير البنية التحتية، وقلع أشجار الزيتون التي تشهد على ارتباط الكرد بأرضهم.
ورغم صمود الكرد في وجه هذه التحديات، فإن السياسات التركية التوسعية لم تتوقف. تركيا أعلنت مرارًا أنها لن تسمح بقيام أي كيان كردي على حدودها، وواصلت التلاعب بالإحصاءات السكانية لتبرير أفعالها.
دور الرئيس مسعود بارزاني: قيادة حكيمة

الرئيس مسعود بارزاني لعب دورًا محوريًا في توحيد الصف الكردي ومواجهة التحديات، من دون أن ينسى إرسال برقية إلى السيد أحمد الشرع لقيت ترحيباً واهتماماً من قبله، حث فيها على الاهتمام بدور الكرد بعد أن توهم كثيرون من أعداء الكرد أن لا مكان للكرد في مرحلة ما بعد الأسد، أيضاً، كما كانت في عهود ظلم البعث. وذلك بعد لقاءات عديدة سابقة جمع فيها الأطراف الكردية في هولير/ أربيل1-2 ودهوك وصلاح الدين، إذ سعى الرئيس بارزاني، باستمرار، وبروح الحرص، إلى صياغة اتفاق سياسي يعزز وحدة الموقف الكردي. رغم العقبات التي عرقلت تنفيذ الاتفاقات السابقة، استمر بارزاني في جهوده، مُدركًا أهمية الوحدة لمستقبل الكرد.
وفي خطوة حاسمة، من قبله، أرسل الرئيس بارزاني ممثله د. حميد دربندي إلى قامشلي برفقة السفير الأمريكي، حيث عقد لقاءات
مع الجنرال مظلوم عبدي وقادة المجلس الوطني الكردي. هذا التحرك، الذي حظي بدعم دولي من الولايات المتحدة وفرنسا، أسفر عن اتفاق جديد يُمهّد لوحدة الصف الكردي.

رسالة الرئيس بارزاني للمستقبل
جاءت رسالة الرئيس بارزاني، في ظل تصاعد الخطابات العنصرية ضد الكرد، كدعوة لتوحيد الجهود والاعتراف بحقوق الشعب الكردي. مؤكدة أن تتأسس سوريا الجديدة بدعامات من شراكة حقيقية بين جميع مكوناتها، بمن في ذلك الكرد الذين كانوا ولايزالون جزءًا أصيلًا من تاريخ البلاد ونسيجها الاجتماعي، بل هم ثاني أكبر قومية تعيش فوق ترابها.
في المقابل، حاولت أطراف عنصرية استخدام الدين والسياسة لتهميش الكرد، إلا أن وعي الكرد ويقظتهم أحبطا العديد من هذه المحاولات. أبرز هذه المحاولات تمثلت في رسالة رابطة العلماء في تركيا- وتحديداً من قبل بعض وعاظ السلطان- والتي تصدى لها شيخ كردي شاب بكفاءة، عقب احتلال عفرين، عندما دعا بيانهم إلى إبادة الكرد وإطلاق فتوى باغتصاب نسائهم، ما يظهر أهمية التكاتف في مواجهة التحديات.

تعاطف دولي واستعداء عنصري محلي إقليمي
لعل ضمير الأسرة الدولية قد استفاق من غفوته، لاسيما من قبل شخصيات من أصدقاء الكرد الذين يقرؤون مشهد الشرق الأوسط على نحو دقيق، ويدركون مدى الظلم الذي لحق بالكرد، كأصحاب أول قضية في الشرق الأوسط، قاطبة، تعرضت لأعظم غبن تاريخي، وتم تذويب أبنائهم في بوتقات الدول التي احتلت خريطة كردستان، وفي العالم على حد سواء، إذ إن الكرد- على سبيل المثال- كانوا يشكلون جزءاً كبيرا في مدن وأرياف: دمشق- حماة- حمص- الساحل..، إلا أن أكثر هؤلاء قد تم تذويبهم، نتيجة سياسات التعريب التي فرضت منذ نشوء الفكرالعروبوي العنصري الذي عمد حتى إلى سياسات: التغيير الديمغرافي المصطنع- الجينوسايد الناعم إلخ، لإفراغ مناطقهم منهم، أو تهجيرهم، وكانت هناك جهات إقليمية راحت تعمل حتى مع بدايات الثورة السورية إلى إجراء- إحصاءات- مزورة. مضللة، بدفع من دوائر عنصرية في تركيا وقطر، للإيهام أن الكرد أقلية حتى في مناطقهم ليلتقوا مع سياسات بشار الأسد الذي أعلن قبل حوالي سنتين، ما معناه أن الكرد حتى في مناطقهم لا يزيدون عن16 بالمئة، بينما كانت نسبة الكرد في عفرين 100 بالمئة، وهكذا في كوباني وريفها، ناهيك عن الجزيرة، بل إنه في أحد إحصاءات مدينة دمشق في العام 1906-1908 تبين أن في دمشق وحدها ستين ألف كردي من أصل مئتي ألف مواطن هم مجموع السكان!
هؤلاء الذين سنوا سكاكينهم لذبح الكرد وتقاسم أموالهم وأملاكهم وحتى استباحة أعراضهم، وعدم التحرك أمام احتلال مناطقهم، بينما تضخيم الأمور عند وقوع انتهاكات في المناطق غير الكردية، وفي هذا ما يدل على عدم نزاهتهم، تجدهم يهللون أمام انحسار التعاطف مع الكرد، وعلى وقع خطابات وتصريحات أردوغان ووزير خارجيته، كما أنهم يعودون إلى- مربعهم المخادع- أنى ظهر تعاطف ما، متوعدين في هذه الحالة أو تلك-جيرانهم- الكرد الذين حموا مناطقهم من داعش، رغم وقوع أخطاء، لابد من تقديمها للعدالة أياً كان الجناة!

الاتفاق الأخير بين الأطراف الكردية، بفضل جهود الرئيس بارزاني، يُعد إنجازًا كبيرًا للشعب الكردي. الاحتفالات التي عمت الأوساط الكردية في الوطن والشتات تعكس مدى الأمل الذي يحمله هذا الاتفاق لتجاوز الخلافات وبناء مستقبل أفضل.
ورغم أن الطريق مليء بالتحديات، فإن وحدة الصف الكردي تمثل ضرورة وجودية وليست خيارًا. الأطراف المتضررة من هذا الاتفاق قد تحاول عرقلته، إلا أن الإرادة الشعبية ودعم القيادة الكردستانية بقيادة الرئيس بارزاني ستعيد الجميع إلى المسار الصحيح.
المرحلة المقبلة تتطلب تعاونًا أكبر بين الكرد أنفسهم واستثمار الدعم الدولي لتحقيق حقوقهم المشروعة. وحدة الصف الكردي، التي يقودها الرئيس مسعود بارزاني، تُشكل بارقة أمل للشعب الكردي في سوريا. بفضل حكمته ورؤيته، توضع القضية الكردية على مسار جديد يفتح آفاقًا واسعة لتحقيق تطلعات هذا الشعب الذي صمد طيلة قرن من الظلم.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخوة الكرد والعرب في سوريا: تاريخ مشترك ومسؤولية مصيرية
- حزب الملايين: كيف اختفى خلال ساعات؟ الأسدان الكبير والصغير أ ...
- اختلال المعايير: استتفاه الكبائر واستعظام الصغائر
- ما بعد سقوط الأسد: إعادة قراءة المشهد السوري
- بشار الأسد من بيت الأب إلى كرسي السلطة ومزارع المنفى
- في توصيف القيادة المطلوبة: رؤية في ضوء التاريخ والواقع
- التكاتف ضرورة في مواجهة التناقضات: دعوة إلى الكتابة بمسؤولية ...
- الكرد السوريون وخياراتهم: واقع معقد وآفاق مفتوحة
- ثقافة العنف بين إرث السلطة ودوامة الحرب2/2
- تشكيل الحكومة المؤقتة: خيارات خاطئة وتحديات المصالحة والبناء ...
- مفاهيم تُعيد إنتاج الاستبداد: قراءة نقدية في رؤى المرحلة
- التطرف بأشكاله: حرب مفتوحة على الكُرد وبيان من 170 كاتباً-1
- رسالة الأدباء والكتاب الكرد إلى السيد أحمد الشرع
- رسالة الأدباء والكتاب الكرد إلى الشرع
- الإرث الدموي في سوريا: كيف نعيد بناء المجتمع؟1/2
- سوريا بين الماضي والحاضر: أي مستقبل نريد؟ في إطاراستعادة وطن ...
- سوريا المتناثرة بين ثورتين: هل تحتاج كتابة الدستور ثلاث سنوا ...
- صمت المثقف السوري: محاولة قراءة في موقف النخبة من التحولات ا ...
- إنها مقومات حرب أهلية: مقدمات بغددة دمشق
- السوريون والخطط الوهمية: سيرومات الوهم


المزيد.....




- قطاع غزة.. إسرائيل تكثف القتل والقصف
- عمّان.. تظاهرات تحتفل باتفاق غزة
- صنعاء.. تظاهرات حاشدة ضد إسرائيل
- نتنياهو: تلقينا ضمانات أمريكية باستئناف الحرب في حال فشل الم ...
- مصادر فلسطينية: مقتل النجل الأكبر لـ-شبح القسام- عز الدين ال ...
- بيروت.. مباحثات لبنانية فرنسية
- طوفان غير مسبوق: مسيرة مليونية في اليمن نصرة لغزة وترحيبا بو ...
- جورج عدوان في بلا قيود: نطالب حزب الله أن يلتزم بما فاوض ووق ...
- تحديات داخلية تنتظر الحكومة الإسرائيلية في المرحلة الثانية م ...
- -سانا-: أحمد الشرع والشيخ محمد بن زايد يناقشان سبل تعزيز الع ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - بين فرحة الكرد وأصدقائهم: الرئيس مسعود بارزاني وتدشين مرحلة جديدة للكرد في سوريا