أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - فرنسا مهد المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان















المزيد.....


فرنسا مهد المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 15:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


La France est le berceau du civisme et des droits humains
ماذا يجري بفرنسا اليوم ؟ . هل فرنسا مريضة ؟
ان مناسبة طرح هذه التساؤلات ، دعوة ( اليسار ) الفرنسي بما فيه اليسار ضد الرأسمالية Anticapitaliste المسمى ب ( المتطرف ) ، وهو ليس كذلك ، لأنه يعكس موقف سياسي ضمن الدستور الفرنسي لا خارجه ، الى ( التجمع العام ) ب ( مناسبة ) وفاة الزعيم السابق لليمين الوطني الشوفيني Jean Marie Le Pen . ومثل اليسار الوطني الفرنسي المسمى ب (المتطرف ) ، فهو كذلك لم يكن متطرفا ، بل كان اتجاه سياسي بقناعات فرنسية ومن اجل فرنسا ، ومن اجل الشعب الفرنسي ، يعبر عنها ضمن دستور الجمهورية الفرنسية ، لا خارجه .. ولو كان التعبير عن مواقف اليمين الوطني الشوفيني ، والتعبير عن مواقف اليسار الراديكالي وليس المتطرف يتم خارج الدستور ، فللدولة الفرنسية كافة الإجراءات باسم القانون ، للحفاظ على الدستور روح الجمهورية ، والحفاظ على التاريخ الفرنسي الذي هو تاريخ تقاطعات سياسية ، ولم يكن تاريخ تناحر سياسي ..
اذن . كيف (لليسار) وضمنه اليسار ضد الرأسمالية La gauche anticapitaliste ، ان يدعو لتجمع اليسار ( تشفيا ) في موت زعيم اليمين الوطني الشوفيني السابق Jean Marie Le Pen ، مع العلم ان مواقف Le Pen كانت كلها وطنية ، جرت ضمن دستور الجمهورية لا خارجه .. ونفس مواقف ( اليسار ) الوطني الراديكالي وليس المتطرف ، كلها جرت ضمن دستور الجمهورية الفرنسية لا خارجه . ولم يسبق ابدا ان تمت محاكمة قادة ورموز اليمين الوطني الشوفيني من اجل أفكار جرمية ، كما لم يسبق محاكمة قادة اليسار الراديكالي بالقوانين الفرنسية ،ضد جرائم مثلا حصلت ضد روح دستور الجمهورية .. وهنا يجب ان لا نخلط محاكمة رموز اليمين الوطني الشوفيني ، ضد دعوات تخص العنصرية ، لان الدعوة في صلبها كانت من اجل فرنسا التي لم تعد فرنسا المعروفة ، مثل ان محاكمة بعض رموز اليسار الراديكالي ، كانت ضد اتهامات خارج دستور الجمهورية الفرنسية . فلا اليمين الوطني الشوفيني ، ولا اليسار الراديكالي سبق لهما ان رفعا دعوة لحمل السلاح ضد الجمهورية الفرنسية ، او تحالفا مع أعداء فرنسا الذين يبحثون عن تخريبها ( لا اقصد نظام الجزائر ههه ) ..
اذن . ان يدعو ( اليسار ) الفرنسي وبما فيه الراديكالي ، الى عقد تجمع في العديد من المدن الفرنسية ، ومنها عاصمة الانوار باريس ، بمناسبة وفاة الزعيم التاريخي لليمين الوطني الشوفيني Jean Marie Le Pen ، لهو بالأمر المشين الغير مقبول اطلاقا .. ف Le Pen لم يكن عضوا ب Le Gestapo ، او بتنظيم موازٍ . بل كان وطنيا دافع عن فرنسا ضمن منظوره الخاص ، الذي تم تهويله من قبل الفرقاء السياسيين المنافسين ، حتى يحرموه من تبوء الرئاسة والسكن بقصر Le Matignon .. ولو لم يكن موقفه بالوطني الصادق ، هل كان له ، ولابنته Marie le Pen ، ان يصلا بفضل تصويت الشعب الفرنسي لمنافسة رؤساء فرنسا ، في الانتخابات الأخيرة لدخول قصر Matignon وشغل سدة l’Elysée ..
ان دعوة اليسار الفرنسي ، وضمنه اليسار ضد الرأسمالية La gauche anticapitaliste ، المسمى ب ( اليسار المتطرف ) ، في حين هو ليس كذلك ، لأنه يسار وطني ، مثل وطنية الأحزاب اليمينية الشوفينية ، وليس المتطرفة ، لهو بالأمر المعيب والغير مقبول .. فهل وصل انحطاط ثقافة اليسار الفرنسي الى هذا المستوى المنحط ، الذي لم يسبق ان حصل في التاريخ النضالي المُشرق لليسار الفرنسي ، ولم يسبق ان حصل تاريخيا في المسيرة النضالية لليسار العالمي بالقارات الخمس .. فاليسار كان هو الثقافة ، والإنسانية والسلوك القويم ، ولم يكن ابدا وفي أي دولة بالعالم (باستثناء بعض الدول كالمغرب ) ، باليسار بدون كرامة وبدون شعور بالإنسانية وبالدفاع عنها .. فالدعوة باسم ( اليسار ) لحضور تجمع عام بمدن فرنسية ، منها العاصمة باريس ، شكل نكسة غير مسبوقة في تاريخ اليسار الإنساني والتاريخي والثقافي ..
إنّ ما يغيب عن الفرنسيين كشعب وليس رعية Des sujets / des esclaves ، وإنّ ما يغيب عن المهتمين بالشأن العام الفرنسي ، ان ترديد عنوان اليسار في فرنسا ، لا يعني التنظيمات والأحزاب اليسارية ، من الاشتراكي ، الى الشيوعي ، الى الماوي ، الى التروتسكي Trotski ، الى الماركسي ... الخ .. بل ان عنوان اليسار في فرنسا ، كان ولا يزال يحيل الى الفكر ، الى الثقافة اليسارية ، وان كانت الأكثرية ترتبط مع فرنسا الفكرية اليسارية ، وليس مع التنظيمات المحسوبة على الأحزاب اليسارية . فكنت تجد الفرنسيين رغم عدم انتماءهم التنظيمي الى الاحزاب اليسارية ، كانوا يساريين بالفكر وبالتاريخ ، وبسمو المعاملات والعلاقات الإنسانية الفرنسية ، وكانوا يصوتون لصالح البرنامج الانتخابي اليساري ، دون ارتباطهم تنظيميا بالأحزاب ..
اليسار في فرنسا ، لم يكن فقط فكرة سياسية واجتماعية ، بل كان اليسار هو الثقافة ، واي ثقافة خارجة ثقافة اليسار ، كانت ترفع القبعة للمثقفين اليساريين الذين طبعوا الثقافية العالمية بإنتاجاتهم الثقافية المتنوعة ، خاصة في مجال العلوم الإنسانية والأدبية .. نحن لا نذهب الى Victor Hugo ، والى الأسماء الفرنسية البارزة في الثقافية الفرنسية .. لن نذهب الى Molière ، والى Lamartine ، والى Albert Camus المغضوب عليه بسب حرب الجزائر .. بل نرجع لنذكر ب Jean Paul Sartre ، Simone de Beauvoir ... ان نرجع الى مايو 1968 ، التي كانت ثورة ثقافية ، ثقافة الشباب الطموح ، ضد ثقافة التحنيط التي صوروها في ثقافة المجتمع المكبل بأفكار ونظريات المثقفين التقليديين ، خاصة الشيوعيين والاشتراكيين .. ودعوا الى تجاوزها بالثورة عليها .. فبرزت أسماء شباب جيل جديد مثال Maxime Robinson ، Sartre .. كما قادت نضال طموحات الجيل الذهبي جامعات عريقة ك La Sorbonne / Le Panthéon .. المسارح ، الدور الثقافية المتنوعة ، Le Quartier Latin St Michel ...الخ ..
ان دعوة الأحزاب اليسارية ، لعقد تجمع عام بالعديد من المدن الفرنسية ، ومنها المدينة باريس ، ل (التشفي ) بوفاة وليس (بموت) الزعيم التاريخي للأحزاب اليمينية الشوفينية الوطنية ، لهو بالموقف الخجول الغير مقبول ، لأنه يتعارض ، بل لا علاقة له بثقافة اليسار كما عهدناها من بداية السبعينات بفرنسا .. لان اليسار وكما قلت ، لم يكن مجرد تنظيمات ، بل كان أفكارا وقيما تعلوها الإنسانية أولا وأخيرا .. فاليسار القيمي الثقافي ، كان بعموم فرنسا ، كان الفكرة التي كانت تعطي لليسار رونقه وحقيقته ، وهي انه فرنسي مجتمعي ، قبل ان يكون سياسي انتخابي ، وانه عالمي ..
فاذا كان دعاة عقد وتنظيم الاجتماع العام ( للتشفي ) في وفاة وليس في موت الزعيم التاريخي لليمين الشوفيني الوطني Jean Marie Le Pen ، وفي انتهازية مرفوضة ، يعتقدون ان مناسبة الوفاة ، والدعوة لعقد التجمع او الاجتماع العام ، ستكون مناسبة لمحاكمة البرنامج الوطني السياسي للحزب اليميني الشوفيني الوطني ، وتوجيه ضربة لم تكن متوقعة لهذا الجزء من الفرنسيين الذين يصوتون للحزب وللأحزاب اليمينية الوطنية الشوفينية ، فانهم ومن حيث لا يشعرون ، او ببلادة سياسية ولضعف التحليل ، يكونون قد قدموا خدمة ، هي كذلك لم تكن منتظرة ، لبرنامج الأحزاب الوطنية الشوفينية ، ويكونون قد ساهموا في تعريض قاعدتها الوطنية .. ويكونون قد تسببوا في ابعاد الناخب الفرنسي المتردد ، او تنقصه القناعة ، عن برنامجهم الذي اصبح بدعوتهم دون المستوى ، وقربوا بالمقابل هذا الفرنسي المتردد ، وهم كثرة ، من برامج الأحزاب الوطنية الشوفينية ..
ان الدعوة لعقد اجتماع ( يساري ) بمناسبة وفاة Jean Marie Le Pen ، لا علاقة له بثقافة ( اليسار ) التي عهدناها مع François Mitterrand ، ومع زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي المتهم بالستالينية Georges Marchais )) .
وتبقى الدعوة لعقد هذا الاجتماع اللاانساني واللاثقافي ، واللاحضاري ... وصمة عار في وجه الحضارة والثقافة الفرنسية الغنية عن التعريف ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارض الميعاد اليهودية من الفرات الى النيل
- موقف المملكة الاسبانية من نزاع الصحراء الغربية
- السلفية الجهادية تعلن استعدادها لنقل الحرب الى الداخل الجزائ ...
- أي نظام للحكم نريد ؟
- هل حقا ان النظام المخزني المزاجي العلوي يهدد اسبانية بالحرب ...
- انتصار الحضارة اليهودية المسيحية
- عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان
- محور المقاومة . العقل العربي الغبي
- حزب الله (اللبناني) الإيراني
- سورية
- الدولة المارقة
- هشام بن عبدالله العلوي / الملكية ( الديمقراطية ) ( التعاقدية ...
- في البطريركية (الابوية) السياسية
- الملك محمد السادس حسم في الوضع القانوني للصحراء الغربية ، وا ...
- جمهورية الريف الوطنية والديمقراطية
- أصل الحكم في الإسلام
- خمس منطلقات في المسألة الديمقراطية والانتخابات .
- حرب الصحراء الغربية بين النظامين المخزني المزاجي والنظام الج ...
- حركة التحرر العربية : أزمة عارضة أم بنيوية ؟
- حتمية انتصار الخط الوطني الثوري التقدمي . والمستقبل للشعب ال ...


المزيد.....




- البكالوريا المصرية: نظام لتطوير التعليم أم جباية الأموال؟
- قصف روسي على خيرسون يخلّف إصابات ودمار كبير لعشرات المباني
- أوستن: حلفاء كييف وافقوا على خطة الدعم
- وزير الداخلية الفرنسي ينتقد الاحتفالات والرقص فرحا عقب وفاة ...
- مصر.. حريق هائل يلتهم عدة منازل ومصانع في القاهرة (فيديو)
- فصيلة دم أصحابها أقل عرضة لأمراض القلب
- تعاون برلماني روسي جزائري
- حرائق كاليفورنيا تشعل غضبا ضد بايدن
- أوستن يوجه رسالة طمأنة لشركاء واشنطن في -الناتو- بعد تصريحات ...
- ماسك يوجه نصيحة لألمانيا ويحذرها من -أمر جنوني-


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - فرنسا مهد المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان