أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود كلّم - سليمان فرنجية: زعيمُ الوفاءِ ورمزُ الشجاعةِ والثباتِ!














المزيد.....

سليمان فرنجية: زعيمُ الوفاءِ ورمزُ الشجاعةِ والثباتِ!


محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)


الحوار المتمدن-العدد: 8217 - 2025 / 1 / 9 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سليمان فرنجية، اسمٌ يحملُ في طياتهِ معاني المجدِ والشجاعةِ، هو ذلك الرجلُ الذي عرفهُ اللبنانيون بمواقفِهِ الراسخةِ وثباتِهِ في زمنٍ تغيَّرت فيهِ المبادئُ وانحنى الكثيرونَ أمامَ عواصفِ السياسةِ. منذُ دخولِهِ إلى المشهدِ السياسيِّ، أثبت أنَّهُ زعيمٌ من طرازٍ فريدٍ، لا تهزُّهُ المحنُ ولا تغيِّرُهُ المصالحُ، رجلٌ عاشَ الوفاءَ نهجاً والشجاعةَ خُلقاً، ولم يتخلَّ يوماً عن أصالتِهِ أو عن حلفائِهِ الذين ارتبطَ مصيرُهُم بمصيرِهِ.

فرنجية ليسَ زعيماً عابراً، بل هو عنوانٌ للصمودِ.
في زمنٍ اختلطت فيهِ الأوراقُ، ومالت كفّةُ الكثيرينَ نحوَ المصالحِ الضيقةِ، بقيَ هو ثابتاً كالطودِ الشامخِ، لا تراجعَ ولا تلوُّنَ، واضعاً كرامةَ وطنِهِ فوقَ كلِّ اعتبارٍ.
لم يكن يوماً ممَّن يساومونَ على المبادئِ أو يبدّلونَ مواقفَهُم حسبَ الظروفِ. ظلَّ وفيّاً للدماءِ التي سالت، حامياً لإرثِ رجالاتٍ حملوا لواءَ القضيةِ، ومدافعاً بشراسةٍ عن حلفائِهِ مهما كلّفهُ ذلكَ من أثمانٍ.

لقد عاشَ فخامة الرئيس سليمان فرنجية كلَّ المعاركِ، سواءً السياسيةِ أو تلكَ التي فرضتها الظروفُ القاسيةُ على لبنان، وكان دائماً في الصفوفِ الأماميةِ. لم يكن يوماً متفرّجاً على الأحداثِ، بل كانَ فاعلاً، قائداً، وصاحبَ رؤيةٍ واضحةٍ. وما يميّزهُ حقّاً هو وفاؤهُ؛ فهو لا ينسى أبداً دماءَ من سقطوا إلى جانبِهِ، ولا يتنكرُ لرفاقِ الدربِ الذين قدّموا الغاليَ والنفيسَ دفاعاً عن لبنان وعن المبادئِ التي يؤمنونَ بها.

الشجاعةُ التي تحلّى بها الرئيس سليمان فرنجية لم تكن مجردَ كلماتٍ أو شعاراتٍ، بل أفعالاً ومواقفَ، تشهدُ لها الساحاتُ والمحطاتُ المفصليةُ في تاريخِ لبنان.
حين ترددَ الآخرونَ، وقفَ هو بثباتٍ، معلناً مواقفَهُ بشجاعةٍ قلّ نظيرُها، غيرَ مكترثٍ للضغوطِ أو التهديداتِ. كانت مواقفُهُ دائماً نابعةً من إيمانِهِ العميقِ بلبنان الحرِّ السيدِ المستقلِّ، وحرصِهِ على أن يبقى الوطنُ فوقَ كلِّ المصالحِ.

لم يتخلَّ يوماً عن حلفائِهِ، ولم ينكر يوماً الجميلَ. كانَ وفيّاً لمن وقفوا إلى جانبِهِ، ولم يسمح يوماً بأن تضيعَ دماءُ الشهداءِ الذينَ ناضلوا من أجلِ القضيةِ. إنَّهُ رجلُ العهدِ والكلمةِ، الذي إن قالَ فعلَ، وإن وعدَ أوفى. هذا الوفاءُ جعلهُ محطَّ احترامِ الجميعِ، حتى من اختلفوا معهُ، لأنَّهُ أثبتَ أنَّهُ زعيمٌ يعلو فوقَ الصغائرِ، وينظرُ إلى أبعدَ من اللحظةِ.

وفوقَ كلِّ ذلكَ، كانت قضيةُ فلسطين وشعبِها دوماً في قلبِهِ، وفي صميمِ مبادئِهِ. فلسطين وشعبُها يفتخرون بكَ وبأمثالِكَ، ممَّن لم يتخلَّوا يوماً عن دعمِ الحقِّ، وحملوا همَّ الأمةِ بكلِّ شجاعةٍ ووفاءٍ.

يا فخامة الرئيسِ سليمان فرنجية، لا تحزن إن لم تنلِ الكرسيَّ، فالكرسيُّ لا يساوي شيئاً أمامَ مواقفِكَ التي سطّرت بها تاريخكَ. الكبارُ مثلكَ لا تُقاسُ قيمتُهم بالمناصبِ، بل بثباتِهم وصلابتِهم في أحلكِ الظروفِ. أنت كنت وما زلتَ رمزاً للوفاءِ والشجاعةِ، وستظلُّ كبيراً في نظرِ كلِّ من آمنَ بالمبادئِ والقيمِ التي لم تحِدْ عنها يوماً.

لا تقلق، فالتاريخُ لا يذكرُ إلا العظماءَ، وأنتَ واحدٌ من أولئكَ القلائلِ الذينَ سيخلّدُهم التاريخُ بأحرفٍ من ذهبٍ. سيظلُّ اسمُكَ مرادفاً للثباتِ، والوفاءِ، والزعامةِ الحقيقيةِ التي لا تتزعزعُ.



#محمود_كلّم (هاشتاغ)       Mahmoud_Kallam#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم ناظم: دموعُ الانتظارِ وحلمٌ ماتَ في أحضانِ الغيابِ!
- ناقةُ صالح: معجزةٌ ربانيةٌ وعبرةٌ أبديةٌ
- تاريخُ اكتشافِ الرَّقمِ صفرٍ: من الحضاراتِ القديمةِ إلى الثّ ...
- الريَّاضياتُ والاكتشافاتُ العلميَّةُ: السَّرِقاتُ الفِكرِيَّ ...
- كيف تجدُ الطُّيُورُ طريقها أَثناء الهجرةِ: أَسرارُ الملاحةِ ...
- غزّة: صمودٌ في وجهِ ظلمٍ عالميٍّ وخذلانٍ عربيٍّ وإسلاميٍّ
- الوساطةُ المصريةُ القطريةُ: فشلٌ في إنهاءِ معاناةِ غزة!
- دورُ الذَّكاءِ الاصطناعيِّ في تحديدِ الأَهدافِ العسكريَّةِ: ...
- نظرية فيثاغورس(Pythagorean Theorem): أصولها البابلية وتطورها ...
- تطوُّرُ علمِ المثلَّثاتِ (Trigonometry) في الرِّياضياتِ عبرَ ...
- أساسياتُ الرياضيات: مفتاحُ التفوُّقِ الأكاديميِّ
- أسبابُ ضعفِ تعلمِ الرياضياتِ لدى الطلابِ
- محمود سعيد: غيابُ الصقرِ الذي أسكتت صوتهُ أوجاعُ الأرضِ!
- اليمن ونزار بنات: رمزُ العزَّةِ والشَّجاعةِ!
- دانيال مانن: يرحلُ النورُ ويظلُّ الأثرُ!
- طائرُ السنونو: دموعُ الذكرياتِ على أرصفةِ المحطاتِ!
- أنيس صايغ: الشُّعلةُ التي لا تنطفِئُ !
- يا طائر السُّنُونُو، في غيابك يغيبُ الأُفُق!
- طائرُ السنونو: حينَ يَخذُلُنا الأُفُقُ
- نعمات قدورة: حينَ يَكتُبُ الحُزنُ تاريخاً!


المزيد.....




- اُعتبرت إدانته انتصارًا لحركة -MeToo-.. ماذا تعني إعادة محاك ...
- الحرب الأهلية في السودان تدخل عامها الثالث… نزيف أرواح متواص ...
- فيديو متداول لاكتشاف قاذفات أمريكية شبحية في الأجواء الإيران ...
- الإليزيه: استدعاء السفير الفرنسي في الجزائر وطرد 12 من موظف ...
- إطلالة محمد رمضان وجدل -بدلة الرقص- في مهرجان -كوتشيلا-.. ما ...
- هل كشفت فيديوهات الصينيين التكلفة الفعلية للماركات الفاخرة؟ ...
- مطرب يقسم اليمنيين بأغنيته -غني معانا-.. ما القصة؟
- لقطات حصرية من الفاشر المحاصرة وسكانها يوثقون لبي بي سي صراع ...
- كيف جلب -بيع- جنسية الدومينيكا مليار دولار للدولة؟
- غزة.. موت ينتشر وأرض تضيق


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود كلّم - سليمان فرنجية: زعيمُ الوفاءِ ورمزُ الشجاعةِ والثباتِ!