رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 19:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن تغير المناخ أصبح القوة الدافعة وراء مجموعة كبيرة من المخاطر والكوارث التي تحدق بالمجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص الدول النامية والفقيرة واصحبت أزمة الهجرة والنزوح أحد اهم هذه المخاطر، حيث يتم تهجير الالاف من الناس ونزوحهم من مناطق سكناهم وقراهم بسبب تكرار مواسم الجفاف والأحداث المناخية المتطرفة. ويتوقع البنك الدولي أن 143 مليون شخص قد ينزحون بسبب تغير المناخ بحلول عام 2050 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات كبيرة وجدية في هذا السياق
تعمل الحروب على حماية الحدود وعسكرة المجتمع وبالتالي منع المهاجرين من دخول الدول الأكثر استقراراً وكذلك زيادة الإنفاق العسكري يقلل من التمويل للتخفيف من الاثار المترتبة من الظواهر المناخية المتطرفة وارتفاع منسوب سطح البحر وغيرها، وهذا لا يؤدي إلى تفاقم معاناة السكان النازحين فحسب، وبدلاً من معالجة الأسباب الجذرية للنزوح والهجرة من خلال العمل المناخي، بل إنه يفشل أيضًا في معالجة التدهور البيئي الأساسي الذي يسبب نزوحهم.
إن الحروب التي تتطلب الإنفاق على الدفاع وعسكرة الحدود يتعارضان بشكل أساسي مع الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ وتعزيز العدالة المناخية. ومن خلال تفكيك عوامل الحروب وافشاء السلام، وإعطاء الأولوية لحلول المناخ القائمة على التضامن والامن والسلم الدولي، يمكن للدول المتحاربة معالجة الأسباب الجذرية لكل من تغير المناخ وأزمة الهجرة والنزوح على كافة المستويات الوطنية والإقليمية وحتى العالمية. إن المستقبل الذي يرتكز على المساواة والعدالة والتعاون لن يكون ممكنا إلا إذا تخلت الدول عن نياتها عن العسكرة والحروب واستثمر الاموال في العمل المناخي والسلم المجتمعي الذي يقوده المجتمع.
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟