كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 8221 - 2025 / 1 / 13 - 08:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شنت دولة الاحتلال مع الولايات المتحدة وبريطانيا يوم الجمعة 10/1/2025 هجوما مشتركا، لأول مرة، على أهداف في اليمن شملت محافظات العاصمة صنعاء، وعمران، والحديدة استهدفت محطة كهرباء، وميناء الحديدة، وبنية تحتية ومنشآت مدنية، وزعمت أنها قامت بهذا العدوان الثلاثي كرد على مساندة اليمن لغزة بإطلاق صواريخ على دولة الاحتلال، وعلى السفن التجارية المتوجهة إليها. فما هو الهدف من شن هذه الاعتداءات؟ وهل ستؤدي إلى إضعاف المقاومة اليمنية ووقف هجماتها على دولة الاحتلال؟
هذا العدوان على اليمن الذي يعاني من سنوات الحرب التي شنتها عليه السعودية والإمارات لإضعافه وتمزيقه، ومن أوضاع اقتصادية صعبة، ويقف بشجاعة وصلابة مع غزة والمقاومة، ويرفض الانصياع للإرادة الأمريكية الصهيونية، جاء بعد أن تمكنت إسرائيل من تدمير غزة، ومن توجيه ضربة قوية لحزب الله في لبنان وانتخاب رئيس لبناني جديد أعلن عزمه على تجريد الحزب من سلاحه وإبعاده عن الجنوب وحماية الحدود الإسرائيلية بدعم ومباركة أمريكية أوروبية عربية، وبعد تغيير النظام في سوريا وإنهاء الوجود الإيراني الداعم للنظام السابق ومحور المقاومة، ونجاح دولة الاحتلال في تدمير مقدرات الجيش السوري واحتلال أراض سورية بعد سقوط النظام.
ولهذا فإن الهدف من هذا الهجوم ليس ضرب وإضعاف قدرات " أنصار الله " الحوثيين على استهداف دولة الاحتلال والسفن المتجهة إليها وإخراج اليمن من محور المقاومة فقط، بل إن الهدف الرئيسي منه هو تغيير النظام السياسي اليمني واستبداله بنظام موال للغرب والسعودية يوافق على تصفية القضية الفلسطينية، ويقبل التطبيع مع دولة الاحتلال، ويساهم في محاصرة إيران وتقليص نفوذها في المنطقة العربية، ومن ثم في إنجاح المشروع الأمريكي الصهيوني بإقامة شرق أوسط جديد تهيمن على نظم حكمه وتتحكم بقراراته السياسية وثرواته ومصيره الولايات المتحدة وإسرائيل.
الشعب اليمني العروبي الأصيل الذي تعرض للاعتداء الثلاثي قبل بضعة أيام، ويتعرض لهجمات أمريكية أوروبية منذ السابع من أكتوبر 2023 بسبب موقفه الداعم لغزة، ولظلم بعض الحكام العرب الذين يشاركون في قتله وتدمير وطنه معروف بشجاعته وتصديه لأعدائه، وولائه لأمته العربية، ودفاعه عن قضاياها خاصة القضية الفلسطينية؛ ولهذا فان محاولات الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الاحتلال وعملائهما العرب لمنعه من دعم المقاومة، والهيمنة عليه، والتحكم بمصيره ستفشل كما فشلت محاولات الدولة العثمانية في بسط سيطرتها على كامل ترابه، وكما فشلت السعودية في حربها ضد نظامه الجمهوري في الستينيات من القرن الماضي، وفي الحرب التي شنتها عليه تحت مظلة ما أسمته " التحالف الإسلامي " خلال السنوات الماضية، وسينتصر ويساهم في خلق عالم عربي مقاوم رافض للاستسلام والتبعية والذل!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟