(الرأسمالية هي وراء الفشل في منع حرائق لوس أنجلوس وتغير المناخ)

صوت الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 8222 - 2025 / 1 / 14 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هذا هو العنوان لمقال النقابي الأمريكي كاميرون هاريسون، العضو في الحزب الشيوعي الأمريكي، الذي حدد بدقة الأسباب الحقيقية وراء حرائق لوس انجلس، انها الرأسمالية، ذلك النمط الإنتاجي البشع، الذي لا يهمه سوى مراكمة رؤوس الأموال، وبأي طريقة كانت. هذا النمط الإنتاجي هو المسؤول الأكبر عن تغير المناخ، عن تدهور الطبيعة.

يبدأ هاريسون بالحديث عن "صنابير الحريق"، ويقول ان 20% منها كانت جافة لحظة الحريق، أي ان هناك نقصا كبيرا في امدادات المياه، فلم تكفي تلك المياه لحريق بذلك الحجم، لكن ما سبب ذلك النقص؟ بما ان الرأسمالية قائمة على مبدأ الربح ومراكمته، فقد سلعت كل شيء، الماء صار أحد السلع المهمة جدا، يقول هاريسون:

"يمتلك زوجان من المليارديرات، ستيوارت وليندا ريسنيك، حصة كبيرة من نظام المياه في كاليفورنيا - وهو نظام دفع ثمنه إلى حد كبير من قبل عامة الناس في المقام الأول".

يجني هذين الزوجين ما يقارب الثمانية مليارات دولار من بيع الماء، خصوصا وان شركتهم تسيطر على 57% من بنك المياه، الذي هو المورد الرئيسي للمياه في الولاية.

معروف ان ولاية كاليفورنيا فيها نحو 186 مليارديرا، وهو الرقم الأكبر في أمريكا، هؤلاء مساهمين مباشرين في تدمير البيئة.

النقطة الثانية التي يشير اليها هاريسون هي تخفيض أجور عناصر الإطفاء، فقد خفضت لوس انجلس من ميزانية الإطفاء بنسبة 17.5 مليون دولار، بمقابل رفع وزيادة تمويل إدارة الشرطة الى 126 مليون دولار. وهذا التخفيض المستمر انعكس سلبا على إدارة الإطفاء، وهو الذي دفع بأحد الأعضاء الرئيسيين في نقابة الإطفاء للقول "سنفقد الجميع" وهو يشير الى عناصر الإطفاء.

بما ان الرأسمالية قبيحة ولا تملك ذرة اخلاق، فأنها تلجأ الى استغلال السجناء في إطفاء الحرائق، وتدفع لهم ما بين 5-10 دولارات، وهؤلاء يشكلون ثلث عناصر الإطفاء في ولاية كاليفورنيا، وبسبب الظروف الفظيعة في سجون الولاية، فأن السجناء يفرحون بإطفاء الحرائق، رغم خطورتها عليهم، فقد توفي أربعة من هؤلاء السجناء... فأي قباحة هذه.

أحد أهم عوامل الحرائق المشتعلة في لوس انجلس كانت التغيرات المناخية، فهاريس يشرح هذه النقطة بشكل كاف، فالرأسمالية تستحوذ على كل شيء "الماء، الغابات، المعادن.. الخ، " لا يهمها شيء ابدا، يقول هاريسون بشكل رائع:

"نفذوا حملة طويلة الأجل ضد العمل المناخي، واستخدموا العلم المزيف، ومضايقة العلماء، وزرعوا "عدم اليقين" ضد الإجماع العلمي من خلال وسائل الإعلام المؤسسية والسياسيين على حد سواء".

نمط الإنتاج الرأسمالي لا تهمه الأرض ابدا، لا يهمه الانسان، لا تهمه حياة الناس وصحتها ورفاهيتها، ما يهمه شيء واحد "مراكمة أرباح الرأسماليين"، لهذا فأن الأرض تهرم شيئا فشيئا في عهده، وقد تنتهي الى الابد.

شكرا لك كاميرون هاريسون على هذه المقال الممتاز والرائع.

طارق فتحي

رابط المقال:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=854563

#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات