أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - هل يجرؤ الجيش على التبرؤ من كتائب البراء؟














المزيد.....

هل يجرؤ الجيش على التبرؤ من كتائب البراء؟


بثينة تروس
(Buthina Terwis)


الحوار المتمدن-العدد: 8224 - 2025 / 1 / 16 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالما أكدنا أن انحيازنا لشعار "لا للحرب" ليس من باب الحياد، وإنما هو أمر متسق مع ما نؤمن به من قيم أخلاقية، بأن السلام هو السبيل الوحيد للمواطنة المتساوية وتحقيق التنمية والاستقرار الدائم في البلاد. ولذلك، لم نتأخر في تقدير أفراح الناس باسترداد جزء عزيز من الوطن من عبث المليشيات. وهذا لا يتعارض مع إدانة طرفي الصراع بوصفهم مجرمي حرب. ولا نرى أن الرأي العام، الذي يسترزق من الأحداث رزقً اليوم باليوم، يمكن أن يخيفنا بإجبارنا على مساندة طرف دون الآخر بحجة أنه أقل ضررًا وأخف إجرامًا، أو أن للجيش عصمة لتمثيله مؤسسة الدولة! ونحن نشهد احتضان الجيش للمليشيات الجهادية الإرهابية التابعة للحركة الإسلامية العابرة للحدود. وطوال هذه الحرب، شهدنا عقب انتصارات الجيش على مليشيات الدعم السريع، كيف دعمت كتائب البراء بن مالك انتصاراتها لصالح كتائبها الجهادية، مما جعل الجيش في آخر أولوياتها. وقد سبق للجنرال البرهان ونائبه ياسر العطا أن اختارا الكتيبة وقائدها المصباح طلحة، الذي أصبح من المقربين للجيش، ومنحاه صلاحيات واسعة بعد أن زودوه بالأسلحة والذخيرة، وأتاحوا له التحدث باسم القوات المسلحة.
حين تمردت قوات الدعم السريع على الحركة الإسلامية وتخلت عن حمايتها طمعًا في قسمة السلطة مع الجيش، راهنت الحركة على قيادات الجيش لتكون في خدمة مليشيات الجهاديين. وبعد تحرير مدينة مدني وانتعاش أمل السودانيين في أن جيشهم قد حررهم، تعالت خطابات الكراهية والعنصرية المقيتة التي أدت إلى الإعدامات الميدانية والذبح واختطاف النساء وحرق الأطفال. وظهرت نفس اللغة السابقة التي استخدمها أحمد هارون، الأمين العام الحالي للمؤتمر الوطني، حين قال: "امسح، اكسح، ما تجيبوا حي، ما عندنا ليه مكان، ما عايزين عبءًا إداريًا"، فهم أبناء أم واحدة في الإجرام، فقد أحيَتها اليوم كتائب الجهاد بعد مذبحة سكان الكنابي. كما طالب الفلول بتصفية المتعاونين مع الدعم السريع وعدم الاحتفاظ بالأسرى، في دعوة لضرب النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي الذي جعل من الجزيرة نموذجًا مجتمعيًا فريدًا متماسكًا ومتعاونًا، دون التحقق من صحة الاتهامات. حتى إن تلك الانتهاكات طالت الأبرياء من أبناء جنوب السودان، بالصورة التي تنذر بتفجير أزمة دبلوماسية بين البلدين، والتعامل بالمبدأ الانتقامي الذي يعيد إلى الأذهان سيرة تقتيل الشماليين للجنوبيين.
ومن جهالات مليشيات الحركة الإسلامية أنها لا تدرك أن الكنابي هو شريان يربط بين إنسان الهوامش البعيدة وبقية أهل السودان المصغر في الجزيرة. فهم العمال الزراعيون للمشروع، ويعيشون في أفقر البيئات ويعانون من ظلم الحكومات المتعاقبة. ومن سخرية الأقدار الموجعة، فقد ظهر في أحد الفيديوهات أحد قيادات التحالف المشترك في حالة من التأثر، قيل إنه مستشار مناوي لشؤون الشباب والطلاب، حيث تم ذبح 8 أفراد من أسرته في جريمة الكنابي. ضحايا الحرب ولعنة الفتنة القبلية، وكان يعتذر لأسرته بأنهم قد تأخروا عن نجدتهم!
إذن، كيف يحمل الجيش المواطنين في الجزيرة وزر التعاون مع الدعم السريع، وهم الذين تقاعسوا وتأخروا عن تحريرها؟ مع العلم أن عدم تعاونهم يسوقهم إلى نفس المصير، بتهم العمالة مع الجيش، ومصيرهم المحتوم القتل والسحل والتعذيب. وهل تناسى الجيش أن وجود المتعاونين هو نتيجة تقصيره في حماية مدني، وانسحابه منها وترك سكانها عرضة للقتل، والانتهاكات، والاغتصاب، والنزوح؟ بل أغرب من ذلك، عفى الجيش عن القائد أبو عاقلة كيكل الذي كان يدير جرائم الانتهاكات الإنسانية في الجزيرة، ثم يعجز عن العفو عن المواطنين والأهالي المغلوبين على أمرهم.
وعندما استشري القتل خارج القانون في الجزيرة، وتعالت أصوات الإدانة والاستنكار للفظائع التي ارتكبت، اضطر البرهان إلى تشكيل لجنة بقيادة مساعد النائب العام للتحقيق وتقصي الحقائق حول ما حدث في (كمبو طيبة)، على ان تقوم بجمع الأدلة والتحقيق مع الشهود، كأن البلاد لها نظام عدلي وقضائي مستقل عن تنظيم الحركة الإسلامية! متناسياً انه أعاد محاكمها وقضاتها بعد انقلابه في 25 أكتوبر على ثورة ديسمبر المطالبة بالعدالة والحرية والسلام! هل ينجح الجنرال البرهان في محاسبة تلك المليشيات الجهادية التي أسسها وتولى رعاية عنفها، بل ويخشى غضبها؟ هل يجرؤ على معاقبتها؟ هل سوف يفيق قادة الجيش من ربقة العبودية للحركة الإسلامية ومخططاتها قبل فوات الأوان؟
إن ما حدث لأهالي الكنابي وما حدث في السابق من مذابح ود النورة وضحايا الهلالية وتمبول هو الاختبار الحقيقي لصدق الرأي العام والمدنيين المطالبين بالمواطنة العادلة لشعوب السودان كاَفة، والحلم بوطن يحترم المواثيق والعهود، ويحترم الإنسان وحقه في الحياة الكريمة دون تمييز، إذ قضايا حقوق الإنسان لا تتجزأ.



#بثينة_تروس (هاشتاغ)       Buthina_Terwis#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا سبيل لمدنية في حكومة مليشيا!
- الجنرال العطا مرشد عسكري لفلول الحركة الاسلامية
- التمييز بين الطلاب وتأصيل الأحقاد!
- نساء في حواضن الدعم والجيش!
- روسيا من دنا عذابها الي اخت بلادي!
- للذين قالوا لا للمدنية من بريطانيا!
- كارتيلات اخوانية وشعب في محنة!
- الي متي يلد الجيش ويبارك الشعب؟!
- السفير شرفي وراية السلام في الظلام!
- الفريق العطا الجنرال والوصاية الجبرية!!
- مشمعات المفوضية سبب الشكية!
- صوت الكنداكات وتنابلة السلطان!
- هواهم يجافي جنيف والجنينة!
- البرهان وساعتا التوهان!
- دبلوماسية (صرف البركاوي)!
- أم قرون ودواس الساسة الذكوريون!
- قلوب الاَثمين اَسنة من الظلم!
- قول عسكرية.. قول جاهزية!
- صناعة الموت! حرب المسيرات
- يا ضريح الشعب الحزين!


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بثينة تروس - هل يجرؤ الجيش على التبرؤ من كتائب البراء؟