أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - مأساة استقطاع 1% من قوت المتقاعدين والموظفين














المزيد.....

مأساة استقطاع 1% من قوت المتقاعدين والموظفين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 8223 - 2025 / 1 / 15 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستقطاع 1% الذي قررت الحكومة اعتباره " تبرعاً " خلق حالة من الاستياء العام و لأنه قرار جاء مقابل عجز في ميزانية الدولة حسب آراء واستنتاجات الخبراء والمتابعين للوضع المالي، وتناولنا في مقال سابق( التبرع الوطني الطوعي الحضاري وليس الاستقطاع الفوقي )،
حاثين الحكومة على التراجع عن هكذا اجراء تعسفي وتجاوز على حقوق المواطنين ذو الدخل الضعيف، ولكن الحكومة على ما يبدو مستمرة في عمليات الاستقطاع على الرغم من الاحتجاجات والاعتراضات من قبل آلاف المتقاعدين والموظفين، هذا التصميم على الاستقطاع من الرواتب الضعيفة اصبح شبه حركة جماهيرية رافضة، وفي الوقت نفسه جرت دعوة ملغومة للذين يرفضون الاستقطاع "في اعلان هيئة التقاعد العامة عن رابط على منصة (أور) تقديم طلب في حال عدم الرغبة بالإستقطاع" كي يتم إعفاء اسم من يرفض التبرع" وهي عملية صعبة جداً لأن أكثرية المتقاعدين ليس لديهم دراية او إمكانية باستخدام الحاسوب والانترنيت إضافة لأنها دعوة تعجيزية والاستقطاع مستمر " وتفاجأ المتقاعدون، يوم أمس الأحد 12 / 1 / 2025، باستقطاع مبالغ مالية من رواتبهم التقاعدية بأثر رجعي ويبلغ عدد المتقاعدين حوالي (4) ملايين متقاعد نسبة 1% اذا كان الراتب 300 الف ستكون المبالغ (12) مليار دينار مع العلم ان هناك روانب اعلى من 300الف دينار، وهذا ما أثار موجة من الغضب والاستياء في صفوفهم" وعلى ما يظهر ان هدف الحكومة من هذا الاستقطاع سد العجز من نفقات الدولة وقد ترفد العجز في الميزانية العامة حيث ستبلغ قيمة الاستقطاع حوالي ( 70 مليار دينار) شهريا وهذا ما اشار له الخبير الاقتصادي محمد الحسني، كما أشار الخبير الاقتصادي ايضاً الى إن "هناك رفضاً شعبياً من الموظفين والمتقاعدين اثر قرار استقطاع 1 % من رواتبهم" وعلى الرغم من الرفض الواسع والاعتراضات والمناشدات بعدم الاستقطاع فإن وزير المالية صرح مطالباً الموظفين بالتضحية لكي يساعدوا الحكومة في مواجهة الأزمة المالية التي " نشات من انخفاض سعر النفط " إضافة الى هذا الموضوع وحسب تأكيدات البعض من المتقاعدين انهم بلغوا بعدم دفع رواتبهم لشهر كانون الثاني 2025 بسبب العجز الحكومي المالي وأشارت جريدة طريق الشعب إنّ "الوضع المالي في البلاد شديد الصعوبة؛ فالإيرادات النفطية بالكاد تغطي الرواتب"
ان صيغة التبرع الذي هو في آخر الأمر استقطاع جبري"وجباية اجبارية" وان تغلف بكلمة "تبرع " لهدف معروف حسب تصريحات البعض من المسؤولين تخالف الدستور والمفروض ان تكون خاضعة للسلطة التشريعية وهذا لم يحصل مما يدل ان الغرض مبطن،مع العلم إن أغلبية العراقيين متضامنين مع الفلسطينيين والشعب اللبناني وبالضد من العنجهية الصهيونية الباغية، علماً ان هذا الاستقطاع ىسوف يؤثر سلباً على المستوى المعيشي السيء بالأساس المكبل بغلاء الأسعار وارتفاع أسعار المواد المعيشية والتدهور المستمر في الخدمات العامة وأزمة الكهرباء والماء التي أصبحت بعبع يرعب ملايين المواطنين ، من جانب آخر نجد الانخفاض سوف يصيب مخططات الحكومة بالخلل وبخاصة اعتمادها على النفط كاقتصاد ريعي وحيد الجانب في الاقتصاد العراقي مما قد يجعلها حسب طريق الشعب " اللجوء الى الاقتراض وهو ما يتطلب منها سداد 28 تريليون دينار، أو ترحيل هذا العجز إلى الحكومة المقبلة. وهذا سيضع الأخيرة في مأزق كبير نتيجة الإنفاق الحكومي غير المدروس".
ان الضحية الحقيقية لهذا التبعثر المالي ونقص الواردات هم الطبقات والفئات الكادحة والمستفيد الوحيد هو الفساد والفاسدين السراق ، وتطاول بالذات على ملايين المتقاعدين والموظفين أصحاب الدخل المحدود وبدلاً من العمل على تعديل رواتبهم ودعمهم فإن الحكومة تقوم بزيادة الطين بله ودفعهم الى أوضاع اكثر مأساوية وتزيدهم فقراً على فقر، وعلى ما يبدو فإن الحكومة لا تستمع لاستغاثات المواطنين ومطالبهم بوقف الاستقطاع المجحف، وتحاول اللجنة المالية البرلمانية وهي مرتبطة بالتحالف الحكومي تبرئة نفسها إلا أن الواقع المنظور يقول هي التي " اقرت ووافقت على الموازنة العامة ودعمتها وتدافع عنها باشكال مختلفة، ان استمرار الاستقطاع من رواتب المتقاعدين والموظفين عمليىة قهرية وعلى ما يظهر ان الحكومة لن تأبه بمشاعر ومطالب مئات الآلاف من المتقاعدين والموظفين بتحسين أوضاعهم المعيشية وليس التتفريط بها تحت اي حجة وهذا ماأشار له ياسر السالم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي " ان "رواتب الموظفين والمتقاعدين هي حقوق مكتسبة نتيجة سنوات من العمل والتضحيات، ولا يجوز المساس بها تحت أي ظرف"
نعم ان هذه الحقوق المكتسبة بتعب وعرق السنين العجاف يجب ان تصان من التلاعب والتجاوز وليس العكس وتحميلها فوق طاقتها، ان التبرع الطوعي لن يبخل المواطنين من المساهمة الواعية فيه لأن الشعب العراقي تضامن دائماً مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والشعب اللبناني وكافة الشعوب في العالم .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رباعيات عام 2025
- على اعتاب عام 2025 والاخطار مازالت تحدق بالعراق
- سقوط مشحون بالتداخل
- التبرع الوطني الطوعي الطريق الحضاري وليس الاستقطاع الفوقي
- أكتوبر حلم الوجود
- الطائفية نهجٌ والفساد يهيمن على العراق
- التفاؤل المعطوب بفوز دونالد ترامب
- تداعيات تشريفية في تشرين
- القسم الثاني / تداعيات الأوضاع واشعال الحرب في المنطقة
- تداعيات الأوضاع واشعال الحرب في المنطقة
- طالما تبقى أغاني!
- خصل متناقضة المنشأ
- الحرب الاقليمية والتهديدات الايرانية والعدوانية الإسرائيلية
- في رؤيا المدن المنكوبة
- الأعداء الرجعيون ضد قانون الأحوال الشخصية لعام 1959
- أطماع تركيا العدوانية في العراق
- بوابات الأيام جحيم معلن
- آفة الفساد طالت مجلس النواب في إلغاء اليوم الوطني
- محاولات لطمس ثورة 14تموز / 1958 التي حررت العراق
- الفكرُ عَظمةُ المنطق في الأحياء


المزيد.....




- وزير الخارجية العراقي: بغداد تلعب دورًا محوريًا في إطفاء بؤر ...
- الكرملين يكشف تفاصيل -الاجتماع المطوّل- بين بوتين ومبعوث ترا ...
- فرار مئات آلاف من مخيم في دارفور مع دخول الحرب عامها الثالث ...
- أمير قطر يزور روسيا في 17 أبريل
- الاتحاد الأوروبي يخطط لإعلان -خارطة طريق- للتخلي عن الطاقة ا ...
- استطلاع: تقريبا 50% من الأوكرانيين يعتقدون أن هناك فساداً في ...
- -فوربس-: روسيا تستخدم أنظمة حرب إلكترونية جديدة لمكافحة الطا ...
- ترامب يتهم طهران بـ -المماطلة- ويهدد بضرب مواقعها النووية
- هل ينجح ترامب ونتنياهو بمنع إيران من إمتلاك سلاح نووي؟
- الجزائر تعلن 12 موظفا بسفارة فرنسا أشخاصا غير مرغوب فيهم وتل ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - مأساة استقطاع 1% من قوت المتقاعدين والموظفين