أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - أخوة الكرد والعرب في سوريا: تاريخ مشترك ومسؤولية مصيرية














المزيد.....


أخوة الكرد والعرب في سوريا: تاريخ مشترك ومسؤولية مصيرية


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8220 - 2025 / 1 / 12 - 10:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ بدايات تأسيس سوريا، غدا الكرد والعرب شركاء في الوطن، الدين، والثقافة، رغم أن الكرد من الشعوب العريقة التي يدين أبناؤها بديانات متعددة، آخرها الإسلام، وذلك بعد أن ابتلعت الخريطة الجديدة جزءاً من كردستان، بموجب مخطط سايكس بيكو، وأسسوا معًا نسيجًا اجتماعيًا غنيًا بالتنوع، كامتداد . في سوريا، لعب الكرد دورًا محوريًا في بناء الدولة الحديثة، لكن هذا الدور تعرّض للإقصاء والتهميش بسبب سياسات قوموية عمدت إلى طمس خصوصيتهم الثقافية والقومية، وحرمتهم من حقوقهم المشروعة كشعب أصيل.
الكرد في تأسيس سوريا والدور المبكر
مع تأسيس الدولة السورية في أوائل القرن العشرين بعد انهيار الدولة العثمانية، كان الكرد من أوائل المشاركين في بناء سوريا. أسماء مثل محمد علي العابد (1932-1936)، حسني الزعيم (1949)، أديب الشيشكلي (1953-1954)، فوزي سلو (1951-1953)، ناهيك عن آل البرازي والأيوبي وغيرهم وغيرهم، تمثل أبرز الرؤساء السوريين والقادة من أصول كردية الذين عملوا على إرساء دعائم سوريا الحديثة. هؤلاء الرجال لم يتعاملوا مع المناصب التي شغلوها من منظور قومي ضيق، بل كرسوا جهودهم لخدمة المشروع الوطني السوري.
ورغم إخلاصهم، لم تقبل بعض التيارات القومية المتشددة هؤلاء القادة بسبب أصولهم الكردية. هذه الموجة من العداء تفاقمت مع تصاعد التيارات القومية العربية في منتصف القرن العشرين، والتي بدأت تتعامل مع الكرد كعقبة أمام مشروع "البوتقة العربية"أي بعد صعود القومويين من: ناصريين وعفالقة. أرسوزيين
الفاشية التي أجهزت على الأخوة:
أوتصاعد القومية البعثية وسياسات الإقصاء
مع وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963، شهد الكرد تهميشًا ممنهجًا. استلهم الحزب سياساته الفاشية من تجربة مصطفى كمال أتاتورك في تركيا، حيث تم حظر اللغة الكردية ومنع أي تعبير عن الهوية الكردية في سوريا. حتى في المناصب الحكومية، تم تهميش الكرد، إذ لم تُسند لهم أي مناصب وزارية أو قيادية إلا في حالات شكلية ضمن إطار الجبهة الوطنية التقدمية، التي كانت تُدار من قبل الحزب الحاكم الذي أفرغها من محتواها، واستخدمها، تدريجياً، كواجهة ومؤسسة تابعة!
خلال عهد حافظ الأسد (1971-2000) ومن بعده بشار الأسد (2000-2024)، تفاقمت السياسات التمييزية. تم تنفيذ مشاريع مثل "الحزام العربي الذي أقر سنة 1965 تنفيذاً لتوصيات المجرم محمد طلب هلال ونفذها حافظ الأسد سنة 1974 بالمرسوم رقم 521" " والإحصاء الفاشي"عام 1962، الذي أدى إلى تهجير آلاف الكرد من مناطقهم في الجزيرة السورية وإحلال عائلات عربية بديلة. هذه السياسات أثرت بشكل عميق على النسيج الاجتماعي، وهددت العلاقة التاريخية بين الكرد والعرب.
التدخلات الإقليمية وتصاعد الاستهداف
مع بداية الأزمة السورية في عام 2011، استغلت القوى الإقليمية الوضع لتحقيق مصالحها، وكان الكرد هدفًا رئيسيًا لهذه التدخلات. إذ أن تركيا، وبدعم من فصائل مسلحة، شنت حملات عسكرية على مناطق الكرد، كما حدث في عفرين عام 2018، وسري كانيه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) في 2019. الهدف من هذه العمليات كان التغيير الديموغرافي وتهجير السكان الكرد وإحلال سكان جدد غيركرد في هذه المناطق!؟
إيران، بدورها، سعت إلى تقويض أي مشروع كردي يمكن أن يشكل تهديدًا لنفوذها الإقليمي. كما لعب حزب الله و الفصائل التابعة له دورًا في هذا السياق، بالتوازي مع الحملات الإعلامية التي شوهت صورة الكرد وسعت لربطهم بمشاريع معادية للعرب والمسلمين.
الطريق إلى المستقبل
لا خيار أمام الكرد والعرب في سوريا- لاسيما بعد سقوط نظام البعث- سوى التآخي والعمل معًا لمواجهة التحديات المشتركة. إذ يشكل الكرد والعرب القوميتين الأكبر في البلاد، ومن الضروري أن يجدا صيغة مشتركة لبناء دولة حديثة تقوم على العدالة والمساواة. إن بناء سوريا الجديدة يتطلب الاعتراف الكامل بحقوق الكرد كشعب أصيل وضمان مشاركتهم الفاعلة في نظام لا مركزي فيدرالي يحترم الخصوصيات الثقافية والقومية لجميع المكونات.
الحاجة إلى الضغط الدولي
يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته في الضغط على تركيا والفصائل المسلحة التابعة لها لإنهاء سياسات التهجير القسري والتغيير الديموغرافي ضد الكرد. الحرب الممنهجة ضد الكرد ليست مجرد أزمة داخلية، بل هي جزء من حرب إقليمية تتطلب تدخلًا دوليًا لضمان حماية الكرد وضمان حقوقهم ضمن إطار الدولة السورية.
من هنا، نجد أن أخوة الكرد والعرب في سوريا ليست مجرد مسألة تاريخية، بل هي ضرورة مصيرية لبناء مستقبل مشترك. وأن بقاء سوريا موحدة ومزدهرة يعتمد على القدرة على تجاوز السياسات الإقصائية والعمل على تحقيق مصالحة وطنية شاملة تضمن لكل مكون حقه في التعبير والمشاركة.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الملايين: كيف اختفى خلال ساعات؟ الأسدان الكبير والصغير أ ...
- اختلال المعايير: استتفاه الكبائر واستعظام الصغائر
- ما بعد سقوط الأسد: إعادة قراءة المشهد السوري
- بشار الأسد من بيت الأب إلى كرسي السلطة ومزارع المنفى
- في توصيف القيادة المطلوبة: رؤية في ضوء التاريخ والواقع
- التكاتف ضرورة في مواجهة التناقضات: دعوة إلى الكتابة بمسؤولية ...
- الكرد السوريون وخياراتهم: واقع معقد وآفاق مفتوحة
- ثقافة العنف بين إرث السلطة ودوامة الحرب2/2
- تشكيل الحكومة المؤقتة: خيارات خاطئة وتحديات المصالحة والبناء ...
- مفاهيم تُعيد إنتاج الاستبداد: قراءة نقدية في رؤى المرحلة
- التطرف بأشكاله: حرب مفتوحة على الكُرد وبيان من 170 كاتباً-1
- رسالة الأدباء والكتاب الكرد إلى السيد أحمد الشرع
- رسالة الأدباء والكتاب الكرد إلى الشرع
- الإرث الدموي في سوريا: كيف نعيد بناء المجتمع؟1/2
- سوريا بين الماضي والحاضر: أي مستقبل نريد؟ في إطاراستعادة وطن ...
- سوريا المتناثرة بين ثورتين: هل تحتاج كتابة الدستور ثلاث سنوا ...
- صمت المثقف السوري: محاولة قراءة في موقف النخبة من التحولات ا ...
- إنها مقومات حرب أهلية: مقدمات بغددة دمشق
- السوريون والخطط الوهمية: سيرومات الوهم
- دمشق الجديدة والمعادلة الصعبة


المزيد.....




- مشهد يثير الغرابة.. دب يسبح في بركة منزل أثناء السبات الشتوي ...
- حتى تتخيل فداحة الوضع.. خرائط تبين حرائق لوس أنجلوس وامتداده ...
- لن تصدق ما عثر عليه بحقيبة مسافر كندي بمطار الهند.. شاهد الص ...
- بعد زيارة ميقاتي لدمشق.. الرئيس اللبناني الجديد يتلقى أول ات ...
- رئيس محكمة العدل الدولية يعلن استعداده لتولي رئاسة الحكومة ا ...
- الجيش السوداني يسيطر على مجمع الرواد السكني في الخرطوم
- -بشرط واحد-.. الأردن يسمح للسوريين المقيمين في عدد من الدول ...
- بيربوك من الرياض: اقترحنا نهجا ذكيا بشأن العقوبات على سوريا ...
- اجتماع -الوزاري العربي- بشأن سوريا: تأكيد على دعم العملية ال ...
- مصر تشدد على أهمية عدم إيواء أية عناصر إرهابية في سوريا واست ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - أخوة الكرد والعرب في سوريا: تاريخ مشترك ومسؤولية مصيرية