|
زقوم كرة القدم الحلقة ( 3 )
الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 16:15
المحور:
الادب والفن
عقد ونصف العقد من الزمن و النادي مختطف من طرف الهواة، يعاد تدوير الفشل مئات المرات، المدرب واللاعبين ضحية النتائج السلبية، المدرب لم يسقط من السماء لم يفرض نفسه على المؤسسة الكروية، هناك من تعاقد معه، لا احد يمتشق صهوة الحقيقة، الحقيقة تجزز الأعناق، جيش من المنافقين والدجالين يتصارعون مع ذواتهم، النادي عش للدبابير ، سمكة متعفنة تفسد الشوال كاملا قول شعبي يحمل تجنيا على السمكة المتهمة مع سبق الإصرار والترصد ، الشوال متعفن لم يتعرض للغسل طيلة سنوات ، الهزائم تبسط الأجنحة كطائر خرافي افلت من الانفجار الكبير، الرئيس القلالي غائب ، مغيب،مكبل بالعنجهية المفرطة، يحمل في الجمجمة صخرة سيزيف ،يأتيه الشجن والارتياح من نفي النادي إلى قعر مظلمة ،يتلاحم ويذوب في الخسارات، عاجز عن تغيير إستراتيجية وقواعد التباري، فاقد الشيء لا يعطيه ،القلالي جاء من عتمة المجهول ونصب قائدا على فريق يحتضر فاغرا الأحداق، الجماهير تذلق على السحنات حسرات الندم على فريق قاهر لاعتى الفرق، جسد بدون روح عنوان الولوج السلس إلى هوية الفريق، غرباء يلونون قهرا خريطة الانتماء ، والخسارات تقيم الولائم وتتويج فرسان الريح ،لا احد يسمع عويل الجماهير في المدرجات ،الزقوم يتلعثم في تسلق الرغبات، عاجز عن ترويض خيول العبور إلى منطقة العليق، قارع الطبل و نافخ المزمار ورقة رابحة في انتظار عاصفة هوجاء تقتلع الأغصان الفاسدة،تشتعل المدرجات بالسخط العارم، تزف بشرى انتفاضة قريبة، حسن القلالي يحصي حجارة الرجم على الجسد،آلهة التمرد تنفخ في الجماهير العصيان،يسيل لعاب الطابور الخامس، النادي دجاجة تبيض مرجانا وياقوتا، المكتب يضرب الأخماس في الأسداس ولا حلول في الأفق القريب، المصلحة العليا للفريق غير واردة في الجماجم والأذان المختومة بالشمع الأحمر،التصريحات تفيض بحشو الكلام ، الطلقات الموجهة تفضح المستور،العابرون في تجاعيد التبعية وجدوا صعوبة في اجتياز معابر ملغومة بالشعارات والتهم الجاهزة ،يستقبلون طقوس الرجم بالصمت والهرولات إلى الأماكن الأمنة، القلالي يشعر بالخوف من ردات الفعل المتهورة، تنتابه بين الفينة والأخري نوبات الاختناق،في الرأس تقرع أجراس الرحيل،الموالون ينفخون فيه العظمة وعدم الاستسلام وجرعات من إكسير الأوهام ، كل مرة يحلم بقفل باب الخيبات، يحصد الفريق النتائج المخيبة ، يعتلي المنصة ويرمي حفنة من المسكنات والمهدئات، طبول الحشر تتهدد الرؤوس، العيون تهرب من ركن إلى ركن يراقب في خوف ممرات الهرب حين يختلط الحابل بالنابل وتزف بداية المعركة، فالمعارك غالبا تبدأ بالتراشق بالكلمات ثم الكراسي واللكمات، في اجتماعات أندية كروية تنتهي النقاشات في المستشفيات ومخافر الأمن، خوفا من العدوى اصبح رؤساء الفرق الكروية المغضوب عليهم يستعينون بالأمن الخاص .
- الديكتاتور المعزول ترك الفريق في فرق الصفوة وفي أوج عطائه وانتم رميتم به إلى الدرجة الثانية. - عملنا المستحيل لكن القدر يعاكسنا - جربتهم كل شيئ وفشلتهم... عليكم بالرحيل واتركوا الفريق للمؤهلين
لم ترفع الراية البيضاء، قابع على مفترق المخاض ينتظر زغاريد الانتصار، للمرة الخامسة يتم تغيير المدرب، الفريق يحتاج إلى تشحيم العجلات، الخطوط الأمامية والدفاع و الوسط تعاني من التشرذم وغياب الانسجام، الفريق بحاجة إلى هداف وصانع الفرص، الفريق تغيب عنه الفعالية والقتالية، حب القميص و الألوان معدوم ،يلتقط السماسرة الرغبة من ضباب الأمنيات، الهرولات نشطت وقناصو الفرص امتشقوا أسلحتهم ،رحلة القنص بدأت، القلالي قسم مناطق العليق بالتساوي، يرخي قبضة الرسن خوفا من الانقلاب المفاجئ ، المعاول لم تهدا بعد من حفر الخنادق ، المتارس في كل مكان، ترصد الأشلاء ذبذبات الغاضبين العابرة إلى نعش المكتب غير الشرعي، الفريق يعاني من لعبة الإحماء ،المقالون على عجل يغادرون بوابة التسيير ويهيجون الجماهير بلوحات التاريخ، المقارنة بين الديكتاتور المخلوع وفتى السلطة المدلل تسافر في الأدمغة، يمكن أن تكون سياسيا ناجحا ولا يمكن أن تكون مسيرا ناجحا ، الجمع بين المهام الكثيرة والمتنافرة أمر شقي ومستحيل، فالفشل أكيد لان الأمر يفوق طاقات العقل البشري ،الكلمات العارية من التنميق والمضمخة بالنفاق تلطم الآخر ، يستيقظ على هتافات الشارع، الزوبعة تسير الهوينى لاقتلاع الرؤوس الفارغة، تلتقط السحنات الموشحة بالهزائم التهديدات التي تمزق البومات الوعود ، يشهر الاستقالة وعدم الرغبة في الاستمرار في الرئاسة، ترتفع الأيدي منددة بالقرار، ترجو القلالي التريث وألا يفتح الباب للمزيد من الضغوطات،الفترة تحتاج إلى تغيير الاستراتيجية لتجنب الهزائم، تمضي الجماهير مثخنة بجحافل الآهات . عمر اللفعاوي وبوجمعة بولخواض وعبد الله القوزي... وباقي الشرذمة، يرسمون بالرعب ملاحم وجوه عبوسة، أرعبتهم المفاجأة ، رحيل القلالي يعني قطع مصادر العليق، الكلمات لم تزحزح الصخرة الجاثمة على النادي الذي يئن من لهاث التلاشي، في طريق الهرب من لعنة الخسارات انتعل خديعة الحسد والحساد، أدركه الاستهزاء والتشفي في اللقاء الثاني بعد الخسارة العشرون، علق المشجب على التحكيم المنحاز،ابتلع الصمت لهنيهات، وتمدد على جعجعة أعضاء المكتب غير الشرعي، النتائج لا تستر التسويف، الترتيب ما قبل الأخير في سبورة البطولة، عبد الله القوزي الغريب عن الكرة والإقليم، الناطق الرسمي باسم الهزائم يلقي مواعظ غلى راس كل أسبوع، يردد في الفضاء المزكوم خزعبلات،أراجيز وأباطيل تحت خيام الضجيج ، قيل انه ينتمي إلى مهنة المتاعب، الكلمات التي يتشدق بها أمام العدسات والكاميرات، لا تستقيم مع المهنة التي يعتاش منها، في السابق عمل ناطورا في مقر حزب يساري، يقوم بأعمال السخرة بخدمة المناضلين، يحضر الشاي المنعنع، يقتني كؤوس السائل الأسود للضيوف من المقاهي والسجائر ومأكولات خفيفة، ينفح بعض الدراهم، يعيش على الاستعطاء،تمسح بأسماء سياسية ورياضية طمعا في مهنة شريفة، يحتاج إلى شفيع متفهم لحملة الشواهد ، الشفيع جواز المرور للهرب من الفقر والفاقة، يسقي الأحلام المكدسة في حقائب الأشلاء، المسكنة تنزف في المفردات ،في الليل يطوف على الحانات ومحلات المأكولات بحثا عما يسكت به عصافير البطن، يتربص بزملاء الدراسة متسكعا في أحاديث مكررة، أربعة سنوات ينام في حجرة أشبه بخم للدجاج، حين تكون اجتماعات المكتب السياسي للحزب اليساري، لا ينام إلا في أوفات متأخرة من الليل ،يبتلع بشره ما تبقى من طعام ، يدخن اعقاب السجائر،أثناء المصالحة السياسية التي وقعت بين النظام وأحزاب الصف الوطني والديمقراطي، التقى في لقاء خاص مسيرا كرويا من المنطقة، التصق به والحقه بجريدة يومية حديثة العهد، ظهرت أولى المقالات بأسلوب أنشائي ركيك،لم تكن كبوة البدايات بل ضعف المعلومات وانعدام الحبكة،تأبط لسانه المعقوف وراح يبحث عن الكتبة في المقاهي والحانات، الصيد الثمين مندس بين هالات الدخان وقعقعات القاني الفارغة، تزوج من شابة احبها في السنة الأخيرة من التخرج، صارت تكتب المقالات ويوقع بالعطف،اكترى منزلا من غرفتين في حي شعبي، تعلم فن الابتزاز والتقرب من السياسيين الفاسدين والمقاولين، الأرباح تضخمت خلال سنة، لا جدوى من دغدغة النزاهة والشرف وإشهار ورقة الضمير المهني والمبادئ ، الشرف والكرامة لا يفتحان بيتا ويدفعان مصاريف العيش،الوطن حقل للتجارب الفاشلة ومفرخة للفاسدين.
- ابني مستقبلك ومستقبل أبناؤك. لا يهم الطريقة المهم أن تصل إلى بر الأمان - صحيح - أريت كيف انقلب مناضلو الأمس وباعوا تاريخ طويل من النضالات الشعبية وحصلوا على تعويضات سمينة - صحيح - لا شي يستحق يا عزيزي
الكلمات القوية تطن في الأذان، يتردد باستمرار على المدينة المغتصبة، شوهد اكثر من مرة برفقة ديكتاتور النادي، بوق الدعاية الرخيصة، يشهر بطاقة الصحافة في مداخل النادي، طرق أبواب لصوص الشعب واجزلوا العطاء، تعلم الحبو على صراط المنفعة، كل الشعارات والهتافات دفعتها الألسنة إلى سراديب الحشر، باع الديكتاتور أجود اللاعبين، صفق المنتفعون وحملة الأبخرة والمجامر ولقطاء الانتماء، الأموال اختفت ولا اثر لها في دفاتر الكشوفات السنوية، تمضي جحافل الآهات والتنهديات والتذمر إلى مجالس التعقيم، الأسئلة الشقية تلوذ بالصمت المريب تحت مطارق الأجلاف والمرتزقة ، عبد الله القوزي لم يعد ضيفا ثقيلا، تشكل من حوله فريق من المناصرين والتابعين والحاشية، اجوقير عبد الودود يعرف مناطق العليق في الإدارات العمومية، ينقل الأخبار الموثقة بالحجج والأدلة ،الغسيل ينشر في الصفحة الأولى، الخوف يرعب قطاع الطرق في الإدارات، الفضيحة قابعة تحت اللسان، تقديم الحساب ينتشل المسؤول من شرنقات الأحلام ،الفاسدون تحت طلقات القناص القادم من بلاد بعيدة. تسابق الفاسدون على شراء صمت وولاء من يطرز قلمه حروف الهيجان، الزقوم يتربص بالشخصية المهمة في النادي، التقيا في المدرجات تقاسما بضعة كلمات، الوجه الثخين مثخن بيباب التوسلات، في المقهى استفرد به وبث شكواه، الزقوم تدحرج في جحيم المنع ،يمني النفس بانتهاء فترة الإبعاد، ادريس كيدار يعترض بشدة حين عرج النقاش على الحاق الزقوم بالنادي، يلتحق بالرافضين في الأنفاس الأخيرة من ركلات الترجيح اتباع الديكتاتور، الزقوم لا يصلح لأي شيئ، يمضغ الصفعة والمخيلة تزدحم بصور من تعثر بهم، استنزف شهورا في تعقب السراب عارضا تاريخا متآكلا من نتانة المرحلة القابعة في الأدمغة الحارسة للمعبد، الزقوم الوحيد الغائب في سجلات الإلحاق إلى ضيعة النادي. النتائج السلبية تحرك المياه الراكضة، الفريق يحصد الخيبات، العصيان يغلي على نار متأججة ، الجماهير تطالب بالقصاص ، النادي الحلقة المهمة في المدينة المنكوبة، يوفر الخبز لعشرات اللاعبين والعمال ،الغضب ينفجر في المدرجات، السلطات تخاف أن يندلق الحب الجارف إلى مظاهرات تنديد، الحوارات الصاخبة تجري بهمسات منفعلة، البقرة على وشك السقوط ،الأصوات مبحوحة في حضرة الحقيقة، استدعي الديكتاتور على عجل ووقف متخشعا بباب المسؤول الأول عن الإقليم، تمددت أمامه ملفات ثقيلة واتهامات خطيرة، حاصرته الحقيقة وتدفقت الدمع من العيون، الخمارة بدون رخصة تشتغل خارج القانون، الأرباح تختفي، عائدات بيع اللاعبين والإشهار والاستشهار ، مساهمات الجماعات الترابية والجامعة الملكية، وشركة المياه المعدنية… مصادر كثيرة تساهم في ميزانية النادي، الرعب يسكن الحوباء والمسام تفترش جمرات النهاية ، الأدلة تتكدس فوق محبرة الإدانة، يلملم مفردات الصدمة خلف اللسان، ولا صرخة ولا ردة فعل في عري البوح، تنفس الهواء النقي، اغلق باب السيارة واشعل سيجاره المفضل بأيدي مرتعشة، سحب الدخان بقوة، اتكأ على الكرسي واغمض عينيه، المسؤول غرز سكينا في الظهر ، لأول مرة يمر بأوقات عصيبة، اختفت الجعجعات ، الصرخات، التعاليق الساخرة ،يلوح لموظف براحة مقطوعة الأوصال ،لم يبتسم كما العادة وسط هالات الدخان، الديكتاتور حرم من عطف الأبوة، عاش في المؤسسات الخيرية،لم يكمل تعليمه ، غادر أسوار المدرسة في سن مبكرة، التحق بوزارة الشبيبة والرياضة وتدرج في المناصب، اشرف على الرياضات الوطنية، تم توشيحه بوسام من طرف الملك حين افحم متربصا بالوحدة الترابية، تسرح الذاكرة وتغوص في الماضي البعيد، (من سره زمن ساءته أزمان ) أبو البقاء الرندي الشاعر الأندلسي كان حكيما في مقاربة تقلبات الزمن، الديكتاتور يرتشف جرعات السقوط تحت وابل القصف، الهرم يتهاوى قطعة قطعة.
- سأحيل الملف على القضاء هناك ملايير اختفت -….؟
تمر الأيام رتيبة محملة بالسام والقنوط، الديكتاتور يغيب عن الأنظار، وحدهما التابعين محمد الخمري الموظف في قطاع التعليم اليد اليمنى للصنم الكبير و مصطفى باعطيلي الموظف بالجماعة الترابية أسندت له مهمة مسك الحسابات، يديران دفة النادي ويحميان مصالح المتربح الأوحد ، كل شيئ يمشي بالمقلوب، عبد الله القوزي يحرك البيادق عن بعد كيفما ما أراد ، لا صوت يعلو فوق صوت بوق الدعاية المتسلل الى المؤسسة الكروية، القول ما قال بائع الكلام المعلب والمبستر، إذا أسندت الأمور إلى المرتزقة والمتسولين فاعلم أن الأزمة أتية لا غبار عليها ، الفريق يصارع من اجل البقاء في فرق الصفوة، دخل حلبة الحسابات، تنقصه نقطتين للابتعاد عن الخطر، الكوابيس والتخمينات تهطل بغزارة ، الفوز بمباراة واحدة تكفيه لضمان المقعد،امتلأت المدرجات عن آخرها، الشعارات تنهمر على رؤوس مهزومة، تلتحم السماء مع الأرض في صرخات الاستغاثة، الحارس مهمدوف ينقذ مرماه من هدف محقق، تتوالى الهجمات والانسلالات، البناءات الهجومية تربك دفاعات الفريق الزائر ،اللاعب عادل فهيد يتلقى كرة عميقة، يراوغ المدافع الأول والثاني الكرة تستقر في الشباك، اشتعلت المدرجات تصفيقات، الطبل والمزمار يشحنان المحبين، الجماهير ترفع شعارا حماسيا وتطلب المزيد ( زيدوهم زيدوهم هاد شي ما يكفيهم ) في الشوط الثاني ظهر الفريق الزائر بشكل مغاير ، التغييرات في الخطوط الأمامية أضافت بعضا من الطراوة المفقودة ، الفريق المحلي يلعب باقتضاب، المغامرة مكلفة، المحافظة على النتيجة مكسب مهم، التشجيعات تتواصل وتتقوى، الجميع يستعجل قطاف الشمس، الحكم ينفخ في عقارب الساعة، ضربة زاوية للفريق المحلي، تطير الكرة في الهواء يرتقي هشام الفتاحي ، بضربة راسية يعلن عن تسجيل الهدف الثاني، تنفس الملعب الصعداء، المكتب يرمي بالابتسامات نحو الآفاق ، تقطيع الديكتاتور في مفرمة السلطة على كل لسان، الاتباع يحبسون الأنفاس، يتهامسون، يستفسرون، الصنم يدفع إلى زاوية الاتهام، يطلق في الشارع رائحة تصفية الحسابات السياسية، نفس الأسطوانة المشروخة تردد كلما سقط متورط بتهم الرعي الجائر في أموال الشعب، كثرت القراءات والاستنتاجات، التنافس على اشده لهدم المعبد وإبعاد الصنم، الإشاعات تتناسل ويغرس الشك أنيابه في الرؤوس، الكراسي تميد تحت مؤخرات الشرذمة، تخرج التقارير المنسية إلى العلن، أعضاء يساقون إلى المقصلة، متهمون بزيادة جرعات التهييج، النقطة التي هشمت الكأس،باب حب الفريق يمر بين الألغام ، تشتعل في الأوردة نفحات التمرد، الوساطات الملتبسة لم تشفع في راب الشرخ ،خرجت الحركة التصحيحية من رحم الاستئصال والقمع، العبيد في الإقطاعية الكروية يطاردون الحرية في نسمات الصباح،يبادلون عشق المستديرة بالفضح ويعلنون ثورة مضادة على الإثراء غير المشروع و افراغ النادي من المواهب والنجوم، الانعتاق من التعبية يصرخ في الشرايين، حيا على الاتحاد، العبيد يخرجون من باب الخوف، ادريس كيدار الموظف بالجماعة الترابية متردد في التعبير عن الرأي ، فالربيع لم ينزل أبدا ضيفا على الحوباء، قارع في البدا هوس الانعتاق ، لم يعد أمامه من خيار ، ألف مند زمان نثر بدور الخصوبة ، يطارد العاهرات ويزجل العطاء، دائم الانحناء وإطاعة أولي الأمر ولو كانوا من الفاسدين، في الحلسة الأولى تحرر المغضوب عليهم من لعنة التهديد، قطعوا شعرة معاوية واعلنوا الانقلاب، الطاهر بلكوخ، بيطري يعرف كيف يحقن البهائم والكلاب المصابة بالسعار، دائم الترحال السياسي، لبس اكثر من لون سياسي، سهل الانقياد في البحث عن الظهور، لم يخص أبدا معارك القيم والمبادئ، ينتظر غيمات حبلى لتروي الظمأ المترسب في العروق، يختار المفردات بعناية منعا للانزلاق إلى رحلات التيه، يطيل التفكير تجنبا لارتشاف الانكسار ، والشارع يراقب ، يتحسس أنفاس المتخاذلين والفارين من المعركة ، يوسف الشخير الموظف في وزارة الفلاحة، التحق بالنادي في فترة تقاطب سياسي وتوزيع المناصب، لا علاقة له بالكرة ولا علاقة للكره به، لعب بضعة مباريات في الحي التحق بالعمل وانهمك في تعقب الأغراس والحقول المزهرة،يوزع المبيدات واكياس الشعير المدعم، في النادي المغتصب يفتش عن حروف اسمه وسط التدافع، يفتح النافذة على ذبذبات الشخصيات المهمة، ليبصم بالعشرة على جبين الاذعان، اعلن امام الديكتاتور انه قادر على خياطة القلاقل المتفجرة في الشرايين ، الهتافات تشق سراديب الصدر، تمر من تحت سيقان الابتسامة، ينكمش ويدخل في فترة كمون، علموه في الحزب المخزني وجوب الانحناء الى ان تمر العاصفة، العاصفة تزداد قوة تعوي في وجع الابتسار والاسترقاق ، بوجمعة بولخواض وبضعة أسماء أخرى تلعب على الحبلين تفتقد إلى الجرأة وإعلان المواقف الواضحة، فضلت التخفي. عبد الله القوزي الهارب من المناطق اليباب ،تردد في الالتحاق بالمتمردين، المسالة تحتاج إلى التريث والاحتراس، لا ثقة في متسلقي الوهم، التمرد الهادئ يسقط في مفترق الطرقات ،الديكتاتور رفض التنحي حين اشتد القوس وانطلق الشهم، أربعون عاما يقبض على جمرة المسؤولية، تقيحت بذرة الانتظار في الجماجم، محاولات عدة لم تفلح في هدم المعبد، حين تردد اسم فتى السلطة حسن القلالي انتابت رجفات متلاحقة صيوان الأدنين، اعلن الولاء التام للشخص القادم على بساط حاكم بالإقليم، سجل اسمه في قفص الطاعة ،ألف العليق والاستعطاء، اكتشف حرارة السخاء زاره في محطة الوقود ، تكررت الزيارات في المؤسسة الدستورية، تقوت العلاقة المصلحية،اكتملت الكتيبة بعد أسبوغ من إعلان الطلاق، بوجمعة بولخواض تاجر العقاقير يستنفر نشطاء جمعية المحبين، الشائعات تنتشر كالنار في الهشيم، محمد جرتيلة يرقد في المستشفى، أصيب في حادث مروري، تعرض لنزف دموي، اعتقل بسبب النهب والاختلاس، البيانات تملا الساحات، المدينة مقسمة إلى شظايا، هناك من امن بالتغيير وهناك من أستبخس العملية، مجرد شباب متهورين تنقصهم التجربة، أصعب شيئ تواجهه الثورات في الوطن العربي الجماهير المتفرجة والمنتقدة سلبا للمحاولات ، الديكتاتور خبر الصراعات و تمزيق لحمة التحالفات، إسهال في كلمات التجريح ، التصريحات المستفزة في التلفزة تزيد من اشتعال الحريق،الشباب يلقنون الصنم دروس الممانعة والصمود، لقاءات صحفية وخرجات لا تبرح الغيرة على الفريق ومحاسبة الفسدة ،لم تتعرض للحياة الخاصة ولا إلى قيمة الشخص، الصنم سقط في المحظور وارتدت عليه التعليقات الخبيثة.
- النادي ملكية عمومية وليس ملكية خاصة - الديكتاتور ألف قمع الطاقات فجميع التصريحات لا تخلو من تنقيص للآخر - المعرفة والفهم الكروي ليست حكرا على احد
الاشتغال في صمت وفق الخطة المرسومة سلفا تقرب المسافات، الانضباط يلتهم الفحولة يزرع بدور الشك في الأعداء، التفكك والتآكل يطارد التابعين ،تنزاح حلكة الظلام كل يوم ،الحرية تصرخ من الحرمان في الدماء، تقوت الحركة بالشباب والغاضبين، الصحافة المتمكنة والمبدئية تخلق الفارق، مقالات تفجر المسكوت عنه،صرخات من رجفات الهروب إلى الشمس، في الضفة الأخرى تشتت القطيع، الديكتاتور يغرق في بحيرة الاحتضار ، صهيل الطعنات المركزة يشتد، المنقلبون رفعوا انجاب البسملة، الفجر يرفع عاليا أمتعة حفار القبور، لا شيئ يتحرك في الفضاء الواسع، وحدهم سقاة الحرية يرفعون شارات النصر، الزقوم وبضعة محترفي التزحلق على الهفوات ينتظرون الفرصة لإعلان الوجود، يردد بين نافخ المزمار وضارب الطبل انه لاعب قديم، لديه المقدرة العجيبة على تقديم الفارق، ارسل آهات وتنهيدات .
- نهاية الديكتاتور …. صفحة طويت وستفتح صفحة أخرى
#الحسان_عشاق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زقوم كرة القدم (الحلقة2 )
-
زقوم كرة القدم
-
يوميات الكابران لمساسكي
-
الرئيس ميغول واعوانه
-
مدير الفضايح... وحمادي الدحش
-
رواية ( ارقص... انت في المسلخ)
-
كتيبة الاعدام
-
الرقيع في بلاد الصقيع
-
الرقيع في ليلة الزفاف
-
الرقيع والمراة
-
المشبوح والصحراوي والملتحي
-
القرصان والجريدة
-
الرقيع في مقهى الربيع
-
المشبوح والكرسي
-
المشبوح والسياسة
-
المشبوح والشيخوخة
-
جثث في المقبرة
-
الحصار
-
رواية ( الارهابي)
-
صدور رواية ( الولي الطالح بوتشمعيث)
المزيد.....
-
نزلها الآن .. تردد ام بي سي بوليود لمتابعة الأفلام والمسلسلا
...
-
مشاركة مصرية في مشاريع سينمائية روسية
-
“آخر تحــديـث“ تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025 على النايل
...
-
تفاصيل جديدة في قضية -راست-
-
كوريا الشمالية.. اللغة الروسية لأول مرة في إعلان إصدار طوابع
...
-
ترامب -يحترم- رفض المحكمة تأجيل الحكم ضده بقضية الممثلة الإب
...
-
أكشن ودراما عربي ومصري “مش هتعرف تغمض عينك بجد ” تردد روتانا
...
-
مصر.. حقيقة فيديو سقوط محمد رمضان من على المسرح ودفاع نجيب س
...
-
فيلم -حقيبة سفر-.. الاختيار بين المقاومة والخيانة
-
رفض تعطيل الحكم على ترامب بقضية الممثلة الإباحية
المزيد.....
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
المزيد.....
|