أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عامر موسى الشيخ - قطيعة الأجيال !!














المزيد.....


قطيعة الأجيال !!


عامر موسى الشيخ
شاعر وكاتب

(Amer Mousa Alsheik)


الحوار المتمدن-العدد: 8221 - 2025 / 1 / 13 - 02:48
المحور: قضايا ثقافية
    


ها قد دخلنا السنةَ الخامسة بعد العشرين من الألفية الثانية ، نطويها ، ونتقدم إلى الأمام دون الإحساس بمستويات القطيعة المعرفية التي نعيش فيها مع أبناء ما بعد الألفين من حولنا.
أجيال تنمو وتنبت بسرعة غريبة متسارعة ، يكبرون فجأة دون أن نحسّ بهم ، و على مستوى الأنماط الفكرية والسلوكية فهم لديهم أنماطا ومعارف وأماني خاصة ، ومنها يعرفون كل مخافي الدينا ، إلا مخافي بلادهم !!
للحظة يشعر من يكبرهم بالعمر بأنه غريب بينهم ، وهم أيضا يشعرون بالغربة ذاتها مع الأجيال السابقة ، وهذا أمر طبيعي ، فإنّ الذي قبلهم كان قد عاش حياةً غير حياتهم ، بمعطيات تختلف ، وظروف خاصة بمقومات فقيرة جدا ، ومصادر معلومات شحيحة تكاد أن تُختصر على مصدر واحد، و يعمل هذا المصدر على أن يُنمطه على نسق واحد ، باتجاه واحد ، دون فسح المجال أمامه بأن يفكر أو ينقد ، إذ كان الآباء كثيرون فمن الأب البيلوجي الوالد في البيت ، إلى الشارع المحاط برجال السلطة ، إلى المعلم في المدرسة ، والأستاذ في الجامعة أو المعهد وصولا إلى الجيش الإلزامي الذي يضاعف من حجم التسلط القسري والجبري المهين للذات الإنسانية ، وما إن يتحرر من هذه القيود حتى يجد نفسه بأنه قد تطبع على الاستجابة السلبية أمام كلّ شيء ، حتى تحول إلى آلة للطاعة و الاستجابة لتلبية الرغبات وسط واقع فقير مرير ، وحياة أكثر مرارة ، وفي النتيجة أنه يتحول إلى كائن مدجن مسكين!.
بعد أن تحرر هؤلاء – بعد 2003- من ذلك كله ، وجدوا أنفسهم في مساحات من الحرية الكبيرة المفتوحة إلى أبعد نقطة ممكنة ، فباتوا منشغلين بترميم ثقوب أيامهم السابقة ، ونسوا أن يحكوا القصة إلى الأجيال الجديدة ، وكيف أنهم عاشوا من ذي قبل في تلك المهانة ، على تلفزيون واحد يُفتح ويُغلق في أوقات محددة ، نصف برامجه تذهب إلى خطب الرئيس وشرحها ، وجهاز راديو ينقل أخبار الرئيس نفسه ، وصحفا يومية تنقل صوره ؟!.
لم يحكِ هؤلاء لأولادهم عن أنهم كانوا يعيشون دون هواتف نقالة مربوطة بالشبكة العالمية ، وإن عناء الحصول على أي شيء كان قصة منعزلة عن الحصول على الشيء نفسه ، على العكس مما نعيشه الآن من تقنيات اتصالية توصل لك أي شيء من أي مكان في العالم!!.
ومما يُحزن في أيامنا هذه أن نطالع مقولات وأفكار الأجيال الجديدة والتي هي متاحة جدا بسبب مواقع التواصل الاجتماعي الذي يعكس أفكارهم وأراءهم ، بأنهم لا يعرفون شيء عن تاريخ بلادهم الحديث ، ومما يساق من مثال في هذا السياق ؛ أن عدد كبيرا منهم كان قد علّق مستغربا على واحدة من أغاني الحرب العراقية الإيرانية ، من اللواتي تذاع سابقا وبشكل مستمر أيام الحرب ، ويسألون لماذا هناك أغنية عراقية قديمة عنوانها (أهل العمارة )!! .
يسألون متعجبين من الكلمات والموسيقى ولا يعرفون أن هناك من كان يغني وهناك من يموت عبثا في حرب عبثية ، المحزن في هذا أن الأولاد والبنات يكتبون ويعلقون بشغف : " ليحدثنا من كان قد عاش لماذا فقط أهل العمارة ؟ وماذا تعني هذه الأغنية ؟ " وغيرها من الأسئلة التي تخصّ الماضي القريب ، وفي الواقع أنها أسئلة منطقية وواقعية جدا تعكس وعيا خاصا لدى هؤلاء في محبة المعرفة عما جرى في بلادهم .
ولكن لماذا هؤلاء لا يعلمون شيء ؟ لماذا تبدو الأمور عدهم ضبابية ؟ لماذا لا يعرفون ؟ لماذا لا تتجه الدولة إلى الإجابة عن أسئلتهم ، وتقدم صياغة محكمة ومدروسة توضح لأبناء هذا البلد ما جرى ؟ .
كل يوم نشهد من هذه الأسئلة التي تنتجها مطاحن المعارك الكلامية في التواصل الاجتماعي، وفيها تقوم الدنيا ولا تقعد بالسباب والشتائم الغريبة والعجيبة .
إن ذلك تعود أسبابه إلى شيء واحد أن هؤلاء الشباب لم يتعرفوا على تاريخ بلادهم ، ولم يتعلموه ، لا في المدارس ولا في البيوت للأسف ، لذلك يتجهون إلى مواقع التواصل للسؤال ، وهذه الأخيرة تقدم لهم معلومات منقوصة ، تمثل وجهات نظر أصحابها الذين يكتبونها بحسب خلفياتهم ومرجعياتهم ومدى استفادتهم وخسارتهم سابقا ولاحقا .
المشكلة الأكثر تعقيدا ، أنني اكتب هذا هنا ، وكلي يقين بهذه الحروف ستمر دون تأثير يذكر ، أو من دون قراءة حتى ، وهذا مبدأ آخر أسهم في توسيع دائرة القطيعة ، والإحساس باللاجدوى.



#عامر_موسى_الشيخ (هاشتاغ)       Amer_Mousa_Alsheik#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاكرة المجتمعية وفعل المواجهة
- كرنفال الشتائم الوطني!!
- من أدب السيرة الذاتية - ق.م سيرة سجين سياسي - للؤي عمران مثا ...
- بين يوسف الرفاعي وعبد الحميد السماوي
- قراءة في أدب مدينة السماوة التسعيني ... ديوان - مآرب أخرى - ...
- لذة اللبان الوطني المرّ
- في الذكرى الثانية على رحيله ... حامد فاضل الراسخ المجرّب
- أتذكر الدرويش ( إلى محمود درويش وهو يتذكر السياب )
- المغسلة الانتخابية
- سيرة الوطن والمواطن ... قراءة في مذكرات الدكتور غازي الخطيب
- التاريخي والأدبي .. في -صورة أخرى لجمشيد - لنعيم شريف
- كلام بطران مُعاد !!
- الطفولة المعدمة في سماء من خشب لزين العزيز
- واثق الحسناوي يبحث في - الموسيقى عبر التحليل الاشهاري -
- محو الحياة في مراثي الفراشات للشاعر نجم عذوف
- مقطع عرضي لنا
- - نسّاي - يوسف المحسن تمحو ذاكرة النوع
- السؤال عن الشعر في مدونة الشاعر قاسم والي ... قراءة انطباعية
- رسائل حكايات - الدرهم الأخير - للؤي عمران.
- الثنائيات الضدية في ألف صباح وصباح لحامد فاضل


المزيد.....




- وسط حرائق الغابات.. مشهد مرعب لتكون -إعصار ناري- في لوس أنجل ...
- حزب الله امتنع عن التصويت.. تكليف نواف سلام بتشكيل حكومة لبن ...
- ميلانيا ترامب تحزم حقائبها وتستعد للعودة إلى البيت الأبيض وإ ...
- مودي يفتتح نفقا استراتيجيا في كشمير
- خبراء وعسكريون يكشفون لـRT كيف تغير سيطرة الجيش على ود مدني ...
- الدفاع المدني بغزة ينشر إحصائية لهجمات الجيش الإسرائيلي منذ ...
- أحمد المنصور.. من هو المصري الذي أسس حركة ثوار 25 يناير في س ...
- الجزائر تتهم فرنسا بالتصعيد وانتهاك القوانين في قضية ترحيل ب ...
- حرائق كاليفورنيا تشعل الجدل حول نظرية المؤامرة واتهامات تطال ...
- للمرة الثالثة، إرجاء الحكم في قضية فساد ضد رئيس الوزراء البا ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - عامر موسى الشيخ - قطيعة الأجيال !!