(( الديمقراطية الفاشية))

نجم الدليمي

الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 23:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الراسمالية -- هي التعبير المكثف عن النظام العبودي - الاقطاعي ولكن بوسائل حديثة ومن اهم المشتركات بينهما هي:: الاستغلال والاضطهاد الطبقي والملكية الخاصة لوسائل الانتاج واشعال الحروب غير العادلة ... وهذه السمات المشتركة الرئيسية تتم باسلوب اكثر حداثةفب الراسمالية من خلال استخدام التكنولوجيا. ان الكولينيالية والنيوكولينيالية سمة ملازمة للراسمالية المشعلة للحروب والفتن الطائفية وخاصة في مرحلتها المتقدمة الامبريالية.

ان الفاشية والنازية هما وجهان لعملة واحدة وهما اللقيطان الشرعيان للتشكيلة الاجتماعية والاقتصاديه للراسمالية وخاصة في مرحلتها المتقدمة الامبريالية. ان الحرب العالمية الأولى والثانية وما يسمى بالحرب الباردة والحروب الاقليمية والسيناريوهات السوداء والكارثية واشاعة الارهاب والفوضى وعدم الإستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي..في العالم تتحمله الراسمالية لآنها مشعلة للحروب والفتن الطائفية ورافضة للسلام والتعايش السلمي. وان الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية لا يمكن ان تتطور الا من خلال الاستحواذ على ثروات الشعوب واشعال الحروب غير العادلة والسيطرة على الاسواق الخارجية من اجل تصريف ((فائض)) بهدف تعظيم الربح بالدرجة الأولي لان الربح يعد احد اهم المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية للراسمالي وبدون ذلك تنتهي ،تموت الراسمالية ،وهنا نذكر القارىء الكريم ما قاله ماركس (( امنوا 30 بالمئة ،ينشط،50 بالمئة ،تتملكه جرأة مجنونة ،100 بالمئة ،يدوس بالاقدام جميع القوانين البشرية ،300 بالمئة ،ليس ثمة جريمة لا يجازف بارتكابها حتى ولو قادته إلى حبل المشنقة)).اليوم تجارت السلاح ،المخدرات،بيع السلع الحية ،الحروب غير العادلة للمجمعات الصناعية الحربية في دول المركز وخاصة في اميركا يتم تحقيق ارباح خيالية من 1000---3000 بالمئة تصب لصالح الاوليغارشية الحاكمة وحاشيتها في دول المركز وغالبية دول الأطراف

ان هذا النهج اللاشرعي واللاقانوني واللاانساني العدواني من قبل القوى الامبريالية بزعامة الامبريالية الامريكية اتجاه شعوب العالم ناتج عن تفاقم واشتداد المشاكل الإقتصادية والاجتماعية والمالية والثقافية والاخلاقية..في مجتمعهم الطبقي البرجوازي ،المجتمع الراسمالي وخاصة في مرحلته المتقدمة الامبريالية.

معروف ان السياسة الكولينيالية التي اتبعتها الإمبراطورية البريطانية اتجاه افريقيا والهند...وفرنسا احتلالها نصف افريقيا وبلجيكا والكونغو ،والامبراطورية الإيطالية استعمرت الصومال وليبيا واثيوببا...،الامبراطورية المانية استعمرت قسما من دول افريقيا واسيا...ففي بداية القرن العشرين تم تقاسم معظم دول العالم بين الامبراطوريات الغربية وفق للقوة والنفوذ المالي والعسكري...،وتم اتباع نهج العبودية والظلم ضد هذه الشعوب ونهب ثروات الشعوب من اجل تصريف جزء من ازمة نظامهم المازوم بنيويا.

ان خطر الفاشية- النازية كان ولا يزال قائم اليوم وخطر الحرب الكونية كذلك غير مستبعد ،بدليل، ان وحدة السلطة السياسية مع القوة الاقتصادية هذا قد ساعد هتلر من اجل ان يشعل حربه الفاشية ضد إلدول بهدف السيطرة عليها والاستحواذ على ثروات شعوبها بدليل نصف اوربا كانت تحت اليهيمنة الفاشية ،اسبانيا،البرتغال،رومانيا،هنغاريا،المانيا الفاشية - الهتلرية التي حظيت بدعم واسناد مالي من قبل الرأسمال العالمي بدليل ان الصناعة الالمانيه والصناعات العسكرية الالمانية تطورت بدعم واسناد الراسمال الاميركي وفي بريطانيا وفرنسا كان عدد غير قليل من الراسمالين يتعاطفون مع الفاشية الالمانيه وهتلر وموسوليني . ان القيادة الأمريكية والبريطانية لم تكن لديه ثقة بالاتحاد السوفيتي واعتبروا الشيوعية تشكل خطرا جديا على نظامهم الراسمالي الديمقراطي وكانت العلاقات بين الطرفين يشوبها الحذر المفرط ،وان العداء البولوني ضد روسيا كان عداء تاريخي وكان هدف القيادة البولونية هو اضعاف ثم تفكيك روسيا وفي عام 1925 كان هدف هتلر الاستيلاء على اوكرانيا وكذلك شرق الاتحاد السوفيتي.

في 19-9-2019، حمل الاتحاد الاوربي مسؤولية الحرب العالمية الثانية ،الاتحاد السوفيتي والمانيا،انه موقف مخالف للواقع الموضوعي بدليل بداء هتلر حربه الغير عادلة ضد الاتحاد السوفيتي في 22-6-1941،كما ان الغالبية العظمى من قادة دول الاتحاد الاوربي يعلنون معادلة شيطانية تخدع بها المواطنين مساوات الشيوعية بالفاشية وان الاتحاد السوفيتي والمانيا الهتلرية نفس الشيء .ان وجهة النظر هذه من الناحية التاريخية الموضوعية كذب مفضوح،وان الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب السوفيتي تتحملها اوربا وقيادتها الفاشية خلال الحرب الوطنية العظمى للمدة 1941-1945 وقدم الشعب السوفيتي والجيش الاحمر وتحت قيادة ستالين اكثر من 30 مليون شهيدا لتحرير الدولة الاشتراكية الاولي في العالم وتم دحر الفاشية الالمانيه اللقيط والوريث الشرعي للنظام الامبريالي العالمي في عقر دارها وكما تم تحرير شعوب اوربا من الطاعون الاصفر ،الفاشية الالمانية.
ان الحرب العالمية الثانية لم تنتهي وان تشرشل اعطى توجيه باعداد خطة حرب موجهه ضد الاتحاد السوفيتي ،وان قصف مدينتي هيروشيما ونغازاكي بالسلاح الذري من قبل اميركا وان اليابان قد استسلمت امام الجيش الاحمر..،ولكن هذا كان تحذير للقيادة السوفيتية وذهب ضحية هذه الجريمة الشنعاء والنكراء ما بين 250--300 الف قتيل من الشعب الياباني البريء،علما ان الخساءر للولايات المتحده بنحو 400 الف قتيل أفي حين تشير التقديرات المختلفة ان الاتحاد السوفيتي فقد 32 مليون شهيد والتقدير الاخر نحو 39،9 مليون شهيد بين مدني وعسكري.

ان العداء للشعب السوفيتي وللاتحاد السوفيتي قديم بدليل في 19-12-1949 تم وضع خطة للقضاء على الاتحاد السوفيتي خطة ((دروبشوت)) وتم تحديد بدء الهجوم في 1-1-1957 في هذه الخطة يتم قصف الاتحاد السوفيتي ب300 قنبلة ذرية 250 الف قنبلة عادية ويتم قصف نحو 100 مدينة رئيسية في الاتحاد السوفيتي ،الخطة الثانية غزو الاتحاد السوفيتي ب 250 فرقة عسكرية من قبل حلف الناتو ،حلف الشياطين وان الخطة تهدف إلى تقسيم الاتحاد السوفيتي إل. 4 مناطق وحسب هذه الخطة ستكون خسائر الانحاد السوفيتي نحو 80 مليون شخص يعني تقريبا 50 بالمئة من الشعب السوفيتي يتم القضاء عليه ؟. ان جميع هذه الخطط العسكرية وغيرها قد فشلت ضد الشعب السوفيتي.
لقد حقق غورباتشوف حلم هتلر الفاشي والحكومة العالمية في تفكيك الاتحاد السوفيتي وعبر خدعة وخرافة وشيطنة ومسرحية ما يسمى بالبيرستويكا الغارباتشوفية والتي مثلت مشروع الحكومة العالمية ،مشروع قوى الثالوث العالمي للمدة 1985--1991 وان عملاء البيرسترويكا الغارباتشوفية من خونة الشعب والحزب والفكر هم من حققو ا حلم هتلر وترومان وبهذا الخصوص اشار بوش الأب ان كلفة تفكيك الاتحاد السوفيتي بلغت نحو 5 ترليون دولار ولولا الخيانة العظمى في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي لما حدث ما حدث ويحدث للشعب السوفيتي -- الروسي ويتحمل جهاز امن الدولة السوفيتية ( كي جي بي) المسؤولية الكاملة حول تفكيك الاتحاد السوفيتي.، اما دراويش السياسة والغويم..،يرددون ما ينشره الإعلام البرجوازي الغربي والعربي الاصفر وكما روج لمشروع ما يسمى بالبيرسترويكا الغارباتشوفية بعض القيادات المتنفذة في بعض الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية ومنها بعض الاحزاب الشيوعية العربية.

ان الغالبية العظمى من دول الاتحاد الاوربي وغالبية دول المركز وبعض دول الأطراف تنمو فيها النزعة القومية المتطرفة ،النزعة الفاشية - النارية ويتم تأجيج الطائفية والعنصرية في هذه الدول بدليل التنظيمات الارهابية ومنها ما يسمى بتنظيم القاعدة وداعش واخواتها والنصرة وبوكو حرام.... هي منظمات ارهابية اسست ومولت من قبل بعض دول المركز والاطراف سوية من اجل تحقيق اهداف محددة وما حدث للشعب اليوغسلافي والشعب الافغاني والعراقي والليبي والسوري واليمني وما حدث ويحدث للشعب اللبناني والفلسلطيني ...، يعود السبب الرئيس إلى كل ذلك هو ان النظام الراسمالي العالمي وفي مرحلته المتقدمة الامبريالية يعيش ازمة عامة وشاملة وشملت جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمالية والثقافية والاخلاقية وليس تنامه اي خيار الا خيار اشاعة الفوضى وعدم الإستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني وصناعة السيناريوهات السوداء والكارثية ضد الشعوب والانظمة الرافضة لنهج القطب الواحد وكذلك العمل على تفشي المثلية والجندرية والمخدرات وبيع السلع الحية وتبادل الزوجات والتلوث الاجتماعي المرعب وانهيار نظام التعليم ولجميع مراحله الدراسية واصبحت هذه الظاهرة لم تقتصر على بلد ما، بل شملت عمليا غالبية دول المركز وفي دول اوربا الشرقية ورابطة الدول المستقلة وان سوق مريدي يعمل داخل وخارج هذه البلدان ،و كما انتشرت هذه الظاهرة في بعض دول الاطراف ومنها الدول العربية والاسلامية...،انه مشروع خطير ويتم تحت غطاء كاذب ومزيف.،الا وهو:: الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير والعلنية وغيرها من الخزعبلات الاخرى. احذروا خطر هذه الخزعبلات الهدامة على مستقبل شعوب العالم وان دول المركز لم تكن يوما فيها ديمقراطية حقيقية إنها ديمقراطية اما مدججة بالسلاح او تحمل طابعا طبقيا وايديولوجيا وسياسيا واقتصاديا واجتماعيا لصالح الطغمة المالية الحاكمة وحاشيتها في دول المركز وغالبية دول الأطراف إنها ديمقراطية تحمل في جوهرها النزعات الفاشية والعنصرية ومن يعيش في دول الاتحاد الاوربي.،،يلمس ذلك.

## انظر جريدة روسيا السوفيتية ،في،5-4-2022 ، باللغة الروسية .

كانون الثاني 2025

#نجم_الدليمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات