علاء هادي الحطاب
الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 16:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لي صديق عزيز عمل بمنصب في مؤسسة معينة، وكان دائما عند وصول المسؤول الجديد لهذه المؤسسة يعمد لاستبعاده وتقريب حاشيته، ومن ثم يعود لإرجاعه الى موقعه بعد فشل “جماعة“ ذلك المسؤول، ولان صديقي هذا لا يعنيه المنصب كثيرا، كان يضحك ويفرح مع كل استبعاد له، واتذكر كنا نسأله عن رؤيته لمستقبل هذه المؤسسة بعد وصول مسؤولها الجديد، فيجيبنا بمقولته الشهيرة “ هذا المشهد هواي شايفه قبل، حتى حفظته. “
رابط “سالفتنا” ان المشهد السياسي هو ذاته، إذ لا تغيير في اداء وسلوكيات الطبقة السياسية، فبعد كل انتخابات يختلفون كثيرا ثم يتفقون على تشكيل الحكومة، تلك التي يدعمونها بقوة في بادئ الامر، ثم يعودون لينتقدونها ويسحبون خيار الدعم لها شيئا فشيئا، ثم يختلفون فيما بينهم بشأن قانون الانتخابات الجديد، وينقسمون الى توجهات متعددة، ثم يبدأون باكرا بعقد تحالفات سياسية او تنسيق مواقف، وصولا الى تحالفات انتخابية، وهكذا دواليك، حتى اجراء الانتخابات واعلان نتائجها، حتى تبدأ خلافاتهم مرة اخرى بشأن تشكيل الحكومة، ومن ثم دعمها بقوة، وصولا الى التنكر لها، وهكذا يستمر المشهد وجميعنا “شايفينه".
لم تطور القوى والاحزاب السياسية من أدائها رغم مرور سنوات طويلة على عملها السياسي، فلم نر - مثلا - حزبا سياسيا تبنى المعارضة السياسية منهجا ثابتا عمل وفق ابجديات المعارضة السياسية، ولم نجد حزبا تبنى منهجا اقتصاديا وجعله هدفا له سواء كان ليبرالياً او اشتراكي الفكر، حتى الايدلوجيات الحزبية باتت تتلاشى شيئا فشيئا مقابل المناصب والمصالح السياسية الضيقة والتي لا يستحق بعضها التضحية بالايدلوجية مقابل المصلحة.
غاب عن معظم أحزابنا السياسية احد أهم أهداف الاحزاب السياسية وهو هدف “ التثقيف السياسي” لجمهور الحزب على الاقل.. ما زالت القوى السياسية تدور في نفس فلك التفكير ولم تتقدم خطوة، بل ان بعضها تراجع خطوات في مشهد جميعنا “ شايفينه".
#علاء_هادي_الحطاب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟