بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 13:19
المحور:
الادب والفن
من هذه التجربة المبكرة لهذا الفيلم السينمائي القصير نسبيا،نستطيع ان نلتمس عناصر البساطة القوية التي اختص فيها هذا المخرج الكبير عن غيره من المخرجين،والبساطة هنا لانستطيع القول عنها بأنها حجرا على المخرج،بل هذه القصة نفسها التي تدور في مجتمع ايران الفقير البسيط...أو الأكثر من بسيط.
صبي في الخامسة عشرة من عمره،رضا هاشمي،حضر مع والدته الى الخياط المحملة بتلك الامنيات الشعبية البسيطة...أنها تريد تفصيل بدلة لأبنها لحضور زفاف ابنتها بارخص الاسعار وبافضل الماركات...انها الطبيعة البشرية التي تريد تحقيق شيء خارق بأفضل الممكن أو فوق الممكن...الأم مستعجلة كثيرا تريد الحصول على البدلة قبل الخميس...
لكن الصبي الأجير(علي) يمتلك علاقات مع شاب أكبر منه يمتلك ضغوطات كبيرة عليه بموضوع يتعلق بالدفاع عنه ضد احد البلطجية(محمد)،ومحمد بدوره يرغب باعارتها لحسين الذي يمتلك ايضا نوعا من الضغوطات عليه،والجدير بالذكر ان حسين يرغب باستعارة البدلة لحضور احد عروض السيرك الحية....
الثلاثي الاسمي المكون من علي ومحمد وحسين يضفي نظرة واضحة على ارتباطات هذا المجتمع بالقوة العليا،اي السلطة الدينية وامتلاكها للفرد،علما ان الفيلم تدور احداثه في زمن الشاه قبل الثورة الاسلامية التي هي على وشك البزوغ،بحيث يبدو أن هذا المجتمع يسير وفقا محدداته الطبيعية نحو ثورة اسلامية.
نحن هنا لا نناقش كتاب(سيكولوجية الجماهير) لغوستاف لوبون،بل نقول-وفقا لشيء هو اقرب الى وجهان النظر-ان المجتمع كلما ازداد فقرا كلما ارتبط دينيا اكثر.
السيرك وحضوره،امراة عارية الكتفين تؤدي عرضا في السيرك...لا اعتقد بأننا نستطيع رؤية هذا المشهد بعد الثورة،ولكن حتى مقدم الاستعراض يقول:
اعذروني،فلم ارحب بكم منذ البداية..لأاتظنو باني احاول أن اتصرف كشخص اجنبي،انا ايراني وافتخر بذلك...
هذه الجملة اعلاه،وان كانت تبدو بسيطة، لكنها محملة بطابع ثوري على حكم الشاة
البدلة ستتسخ،لكن كيارومستاني سينهي الحبكة على نمط الجملة البسيطة:الله ستر
فالعائلة لن تكتشف وستقدم اكرامية لعلي...
ينهي كيارومستاني الحبكة الى هنا...يرفض ان يقدم ارتباطا لمشهد ملح مع واقع مألوف من الممكن توقعه...ان يقدم فقط واقعا بسيطا وصل الى هنا فقط...
فيلم بدلة للعرس،فيلم يستحق بالتأكيد القاء نظرة عليه...لكن نظرة واحدة ليس أكثر
30/08/2024
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟