النظام الإيراني يقترب من حافة الانهيار

نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان
(Nezam Mir Mohammadi)

الحوار المتمدن-العدد: 8221 - 2025 / 1 / 13 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مر العام 2024، ثقيلا جدا على النظام الايراني بحيث إفقده توازنه وجعله في حالة ترنح ليس من السهل عليه إخفائها، وهذا ما يذکرنا بالعام 1978، الذي مر أيضا ثقيلا على نظام الشاه ومهد الطريق لسقوطه في العام التالي.
العديد من الانظمة الدکتاتورية تواجه سلسلة أحداث دراماتيکية مثل النار الهادئة التي تتبين تأثيراتها الحاسمة في بعد غير إن الاحداث العاصفة التي جرت في العام السابق، أي 2024، لم تکن بتلك الصورة، وإنما کانت ساخنة جدا بحيث کوت النظام الايراني أشد کوية، والمشکلة إنه في الوقت الذي يريد فيه النظام معالجة کويته فإن الاجواء الايرانية تزداد سخونة أکثر من أي وقت مضى بما يجعل النظام ينسى کويته ويسعى من أجل تلافي إحتراقه!
النهج المشبوه الذي تبناه النظام الايراني وإلتزم به طوال ال45 عاما المنصرمة، هو نهج فريد من نوعه سواءا على الصعيد الداخلي أم الخارجي، فهو نهج متسم بطابع من العدوانية غير العادية التي يمکن القول وبکل ثقة إنها تفتقد المشاعر والاحاسيس الانسانية الى أبعد حد.
المراهنة على التغيير من داخل النظام من قبل دول عديدة في العالم من خلال الانخداع بمسرحية الاعتدال والاصلاح التي إبتدعها النظام الايراني من أجل أن يحقق أهدافا وغايات ويتجنب المزيد من الضغط والعقوبات عليه،تبين في نهاية المطاف بأنه لم يکن سوى سراب بقيعة ليس إلا، في وقت کانت المقاومة الايرانية قد أکدت بأن هذا النظام ومن خلال نهجه المتزمت لا يقبل التغيير بأي شکل لأن مجرد قبوله بالتغيير يعني سقوطه، ولهذا فإن العديد من البرامج والسياسات المشبوهة والعدوانية قد تم العمل بها خلال الاعوام التي کان فيها رٶساء من المنتمين الى ما يسمى بالاعتدال والاصلاح.
العلاقة القوية والملفتة للنظر في نهج النظام تجاه الشعب المبني على الممارسات القمعية وبين نهجه في تصدير الارهاب وإثارة الحروب في المنطقة والتي أکدت عليها المقاومة الايرانية وشددت على إن إصرار النظام على التمسك بالتدخلات وتصدير الارهاب وإثارة الحروب يأتي لأنه لو تخلى عن ذلك فإن ذلك من شأنه أن يقلب الاوضاع في إيران رأسا على عقب ويمهد لسقوطه الحتمي، وقد جاءت أحداث عام 2024، لتٶکد هذه الحقيقة وإن حالة الخوف والتخبط التي باتت تطغي على النظام، تٶکد ذلك بل وحتى إن المناورة التي أجراها النظام في طهران في العاشر من ديسمبر الجاري، والتي شارك فيها 110,000 عنصر من ميليشيا الباسيج شبه العسكرية، فإنها کانت من أجل إثارة الخوف والرعب في نفوس الشعب الايراني من أجل عدم مواجهته للنظام، لکن وکما أثبتت الاعوام السابقة التي کان النظام فيها لا يزال قويا فإن الشعب إنتفض بوجهه وحتى کاد أن يجعله أثرا بعد عين، فإنه وبعد أن وصل الى ما يمکن وصفه بأرذل العمر، قد أصبح قاب قوسين أو أدنى من اللحاق بسلفه نظام الشاه.
بالنظر إلى هذا الوضع الذي يعيشه نظام الملالي، قالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للفترة الانتقالية، في جلسة عُقدت بتاريخ 11 يناير في المقر الرئيسي للمجلس الوطني للمقاومة بحضور شخصيات بارزة أمريكية وأوروبية:
نظام الملالي في مأزق من جميع النواحي. لذلك، يحاول إقناع الحكومات الغربية بمواصلة سياسة المهادنة والاسترضاء.
للأسف، في الثلاثة عقود الماضية، عندما كان النظام على حافة الهاوية، قامت الحكومات الغربية بدعمه.
مثال على ذلك كان في انتفاضات عام 2009 ومثال آخر في انتفاضة 2022. لاحقًا، اتضح أنه في تلك الفترة كان المبعوثون الأمريكيون يتفاوضون مع النظام.
مثال آخر مهم كان في عام 2002، عندما جمعت الولايات المتحدة أسلحة جيش التحرير الوطني الإيراني. كان ذلك خطوة رحب بها النظام.
هذه السياسة ساعدت في انتشار التطرف وإشعال الحروب بقيادة طهران في المنطقة. كما حفزت الملالي على متابعة برنامجهم لصناعة القنبلة النووية.
اليوم، حانت لحظة حاسمة أخرى في تاريخ إيران. الشعب الإيراني قد بدأ التحرك نحو إسقاط النظام.
كما قلتُ في جلسة في مجلس الشيوخ الأمريكي في 11 ديسمبر2024، فإن إسقاط هذا النظام في متناول اليد والمقاومة الإيرانية تملك الشروط الضرورية لنقل السلطة إلى الشعب بعد إسقاط النظام.

#نظام_مير_محمدي (هاشتاغ)       Nezam_Mir_Mohammadi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات